![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
لسؤال: الارادة الالهية بإذهاب الرجس عن أهل البيت(عليهم السلام) خاصة
السلام عليكم بخصوص آية التطهير....اذا قال شخص أن (أنما) تحصر - فقط سبب الارادة - في اذهاب الرجس , بحيث يكون معنى الآية أن سبب ارادة الله هو لمنفعة الناس لا لمنفعته هو عز و جل.... لا أن (انما)-أيضا تحصر-المخاطبين بآل البيت فقط.....مما يجعل الارادة لهم ولعامة الناس , فيجعل المراد بها الارادة التشريعية! فما هو الرد؟؟ و اذا قال أن هناك أحكام خاصة لبعض الناس دون بعض ..مثل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)فيحرم عليهن الزواج بأي رجل بعد زوجهن( النبي صلى الله عليه وآله), بينما لايحرم ذلك على باقي النساء... فما هو الرد؟ وشكرا جزيلا . الجواب: الأخ مهدي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن هذا الإشكال طرح من قبل الفخر الرازي في تفسيره ولكن ليس بهذا الشكل ! قال : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) يعني ليس المنتفع بتكليفكن هو الله ولا تنفعن الله فيما تأتين به وإنما نفعه لكنّ وامره تعالى إياكن لمصلحتكن (التفسير الكبير 209:25). فهو كأنما قد خص الآية بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) فجعلها تعليل لما جاء من أوامر ونواهي سابقة عليها تخص النساء , وهذا فيه ما فيه أقله عدم تفسير إبدال الغير في (عليكم ) من التأنيث إلى التذكير . فإن الآية لا يمكن أن تختص بالنساء فقط لمكان (عليكم ) فلا بد أن يكون الخطاب في الآية لهن وغيرهن أو لغيرهن خاصة . فإذا قلنا: ان المراد بإذهاب الرجس مجرد التقوى والإلتزام بالأوامر الألهية وإجتناب النواهي وإن المعنى هو كما ذكره الرازي بأن الله لا ينتفع من توجيهه هذه التكاليف لكنّ وإنما نفعه عائد إليكن , سوف لا يتفق ولا يلائم مع المعنيين الذين فرضناهما لأهل البيت . إذ أنه يعم جميع المسلمين كما لا يخفى فإن الله يريد منهم بالاوامر والنواهي منفعتهم لا منفعته ولا يبقى معنى للإختصاص بأهل البيت بكلمة (إنما ) في الآية . ثم إن هذا المستشكل لما راى أدلة الشيعة على عدم نزول الآية في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وأدلتهم على كون الإرادة في الآية تكوينية لا تشريعية لظهور (إنما) في الإختصاص، حاول تطوير إستكمال الفخر الرازي وطرحه بأسلوب آخر على أنه إشكال جديد , وذلك بإبدال كون المنفعة في كلام الرازي من كونها راجعة إلى النساء وجعلها راجعة إلى عموم المسلمين ونسي أن الأساس في قول الرازي هو بناءه على أن الإرادة في الآية تشريعية لا تكوينية وبالتالي الإضطرار لجعل مصب الآية التعليل لا التأسيس. وعلى كل نقول : اولا: أن الآية تصدرت بأنما وهي كما نقل أهل اللغة من أقوى أدوات الحصر في اللغة العربية , وتفيد إثبات ما بعدها ونفي ما عداه. كقوله (صلى الله عليه وآله): (إنما يدافع عن إحسابهم أنا ومثلي )، والمعنى ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو مثلي (لسان العرب 31:13). فيكون معنى الآية : ما يريد الله إذهاب الرجس إلا عنكم أهل البيت , فعليه يكون في الآية قصران : حصر الإرادة الهية بإذهاب الرجس وقصرها على أهل البيت خاصة . فما قاله المستشكل أنها تحصر سبب الإرادة فقط وهو كونها لمنفعة الناس غير صحيح لأن في الآية قصران لا قصر واحد . وهو خلاف الظاهر جدا . ثانيا: إن من قال (الفخر الرازي) بأن الآية تعليلية؛ ألزم بذلك بعد أن بنى على أنها نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فقط لورود الخطاب لهن في الآيات السابقة , ولا نعلم من أين جاء ذكر الناس كلهم في الآيات حتى يدعي هذا المدعي حصر الإرادة بالتبع لهم , فهذا أجنبي وبعيد عن مراد الآية والآيات الأخرى أيضا ً ولا دخل للناس أو المسلمين بها وإنما الأمر يدور على أقصى الإحتمال في تفسير أهل البيت بين نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مع آخرين أو الأخرين غير النساء فقط . ثالثا: إذا كانت إرادته تعالى لمنفعة الناس فلماذا حصر إرادة التطهير بأهل البيت (عليهم السلام) فقط بإيراد (انما ) في أول الآية , ونحن نعلم بشكل كلي أن لا نفع ولا فائدة ترفع لله سبحانه وتعالى من خلق الكون وعالم الممكنات كله لا فقط إرادة التطهير وإذهاب الرجس , سواء قلنا أنها عامة لكل الناس أو خاصة بأهل البيت , لأنه لا يطلب النفع إلا من فيه جهة من جهات النقص يريد إكمالها , ونعوذ بالله جل جلاله من نسبة ذلك لله . رابعا: نحن لا ننكر أن هناك أحكاماً خاصة بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولكن نقول أن إرادة الله التشريعية بالتطهير عامة لكل المسلمين بلا جدال فلا وجه لتخصيصها وحصرها هنا بأهل البيت (عليهم السلام) إلا إذا كان للإرادة معنى آخر هو الإرادة التكوينية التي لا يتخلف المراد منها . ثم إن هناك طريقا ً آخر لا مجال للتفصيل فيه هنا ولكن لا بأس بالإشارة : وهو لو سلمنا أن هذه الإرادة خاصة بأهل البيت(عليهم السلام) وإنها من التكاليف الخاصة فما هو السبب لهذا الإختصاص إذ لابد من ميزة لهم في ذلك والتأمل في هذه الميزة يقرب لك قولنا. والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |