![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الفرق بين العمل والفعل والصنع
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم أولاً- العمل هو عبارة عن إيجاد الأثر في الشيء ببطء مع امتداد زمان ، ولا يقال إلا لما كان من الحيوان دون ما كان من الجماد ، ولما كان بقصد وعلم دون ما لم يكن عن قصد وعلم . يقال : فلان يعمل الطين خزفًا ، ويعمل الأديم سقاء . ولا يقال : يفعل ذلك ؛ لأن فعل ذلك الشيء هو إيجاده من غير بطء ، على ما ذكرنا . ثانيًا- أما الفعل فهو لفظ عام ، وهو عبارة عن إيجاد الأثر في الشيء من غير بُطْءٍ ؛ سواء كان عن سبب أو غير سبب ، ويقال لما كان بإجَادَةٍ وبدونها ، ولما كان بعلم أو غير علم ، وبقصد أو غير قصد ، ولما كان من الإنسان ، والحيوان ، والجماد . قال تعالى :﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً ﴾(سبأ: 13) ، فعبَّر عن ذلك بفعل ( العمل ) ؛ لأن إيجاد المحاريب والتماثيل والجفان لا يكون إلا بامتداد زمان ؛ وكذلك عمل الشكر . وقال تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً ﴾(يس:71) ، فعبر عن ذلك بفعل ( العمل ) ؛ لأن خلق الأنعام لا يكون إلا بامتداد زمان . ولما كان الفعل بخلاف العمل قال تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾(الفيل:1) ، ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾(الفجر:6) ، ﴿ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ﴾(إبراهيم:45) ، فعبَّر عن ذلك كله بلفظ ( الفعل ) ؛ لأنها إهلاكات وقعت من غير بطء ؛ وكذلك قوله تعالى في وصف الملائكة :﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾(النحل:50) . أي : يفعلونه في طرفة عين . وتأمل بعد ذلك قوله تعالى :﴿ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾(البقرة:25) ، وقوله :﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾(الحج:77) ، كيف عبَّر في الأول بفعل ( عملوا ) ، حيث كان المقصود المثابرة على عمل الصالحات ، لا الإتيان بها مرة واحدة ، أو بسرعة ، وكيف عبَّر في الثاني بفعل ( وافعلوا ) ، حيث كان المقصود سرعة الإتيان بالخير ؛ وكأنه قيل : سارعوا في فعل الخير ؛ كما قال سبحانه :﴿ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ﴾(البقرة:148) . وقال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾(المؤمنون:4) ، فأخبر عنهم بقوله ![]() ثالثًا- وأما الصنع فإنه من الإنسان دون سائر الحيوانات ، ولا يقال إلا لما كان بإجادة ؛ ولهذا يقال للحاذق المجيد والحاذقة المجيدة : صَنَعٌ ، وصَنَاعٌ . قال تعالى :﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾(النمل:88) . وقال :﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾( هود:37) . وقال :﴿ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ﴾(طه:69) ، فعبَّر عن ذلك كله بفعل ( الصنع ) ؛ لأن ذلك يتطلب الإجادة والإتقان . وقيل : الصنع يكون بلا فكر لشرف فاعله ، والفعل قد يكون بلا فكر لنقص فاعله . والعمل لا يكون إلا بفكر لتوسط فاعله . فالصنع أخص المعاني الثلاثة ، والفعل أعمها ، والعمل أوسطها . فثبت أن كل صنع عمل ، وليس كل عمل صنعًا. وأن كل عمل فعل ، وليس كل فعل عملاً . وفارسية هذه الألفاظ تنبئ عن الفرق بينها ؛ فإنه يقال بالفارسيَّة للفعل :( كَار ) ، ويقال للعمل :( كَرْدَار ) ، وبقال للصنع :( كِيش ) .. فتأمل ! بقلم : محمد إسماعيل عتوك ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |