![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() العنوان: [ عبدالله بن سبأ ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 308 – 317 وما تناقلته الألسن من الأسطورة قد نما في أوساط الناس وتطور حتى أصبحت أسطورة ابن سبأ اسطورتين : الأولى : أسطورة سيف . والثانية : الأسطورة التي تطورت على أفواه الناس . ولما بدأ العلماء يحررون في الملل والنحل ، وتكاثروا في بيان عدد ‹ صفحة 309 › الفرق ، أخذوا من أفواه الناس ما يعتقدون ويتقولون ، كما ظهر كتاب آخرون - كابن قتيبة وابن عبد ربه - يكتبون في مختلف فنون الأدب دونما عناية بالبحث عن أسانيد أخبارهم بل نقلها بعضهم عن بعض ، فأخذ قسم من هؤلاء الأسطورة السبئية من أفواه الناس ودونوها في كتبهم مع غيرها من الأساطير الشعبية . ونقل آخرون عن هؤلاء . هكذا انتقلت تلك الأساطير من أفواه الناس إلى الكتب . وهكذا أصبحت أسطورة ابن سبأ اسطورتين : أسطورة سيف الباقية على حالها . وأسطورة أفواه الناس المتطورة المتنامية . وكذلك تعدد - أيضا - ابن سبأ تبعا لتعدد أسطورته كما سنذكره في ما يلي : ثانيا : عبد الله بن سبأ : كلمة عبد الله بن سبأ ، اسم مركب من أربعة ألفاظ : ( عبد ) و ( الله ) و ( ابن ) و ( سبأ ) والألفاظ الأربعة خاصة باللغة العربية ( أ ) ويدل هذا على أن الأب والابن والمزعومين كليهما كانا عربيين ، أضف إليه بأن المختلق الأول لإسطورة ابن سبأ - وهو سيف أيضا - صرح بأن ( ابن سبأ ) كان من صنعاء اليمن . وحدد الجميع زمن نشاط ابن سبأ بعهدي الخليفة عثمان والإمام علي ‹ صفحة 310 › ولا يتعدى الزمن الذي ذكروا لنشاطه العقد الرابع من القرن الأول الهجري ، ثم إن مجموع ما حيك حوله من أساطير يدل على إنه كان من مشاهير عصره . إذا فهو عربي ابن عربي ، ومن سكان الجزيرة العربية ، ومن مشاهير الرجال في العقد الرابع من القرن الأول الهجري ، ولا نجد عربيا في الجزيرة العربية في العصر الاسلامي الأول وإلى العصر الأموي ، يعرف اسمه واسم أبيه ومحل نشاطه ، ولا يعرف اسم جده ولا سلسلة آبائه ! في حين أن العرب قد غالوا في حفظ أنسابهم ، وألفوا في الأنساب عشرات المؤلفات ، حتى أنهم عنوا بحفظ أنساب خيولهم ، وألف العلماء فيها ، مثل ابن الكلبي المتوفى ( 204 ه ) ( ب ) ! وفي متناول أيدينا آلاف الكتب المخطوطة والمطبوعة في التاريخ الاسلامي العام والخاص ، وكتب التراجم والأنساب ، وسائر فنون الأدب ، ولا نجد في أحدها نسب عبد الله بن سبأ ؟ ! إذا فمن هو عبد الله بن سبأ ؟ وما اسم جده ؟ ومن هم سلسلة آبائه ؟ ومن هم قبيلته ؟ ولم لم يذكر أحد من العلماء في تآليفه شيئا من ذلك على شدة اهتمامهم بذكر الأساطير التي حيكت حوله ؟ ! بحثنا عشرات السنوات في مختلف مصادر الدراسات الاسلامية فلم نجد عن نسبه حرفا واحدا . ‹ صفحة 311 › نعم وجدنا في بعض الكتب ما يلي : في باب ما كتب علي لأهل العراق من كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة ( ت : 276 ه ) : فقام حجر بن عدي وعمرو بن الحمق وعبد الله بن وهب الراسبي على علي فسألوه عن أبي بكر وعمر . ( 1 ) وفي أنساب الأشراف للبلاذري ( ت : 279 ه ) : وأما حجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي وحبة بن جوين البجلي ثم العرني وعبد الله بن وهب الهمداني - وهو ابن سبأ - فإنهم أتوا عليا فسألوه عن أبي بكر وعمر ( 2 ) . وفي الغارات للثقفي ( ت : 283 ه ) : دخل عمرو بن الحمق وحجر بن عدي وحبة العرني والحارث الأعور وعبد الله بن سبأ على أمير المؤمنين بعد ما افتتحت مصر وهو مغموم حزين ، فقالوا له : بين لنا ما قولك في أبي بكر وعمر ( 3 ) . . . ؟ قد ورد في هذا الخبر عبد الله بن وهب الراسبي في الإمامة والسياسة ، وعبد الله بن سبأ في الغارات ، وقال البلاذري : عبد الله بن وهب هو ابن سبأ . وقال سعد بن عبد الله الأشعري ( ت : 300 أو 301 ه ) في ذكر الفرق الغالية من كتاب المقالات والفرق : " وأول من قال منها بالغلو ، وهذه الفرقة تسمى بالسبئية أصحاب عبد الله بن سبأ وهو عبد الله بن وهب الراسبي . . . " . ‹ صفحة 312 › وقال - أيضا - : " فأضاف الغلاة المتقدمة : السبئية وهم أصحاب عبد الله بن سبأ الراسبي " . ووجدنا بمادة السبئي من : الاكمال لابن مأكولا ( ت : 475 ه ) يقول ضمن تعداده السبائيين : " وعبد الله بن وهب السبئي رأس الخوارج " . وقال المؤرخ الكبير السمعاني ( ت : 562 ه ) في كتابه الأنساب : " السبئي : هذه النسبة بفتح السين المهملة والباء المنقوطة من تحتها بنقطة واحدة وفتحها ، هذه النسبة إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهم رهط ينسبون إليه ، عامتهم مصريون : أبو هبيرة عبد الله بن هبيرة بن أسعد بن سهل السبائي ، ثم عد السبائيين إلى قوله : وعبد الله بن وهب رئيس الخوارج وهو الذي قال لعلي أنت الاله حتى نفاه إلى المدائن ، وتزعم أصحابه أن عليا في السحاب وأن الرعد صوته والبرق سوطه . . . " . وقال الذهبي ( ت : 748 ه ) في المشتبه : " وعبد الله بن وهب السبئي رأس الخوارج " . وقال الذهبي - أيضا - في ذكر حوادث سنة 38 ه من العبر : " وفيها كانت وقعة النهروان بين علي والخوارج ، فقتل رأس الخوارج عبد الله بن وهب السبائي " ( ج ) . وقال المقريزي المتوفى ( 848 ه ) في خططه : ‹ صفحة 313 › وقام في زمانه - أي زمان الإمام علي ( رض ) - عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن السوداء السبئي ، وأحدث القول بوصية رسول الله ( ص ) لعلي بالإمامة من بعده بالنص ، وأحدث القول برجعة علي والنبي ، وأنه حي ، وأن فيه الجزء الإلهي ، ومن ابن سبأ هذا تشعبت أصناف الغلاة من الرافضة ( د ) . وقال ابن حجر المتوفى ( 852 ه ) في تبصير المنتبه : " السبئي طائفة منهم عبد الله بن وهب السبئي رأس الخوارج " . فمن هو عبد الله السبئي هذا ؟ وما هو نسبه ؟ وما هي قصته ؟ هو عبد الله بن وهب بن راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ . فهو لذلك سبائي ، أزدي ، راسبي . قيل له : عبد الله بن وهب نسبة إلى أبيه ، وعبد الله بن سبأ نسبة إلى من ينتمي إليه ، كما قيل في صبيغ : صبيغ بن شريك نسبة إلى أبيه ، وصبيغ ابن عسل نسبة إلى من ينتمي إليه . فإنه صبيغ بن شريك بن المنذر بن قطن ابن قشع بن عسل بن عمرو بن يربوع التميمي . قال ابن حجر : القولان صحيحان . راجع : مادة عسل من تبصير المنتبه ( 3 / 954 ) . لقب عبد الله السبائي هذا بذي الثفنات لما صار على كفيه وركبتيه ‹ صفحة 314 › كثفنات البعير لكثرة سجوده . كان مع علي في حروبه ، ولما وقع التحكيم بعد معركة صفين وأنكره الخوارج ، أصبح عبد الله منهم ، وكان في بغضه عليا ما يسميه إلا الجاحد . واجتمع الخوارج في منزله ، فخطب فيهم وزهدهم في الدنيا ، ورغبهم في الآخرة ، ثم قال : " أخرجوا بنا - إخواننا - من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال ، أو إلى بعض هذه المدائن ، منكرين لهذه البدع المظلة " ( ه ) . فبايعوه لعشر خلون من شوال سنة 37 ه وسموه بالخلافة ، ثم خرجوا متسللين من الكوفة ولحقهم الامام بجيشه دون النهروان وقاتلهم ، وقتل عبد الله بن وهب السبائي الراسبي في المعركة . قتله هاني بن زياد الخصفي وزياد ابن خصفة ، وقتل من كان معه ولم يفلت منهم إلا أقل من العشرة . هذا هو عبد الله السبائي الذي كان في عصر الامام ولم يوجد غيره بهذا الاسم ، ولم يعرف التاريخ الصحيح أحدا آخر بهذا الاسم ( و ) . وعلى هذا فأي خبر جاز أن يصدق على عبد الله بن وهب السبائي وينسب إليه ، جاز وقوعه ، وأي خبر لا يصح صدوره من هذا ، لم يقع ولم يكن بتاتا . ‹ صفحة 315 › ولم يكن عبد الله هذا مؤسس فكرة الوصاية للإمام علي ، ولا مؤسس عقيدة الألوهية فيه ، وإنما كان رأس الخوارج الذين حاربوا عليا ( ز ) . وعلى هذا لا يصدق جميع ما رواه سيف في شأنه وأخذ منه المؤرخون ! كما لا يصح جميع ما ذكره أهل الملل والنحل فيه . بينما يصدق في شأنه بعض روايات كتب حديث الشيعة مثل الرواية التي ذكرت أن ابن سبأ اعترض على الامام رفع اليدين إلى السماء في الدعاء ، والأخرى التي ذكرت جلبه إلى الامام لمقال له وتصحيح الامام قوله وأمره بإخلاء سبيله . هذا ما توصلنا إليه في أمر عبد الله بن سبأ نتيجة للبحوث المقارنة ثالثا : عبد الله بن السوداء : إن " ابن السوداء " ليس اسما وعلما لشخص واحد وإنما هو نبز كانوا يلمزون به من كانت أمه أمة سوداء . وذكر ابن حبيب المتوفى ( 245 ه ) في فصل ( أبناء الحبشيات ) م كتابه المحبر تسعة وخمسين رجلا من أبناء الحبشيات ، وقال عن الخطاب وا ؟ ‹ صفحة 316 › الخليفة عمر : " الخطاب بن نفيل وأمه حية كانت - جارية - لجابر بن أبي حبيب الفهمي " وذكروا أن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ( ح ) عير عمر بن الخطاب فقال له : " يا ابن السوداء " فأنزل الله تبارك وتعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان . . . ) * . الحجرات / 11 . كان ما ذكرناه مدلول لفظة ( ابن السوداء ) في التاريخ القديم وكذلك استعملها سيف في بطل الأسطورة السبئية ( عبد الله بن سبأ ) . قال في ذكر مسير الناس لقتل عثمان : " كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء ، فأسلم زمن عثمان . . . " . ووصفه في بعض رواياته ب ( عبد الله بن السوداء ) ، وفي أخرى ( ابن السوداء ) . وعلى مر الزمن تطورت الأسطورة ونمت حتى إذا كان أوائل القرن الخامس الهجري حسبهما عبد القاهر البغدادي اثنين ، وذكر لكل منهما نشاطا خاصا به ، وذكر أنهما كانا يتعاونان . هكذا نمت أسطورة ابن سبأ وتعددت شخوصها على مر الزمن ، ومزيدا للتوضيح نلخص البحوث السابقة مع بعض الإضافات اللازمة بعد ‹ صفحة 317 › ايراد تتمة البحث في فصل ( حقيقة أكاذيب ) الآتي . إن شاء الله تعالى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 309 › ( أ ) خلافا لإبراهيم وإسماعيل من الكلمات العجمية التي تسمى العرب بها . ‹ هامش ص 310 › ( ب ) ألف أنساب الخيل كل من ابن الكلبي وأبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى ( 224 ه ) وألف ابن الاعرابي المتوفى ( 231 ه ) أسماء الخيل وكذلك غيرهم . ‹ هامش ص 311 › ( 1 ) الإمامة والسياسة ( 1 / 142 ) . ( 2 ) أنساب الأشراف ( 2 / 383 ) ط / مؤسسة الأعلمي ، بيروت سنة : 1394 ه . ( 3 ) الغارات " منشورات " انجمن آثار ملي 114 : 1 / 302 . ‹ هامش ص 312 › ( ج ) كان عبد الله هذا مشهورا عندهم بالسبئي كما ورد عند هؤلاء وعند غيرهم . قال المعلماني بهامش الاكمال ( 4 / 536 ) : " ذكره عبد الغني ، وذكر في الأنساب وفي المشتبه والتوضيح والتبصير " . ‹ هامش ص 313 › ( د ) أوردنا هنا ملخص أقواله وقد مر تفصيلها في الفصل السابق . ‹ هامش ص 314 › ( ه ) قال ابن حزم : " عبد الله بن وهب ذو الثفنات أول من قدم الخوارج على أنفسهم يوم النهروان وكان من خيار التابعين فقتل يومئذ - نعوذ بالله من الخذلان " جمهرة الأنساب ص 386 . ( و ) سيأتي في الخاتمة - إن شاء الله - كيف جاز تصحيف الكلمة من عبد الله السبائي إلى عبد الله بن سبأ . ‹ هامش ص 315 › ( ز ) مثل عبد الله السبائي هذا في روايات سيف كمثل ابن ملجم فإن ابن ملجم كان القراء ومن رؤوس الخوارج ، وهو الذي قتل الامام عليا ولكن سيفا جعله من رؤوا ؟ السبئية القائلين بأن عليا وصي النبي ، واختلق له أسطورة مع السبائية جعل عمار تلك الأسطورة ينضم إليه وإلى جماعته في مصر ، وحرف - أيضا - اسمه كما حرف الله بن وهب السبائي - راجع قبله فصل ( تحريف وتصحيف ) . ‹ هامش ص 316 › ( ح ) ثابت بن قيس من بني كعب بن الخزرج وأمه امرأة من طئ كان خطيب الأنصار وخطيب النبي - قتل يوم اليمامة - أسد الغابة ( 1 / 229 ) . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |