![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() [ مناظرة اخرى لابن عباس ] المناظرة السادسة مناظرة ابن عباس مع عمر بن الخطاب قال عبد الله بن عمر : كنت عند أبي يوما ، وعنده نفر من الناس ، فجرى ذكر الشعر ، فقال : من أشعر العرب ؟ فقالوا : فلان وفلان ، فطلع عبد الله بن عباس ، فسلم وجلس ، فقال عمر : قد جاءكم الخبير ، من أشعر الناس يا عبد الله ؟ قال : زهير بن أبي سلمى . قال : فأنشدني مما تستجيده له . فقال : يا أمير المؤمنين ، إنه مدح قوما من غطفان ، يقال لهم بنو سنان ، فقال : لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا أمنوا ، جن إذا فزعوا مرزؤون بها ليل إذ جهدوا محسدون على ما كان من نعم لا ينزع الله منهم ماله حسدوا فقال عمر : والله لقد أحسن ، وما أرى هذا المدح يصلح إلا لهذا البيت من هاشم ، لقرابتهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله - . فقال ابن عباس : وفقك الله يا أمير المؤمنين ، فلم تزل موفقا . فقال : يا بن عباس ، أتدري ما منع الناس منكم ؟ ‹ صفحة 72 › قال : لا يا أمير المؤمنين . قال : لكني أدري . قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فيجخفوا جخفا ( 1 ) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت . فقال ابن عباس : أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع ؟ قال : قل ما تشاء . قال : أما قول أمير المؤمنين : إن قريشا كرهت ، فإن الله تعالى قال لقوم : ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ( 2 ) . وأما قولك : ( إنا كنا نجخف ) ، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة ، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله - صلى الله عليه وآله - الذي قال الله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم ( 3 ) ، وقال له : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ( 4 ) . وأما قولك : ( فإن قريشا اختارت ) ، فإن الله تعالى يقول : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ( 5 ) وقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار ( 6 ) ، فلو نظرت قريش من حيث نظر ‹ صفحة 73 › الله لها لوفقت وأصابت قريش . فقال عمر : على رسلك يا بن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشا في أمر قريش لا يزول ، وحقدا عليها لا يحول . فقال ابن عباس : مهلا يا أمير المؤمنين ؟ لا تنسب هاشما إلى الغش ، فإن قلوبهم من قلب رسول الله - صلى الله عليه وآله - الذي طهره الله وزكاه ، وهم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) . وأما قولك : ( حقدا ) فكيف لا يحقد من غصب شيئه ، ويراه في يد غيره . فقال عمر : أما أنت يا بن عباس ، فقد بلغني عنك كلام أكره أن ‹ صفحة 74 › أخبرك به ، فتزول منزلتك عندي . قال : وما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به ، فإن يك باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقا فإن منزلتي لا تزول به . قال : بلغني أنك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منك حسدا وظلما . قال : أما قولك يا أمير المؤمنين : ( حسدا ) ، فقد حسد إبليس آدم ، فأخرجه من الجنة ، فنحن بنو آدم المحسود . وأما قولك : ( ظلما ) فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو ! ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله - صلى الله عليه وآله - ، واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله - صلى الله عليه وآله - ! فنحن أحق برسول الله من سائر قريش . فقال له عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك ، فقام ، فلما ولى هتف به عمر : أيها المنصرف ، إني على ما كان منك لراع حقك ! فالتفت ابن عباس فقال : إن لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كل المسلمين حقا برسول الله - صلى الله عليه وآله - ، فمن حفظه فحق نفسه حفظ ، ومن أضاعه فحق نفسه أضاع ، ثم مضى . فقال عمر لجلسائه : واها لا بن عباس ، ما رأيته لاحى أحدا قط إلا خصمه ! ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 72 › ( 1 ) جخف : تكبر . ( 2 ) سورة محمد : الآية 9 . ( 3 ) سورة ن : الآية 215 . ( 4 ) سورة الشعراء : الآية 215 . ( 5 ) سورة القصص : الآية 68 . ( 6 ) هذه الكلمة من ابن عباس تدل على أنه من المتسالم عليه عندهم أن الخلافة قد ثبتت بالنص على الإمام علي - عليه السلام - وأنها بأمر الله واختياره ، ولو لم يكن كذلك لاعترض عليه الخليفة في ذلك ، والحق يقال أن انعقاد الخلافة بالشورى أو الإجماع أو البيعة ما هو إلا اجتهاد في مقابل النص وقد قال تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا سورة الأحزاب : الآية 36 . ‹ هامش ص 73 › ( 1 ) سورة الأحزاب : الآية 33 . فقد روى الجمهور أن هذه الآية الشريفة نزلت في خمسة وهم : النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - . راجع : صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ج 4 ص 1883 ح 61 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 327 ح 3205 و ح 3206 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 133 وص 146 و ج 2 ص 416 ، شواهد التنزيل للحسكاني ج 2 ص 18 - 141 ح 637 و ح 474 ، مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 259 ج 4 ص 107 و ج 6 ص 292 ، أسباب النزول للواحدي ص 239 ، المناقب للخوارزمي ص 60 - 61 ح 28 - 29 ، تفسير القرطبي ج 14 ص 182 ، الكشاف للزمخشري ج 3 ص 537 ، الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 603 ، فرائد السمطين ج 2 ص 9 ح 356 ، الصواعق المحرقة ص 143 ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 1 ص 270 - 289 ، وغيرها الكثير من المصادر . ‹ هامش ص 74 › ( 1 ) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 12 ص 52 - 55 ، تاريخ الطبري ج 4 ص 223 ، الكامل لابن الأثير ج 3 ص 62 ( في حوادث سنة 23 ) ، الايضاح لابن شاذان ص 87 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |