![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]()
اكد سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي )دام ظله( على ضرورة التوجه الى ايات الله في الخلقة من أجل معرفة الله والابتعاد عن الطرق البشرية الموضوعة في ذلك، جاء ذلك خلال درس التفسير اليومي الذي يخصصه للتدبر في سورة الروم- في ليالي شهررمضان المبارك.
وقال سماحته في ابتداء حديثه :" اذا نظرت في عالم الخلق الى حولك سترى ان لجميع المخلوقات جانبين، فمن جهة ترى الكمال والجمال والنظم والدقة والإتقان وترى اثار القدرة والحكمة متجلية في كل المخلوقات. فاذا نظرت الى الخلية الواحدة في جسمك تتجسد عندك عظمة الله وحكمته وتدبيره، واذا نظرت الى عينك وجدت أن فيها اكثر من ثلاثة ملايين خلية تعمل كلها بدقة وانتظام شديدين، واذا نظرت ايضا الى الشجرة الباسقة تجد ان جميع النعم التي يمكن ان تُعطى للشجرة ، قد اعطيت لها بالفعل، من جذور تمتد الى اعماق الأرض الى مجموعة من السيقان المتصلة وكذلك الثمار والأوراق و ... كذلك كل الكائنات في هذا الكون، من اصغر ذرة إلى أعظم مجرة تجد فيها اثار الكمال. لكن في المقابل تجد بُعداً آخر من ابعاد الكائنات، ألا وهو بعد النقص. فكل شيء في هذا الوجود محدود بعدة حدود: اولا :المحدودية الزمانية، فلكل شيء اجل لا يمكن ان يتجاوزه، فكان له بداية وسيكون له نهاية (مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى) ثانياً: المحدودية المكانية، فكل شيء محدود بمكانه الذي يشغله، فلا يسعه ان يشغل مكانا اوسع واعظم، وحتى الشمس بعظمتها لا تشغل الا جزءا بسيطاً جداً من هذا الكون الرحيب. فلا يمكن لشيء ان يكون في مكانين في آن واحد بل هو محكوم بمكانه. ثالثاً: محدودية القدرة، فلكل شيء مقدار من القدرة لا يمكن ان يتجاوزها. رابعاً: محدودية السنن، فكما بينّا سابقا أن الله خلق السماوات والأرض و جعل فيها سنناً وقوانين تنظم أمر الخلق، فكل الكائنات محكومة ومحدودة بهذه القوانين، كقانون الجاذبية وقانون الحرارة و... فكل هذه المحدوديات وكل هذا القدر من النقص يدلنا على أن المخلوقات لم تخلق نفسها، لأنها لو كانت قد خلقت نفسها لم تكن بهذا القدر من النقص والمحدودية، ثم نستنتج بأن الخالق ليس كذلك، فليس له أي محدوديات وليس عنده أي نقص – عز وجل عن ذلك- فعند ذلك نقول (سبحان الله) فهذه الكلمة تعني ان الله منزّه عن كل ما نتوهمه من شبه بمخلوقاته ومنزّه عن اي نقص فيه. (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) فكلما نرى اثار الكمال في المخلوقات وهي نعمة انعمها عليهم وعلينا نقول (الحمد لله)، ولكما نجد اثار العجز والنقص نعرف ان الله عزوجل منزه عن ذلك، فنقول (سبحان الله). معرفة الله، بين حدي التشبيه والتعطيل كما قلنا سابقا فإن عقولنا قاصرة عن أن تفهم شيئاً من الله سبحانه وتعالى. فنحن لا نستطيع بعقولنا الا ان ننفي العدمية بالنسبة الى الله، يعني ان نثبت بأن للكون خالقاً، لكن كيف هو؟ وكيف صفاته؟ لا نعرف، ولا يسعنا الا ان نقول انه ليس كمخلوقاته، بمعنى أن ننزّهه عن التشبيه. وبمعنى اخر نخرجه من حدّي (التعطيل) و(التشبيه)، فنستطيع ان ننفي جهله، لكن أن نثبت علمه و كيفية علمه – وهو الذي جادل فيه الفلاسفة على مر العصور- فليس لنا الى ذلك من سبيل. لذلك قال العلماء قديماً: (خذ الغايات واترك المبادئ). فاذا قرأت الآية المباركة (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) فلا تفكر بالــ(مبادئ) وتقول: كيف يحب الله؟ هل حبه لهؤلاء كحبنا؟ هل غضبه كغضبنا؟ وسلسلة طويلة من الأسئلة الاخرى، هنا يقول العلماء (خذ الغاية)، فالله حينما يحب شيئاً يبارك فيه، فنفهم آثار حب الله. فلا يمكن ان نفهم بعقولنا أي شيء من صفات الله، فكل كلمة نقولها عن الله، بل كل تصور نتصوره، انما هي صفة للمخلوق، فلا يسعنا هنا إلا ان نقول (سبحان الله)، اي ان ننزهه عن كل ما نتصوره. الطريق الى معرفة الله لكن السؤال الأساسي: اذا كنا غير قادرين على معرفة الله فكيف نقرأ في الحديث الشريف (اول الدين معرفته) فكيف اُمرنا ان نعرف الله ونحن عاجزون عن ذلك؟ وللجواب على هذا السؤال نقول، صحيح اننا لا نستطيع بعقولنا ان نعرف الله، لكن هناك منهج نستطيع عبره ليس أن نعرف الله فقط بل أن نراه ونأنس به. وهذا المنهج هو منهج الهي يختلف عن المناهج البشرية وهو معرفته عبر النظر في آياته. فالإمام علي عليه السلام يقول لحبرمن حينما يسأله : (هل رأيت ربك حين عبدته؟) فاجابه : (ويلك،ماكنت‘ أعبد رباً لم أره، ثم قال : لاتدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان). فلنقرأ دعاء الإفتتاح ونرى كيف أن المعصوم عليه السلام يتكلم مع الله سبحانه (الحمد لله بجميع محامده كلها، على جميع نعمه كلها) ثم يشرع الإمام ببيان حمده لله (الحمد لله الذي ليس له منازع يعادله، ولا شبيه يشاكله، ولا ظهير يعاضده..) (الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين ويهلك ملوكا ويستخلف اخرين). و لننظر كيف يناجي ابوعبد الله الحسين عليه السلام ربه يومَ عرفه ويقول: (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك، ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك،حتى يكون هو المظهرلك!، متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك) فكل شيء في هذا الوجود يدل على الله سبحانه وتعالى، فإذا ذهبت الى الصحراء ونظرت إلى الظلال الوارفة ورأيت التلال والأشجار والحيوانات، لكنك انكرت وجود الشمس، أليس يُشكُّ في عقلك؟ لأن كل شيء إنما يُرى بنور الشمس، أما الشمس فلا تحتاج الى نور يضيئها. فكل المخلوقات في هذا الكون موجودة بالله سبحانه وتعالى ولولاه ولولا فيضه الدائم لما بقيت طرفة عين، فلذلك تكون المخلوقات كلها دالة على الله. لذلك نقرأ في الدعاء (عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبا). وهذا ما نجده ايضاً في المناجاة الشعبانية (و أنِر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك، حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة). لكن كيف؟ لا نحتاج الا ان نطرد الأغيار من قلوبنا (وأن الراحل اليك قريب المسافة و أنك لا تحتجب عن خلقك، الا ان تحجبهم الأعمال دونك). وفي نهاية حديثه اكد سماحة المرجع المدرسي على الاهتمام بالصلوات اليومية وبالصلوات المستحبة فهي (قربان كل تقي) ، وهي (معراج المؤمن) وهي (عمود الدين)، واكد ايضا على ضرورة الدعاء والتوجه الى الله سبحانه في ليالي شهر رمضان المبارك لينقذ المسلمين من المشاكل المختلفة التي تحيط بهم . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |