![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
أحمد حسين / العراق
السؤال: الضابطة في التوحيد والشرك السلام عليكم ورحمة الله هناك من إستشكل او تسائل على بعض النقاط من كتاب ليالي بيشاور أرجو الرد على مايأتي: ************************* يقول السيد الشيرازي في كتابه ( الشرك في الصفات... وهو: أن يعتقد بأن صفات الباري عز وجل ، كعلمه وحكمته وقدرته وحياته هي أشياء زائدة على ذاته سبحانه، وهي أيضا قديمة كذاته جل وعلا، فحينئذ يلزم تعدد القديم وهو شرك ) الإستشكال ![]() وببساطة شديدة كلنا يعرف ويفهم أن لله أسماء كثيرة ، وهو سبحانه واحد أحد ، فلم يستلزم تعدد أسماءة أن تعددت ذاته ، فهذه بديهية لا تخفى على أحد ، وبالتالي فقوله أن تعدد الصفات يستلزم تعدد الذات قول باطل لبطلان إستلزامه أصلا ). ويقول السيد أيضاً ![]() الإستشكال ![]() ولا يعدو قوله هذا إلا تقول على الآخرين ناتج عن فهمه هو وعقله هو ، وهذا لا يلزم من أدعى عليهم ذلك بشيء). ويقول السيد ![]() الإستشكال ![]() أعني هل قال أحد منهم أن ذات الله (( بسيط )) ؟ وهل قال أحد منهم أن صفات الله هي عين ذاته ؟ عامة لا أحب الخوض في كلام لم يخض فيه من سبقنا ، فإن لم يكن ورد عن رسول الله والأئمة مثل هذا الكلام فلا حاجة لي به، إذا لا يعدو مجرد إستدلالات عقلي تخضع للخطأ أكثر منها للصواب ، كما أنني لا أحب الخوض فيما لا سبيل لعلمه إلا بالخبر الصحيح ,ليس بالإستنتاج العقلي في الغيبيات ). ويكمل السيد قائلاً ![]() أريد توضيح .يكمل السيد مانصه ![]() وإذا نذر على الصورة الأخيرة عالما بالمسألة، فإن عمله حرام وشرك بالله عز وجل، فقد قال تعالى: (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) السؤال: هل هذا الكلام مقصور على النذر فقط؟ويقول السيد ![]() فإذا كان طلب الحاجة من المخلوقين شرك، فكل الناس مشركون! فإذا كانت الاستعانة بالآخرين في قضاء الحوائج شرك، فلماذا كان الأنبياء يستعينون بالناس في بعض حوائجهم).الإستشكال: لماذا عندما أراد أن يبرر ((طلب الحاجة من غير الله)) جاء بمثال عن ((الإستعانة بغير الله))؟! فالإستعانة بالآخرين لا إشكال فيها إن كانت فيما هم قادرون عليه ، فأنا استعين بأحدهم ليحمل عني حقيبتي أو أن يصلح لي عطل سيارتي، أو أن يصف لي دواء يكون فيه سبب شفاء الله لي ... وهكذا أما الإستعانة بالمخلوق فيما هو من اختصاص الخالق فهذا شيء آخر تماما.يكمل السيد بقوله ![]() ************************* هذا وأرجو الرد مع الإمتنان الجواب: الاخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشرك في الصفات: أيها الأخ العزيز يجب أن نعلم بأن علم الكلام متأخر وعلم من العلوم الوضعية التي وضع مصطلحاتها علماء المسلمين ولا يطالب صاحب العلم ان يستدل على مصطلحاته التي وضعها في مجال علمه وهذا متفق عليه. ثم إن إعمال العقل والتفكر والتدبر مطلوب في كل شيء وخصوصاً الغيبيات والعقائد لكي تفهم ويصدق بها بعد تصورها فيطمئن بها ويعتقد بها عن علم لا بمجرد الاخبار فتكون لقلقة لسان وترديد ألفاظ كما هو الحال عند السلفيين والوهابيين ومن قبلهم الحشوية. ولذلك حصلت الاختلافات في هذه المسائل الى مدارس كبيرة وعريقة كالاشعرية والمعتزلة والجهمية والمعطلة والمجسمة والسلف والخلف والإمامية وما إلى ذلك وكل مدرسة لها أصولها وأدلتها ولكن الحق واحد قطعاً. ومذهب الإمامية الاثني عشرية هو وسط بين هذه المذاهب فهو يثبت الصفات لله تعالى ويؤمن بأن كل صفة تغاير مفهوماً الصفة الاخرى ففترق بذلك عن المعتزلة والمعطلة والجهمية وفي نفس الوقت نعتقد بأن هذه الصفات هي عين ذات الباري عز وجل وليست زائدة على ذاته فتفترق بذلك مع الاشاعرة واهل الحديث والسلف والخلف. وبذلك نثبت حقيقة الصفات لله تعالى وأنه عالم وقادر وحكيم وحيّف حقيقة ولكن هذه الصفات ليست زائدة على الذات المقدسة لوجود محاذير إن التزامنا بالزيادة منها: أ- تكون هذه الصفات غير الله تعالى وبما أنها لا تنفك عن ذاته تعالى فيجب أن نقول بأنها قديمة وإذا أثبتنا قدم هذه الصفات فسوف نثبت مع الذات الالهية المقدسة اشياء غير الذات قديمة أزلية مع الله تعالى وهذا هو عين الشرك والشركاء. ب- والمسألة المهمة الاخرى التي تثبت إن قلنا بالزيادة على الذات هي أن الذات تكون فقيرة محتاجة لهذه الصفات إذ بدون هذه الصفات تكون الذات ليست عالمة وليست قادرة وليست حية وو وهذا القول خلاف التعظيم وخلاف الجلال والاكرام فالله تعالى بذاته عالم قادر حي لا يمكن تصور ذاته دون علم او قدرة او حياة فلا يمكن التزام زيادة الصفات على الذات وغيريتها لها في عالم المصداق لان الله تعالى وصف نفسه بقوله (( الله أحد الله الصمد )) فهو غني بنفسه بسيط أحد لا تعدد فيه ولا تركب ولا فقر البتة. وقد ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) في توحيد الصفات كما جاء في نهج البلاغة الخطبة الاولى قال (عليه السلام) فيها: (وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف بأنه غير الصفة فمن وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله). هذا النص وغيره هي مستندنا في هذه الامور الغيبية فلم نتفلسف ولم نأت بجديد وإنما فقط نفهم الكتاب والسنة واقوال أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الامر المعقد الصعب الذي انزلق فيه الكثير. ومن هذه النصوص أيضاً قول الصادق (عليه السلام): (لم يزل الله جل وعز ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة ذاته ولا مقدور). وراجع كتب علمائنا في التوحيد تجد النصوص الكثيرة جداً في هذا المجال كتوحيد الصدوق والبحار والاحتجاج وغيرها. أما قولك بأن الصفات لازمة للموصوف، فهذا أول الكلام وهذا هو قياس الخالق على المخلوق المادي وبالتالي فاللازم هو الامر الخارج الزائد وهذه المغايرة تثبت لاثنينية والقرن والغيرية فيثبت الشريك. ونقول أيضاً إن كلام السيد واضح جداً وقد بينه بالامثلة المقربة على أن الصفة يمكن أن تكون عين ذات الموصوف حتى في الممكنات والماديات فكيف بالخالق العظيم المجرد عن المادة والغني عن كل شيء زائد لانه تعالى بسيط غير مركب ولا مجزأ. فقال السيد: ومثاله تقريباً للأذهان ـ ولا مناقشة في الامثال ـ: هل حلاوة السكر شيء غير السكر؟ وهل دهنية السمن شيء غير السمن؟ فالسكر ذاته حلو أي: كله والسمن ذاته دهن أي كله. وحيث لا يمكن التفريق بين السكر وحلاوته وبين السمن ودهنه كذلك صفات الله سبحانه فإنها عين ذاته بحيث لا يمكن التفريق بينها وبين ذاته عز وجل فكلمة (الله) التي تطلق على الذات الربوبية مستجمعة لجميع صفاته, فالله يعني: عالم حي قادر حكيم ... إلى آخر صفاته الجلالية والجمالية... اهـ . فلو كان الله تعالى مركباً ذا أجزاء لاحتاج كل جزء الى غيره وهذا هو عين الفقر وكل جزء يكون مختصاً بشيء لا يوجد عند غيره من الاجزاء فيمكن أن يوصف تعالى على هذا القول بأن جزءاً منه عالم وجزءاً آخر غير عالم وجزءاً منه قادر وجزءاً آخر غير قادر وهذا عين الاحتياج والفقر والتركيب وبالتالي هذا القول يكون كفراً باجماع المسلمين أما إن قلنا بالبساطة والعينية فلا يبقى محذور عندنا بعد ذلك لأن الله تعالى يكون عالماً من حيث هو قادر وقادراً من حيث هو حي وحياً من حيث هو موجود وهكذا فيكون غنياً كاملاً غير محتاج ولا فقير. أما الفرق بين الأسماء والصفات فهو أن الاسماء عبارة عن عنوان اعتباري لا يمثل إلا حيثية اعتبارية تطلق على الذات المقدسة الواحدة فلا يلزم من تعدد الاسماء أي محذور لانها اعتبارية أما الصفات التي يثبتها اهل السنة فيقولون عنها بأنها غير الذات وزائدة عليها وهي قديمة فيلزم تعدد القدماء واحتياج الذات وهذا هو المحذور الذي نفر منه وننكره. الشرك في الافعال: إذا اعتقد شخص بأن هناك مؤثراً آخر غير الله تعالى في الكون ومتصرف آخر غير الله تعالى مستقل عنه يكون قد اعتقد بأن لله شريكاً في التدبير والتصرف والملك ما دام يعتقد بأن ذلك المتصرف والمؤثر هو مستقل بالتصرف والتأثير يعني من دون إذن الله تعالى له بذلك واقداره عليه فهو يمتلك قدرة مستقلة عن الله سبحانه فيستطيع التصرف والتأثير بذاته وهذا هو الاعتقاد بالشريك لله تعالى في الخلق او الرزق او التصرف او التأثير او النفع أو الضر فالشرك بالله تعالى هو أن تجعل لله يداً وليس فقط أن تجعل مع الله شيئاً آخر يساعد الله تعالى في إنجاز شيء لا حتياج الله تعالى اليه حاشاه، فهذا شرك وذاك شرك. الشرك في العبادات، والكلام حول النذر: الكلام في النذر هو عام في كل العبادات ولكن الفرق بيننا وبينكم؟ بأن مفهوم العبادة عندكم غير واضح فتدخلون ما ليس بعبادة في العبادة وترموننا بعد ذلك بالشرك! فكل عبادة تصرف الى غير الله تعالى أو يشرك مع الله تعالى بها شيء آخر تصرف له وينوى التوجه اليه بها فهي شرك بالله تعالى. أما كون الشيء عبادة أم لا؟ فهذه هي المشكلة بين الوهابيين وسائر المسلمين فالعبادة هي: (الخضوع اللفظي او العملي الناشئ عن الاعتقاد بألوهية المخضوع له). أو هي: (الخضوع أمام من يعتقد بأنه يملك شأناً من شؤون وجود العابد وحياته وآجله وعاجله). أو هي: الخضوع ممن يرى نفسه غير مستقل في وجوده وفعله أمام من يكون مستقلاً فيهما). فهذه الشروط يجب توفرها ليكون ما يفعله الشخص وما يؤديه لأحد عبادة. ولذلك ذكر السيد (قدس) ذلك في النذر كمثال للشرك في العبادات عموماً واستدل بقوله تعالى (ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) فتأمل! أما قولك (لماذا عندما أراد أن يبرر (طلب الحاجة من غير الله) جاء بمثال عن (الاستعانة بغير الله)))؟! فنقول: لا ندري ما الفرق عندكم بين الاستعانة وطلب الحاجة حتى تقولوا هذا الكلام؟!! فالدعاء والاستعانة والاستغاثة كلها طلب لقضاء حاجة. نعم الدعاء أعم من الاستعانة والاستغاثة لأنه يشمل طلب قضاء حوائج دنيوية أو أخروية ومع ذلك فالكل يصدق عليها بأنها طلب حاجة! والسيد (قدس) يضرب هذه الامثال لنقض إشكال قولكم بأن كل طلب حاجة أو كل استعانة او كل استغاثة بغير الله فهي شرك ولذلك بين بأن هذه الضابطة غير صحيحة وبين استعانة نبي الله سليمان (عليه السلام) بالمخلوقات وطلب حاجة خارقة غير مقدورة عادة للبشر منهم ولم يكن بذلك الطلب مشركاً حاشاه!!! ولذلك ذكر السيد (قدس) بعد ذلك الضابطة في كون طلب الحاجة شرك فقال: حيث إن الشرك أمر قلبي فاذا طلب الانسان حاجته من آخر او استعان في تحقق مراده والوصول الى مقصوده بمن لا يعتقد بألوهيته ولا يجعله شريكاً للباري وإنما يعتقد أنه مخلوق لله عز وجل وهو إنسان مثله إلا أنّ الله عز وجل خلقه قوياً وقادراً بحيث يتمكن من إعانته في تحقق مراده وقضاء حاجته فلا يكون شركاً... اهـ. نقول: ولو كانت الضابطة في الشرك هو أن تطلب حاجتك ممن لا يقدر عليها إلا الله تعالى لكان طلب النصارى من عيسى إحياء موتاهم أو شفاء مرضاهم شركاً وهذا لا يقول به عاقل!! ثم إن حصرك عمل الطبيب باعطائه الدواء للمريض باطل وغير صحيح! فالطبيب يقوم بتشخيص المرض ومن ثم وصف العلاج المناسب لذلك المرض وكذلك يقوم باجراء عمليات للعيون والقلب وسائر الاعضاء وكذلك يضمد الجراح ويجبر العظام المكسورة ويخيط الشقوق فكل ذلك علاج وشفاء من الامراض يجريه الله تعالى على يد الطبيب او الدواء او أي شيء آخر من الاسباب والعلل التي جعلها الله تعالى لغيره واعطاهم إياها بعد أن كانت من مختصاته سبحانه وبذلك سار الكون والخلق على ذلك . وهذه الاسباب كلها بيد الله تعالى ان شاء أعملها وإن شاء عطلها لانه تعالى هو القيوم وهو المعطي وهو المانع وهو الضار وهو النافع وهو الشافي وهو المعافي يشافي من يشاء ويصيب او يميت من شاء. فيكون الضابط في عمل الدواء وشفاءه لشخص دون شخص هو ارادة الله تعالى ومشيئته مع ان الدواء هذا سبب للشفاء. فتبين خطأ ما جعلتموه ضابطاً للتوحيد والشرك وهو طلب الشيء المقدور من الشخص لا يكون شركاً مطلقاً وهذا باطل لان الامور كلها بيد الله تعالى ان شاء أعمل ذلك السبب فقضى حاجتك وإن شاء تعالى عطله فلم يقضف حاجتك كما هو الحال في النار التي جعلها برداً وسلاماً على ابراهيم (عليه السلام) بعد أن جعلها تعالى سبباً للاحراق فتخلفها هنا يجعلنا نعتقد بأن كل شيء مملوك لله تعالى وتحت تصرفه وإرادته حتى حولنا وقوتنا يمكن أن يسلبها الله منا فلا حول ولا قوة إلا بالله. ودمتم في رعاية الله |
![]() |
#2 |
موالي فعال
![]() |
![]()
أحمد حسين عليوي / العراق
تعليق على الجواب (1) السلام عليكم ورحمة الله الرجاء الرد على هذه التعليقات والأستشكالات 1- (اما الفرق بين الأسماء والصفات فهو أن الاسماء عبارة عن عنوان اعتباري لا يمثل إلا حيثية اعتبارية تطلق على الذات المقدسة الواحدة فلا يلزم من تعدد الاسماء أي محذور لانها اعتبارية أما الصفات التي يثبتها اهل السنة فيقولون عنها بأنها غير الذات وزائدة عليها وهي قديمة فيلزم تعدد القدماء واحتياج الذات وهذا هو المحذور الذي نفر منه وننكره.( أقول هذا قولكم المبارك ومن ثم يعلق ): لا أظن أحد من مشركي قريش كان يخوض في الكلام من عينة : هل الصفات زائدة على الذات - أم هي الذات نفسها ؟ فقد اتفقنا على أن هذا من علوم المتأخرين المستحدثة ، ووجود آيات الشرك الكثيرة جدا التي تٌناقش مشركي قريش أو مشركي الأمم السابقة يعني ببساطة أنه لديهم نوع آخر خطير جدا من الشرك قاتلهم بسببه رسول الله وذمه القرآن ووضع عليه عقوبة شديدة مغلظة أيما تغليظ ، بل هي المنتهى في العقاب ، فليس بعد الخلود في جهنم ومنع التشفع فيهم ، بل وغلقها عليهم ونسيانهم فيها ، ليس بعد هذا من عقاب. فإعتباره أن الشرك في الصفات هو رقم 1 ، إعتبار بعيد جدا عن تقرير القرآن الكريم وأرد في بساطة شديدة على قوله هذا - وأترك التفصيل فيما بعد أن نقرر الشرك الخطير عند قريش- وأقول : ببساطة أنا أؤمن بكتاب الله ، وفي كتابه تحدث سبحانه عن نفسه وعن صفاته ، وذكرها وعددها ، وبالتالي فأنا أؤمن بهذه الصفات التي هو سبحانه وصف بها نفسه ... لماذا توجد مشكلة في هذا؟ هل الصح أن أكذب الله وأرد كلامه ؟ 2-(الشرك في الافعال: إذا اعتقد شخص بأن هناك مؤثراً آخر غير الله تعالى في الكون ومتصرف آخر غير الله تعالى مستقل عنه يكون قد اعتقد بأن لله شريكاً في التدبير والتصرف والملك ما دام يعتقد بأن ذلك المتصرف والمؤثر هو مستقل بالتصرف والتأثير يعني من دون إذن الله ) أشكلت فيما سبق عن (( مستقلة )) ... وأعيد عليه : هل لو أعتقد وجود قدرة (( مشتركة )) مع الله في التدبير والملك - أى اعتقد أن الأمر الإلهي يتم شركة بين الله وبين فلان ، فهل بإعتقاده هذا يكون موحد وليس مشرك ؟ 3- (ما كون الشيء عبادة أم لا؟ فهذه هي المشكلة بين الوهابيين وسائر المسلمين فالعبادة هي: (الخضوع اللفظي او العملي الناشئ عن الاعتقاد بألوهية المخضوع له) ). الإستشكال: أولا : تعريفه للعبادة ليس آية قرآنية ولا حديث عن معصوم ، بل هو إجتهاد منه، وبالتالي فهو قابل للخطأ بمثل ما هو قابل للصواب ثانيا : هذا التعريف محتاج لتعريف أصلي ولازم ، فما معنى الإلوهية التي يتحدث عنها التعريف ؟ ثالثا :تعريفه هذا يعني أن الإعتقاد بالإلوهية هو شرط أساسي لإعتبار كون الفعل عبادة أم لا ، وهذا خرق شنيع في التعريف ولبيان ذلك أقول: لو خضعت لفظيا وعمليا - حسب التعريف- لشيء ما .. هل اكون عبدته ؟ ... لا فحسب التعريف لا بد أن اعتقد ايضا بإلوهيته طيب : لو جاء أحدهم بتمثال -وهو لا يعتقد بإلوهيته - ثم سجد له لانه يحترمه ويبجله لكنه لا يعتقد بإلوهيته ، ثم نذر له لمزيد من إثبات إحترامة وتبجيله للتمثــال وهو لا يعتقد بإلوهيته - ثم أخذ يدعو التمثال ويرجوه أن يعينه في كذا وكذا ، مع إعتقادة الجازم بأن التمثال لا يفعل ذلك بقدرته هو بل بقدرة الله.... لن يكون من فعل ذلك مشركا عندئذ ؟؟؟ لن يكون مشرك مع أنه يسجد لله ... ويسجد للتمثال ويدعوا الله ... ويدعوا التمثال ويفنذر لله ... و يفنذر للتمثال ويذبح لله ... ويذبح للتمثال لانه - حسب التعريف - لا يؤمن ولا يعتقد مطلقا بإلوهية ... التمثال ؟ فهل من لا يسجد إلا... لله ، ولا يدعوا إلا ... الله ، ولا ينذر إلا ... لله ، ولا يذبح إلا ... لله من يٌقصر هذا لله وحده أيستوى هو ومن يجعل لله نصيب في أفعاله هذا ؟ الجواب: الاخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- ينبغي أن تعلم بأن السيد الشيرازي (قدس) لم يتكلم في توحيد الصفات أو الشرك في الصفات أولاً. وإنما تكلم بحسب التسلسل المنطقي والمألوف والمعروف عند كل من تكلم في العقائد والكلام فقال في تقسيم الشرك: أ - الشرك في الذات . ب - الشرك في الصفات . ج - الشرك في الأفعال. د - الشرك في العبادات. فلا كلام على ترتيب السيد ولا اعتراض لأنه راعى فيه الاشرفية كما هو متبع ومصطلح عند الجميع وتقديمهم الخالق على المخلوق وليس باعتبار الأهمية وعدمها أو الكثرة والقلة او الابتلاء وعدم الأبتلاء وهكذا فلا يعترض عليه أبداً بل حتى ابن تيمية والسلفية والوهابية حينما يتكلمون في التوحيد يقولون توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الأسماء والصفات فهم يقدمون توحيد الربوبية على الألوهية. أما بالنسبة إلى كلامنا السابق فقد كان الترتيب فيه بحسب السؤال. فالسؤال والأشكال وردنا وعرض علينا بهذا الترتيب ولسنا نحن من جعل توحيد الصفات أولاً. بل الأشكال كان على الشرك في الصفات ثم على الشرك في الأفعال ثم أشكل على الشرك في العبادات فكأن المستشكل لم يكن له إشكال أو اعتراض على القسم الأول منه وهو الشرك في الذات وبما أن الشرك في الصفات هو الثاني في الترتيب فقد استشكل المشكل عليه أولاً وجعله أول الأقسام. فهو إذن ليس الأول في الترتيب على كل حال لا عند السيد ولا عند المشكل ولا نحن جعلناه أول الأقسام وإنما هو أول الأقسام المعترض عليها ونحن فقط رددنا على من أعترض عليه. وبالتالي فهذا الأدعاء غريب جداً من المستشكل وكأنه لم يطلع على السؤال ولا على كلام السيد الشيرازي أبداً. 2- أما قوله (لا أظن أحد من مشركي قريش كان يخوض في الكلام من عينة: هل الصفات زائدة على الذات ـ أم هي الذات نفسها؟..) فنقول وبالله التوفيق: عدم خوض مشركي قريش في الصفات لا يعني عدمه فمشركي قريش ليسوا حجة علينا بل الإسلام حجة عليهم والإسلام دين عالمي خالد ومستمر وخاتم ويحاكي جميع العلوم ويناقش جميع الأديان والأمم وحتى قيام الساعة (ومهيمناً عليه). فعدم معرفة الأعراب والجهلة بهذه العلوم وهذه المصطلحات لا يعني أبداً عدم أهميتها مع أنها ذكرت كثيراً في القرآن الكريم وفي موارد مهمة بل أساسية وفي صلب العقيدة والإيمان . ثم إن العلوم تتطور وتتوسع والانفتاح على العالم والعلوم آثار الكثير من المسائل الجديدة التي لم تكن مطروحة عند المسلمين في الجيل الأول ولا الثاني وأصبحت من ضروريات الدين عند البعض فكفر وضلل من خالفه فيها ومنها مسألة خلق القرآن وعدالة الصحابة والعلو على العرش وغيرها . فهل هذه المسائل لا قيمة لها أيضاً عندكم لأن المشركين لا يعرفونها ولم يمارسوها. أما مسألة الشرك في العبادة فهي مسألة عظيمة ومهمة بل من أعظم المسائل وقد أرسل الرسل وبعثوا للناس لتصحيح عباداتهم وتوحيد الله بها وصرفها له تعالى وعدم اتخاذ الشركاء والانداء ولكن هناك أيضاً أمور مهمة أخرى وعظميمة, بل أعظم من توحيد العبادة مثل توحيد الذات المقدسة وأعظم منها الإيمان بالله تعالى وإثبات وجوده. فالكافر والملحد والزنديق والدهري أعظم جرماً بكل تأكيد من المشرك فلا أدري كيف جعلت وصورت المشرك بأنه أعظم الناس جرماً وأشدهم عذاباً مع أن القرآن الكريم مملوء بالرد على الدهريين وذم الكافرين والمعاندين والجاحدين؟ ثم إن هناك صنفاً أعظم عذاباً من المشركين وهم المنافقون فقد قال تعالى عنهم: (( إنَّ المنَاقينَ في الدَّرك الأَسَفل منَ النَّار وَلَن تَجدَ لَهم نَصيرا)) مع أنهم لم يمارسوا الشرك ظاهراً بل إنهم يتظاهرون بالإيمان والإسلام ويبطنون الكفر فلماذا نسيتهم وغفلت عنهم لانك توهمت هذا الامر وهو ان توحيد العبادة او الشرك في العبادة هو أعظم الذنوب واعظم المخالفات وهو ليس كذلك ثم توهمت أنت ومن على قولك هذا بعد ذلك بأن المسلمين واقعون فيه ويمارسونه كما فعله عبّاد الاوثان والاصنام فوسموا بالقبوريين كذباً وزوراً وبهتاناً وجهلاً. أمّا كون المشركين موعودين بأشد العذاب بل المنتهى في العقاب كما عبرتم فيرد هذه الدعوى قوله تعالى: 1- حينما يتكلم عن الكفار عموماً: (( إنَّ الَّذينَ كََفروا وَمَاتوا وَهم كَّفارٌ أولَئكَ عَلَيهم لَعنَة اللَّه وَالمَلائكَة وَالنَّاس أَجمَعينَ * خَالدينَ فيهَا لا يخََّفف عَنهم العَذَاب وَلا هم ينظَرونَ )) (البقرة:162-161). (( وَمَن يَبتَغ غَيرَ الأسلام ديناً فلَن يقبَلَ منه وَهوَ في الآخرَة منَ الخَاسرينَ, كَيَف يَهدي اللَّه قَوماً كََفروا بَعدَ إيمَانهم وَشَهدوا أَنَّ الرَّسولَ حَقٌّ وَجَاءَهم البَيّنَات وَاللَّه لا يَهدي القَومَ الظَّالمينَ, أولَئكَ جَزَاؤهم أَنَّ عَلَيهم لَعنَةَ اللَّه وَالمَلائكَة وَالنَّاس أَجمَعينَ, خَالدينَ فيهَا لا يخََّفف عَنهم العَذَاب وَلا هم ينظَرونَ )) (آل عمران: 85 -86-87-88) . (( لا يَغرَّنَّكَ تَقَلّب الَّذينَ كََفروا في البلاد, مَتَاعٌ قَليلٌ ثمَّ مَأوَاهم جَهَنَّم وَبئسَ المهَاد ))(آل عمران:196-197), (( إنَّ الَّذينَ كََفروا لَو أَنَّ لَهم مَا في الأَرض جَميعاً وَمثلَه مَعَه ليَفتَدوا به من عَذَاب يَوم القيَامَة مَا تقبّلَ منهم وَلَهم عَذَابٌ أَليمٌ, إنَّ الَّذينَ كََفروا بآيَاتنَا سَوَف نصليهم نَاراً كلَّمَا نَضجَت جلودهم بَدَّلنَاهم جلوداً غَيرَهَا ليَذوقوا العَذَابَ ))(المائدة:36-37). (( إنَّ الَّذينَ كَذَّبوا بآياتنَا وَاستَكبَروا عَنهَا لا تُفتَّح لَهم أَبوَاب السَّمَاء وَلا يَدخلونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجَمَل في سَمّ الخيَاط وَكَذَلكَ نَجزي المجرمينَ لَهم من جَهَنَّمَ مهَادٌ وَمن فوقهم غَوَاش وَكَذَلكَ نَجزي الظَّالمينَ )) (الأعراف:40-41), (( وَعَرَضنَا جَهَنَّمَ يَومَئذ للكَافرينَ عَرضاً الَّذينَ كَانَت أَعينهم في غطَاء عَن ذكري وَكَانوا لا يَستَطيعونَ سَمعاً أََفحَسبَ الَّذينَ كََفروا أَن يَتَّخذوا عبَادي من دوني أَوليَاءَ إنَّا أَعتَدنَا جَهَنَّمَ للكَافرينَ نزلاً قل هَل ننَبّئكم بالأَخسَرينَ أَعمَالاً الَّذينَ ضَلَّ سَعيهم في الحَيَاة الدّنيَا وَهم يَحسَبونَ أَنَّهم يحسنونَ صنعاً أولَئكَ الَّذينَ كََفروا بآيات رَبّهم وَلقَائه َفحَبطَت أَعمَالهم َلا نقيم لَهم يَومَ القيَامَة وَزناً ذَلكَ جَزَاؤهم جَهَنَّم بمَا كََفروا وَاتَّخَذوا آيَاتي وَرسلي هزواً )) (الكهف:100-106) . (( إنَّ اللَّهَ لَعَنَ الكَافرينَ وَأَعَدَّ لَهم سَعيراً خَالدينَ فيهَا أَبَداً لا يَجدونَ وَليّاً وَلا نَصيراً يَومَ تقَلَّب وجوههم في النَّار يَقولونَ يَا لَيتَنَا أَطَعنَا اللَّهَ وَأَطَعنَا الرَّسولا )) (الأحزاب:64-65-66), (( وَسيقَ الَّذينَ كََفروا إلَى جَهَنَّمَ زمَراً حَتَّى إذَا جَاءوهَا فتحَت أَبوَابهَا وَقَالَ لَهم خَزَنَتهَا أَلَم يَأتكم رسلٌ منكم يَتلونَ عَلَيكم آيَات رَبّكم وَينذرونَكم لقَاءَ يَومكم هَذَا قَالوا بَلَى وَلَكن حَقَّت كَلمَة العَذَاب عَلَى الكَفارين قيلَ ادخلوا أَبوَابَ جَهَنَّمَ خَالدينَ فيهَا َفبئسَ مَثوَى المتَكَبّرينَ )) (الزمر: 71-72). (( وَالَّذينَ كََفروا وَكَذَّبوا بآياتنَا أولَئكَ أَصحَاب النَّار خَالدينَ فيهَا وَبئسَ المَصير )) (التغابن:10), (( قَالَ اللَّه إنّي منَزّلهَا عَلَيكم فَمَن يَكفر بَعد منكم فإنّي أعَذّبه عَذَاباً لا أعَذّبه أَحَداً منَ العَالَمينَ )) (المائدة:115), (( إنَّ جَهَنَّمَ كَانَت مرصَاداً للطَّاغينَ مَآباً لابثينَ فيهَا أَحقَاباً لا يَذوقونَ فيهَا بَرداً وَلا شَرَاباً إلَّا حَميماً وَغَسَّاقاً جَزَاءً وفاقاً إنَّهم كَانوا لا يَرجونَ حسَاباً فذوقوا فلَن نَزيدَكم إلَّا عَذَاباً )) (النبأ:21-22-23-24-25-26-27-30). 2- وكذلك تكلم الله تعالى في المنافقين فقال عز من قائل: (( إنَّ اللَّهَ جَامع المنَافقينَ وَالكَافرينَ في جَهَنَّمَ جَميعاً ,إنَّ المنَاقفينَ في الدَّرك الأَسَفل منَ النَّار وَلَن تَجدَ لَهم نَصيرا )) (النساء:140-145), (( وَعَدَ اللَّه المنَافقينَ وَالمنَافقَات وَالكَّفارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالدينَ فيهَا هيَ حَسبهم وَلَعَنَهم اللَّه وَلَهم عَذَابٌ مقيمٌ )) (التوبة:68). (( ليعَذّبَ اللَّه المنَافقينَ وَالمنَافقَات وَالمشركينَ وَالمشركَات وَيَتوبَ اللَّه عَلَى المؤمنينَ وَالمؤمنَات وَكَانَ اللَّه غَفوراً رَحيماً )) (الأحزاب:73). (( وَيعَذّبَ المنَافقينَ وَالمنَافقَات وَالمشركينَ وَالمشركَات الظَّانّينَ باللَّه ظَنَّ السَّوء عَلَيهم دَائرَة السَّوء وَغَضبَ اللَّه عَلَيهم وَلَعَنَهم وَأَعَدَّ لَهم جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصيراً )) (الفتح:6), وأقرأ سورة المنافقين. 3- وكذلك الحال مع الدهريين وغير المؤمنين بالمعاد والمكذبين لآيات الله ورسله وأهل الكتاب والمشركين في الذات وفي الصفات فقد قال تعالى: (( لَقَد كََفرَ الَّذينَ قَالوا إنَّ اللَّهَ ثَالث ثَلاثَة وَمَا من إلَه إلَّا إلَهٌ وَاحدٌ وَإن لَم يَنتَهوا عَمَّا يَقولونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذينَ كََفروا منهم عَذَابٌ أَليمٌ )) (المائدة:73). (( وَقَالَت اليَهود عزَيرٌ ابن اللَّه وَقَالَت النَّصَارَى المَسيح ابن اللَّه ذَلكَ قَولهم بأَفوَاههم يضَاهئونَ قَولَ الَّذينَ كََفروا من قَبل قَاتَلَهم اللَّه أَنَّى يؤَفكون َاتَّخَذوا أَحبَارَهم وَرهبَانَهم أَربَاباً من دون اللَّه وَالمَسيحَ ابنَ مَريَمَ وَمَا أمروا إلَّا ليَعبدوا إلَهاً وَاحداً لا إلَهَ إلَّا هوَ سبحَانَه عَمَّا يشركونَ )) (التوبة:30-31), (( قل هوَ اللَّه أَحَدٌ, اللَّه الصَّمَد, لَم يَلد وَلَم يولَد, وَلَم يَكن لَه كفواً أَحَدٌ )) (الإخلاص), (( وَللَّه الأَسمَاء الحسنَى فادعوه بهَا وَذَروا الَّذينَ يلحدونَ في أَسمَائه سَيجزَونَ مَا كَانوا يَعمَلونَ )) (لأعراف:180), (( قل ادعوا اللَّهَ أَو ادعوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَا تَدعوا فلَه الأَسمَاء الحسنَى ))(الاسراء:110). 4- وقال تعالى في حق شرك الربوبية و الملك والتدبير: (( أَأَرْبَابٌ متَفَرّقونَ خَيْرٌ أَم اللَّه الْوَاحفد الْقَهَّار ))(يوسف: 39), (( فَقَالَ أَنَا رَبّكم الْأَعْلَى )) (النازعـات:24), ((اتَّخَذوا أَحْبَارَهفمْ وَرهْبَانَهمْ أَرْبَاباً منْ دون اللَّه ))(التوبة:31) ,(( وَلا يَتَّخفذَ بَعْضفنَا بَعْضاً أَرْبَاباً منْ دون اللَّه ))(آل عمران:64), (( قلْ هوَ اللَّه أَحَدٌ, اللَّه الصَّمَد, لَمْ يَلدْ وَلَمْ يولَدْ, وَلَمْ يَكنْ لَه كفواً أَحَدٌ )) (الإخلاص), (( وَقل الْحَمْد للَّه الَّذي لَمْ يَتَّخذْ وَلَداً وَلَمْ يَكنْ لَه شَريكٌ في الْملْك وَلَمْ يَكنْ لَه وَليٌّ منَ الذّلّ وَكَبّرْه تَكْبيراً )) (الاسراء:111), (( وَمنَ النَّاس مَنْ يَتَّخذ منْ دون اللَّه أَنْدَاداً يحبّونَهمْ كَحبّ اللَّه وَالَّذينَ آمَنوا أَشَدّ حبّاً للَّه وَلَوْ يَرَى الَّذينَ ظَلَموا إذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقوَّةَ للَّه جَميعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَديد الْعَذَاب فإذْ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتّبعوا منَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بهم الْأَسْبَاب وَقَالَ الَّذينَ اتَّبَعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ منْهمْ كَمَا تَبَرَّأوا منَّا كَذَلكَ يريهم اللَّه أَعْمَالَهمْ حَسَرَات عَلَيْهمْ وَمَا همْ بخَارجينَ منَ النَّار )) (البقرة:165-166-167), (( لا يَتَّخذ الْمؤْمنونَ الْكَافرينَ أَوْليَاءَ منْ دون الْمؤْمنينَ وَمَنْ يَفعَلْ ذَلكَ فَلَيْسَ منَ اللَّه في شَيْء )) (آل عمران: من الآية28). (( وَمَنْ يَتَّخذ الشَّيْطَانَ وَليّاً منْ دون اللَّه فقَدْ خَسرَ خسْرَاناً مبيناً ))(النساء: من الآية119), (( يَعدهمْ وَيمَنّيهمْ وَمَا يَعدهم الشَّيْطَان إلَّا غروراً )) (النساء:120), (( أولَئكَ مَأْوَاهمْ جَهَنَّم وَلا يَجدونَ عَنْهَا مَحيصاً )) (النساء:121), (( الَّذي لَه ملْك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَلَمْ يَتَّخذْ وَلَداً وَلَمْ يَكنْ لَه شَريكٌ في الْملْك وَخَلَقَ كلَّ شَيْء فقَدَّرَه تَقديراً وَاتَّخَذوا منْ دونه آلهَةً لا يَخْلقونَ شَيْئاً وَهمْ يخْلَقونَ وَلا يَمْلكونَ لأَنْفسهمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلكونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نشوراً )) (الفرقان:2-3). وغيرها الكثير من الآيات الكريمة التي تتكلم عن أنواع متعددة ومعروفة ومختلفة ومتنوعة في تعاملهم وعقيدتهم مع الله تعالى ولم تقتصر على توحيد الالوهية او العبادة أبداً ولم تنتقد الشرك في العبودية أو الالوهية فقط أبداً وإنما تنوعت الآيات الكريمة بحسب التوحيد كله والشرك كله. فإن أردتم الكثرة فهذه الآيات إن لم تكن أكثر مما ذكرتموه من موضوع شرك العبودية فهو كثيرأيضاً إن تنزلنا معكم في هذه القاعدة غير الصحيحة وإلا فتكفي الآية والآيتين في إثبات مواضيع التوحيد والشرك وما إلى ذلك. فهذه القاعدة لا نسلم بها أبداً وننقضها بمثال واحد وبسيط وواضح وهو نفي التجسيم والتمثيل والتشبيه وفهم صفات الله تعالى؛ كم هو موضوع مهم وحساس وجرى الخلاف في الامة بشكل كبير في هذه المسألة ولكن الفيصل والدليل في هذه المسألة هو قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمثله شَيْءٌ وَهوَ السَّميع الْبَصير )) (الشورى:11) هذه الآية الكريمة هي الوحيدة في فهم الصفات ونفي التشبيه والتمثيل والتجسيم فأين قاعدة الكثرة والقلة المتوهمة!!؟ فمفاهيم الإسلام وأحكامه وعقائده لا تؤخذ أهميتها بحسب القلة والكثرة وإلا لكان موسى (عليه السلام) أفضل وأهم من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) سيدهم وأشرفهم وخاتمهم لأن موسى (عليه السلام) ذكر في القرآن بالاسم 129 مرة ونبينا (صلى الله عليه وآله) لم يذكر اسمه سوى أربع مرات! وهكذا في مسائل أخرى كثيرة. حتى أن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قد جعل الشرك من الكبائر والمحرمات ولكنها أعظم الكبائر والمحرمات وإنها لا تغفر ما لم يتب عنها صاحبها، ولا تناله الشفاعة يوم القيامة التي ينالها أهل الكبائر والمعلمي لأنها مشروطة بالتوحيد (( يَوْمَئذ لا تَنْفَع الشَّفَاعَة إلَّا مَنْ أَذنَ لَه الرَّحْمَن وَرَضيَ لَه قَوْلاً )) (طـه:109) مع أن الكفر كفر ولم يجعل مع المعاصي والكبائر كالشرك وهذا ينبئ عن أنه أشد وأعظم وأسوء من الشرك. فلا يمكن بعد هذا كله جعل توحيد العبودية هو التوحيد الوحيد المطلوب والمشهور والمهم ونأتي فنقلل من شأن توحيد الذات والصفات مع أن جرم الكافر والملحد والزنديق أكبر من جرم من يؤمن بالله تعالى ولكنه يشرك معه في العبادة نداً وشريكاً يصرف له العبادة التي يجب أن لا تصرف إلا لله تعالى لأنه لا يستحق أحد أن يعبده أحد إلا الخالق الغني المالك تعالى الله عما يشرك الظالمون الجاهلون علواً كبيرا. وكذلك الحال في المنافق فهو مظهر للأيمان والإسلام والتوحيد ولا يشرك بالله تعالى ولا يعبد غيره ومع كل ذلك جعله الله تعالى أسوء حالاً من المشرك والكافر فجعله وتوعده في الدرك الاسفل من النار فجعله تعالى مستحقاً لعذاب وعقاب أشد من غيره فهذا الجرم يعتبر أخطر وأعظم من الشرك وأولى بأن نركز عليه وكان موجوداً بل كثيراً ومنتشراً منذ زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة!! فلماذا هذا الاهمال لأمور عظيمة والتركيز على شرك العبودية فقط مع أنه عظيم ولكن المسلمين عادة هم موحدون ويعرفون حدود الله ولا يتعدونها في هذه المسألة فلم نر ولم نسمع بأنَّ أحد المسلمين مهما كان بسيطاً أو عامياً أو جاهلاً أتخذ إلهاً مع الله أو من دونه سبحانه وأله شخصاً و صلى أو صام أو ذبح له أو حج لغير بيت الله الحرام وهذا مصداق ما قاله (صلى الله عليه وآله) وعلامة من علامات نبوته حينما أخبر عن حال أمته من بعده فقال (صلى الله عليه وآله): (إني والله لا أخاف عليكم أن تشركوا من بعدي ولكن أخاف أن تنافسوا فيها) فحذر بأبي هو وأمي من التنافس على الخلافة والإمامة أو الدنيا عموماً وأكد بأن أمته سوف لن يقع الشرك الأكبر فيها,ولذلك أكد (صلى الله عليه وآله) على الخطر الذي يخاف على أمته أن تقع فيه بالاضافة إلى التنافس على خلافته الذي ذكره في حديثه السابق والموجه مباشرة لأصحابه ففي هذا الحديث يوجه تحذيره لأمته عموماً وخوفه عليهم من الشرك فيخاطبهم ويحذرهم بقوله (صلى الله عليه وآله): (الشرك في أمتي أخف من دبيب النمل على الصفا) وفي رواية: (الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل) ولذلك قال (صلى الله عليه وآله) وأخبر عن علامات يوم القيامة وعجائب ما سيحصل في أمته وابتعادهم عن الدين واندراس العلم بأن هناك فئه مسلمة من النساء ترجع إلى عبادة الأصنام فقال (صلى الله عليه وآله): ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية) رواه البخاري (8 / 100) ومسلم (8 / 182) وغيرها. وكل ما ذكرناه يعني بأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يخف على أمته من الوقوع في الشرك الاكبر وعبادة غير الله تعالى لوضوح دعوة التوحيد وتبليغه حق بلاغه وتبيينه لأمته حق بيانه فلا يمكن لأي عالم أو جاهل أن يعتقد بوجود إله آخر مستحق للعبادة غير الله سبحانه وتعالى بعد أن يقر ويعترف ويتلفظ بالشهادتين ليل نهار ويقرأ ويردد (إياك نعبد وإياك نستعين) يومياً سبعة عشر مرة على أقل تقدير فهذا الامر من الوضوح والبداهة حتى للطفل في أمة الإسلام والمسلمين بحيث يجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عجائب وعلامات قيام القيامة طواف وعبادة بعض النساء المسلمات حول وثن في أقاصي البلاد وقرية نائية من قراه فكيف يأتي الوهابية (ومن قبلهم مؤسسهم ومبتدع فكرهم ابن تيمية الحراني) فيكفرون أمة الإسلام ويرمونها بالوقوع في الشرك في العبودية وأن الامة الإسلامية سواهم كلها تعبد غير الله تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً !! ولكن لا غرابة من فعلهم فقد فعل سلفهم الخوارج أسوء من فعلهم وقالوا بأعظم من قولهم فكفروا إمام الموحدين وأول المسلمين علي بن أبي طالب عليه سلام رب العالمين فمن هم دون علي أهون وأسهل ليطعن بتوحيدهم الجاهلون ويشكك بإسلامهم التكفيريون!! ومع ذلك كله فإيرادك على تقديم الشرك في الصفات في الاهمية على العبودية غير وارد لأننا لم نقدمه إلا عند ورود السؤال عنه أولاً وقبل غيره أو عند التصنيف والتقسيم وذكر انواع التوحيد وهذا قد فعله أكثر المتكلمين والعقائديين ومن مختلف الفرق الإسلامية وقدموه للاشرفية فقط لتقديم الخالق على المخلوق وهو تقديم وضعي إصطلاحي ليس من دأب المحصلين والعلماء الاعتراض عليه عادة ولا تخطئته لأنه مجرد وضع واصطلاح وترتيب لا أكثر. وأمّا قولك: ((وأقول ببساطة أنا أؤمن بكتاب الله وفي كتابه تحدث سبحانه عن نفسه وذكرها وعددها وبالتالي فأنا أؤمن بهذه الصفات التي هو سبحانه وصف بها نفسه.. لماذا توجد مشكلة في هذا ؟ هل الصح أن أكذّب الله وأرد كلامه؟). فنقول وبالله التوفيق: ونحن معك نثبت الصفات وننكر على من يردها أو يعطلها ولكن يا أخي المشكلة هي كيف نثبت هذه الصفات وكيف نفهمها حتى لا نقع في محذور وهذا كما نعتقد يوافقنا عليه الجميع ولكن المشكلة في التطبيق. ولنضرب لك مثلاً ينقض كلامك هذا الذي تدعيه وهو الإيمان بالصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه فنقول: كيف تثبت قوله تعالى حين وصف نفسه بأنه قريب ومعنا وأقرب إلينا من حبل الوريد فقد قال عز من قائل (( وَنَحْن أَقْرَب إلَيْه منْ حَبْل الْوَريد )) (قّ:16) و (( إنَّ اللَّهَ مَعَنَا )) (التوبة:40) و(( فَإنّي قَريبٌ )) (البقرة:186)، وكذلك كيف تفهم وتثبت وتؤمن بقوله تعالى: (( كلّ شَيْء هَالكٌ إلَّا وَجْهَه )) (القصص:88) و (( كلّ مَنْ عَلَيْهَا فَان وَيَبْقَى وَجْه رَبّكَ ذو الْجَلال وَالْأكْرَام )) (الرحمن:26-27)، فالله تعالى يصف نفسه بالقرب ولكنك ستواجه مشكلة إن آمنت بها وأثبتها على ظاهرها دون تأويلها أو تؤول ما يعارضها مما ورد من الآيات كقوله تعالى: (( ثمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش )) (الأعراف:54) و (( الرَّحْمَن عَلَى الْعَرْش اسْتَوَى )) (طـه:5) وكذلك هلاك كل شيء الإّ وجه الله فهو مشكل على عقيدتكم وفهمكم لأنك إن أثبتَّ هذه الآية وآمنت بها فستثبت الوجه فقط مع إنك يجب أن تؤمن ببقاء الله تعالى كله وأن لله تعالى بالإضافة إلى الوجه فهناك الرجل والساق والقدم واليدين والأصابع وما إلى ذلك من إستواء ونزول وهرولة وضحك وتعجب وووو... فكيف ستفهم هذه الآيات الكريمة التي تثبت فناء كل شيء سوى وجه الله تعالى فأين يد الله ورجله وو وبقية أجزائه وأعضاءه تعالى. ولذلك يا أخي نحن لا نقول لك كذّب أو عطـّل أو ردّ قولَ الله تعالى وإنما نقول إفهم وكوّن فكرة كاملة ونظرية متكاملة تثبت بها لله تعالى الكمال وتنزهه تعالى عن كل نقص، فتأمل! وأمـَّا قولك: ((2ـ الشرك في الافعال: أشكلت فيما سبق عن ((مستقلة))... وأعيد عليه: هل لو أعتقد وجود قدرة ((مشتركة)) مع الله في التدبير والملك ـ أي اعتقد أن الأمر الإلهي يتم شركة بين الله وبين فلان فهل باعتقاده هذا يكون موحد وليس مشرك؟)). نقول: أنت لم تفهم كلام السيد ولذلك أشكلت بمثل هذا الإشكال فنحن والسيد نقول بأن اعتقاد أي مؤثر أو متصرف أو مالك أو ضار أو نافع أو ... أو ... مع الله تعالى فهو شرك بغض النظر عن الاشتراك أو الاستقلال فكلا الأمرين سيان,لأننا نقصد من الاستقلال بأن الاعتقاد بتصرف أو تدبير أو ملك أو أو .. أي شيء سوى الله تعالى من دون إذن الله تعالى له وإقداره على ذلك وإعطاؤه هذه القدرة والقابلية فإن هذا الاعتقاد شرك فيكون الإشتراك فرداً من أفراد الإستقلال لا مقابلاً له. والخلاصة فإننا نقول إن ما نعنيه بالاستقلال هو إثبات شيء ولو بمقدار ذرة أو خردلة خارج عن قدرة الله تعالى وإذنه وحوله وقوته سواء جعلناه نداً لله تعالى أو جعلناه مع الله تعالى أي بمعنى احتياجه تعالى له سبحانه وتعالى عما يصفه الجاهلون علواً كبيراً فقد نفى تعالى الاستقلال والشراكة على حد سواء فالشراكة توجب النقص والاحتياج والفقر لله تعالى الغني الحميد مالك كل شيء ورب كل شيء حيث قال عز من قائل ![]() وقد ذكر تعالى الشريك الذي بمعنى الاستقلال لا الشراكة والمساعدة والاحتياج إليه أي بمعنى (الند) فقال تعالى: (( أَمْ لَهمْ شرَكَاء شَرَعوا لَهمْ منَ الدّين مَا لَمْ يَأْذَنْ به اللَّه )) (الشورى:21) وقال عز من قائل: (( وَالَّذينَ اتَّخَذوا منْ دونه أَوْليَاءَ مَا نَعْبدهمْ إلَّا ليقَرّبونَا إلَى اللَّه زلْفَى إنَّ اللَّهَ يَحْكم بَيْنَهمْ في مَا همْ فيه يَخْتَلفونَ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدي مَنْ هوَ كَاذبٌ كَفَّارٌ )) (الزمر:3)، ((لَوْ أَرَادَ اللَّه أَنْ يَتَّخذَ وَلَداً لاصْطَفَى ممَّا يَخْلق مَا يَشَاء سبْحَانَه هوَ اللَّه الْوَاحد الْقَهَّار )) (الزمر:4) (( خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْضَ بالْحَقّ يكَوّر اللَّيْلَ عَلَى النَّهَار وَيكَوّر النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل )) (الزمر:5) (( ذَلكم اللَّه رَبّكمْ لَه الْملْك لا إلَهَ إلَّا هوَ فَأَنَّى تصْرَفونَ ))(الزمر: 6)، (( وَجَعَلَ للَّه أَنْدَاداً ليضلَّ عَنْ سَبيله قلْ تَمَتَّعْ بكفْركَ قَليلاً إنَّكَ منْ أَصْحَاب النَّار )) (الزمر:8)، وقوله تعالى: (( وَإلَى عَاد أَخَاهمْ هوداً قَالَ يَا قَوْم اعْبدوا اللَّهَ مَا لَكمْ منْ إلَه غَيْره إنْ أَنْتمْ إلَّا مفْتَرونَ ))(هود:50), (( وَمَا نَحْن بتَاركي آلهَتنَا عَنْ قَوْلكَ وَمَا نَحْن لَكَ بمؤْمنينَ * إنْ نَقول إلَّا اعْتَرَاكَ بَعْض آلهَتنَا بسوء قَالَ إنّي أشْهد اللَّهَ وَاشْهَدوا أَنّي بَريءٌ ممَّا تشْركونَ * منْ دونه فَكيدوني جَميعاً ثمَّ لا تنْظرون* إنّي تَوَكَّلْت عَلَى اللَّه رَبّي وَرَبّكمْ مَا منْ دَابَّة إلَّا هوَ آخذٌ بنَاصيَتهَا إنَّ رَبّي عَلَى صرَاط مسْتَقيم )) (هود:53-56)، (( وَلَمْ يَكنْ لَه كفواً أَحَدٌ )) (الاخلاص:4) . وغيرها كثير يذكر فيها تعالى أنهم يتخذون غير الله رباً وإلهاً أو أنداداً أو أولياء أو شفعاء أو مشرعين وما إلى ذلك , وهذا المعنى واضح وظاهر بأنه لا يراد منه الشريك بمعنى المعين والمحتاج إليه من قبل الله تعالى فالنوعان منفيان وكلاهما شرك قطعاً، بل الذي على نحو الاستقلال أظهر وأوضح بكونه شريكاً. فلا ندري وجه سؤالكم وإصراركم للمرة الثانية عن هذا الامر الواضح مع كل ما قدمناه هنا وهناك من كون كلا النوعين (الاستقلال والشراكة ) يكونان بمعنى الاستقلال حينما يعتقد أحد بالشريك لله تعالى الله عن الشريك بكل معانيه علواً كبيراً. وأما قوله: ((الاستشكال : أولاً : تعريفه للعبادة ليس آية قرآنية ولا حديث عن معصوم...)). فنقول: سبحان الله وهل أصبحت التعاريف في الإسلام منحصرة في الآيات القرآنية والاحاديث النبوية!!؟ وهل تعريف ابن تيمية وما تبعه للعبادة آية قرآنية أو حديث نبوي فلماذا باؤهم تجر وباؤنا لا تجر يارجل!؟ ثم قال: ((ثانياً :هذا التعريف محتاج لتعريف أصلي ولازم فما معنى الألوهية التي يتحدث عنها التعريف؟)). نقول: إن لم تعرف الالوهية فماذا بقي لتعرفه؟! وهذا المصطلح قرآني ومذكور بكثرة وتكرار في القرآن الكريم فلماذا يحتاج الى تعريف يا أخي؟! إلا لأنه مخالف لتعريف الوهابية ومن لفّ حولهم. فالالوهية أو التأليه: أن تعتقد بأن المخضوع له إلهاً ورباً وغنياً ومستحقاً للعبادة وهذا هو المحذور وعندئذ تتحقق العبادة لغير الله تعالى والشرك فيها إن صرفت بهذه الشروط لغير الله تعالى، فأفهم! ثم قال: ((ثالثاً: تعريفه هذا يعني أن الاعتقاد بالالوهية هو شرط أساسي لاعتبار كون الفعل عبادة أم لا، وهذا فرق شنيع في التعريف)). نقول: بالتأكيد هذا هو الشرط والفيصل في كون الفعل أو الخضوع أو التعظيم عبادة أم ليس بعبادة، فافهم! ثم قال: ((ولبيان ذلك أقول: لو خضعت لفظياً وعملياً لشيء ما.. هل أكون عبدته لا فحسب التعريف لابد أن أعتقد أيضاً بالوهيته!)). نقول: نعم. فلماذا هذا الاستغراب.ونمثل لذلك كي تفهم فنقول: سجود الملائكة لأدم وسجود أخوة يوسف وأبويه ليوسف (عليه السلام) هل كان خضوعاً أم لا؟ قطعاً السجود هو أعظم مصاديق الخضوع ولكن الله تعالى أمر به وكذلك فعله الأنبياء والملائكة وقبله الله تعالى وأنبيائه وملائكته فهذا السجود تسمونه أنتم الآن وعلى تعريفكم عبادة مع أنه ليس بعبادة لأن الله تعالى لا يأمر بعبادة غيره في كل زمان ومكان فإن الله تعالى لا يرضى لعبادة الكفر ولا تقل لي هذا شرع من قبلنا فهذا العذر والتبرير مضحك للثكلى! ثم إن الله تعالى أمرنا بالخضوع المجرد عن الألوهية كثيراً في القرآن الكريم فهل أمرنا الله تعالى بعبادة غيره فقد قال تعالى: (( وَاخْفضْ جَنَاحَكَ لمَن اتَّبَعَكَ منَ الْمؤْمنينَ )) (الشعراء:215) وقال عز وجل : (( وَاخْفضْ لَهمَا جَنَاحَ الذّلّ منَ الرَّحْمَة )) (الاسراء:24) وقال عز من قائل: (( أَذلَّة عَلَى الْمؤْمنينَ أَعزَّة عَلَى الْكَافرينَ )) (المائدة:54) و (( اسْجدوا لآدَمَ )) (البقرة:34). ,ونهى تعالى النساء أن يخضعن بالقول للاجانب بأن يرققن أصواتهن فقال عز وجل: (( فَلا تَخْضَعْنَ بالْقوْل فيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبه مَرَضٌ )) (الأحزاب:32), فلو كان مطلق الخضوع منهياً عنه لما نهى تعالى عن خضوعها بالقول للأجانب وهذا يعني بأنه يجوز لها أن تخضع بالقول لزوجها بل قد يستحب فلو كان كل خضوع عبادة النهي عن مطلق الخضوع والذل وهذا كما رأينا ليس موجوداً في ديننا وقرآننا!! وقد ذكر تعالى الخضوع دون إرادة العبادة فقال عز من قائل: (( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ )) (الشعراء:4) وقال عز وجل : (( خَاشفعَةً أَبْصَارفهمْ تَرْهَقهمْ ذلَّةٌ ))(القلم: من الآية43) , والكل فسّر (خاشعة) بالخاضعة, فهل كل خضوع وخشوع وذل عبادة ؟!! أبداً فالسجود خضوع كما فسروه والاحترام والتعظيم والذل كلها خضوع,فكيف يكون كل خضوع عبادة!!!؟ . وقد قال الطبري (ج1/ 373) ((وأصل الخشوع: التواضع والتذلل والاستكانة)) ثم قال الطبري في (ج18/6): ((وقد بينا فيما مضى قبل من كتابنا أن الخشوع: التذلل والخضوع، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .. . (حتى قال): والذين هم في صلاتهم متذللون لله))!! فانهم رحمك الله تعرف أن الذل والخضوع والخشوع بمعنى واحد أو متقارب فلا يمكن أن يأمر الله تعالى عباده بالذل والخضوع والسجود لأحد وهو عبارة عن عبادة أبداً!! وبالتالي فان شرط اعتقاد الألوهية هو شرط في محله لكي تتم العبادة لا مجرد الخضوع لشخص أو شيء تعتبره عبادة كما تظنون وتتوهمون. وأما التمثيل بمثال التمثال فنقول: 1- لا يوجد مسلم فعل ذلك أبداً فهذا من الأوهام وغير موجود إلا في خيالات التكفيريين لأمة محمد(صلى الله عليه وآله) فقط كما بينا سابقاً فراجع أقوال النبي (صلى الله عليه وآله) في أمته وقارن! 2- ثم إن الشارع نهى عن النذر والذبح لغير الله وهو شرك سواء كان النذر والذبح مع اعتقاد الالوهية أم ادعاء عدمه!! لأن النذر والذبح من مختصات الله تعالى ومن لوازم التأليه فإن من ينذر لغير الله أو يذبح بذكر غير اسم الله فهو مشرك سواء فعل ذلك لصنم أو وثن أو تمثال أو قبر أو حي أو ميت أو نبي أو شيطان فكل ذلك لا يمكن تصور صدوره من مسلم ولا يمكن تصور صدوره دون تأليه أو عبادة لمن يذبح له أو ينذر له . وهذا الامر لا يفعله أحد وقد نص عليه السيد وفضله فراجع. أمَّا السجود والطلب والاستعانة فإن كان دون تأليه فلا يعتبر عبادة ولكنه إن فعل لشيء غير محترم وخصوصاً إن كان لتمثال أو صنم أو وثن فلا يمكن تصور فعله للاحترام والتعظيم دون العبادة لأنه لماذا يحترم وثناً أو صنماً أو تمثالاً ويعظمه ويقدسه إلا لعبادته وتأليهه!!؟ مع كونه غير محترم عندنا ولذلك قال تعالى ![]() ودمتم في رعاية الله |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |