ابن تيمية والتوسل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم بقائمهم
ابن تيمية والحديث الشريف
هل كان حقا ما يقوله مقلدوا ابن تيمية : إنه كان إماما في الحديث ؟ أم أن الحق مع الآخرين الذين أعرضوا عن طريقته في التعامل مع الحديث ووصفوه بالتسرع وعدم التثبت واتباع الهوى ؟ لا ينبغي أن يطلب الجواب من هؤلاء ولا من أولئك ، وإنما من كلامه هو الذي يظهر فيه بوضوح أسلوبه في التعامل مع الحديث الشريف . . وإليك من بطون مصنفاته هذه النماذج :
أ - في التوسل بالنبي ( صل الله عليه وآله ) في الدعاء : نقل ابن تيمية جملة من الأحاديث التي شهد على صحتها وردت عن بعض الصحابة والتابعين في توسلهم بالنبي ( صل الله عليه وآله) ، كالدعاء المشهور : " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي " ونحو ، ونقل عمل السلف بها عن البيهقي وابن السني والطبراني ، ثم قال : وروي في ذلك أثر عن بعض السلف ، مثل ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ( مجاني الدعاء ) . . . فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ، ونقل عن أحمد بن حنبل في ( منسك المروزي ) التوسل بالنبي ( صل الله عليه وآله) في الدعاء .
( التوسل والوسيلة : 105 - 106 ) ولكنه في الصفحات الأولى من هذا الكتاب نفسه كان يقول : إن أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين لم يطلب من النبي ( صل الله عليه وآله) بعد موته أن يشفع له ! ! ولا سأله شيئا ! ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم ! ! ( المصدر : 18 ) فأين إذن ما نقله هناك عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وابن السني والبيهقي والطبراني حتى صرح أنه كان من فعل السلف التوسل بالنبي ( صل الله عليه وآله) ؟
ب - في زيارة قبر النبي ( صل الله عليه وآله) وقبور الأنبياء والصالحين : قال ما نصه : ليس عن النبي ( صل الله عليه وآله) في زيارة قبره ولا قبر الخليل حديثا ثابتا أصلا . ( كتاب الزيارة 12 - 13 ) وقال : " والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أصحاب السنن المتبعة منها شيئا " . ( كتاب الزيارة : 22 ، 38 ) ومع قوله هذا فهو ينقل بين الموضعين الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة والدارقطني في سننه أيضا عن رسول الله ( صل الله عليه وآله) أنه قال : " من زارني بعد مماتي كأنما زارني في حياتي " ! ! لكنه يعود فيتنكر له ويقول : لم يرو أحد من الأئمة في ذلك شئ ولا جاء فيه حديث في السنن ! !
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|