![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
أبو طالب عليه السلام مؤمن قريش
إيمان أبي طالب عليه السلام عند أهل البيت عليهم السلام : لا بد لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ ورد بين المسلمين ألا وهو إيمان أبي طالب «رحمه الله» ، فمن مؤيد ، ومن منكر . فأما أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم ، فإنهم مجمعون على إيمانه وإسلامه «عليه السلام» 1 ، بل في بعض الأحاديث عنهم «عليهم السلام» : أنه من الأوصياء 2 ، وأن نوره يطغى في يوم القيامة على كل نور ، ما عدا نور النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، والأئمة «عليهم السلام» ، والسيدة فاطمة الزهراء «عليها السلام» 3 . |
![]() |
#2 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
أهل البيت عليهم السلام أدرى :
والأحاديث الدالة على إيمانه ، والواردة عن أهل بيت العصمة «عليهم السلام» لا تنحصر بما ذكرناه في هذه الدراسة ، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة 4 . وقد ذكر العلامة المجلسي في كتابه العظيم «بحار الأنوار» والطبسي في كتاب «منية الراغب» وكذلك الخنيزي في كتاب «أبو طالب مؤمن قريش» وصاحب كتاب : «مواهب الواهب» وغيرهم الشيء الكثير جداً مما يدل على إيمانه صلوات الله وسلامه عليه . . ونحن سوف نقتصر في هذا المعرض على أقل القليل من ذلك ونحيل من أراد التوسع إلى كتاب البحار الآنف الذكر ، وإلى غيره . . غير أننا نقول هنا : إن هذه الأخبار هي من الكثرة والصراحة بحيث تعطي الانطباع الحاسم عما لأبي طالب من شأن عظيم ، ومقام كريم عند الله تعالى . وواضح : أن أهل البيت أدرى بما فيه من كل أحد . يقول ابن الأثير : «وما أسلم من أعمام النبي «صلى الله عليه وآله» غير حمزة والعباس ، وأبي طالب عند أهل البيت» 5 . |
![]() |
![]() |
#3 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
تآليف في إيمان أبي طالب عليه السلام :
وعدا عن ذلك ، فما أكثر الأدلة الدالة على إيمانه ، وقد أُلف في إثبات إيمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء . وقد أنهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : «أبو طالب مؤمن قريش» للأستاذ عبد الله الخنيزي ، الذي كاد أن يدفع مؤلفه حياته ثمناً له ، حين حاول الوهابيون اتخاذ ذلك ذريعة للتخلص منه ، فتداركه الله برحمته ، وتخلص من شرهم . هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني قدس سره . . 6 . وقد نقل العلامة الأميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك ، كالبرزنجي في أسنى المطالب 7 والأجهوري ، والإسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الأخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبـط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم . بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والأجهوري ، والتلمساني ـ بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر 8 . |
![]() |
![]() |
#4 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
من أدلة إيمان أبي طالب عليه السلام :
ونحن نذكر فيما يلي طرفاً من الأدلة على إيمان أبي طالب ، فنقول : أهل البيت عليهم السلام أعرف : وقد تقدم بعض ما روي عن الأئمة «عليهم السلام» ، والنبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» مما يدل على إيمانه ، وقد قلنا : إن أهل البيت أدرى بما فيه ، وأعرف بأمر كهذا من كل أحد . التضحيات والمواقف : ويدل على ذلك أيضاً : ما تقدم من مناصرته للنبي «صلى الله عليه وآله» ، وتحمله المشاق والصعاب العظيمة ، وتضحيته بمكانته في قومه ، وحتى بولده ، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر واليابس في سبيل هذا الدين . . ولو كان كافراً ؛ فلماذا يتحمل كل ذلك؟! ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرَّه عليه النبي محمد «صلى الله عليه وآله»؟! . واحتمال : أن يكون قد طمع بمقام دنيوي أعظم . يرده : أن الطامع إنما يسعى للحفاظ على حياته لينال ما طمع به ، أما أبو طالب فكان على استعداد لأن يقتل هو وجميع أولاده ، وعشيرته في سبيل هذا الدين . |
![]() |
![]() |
#5 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
تشنيع الأعداء :
وقد استدل سبط ابن الجوزي على إيمانه بأنه لو كان أبو الإمام علي «عليه السلام» كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه ، والزبيريون وأعوانهم ، وسائر أعدائه «عليه السلام» ، مع أنه «عليه السلام» كان يذمهم ، ويزري عليهم بكفر الآباء والأمهات ، ورذالة النسب 9 . |
![]() |
![]() |
#6 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
أشعاره الصريحة بالإيمان :
أما تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً؛ فإنها كلها ناطقة بإيمانه وإسلامه . ويمكننا أن ندَّعي : أن هذه التصريحات قد جاءت بعد قضية إسلام حمزة ، أو بعد الهجرة إلى الحبشة . أما قبل ذلك فكان «عليه السلام» يعمل بالتقية أمام قريش على الخصوص . ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر ، من حيث مجموعها 10 . فمن الشواهد على توحيده ، قوله : مليك الناس ليس له شريك *** هو الوهاب ، والمبدي المعـيد ومن تحت السـماء له بحق *** ومن فوق الـسماء لـه عبيد ومن الشواهد على إيمانه بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، نذكر : 1ـ ألم تعلموا : أنا وجـدنا محمداً *** نبياً كمـوسى خط في أول الكتب 2 ـ نبي أتاه الوحي مـن عند ربه *** ومن قال : لا ، يقرع بها سن نادم 3 ـ يا شاهد الله عـلي فـاشهد *** إني عـلـى ديـن النـبي أحمـد 4 ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه *** علـيك نـزل من ذي العزة الكتب 5 ـ أنت الـنبي محمد *** قـرم أغـر مـسـوَّد 6 ـ أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب *** على نبي كمـوسى أو كـذي النون 7 ـ وظـلم نبي جاء يدعو إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي الـعرش قيم 8 ـ لقد أكرم الله النـبـي محـمداً *** فـأكرم خلق الله في الناس أحمـد 9 ـ وخـيـر بنـي هاشـم أحمـد *** رسـول الإله عـلـى فـتـرة 11 10ـ والله لا أخـذل الـنــبي ولا *** يـخـذلـه من بني ذو حسـب 11 ـ وقال «رحمه الله» يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه إلى الإسلام : أتعلـم ملك الحبش أن محمـداً نبياً *** كـمـوسى و المسيح ابن مـريـم أتى بالهدى مثل الذي أتيـا بــه *** فكـل بأمـر الله يهــدي ويعصـم وإنـكـم تتلـونـه في كتـابكم *** بصدق حـديث لا حـديث الترجـم فــلا تجعلوا لله نـداً فـأسلموا *** فــإن طـريــق الحـق ليس بمظلم 12 ـ وقال مخاطباً أخاه حمزة «رحمه الله» : فـصـبراً أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهراً للـديـن وفـقت صابرا وحط من أتى بالحق من عنـد ربه *** بصدق وعـزم لا تكن حمز كـافـرا فقـد سرني أن قلت : إنـك مؤمن *** فكن لـرسول الله في الله نــاصرا و باد قريشـاً في الذي قد أتـيـته *** جهـاراً ، وقل : ما كان أحمد ساحرا 13 ـ نصرت الرسول رسول المليك *** ببيض تـلالاً كـلـمع الـبـروق أذب و أحمـى رسـول الإلـــه *** حمايــة حـام علـيـه شفـيق 14 ـ لقد علموا : أن ابننا لا مكذب *** لدينـا ولا نعبـأ بقـول الأباطـل 15 ـ أقـيم على نصـر النبي محمد *** أقاتـل عنه بـالقنـا والقـنـابـل 16 ـ أنت ابن آمنـة النبي محمـد *** عـندي بمـثـل مـنــازل الأولاد 17 ـ ألا إن أحمد قد جــاءهم *** بحق ولـم يـأتـهــم بـالـكـذب 18 ـ أوصي بنصر نبي الخير مشهده *** علياً ابني وشيخ القوم عبــاســـا 19ـ ودعوتني وعلمت أنك صادق *** ولـقــد صدقت وكنت ثـم أمينـا ولـقـد عـلمت بأن دين محمد من *** خـيـر أديـان الـبريـة ديـنــا وأشعار أبي طالب «عليه السلام» الناطقة بإيمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؛ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ، ويقال في هذا الموضوع . |
![]() |
![]() |
#7 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
مدائح أبي طالب عليه السلام للنبي صلى الله عليه و آله :
قال المعتزلي : «قلت : كان صديقنا علي بن يحيى البطريق «رحمه الله» يقول : لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب ، وهو شيخ قريش ، ورئيسها ، وذو شرفها ، يمدح ابن أخيه محمداً وهو شاب قد ربي في حجره ، وهو يتيمه ومكفوله ، وجارٍ مجرى أولاده بمثل قوله : وتـلقوا ربيـع الأبطحين محمـداً *** على ربـوة في رأس عـنقـاء عيطل وتـأوي إلـيه هـاشم إن هاشماً *** عرانين كـعـب آخـر بـعـد أول ومثل قوله : وأبـيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثـمال اليـتـامى عصمـة للأرامـل يـطيف به الهلاك من آل هاشم *** فهم عـنـده في نـعمة وفـواضـل فإن هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابى من الناس ، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء . فإذا تصورت : أنه شعر أبي طالب ، ذاك الشيخ المبجل العظيم في النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، وهو شاب مستجير به ، معتصم بظله من قريش ، قد رباه في حجره غلاماً ، وعلى عاتقه طفلاً ، وبين يديه شاباً ، يأكل من زاده ، ويأوي إلى داره ، علمت موضع خاصية النبوة وسرها ، وأن أمره كان عظيماً» 12 . كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها : وأبـيـض يـسـتـسـقى . . الخ . . . . . . . . وهي طويلة ، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم 13 ، فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق ، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير ، وغيرهما . وهي ظاهرة الدلالة على عظمة الرسول «صلى الله عليه وآله» في نفس أبي طالب «عليه السلام» ، وهي عظمة أوجبت خضوع قلبه له «صلى الله عليه وآله» ، وتعامله معه تعامل التابع ، المؤمن المصدق ، والمسرور بهذا الإيمان ، والمبتهج بذلك التصديق ، والملتذ بذلك الانقياد . |
![]() |
![]() |
#8 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
النار محرمة على أبي طالب عليه السلام :
ومما يدل على إيمانه ما روي عنه «صلى الله عليه وآله» : أن الله عز وجل قال له على لسان جبرائيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه ، يعني أبا طالب «عليه السلام» ، وفاطمة بنت أسد ، وبمعناه غيره مع اختلاف يسير 14 . |
![]() |
![]() |
#9 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
النبي صلى الله عليه و آله يحب عقيلاً حبين :
ومما يدل دلالة واضحة على إيمانه : حب النبي «صلى الله عليه وآله» إياه ، حتى لقد روي عن ابن عباس؛ قال : قال علي «عليه السلام» للنبي «صلى الله عليه وآله» : إنك لتحب عقيلاً . قال : إي والله إني لأحبه حبين ، حباً له ، وحباً لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك . . الخ . . 15 . ورسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يحب أعداء الله سبحانه ، ولا يحب إلا من يحبه الله . |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |