![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الفرق بين الزوجة والمرأة
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم أولاً- ( الفرق بين الزوج والمرأة في القرآن الكريم ) ، مقال نشر في كثير من المنتديات ، وأصله للدكتورة عائشة عبد الرحمن ، المعروفة بـ( بنت الشاطىء ) ، وهو من كتابها : الإعجاز البياني للقرآن ، وعليه اعتمد الدكتور فاضل السامرائي في جوابه عن سؤال وجه إليه بهذا الخصوص في ( برنامج لمسات بيانية ) . 1- أما الدكتورة عائشة فقالت : وترى البيان القرآني يستعمل لفظ ( زوج ) ، حينما يتحدث عن آدم وزوجه ، على حين يستعمل لفظ ( امرأة ) ، في مثل ( امرأة العزيز ) ، و( امرأة نوح ) ، و( امرأة لوط ) ، و( امرأة فرعون ). وقد يبدو من اليسير أن يقوم أحد اللفظين مقام الآخر ، وكلاهما من الألفاظ القرآنية ، فنقول في ( زوج آدم ) مثلاً :( امرأة آدم ) ؛ وذلك ما يأباه البيان المعجز . ونتدبر سياق استعمال القرآن للكلمتين ، فيهدينا إلى سر الدلالة: كلمة ( زوج ) تأتي حين تكون الزوجية هنا مناط الموقف : حكمة وآية ، أو تشريعًا وحكمًا ، في آية الزوجية ، قال تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾(الروم: 21) ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾(الفرقان: 74) فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة بخيانة ، أو تباين في العقيدة فـ( امرأة ) ، لا ( زوج ) : ﴿ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ﴾ (يوسف: 30) ﴿ امْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾(التحريم: 10) ﴿ اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ﴾(التحريم: 11) وحكمة الزوجية في الإنسان ، وسائر الكائنات الحية من حيوان ونبات ، هي اتصال الحياة بالتوالد ، وفي هذا السياق يكون المقام لكلمة ( زوج ) . فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم ، أو ترمل ، فـ( امرأة ) ، لا ( زوج ) ؛ كالآيات في امرأة إبراهيم ( هود: 71 ) ، (الذاريات: 29 ) ، وامرأة عمران ( آل عمران: 35) . تقول : ويضرع زكريا إلى الله سبحانه وتعالى :﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴾(مريم: 5) . ثم لما استجاب له ربه وحققت الزوجية حكمتها كانت الآية :﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾(الأنبياء: 90) . وفي آيات التشريع تتعلق الأحكام بالزوج والأزواج حين تكون الزوجية قائمة : واقعًا ، أو حكمًا ؛ كأحكام المواريث ، وعدة اللواتي توفي أزواجهن (البقرة: 234) . أما حين تنقطع العلاقة الزوجية بطلاق ، أو إيلاء ، فالأحكام متعلقة بـ( النساء ) ، لا بـ( الأزواج ) . ( عائشة عبد الرحمن : الإعجاز البياني للقرآن- القاهرة : دار المعارف / 1971م / ص/ 212 ، وما بعدها ) فأجاب جوابًا مطولاً بدأه بتعريف لفظ ( زوج ) ، أذكر منه قوله :« لفظ ( زوج ) يوحي بنوع من المقاربة والتوافق ، خلافًا للفظ ( امرأة ) ؛ لأن الزوج هو الذي يشكل مع الثاني زوجين . فلو قال : زوج فلان ، كأنها شكلت معه شيئاً واحداً ، فزوج فرعون المؤمنة لا تشكل مع فرعون زوجين ، صحيح هي امرأته لكن لا يطلق عليها ( زوجه ) ، من حيث اللغة السامية الرفيعة التي تلحظ هذه المسائل الدقيقة . لمثل هذه المسائل الدقيقة هي لا تشكل معه زوجين ، كأنما يريد القرآن أن يبعد عن الأذهان فكرة المقاربة أن هذه قريبة من هذا . امرأة نوح لا تستحق أن ترتفع بحيث تشكل مع نوح عليه السلام زوجين .. ( امرأته ) يعني : أنثاه المؤنث لامرئ . فلما نقول : ( هي امرأة نوح ) ، ليس فيها المقاربة . حتى ( امرأة العزيز ) هي أيضاً امرأة . ومن قال : إنها تشاكله ؟ لعله كان على جانب من القيم وعلى جانب من المُثُل ، وهي تراود فتاه . لا يوجد في القرآن ( زوج فلان ) ، وإنما ( امرأة فلان ) هي الأصل .. ( اسكن أنت وزوجك الجنة ) استخدم الكاف الضمير ( زوجك ) . ويكون فيها ملمح التقريب . لذلك نقول : إن المناسب هنا ، لمّا كان هذا التباين الواسع أن تكون امرأة نوح ، لأن هي فعلاً أنثاه ، هي أنثى امرؤ . هذا تقرير واقع ( امرأة نوح ، وامرأة لوط ، وامرأة فرعون ) . ولفظ ( امرأة ) لا يحتوي على المشاكلة الأخلاقية ، وإنما هي المقاربة ، وتذكر كلمة ( جوز ) فلقتان ، كأنما يشكلان فلقتين ، هذا غير مراد هنا . من أجل ذلك هذه اللغة السامية الجميلة تستعمل هذا . أما في عموم اللغة يمكن أن تقول : ( هذه زوج فلان ) ، أو ( امرأة فلان ) ، لكن إذا أردت أن تأخذ هذا السمو في التعبير تستعمل الاستعمال القرآني لكلمة امرأة » . ـــــــــــــــــ ثالثًا- وتعقيبًا على ما تقدم أقول : 1- إن الله تعالى أطلق لفظ ( امرأة ) على زوج أبي لهب في قوله :﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ ، ولم يكن بينهما تباين في العقيدة ، كما كان بين نوح ولوط – عليهما السلام - وامرأتيهما ، وكما كان بين فرعون وامرأته . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن إضافة لفظ ( امرأته ) إلى أبي لهب يقتضي أن الزوجية القائمة بينهما صحيحة ، واستنبط منها الفقهاء صحة أنكحة الكفار ، وأنه يجري عليها ما يجري على أنكحة المسلمين من أحكام . وروي أته خاصم رجل من ولد أبي لهب آخر من ولد عمرو بن العاص ، فعيَّره ، وعيَّره الآخر بسورة ( تبّت يدا أبي لهب ) ، فقال اللَّهَبِيُّ : لو علمت ما لولد أبي لهب في هذه السورة لم تعبهم ؛ لأن الله صحح نسبهم بقوله :﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ ، فبين أنهم من نكاح ، لا من سفاح . 2- أخرج غير واحد عن ابن عباس قوله :« ما زنت امرأة نبي قط » ، ورفعه أشرس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فعبَّر بلفظ ( امرأة ) بدلاً من لفظ ( زوج ) ، وأضافه إلى ( نبي ) ، على سبيل الاستغراق والشمول ، فدل على أن لفظ ( امرأة ) غير مقتصر على الزوجة التي تباين زوجها في العقيدة . 3- لفظ ( زوج ) يطلق على المرأة المتزوجة فقط ، بخلاف لفظ ( امرأة ) ، فإنه يطلق على المتزوجة ، وغيرها . ويقال : هذه امرأة أنثى للكاملة من النساء ؛ كما يقال : رجل ذكر للكامل من الرجال . وفي حديث علي ، لما تزوّج فاطمة رضي الله عنهما ، قال له يهوديٌّ أراد أن يَبْتَاع منه ثيابًا :« لقد تزوّجت امرأةً » يريد امرأةً كاملةً . وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :« خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرّتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها » ، فقال : ( امرأة ) ، ولم يقل : ( زوجة ) . 4- يقال : الرجل زوج المرأة ، والمرأة زوج الرجل ، كما كان يقال : المرأة زوج بعلها . قال تعالى :﴿ وَإِنْ امرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾(النساء: 128) . قال ابن عاشور :« فالبعل اسم زوج المرأة . وأصله في كلامهم : السيد ، وهو كلمة ساميَّة قديمة ، فقد سمَّى الكنعانيون ( الفينقيون ) معبودهم بَعْلاً . قال تعالى :﴿ أََتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴾(الصافات: 125) ، وسمِّي به ( الزوج ) ؛ لأنه ملك أمر عصمة زوجه ؛ ولأن ( الزوج ) كان يعتبر مالكًا للمرأة وسيدًا لها ، فكان حقيقًا بهذا الاسم . ثم ، لما ارتقى نظام العائلة من عهد إبراهيم عليه السلام فما بعده من الشرائع ، أخذ معنى الملك في الزوجية يضعف ، فأطلق العرب لفظ ( الزوج ) على كلًّ من الرجل والمرأة ، اللذين بينهما عصمة نكاح ، وهو إطلاق عادل ؛ لأن الزوج هو الذي يثني الفرد ، فصارا سواء في الاسم ، وقد عبر القرآن بهذا الاسم في أغلب المواضع ، غير التي حكى فيها أحوال الأمم الماضية ؛ كقوله :﴿ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً ﴾(هود: 72) ، وغير المواضع التي أشار فيها إلى التذكير بما للزوج من سيادة ؛ نحو قوله تعالى :﴿ وَإِنْ امرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾(النساء: 128) . وهاته الآية كذلك ؛ لأنه ، لما جعل حق الرجعة للرَّجل جبرًا على المرأة ، ذكَّر المرأة بأنه بعلُها قديمًا » . ويفهم من ذلك أن إطلاق لفظ ( امرأة ) على زوجة الرجل إطلاق قديم يدل على أنها مملوكة له ، كما أن إطلاق لفظ ( بعل ) على زوج المرأة قديم يدل على أنه مالك لها ، وهذا ما عبرت عنه الآية القرآنية :﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ﴾(التحريم:10) .. ثم ، لما ارتقى نظام العائلة من عهد إبراهيم عليه السلام فما بعده من الشرائع ، أخذ معنى الملك في الزوجية يضعف ، فأطلق العرب لفظ ( الزوج ) على كلًّ من الرجل والمرأة ، اللذين بينهما عصمة نكاح . 5- ( الزوج ) لفظ مفرد يقال لكل واحد من القرينين ، من الذكر والأنثى ؛ لأنه جعل الآخر بعد أن كان فردًا زوجًا ، فكل واحد منهما زوج بهذا الاعتبار ، وهو لغة قريش ، وبها نزل القرآن الكريم . قال الله تعالى :﴿ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ ﴾(النساء:20) . أي : امرأة مكان امرأة ، وقال أيضًا :﴿ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ﴾(الأحزاب:37) . وقد يقال للأنثى : ( زوجة ) بالتاء ، وليست بلغة رديئة أو نادرة ، كما زعم بعضهم ، وهي لغة بني تميم ، يقولون : هي زوجته . وفي المخصَّص لابن سيدة :« قال الكِسَائِيُّ ، فيما حدثنا محمدُ بن السَّرِيِّ ، أن أكثَرَ كلام العَرَب بالهاءِ . يعني قولهم : زَوْجتُه ، وزعم القاسم بن معن أنه سمعها من أزدِشَنُوءَةَ » . وفي المخصَّص أيضًا عن أبي عمرو : « الزوج يذكر ويؤنث ، يقال : فلان زوج فلانة ، وفلانة زوج فلان . هذا قول أهل الحجاز .. وأهل نجد يقولون : فلانة زوجة فلان . قال : وهو أكثر من زوج ، والأول أفصحُ » . وأَبى الأَصمعي ذلك ، فقال : زوج ، لا غير ، واحتج بقول الله عز وجل :﴿ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾(الأعراف: 19) ، فقيل له : نعم ؛ كذلك قال الله تعالى ، فهل قال عز وجل : لا يقال : زوجة ؟ ومنها ما ورد في حديث عمار بن ياسر في البخاري :« إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة » ، يعني : عائشة رضي الله عنها .. هذا ، وقد شاع استعمال لفظ ( زوجة ) بالتاء في كلام الفقهاء ، قصدوا بها التفرقة بين الرجل والمرأة عند ذكر الأحكام ، وهي تفرقة حسنة .. والله تعالى أعلم !. بقلم : محمد إسماعيل عتوك ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |