![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ المناظرات ابن عباس ]
المناظرة الثالثة مناظرة ابن عباس ( 1 ) مع عمر بن الخطاب قال ابن عباس : دخلت على عمر في أول خلافته ، وقد القي له صاع من تمر على خصفة ( 2 ) ، فدعاني إلى الأكل ، فأكلت تمرة واحدة ، وأقبل يأكل حتى أتى ‹ صفحة 66 › عليه ، ثم شرب من جر ( 1 ) كان عنده ، واستلقى على مرفقة له ، وطفق يحمد الله ، يكرر ذلك ، ثم قال : من أين جئت يا عبد الله ؟ قلت : من المسجد . قال : كيف خلفت ابن عمك ؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر . قلت : خلفته يلعب مع أترابه . قال : لم أعن ذلك ، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت . قلت : خلفته يمتح بالغرب ( 2 ) على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن . قال : عبد الله ، عليك دماء البدن إن كتمتنيها ؟ هل بقي في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟ قلت : نعم . قال : أيزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نص عليه ؟ قلت : نعم وأزيدك ، سألت أبي عما يدعيه ، فقال : صدق . فقال عمر : لقد كان من رسول الله - صلى الله عليه وآله - في أمره ذرو ( 3 ) من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع في أمره وقتا ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه ( 4 ) فمنعت من ذلك ( 5 ) إشفاقا ‹ صفحة 67 › وحيطة على الإسلام ! لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا ؟ ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله - صلى الله عليه وآله - أني علمت ما في نفسه ، فأمسك ، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 65 › ( 1 ) هو : عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو العباس الهاشمي المكي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وولد قبل الهجرة في الشعب بثلاث سنين ، هاجر إلى المدينة المنورة مع أبويه عام الفتح ، وصحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثين شهرا ، وكان عمره حين وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما روى عنه الكثير من الصحابة والتابعين ، كان محبا لعلي - عليه السلام - وتلميذه ، وحاله في الاخلاص والموالاة والنصرة لأمير المؤمنين - عليه السلام - والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة من لا شبهة فيه ، وهو حبر هذه الأمة وعالمها ، دعى له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالفقه والحكمة والتأويل ، وقال عنه معروف : كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت : أجمل الناس ، فإذا تحدث قلت أعلم الناس ، فإذا تكلم قلت : أفصح الناس ، وقد استفاض في الأخبار من مجادلته مع عمر بن الخطاب ، ومعاوية وغيرهم في الخلافة ، وكف بصره في آخر عمره ، ومات بالطائف سنة ثمان أو تسع وستين ، وقال في مرضه الذي توفي فيه : اللهم إني أحيا على ما حيي به علي بن أبي طالب - عليه السلام - وأموت على ما مات علي بن أبي طالب - عليه السلام - ثم مات ، وصلى عليه محمد بن الحنفية . راجع ترجمته في : تنقيح المقال للمامقاني ج 2 ص 191 ، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 331 ، الطبقات لابن سعد ج 2 ص 365 ، حلية الأولياء ج 1 ص 314 . ( 2 ) الخصفة : الجلة تعمل من الخوص للتمر . ‹ هامش ص 66 › ( 1 ) الجر : آنية من خزف ، الواحدة جرة . ( 2 ) الغرب : الدلو . ( 3 ) ذرو : طرف . ( 4 ) إشارة إلى قول النبي - صلى الله عليه وآله - : آتوني بدواة وكتف لا كتب لكم كتابا لن تضلوا بعده . ( 5 ) اعتراف الخليفة عمر إنما صد عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الأمر لعلي - عليه السلام - . راجع : شرح نهج البلاغة ج 12 ص 78 - 79 . ومما يفيد ذكره هنا بمناسبة منع عمر لكتابة الكتاب ما ذكره المرحوم الشهيد الصدر ( قدس سره ) يقول الدكتور التيجاني في كتابه ثم اهتديت ص 98 - 99 : وإني لا زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر ، عندما سألته : كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كتابته وهو استخلاف علي - عليه السلام - على حد زعمكم ، فهذا ذكاء منه ؟ ! قال السيد الصدر : لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول ، ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر ، لأنه سبق لرسول الله - صلى الله عليه وآله - أن قال مثل هذا إذ قال لهم : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، وفي مرضه قال لهم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابيا ، وهو التمسك بكتاب الله وعترته ، وسيد العترة هو علي - عليه السلام - ، فكأنه - صلى الله عليه وآله - أراد أن يقول : عليكم بالقرآن وعلي ، وقد قال مثل ذلك في مناسبات أخرى كما ذكر المحدثون . ‹ هامش ص 67 › ( 1 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 12 ص 20 - 21 ، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للحلي ص 462 ح 562 ، كشف الغمة ج 2 ص 46 ، بحار الأنوار ج 38 ص 156 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |