![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الفصل الخامس
الحسن و القبح العقليين هناك بحوث مرتبطة بالعدل الإلهي منها :الحسن و القبح العقليان بدأت فكرة الحسن و القبح العقليين في فلسفة اليونان و لم تبدأ جذور هذه الفكرة من علماء المسلمين بل طورها و رتبها علمائنا بعد ظهور الإسلام فقد كانت مدرسة اليونان تقسم الفلسفة إلى قسمين: 1-البحث النظري 2-البحث العملي و كانت تقسم البحث العملي إلى ثلاثة أقسام : أ:سياسة المدن ب:التدبير المنزلي ج: الأخلاق و كان موضوع الحسن و القبح العقليين داخلا في بحث الأخلاق و لكن فلاسفة اليونان لم يكونوا جميعا معتقدين بالله أو كانوا يريدون طرح الأمور بما لها من الأسس العقلية و لهذا كانوا ينظمون جميع البحوث على حسب المقاييس العقلية و عندما ظهرت طلائع الإسلام أصبح موضوع الحسن و القبح العقليين من جزء مباحث علم الكلام التي بواسطتها نستطيع أن نصل إلى صفات الله و أفعاله فقد كانت هذه الفكرة عند علماء المسلمين تطويرا للفلسفة اليونانية لأنهم كانوا يستخدمون هذا الأصل للوصول إلى سلوك الإنسان و كماله و لهذا كانوا يقسمون الصفات إلى صفات حسنة و صفات قبيحة و بواسطة العقل يدرجون الصفات تحت هذين القسمين. *موضوع الحسن و القبح العقليين من مواضيع علم الكلام التي لها أهمية كبرى عندهم فقد قسموا علم الكلام إلى قسمين : 1 التوحيد : و هو يعني إثبات الحق و أنه لا يعمل عبثاً. 2 العدل الإلهي: و هو أن الله تعالى لا يظلم عباده أبدا ثم يشرحون هذا العدل و يقولون بأن الظلم قبيح و لا يصدر القبيح من الحق لأن الله منزه عن الجهل ثم هنا يأتي دور العقل لكي يقضي بأن أي فعل هو قبيح و أي فعل هو حسن لكي ينسب الحسن إلى الله و ينزه الحق عن أي قبيح و لهذا جرى جدل عريق طيلة القرون في هذه المسألة فانقسم المسلمون إلى قسمين القسم الأول هم العدلية و القسم الثاني هم غير العدلية و أما المراد من العدلية هم المعتزلة و الإمامية الذين يعتقدون بأنه لا يصدر من الحق تعالى إلا ما طابق العدل و الحكمة. وهناك وجهات نظر في المسألة من حيث الأفعال الصادرة من العباد أ: منها ما يوصف بالحسن و القبح الذاتي : و هو ما يحكم العقل به حكما إستقلاليا بنحو العلة التامة و يراه من مصاديق الحسن أو القبح بلا أي ريب و لا تردد و من مصاديقه حسن العدل و قبح الظلم فإن كل مصداق للعدل من الأفعال حسن بحكم العقل و إن كل مصداق للظلم قبيح بحكم العقل حكما بنحو العلة التامة و ليس لأحد في مسألة الحسن و القبح الذاتيين كبرويا و لا صغرويا في مثل حسن العدل و قبح الظلم خلاف سوى ما ينسب إلى الأشاعرة المنكرين للحسن و القبح العقليين القائلين بأن الحسن ما حسّنه الشارع و القبيح ما قبّحه الشارع. ب: و منها ما يوصف بالحسن و القبح الإقتضائي بمعنى أن يكون للفعل الصادر من الإنسان إقتضاء الحسن أو إقتضاء القبح و مثلوا لهما بالصدق و الكذب و المراد من الإقتضاء ما لم يكن علة تامة بل يكون له السببية التي لو حصلت على الشرط أو الشروط و ارتفع المانع أو الموانع لكان الفعل حسنا أو قبيحا كالنار التي لها إقتضاء الإحراق للحطب شريطة القرب منه و عدم المانع كالبلل و تطبيقا لما نحن بصدد بيانه نقول : أن الصدق مثلا و إن كان حسنا فإن حسنه بنحو المقتضى لا العلة التامة ، بمعنى أن الصدق لو أدى إلى الكشف مكان مؤمن فار من سلطة جائرة لما كان حسنا و كذا الكذب ما يكون حسنا كما لو أدى إلى إنقاذ حياة مؤمن من يد جائر أو أدى إلى إصلاح ذات البين بدون أن تترتب عليه مفاسد أخر و ربما يتغير مقتضى أعمال الإنسان بحسب القصد و العلة من العمل و إن كان العمل بنفسه خاليا من كل من الحسن و القبح و يكون تعنونه بأحدهما من جهة العارض فإذا كان الهدف من فعل حسنا سيكون هذا الفعل حسنا و إذا كان هدفه قبيحا سيكون هذا الفعل قبيحا فمثلا القيام قد يكون حسنا إذا كان تكريما لمؤمن و قد يكون قبيحا كما لو كان تكريما لجائر . ج: الحسن و القبح التابع للمصالح و المفاسد : حيث يجزم كل مؤمن بأن الأحكام التابعة للمصالح و المفاسد و أن ما أمر به الله لابد و أن يكون ناشئا عن مصلحة و ما نهى عنه لابد و أن يكون ناشئا عن مفسدة و قد يدرك الإنسان ذلك بعقله في بعض المواطن إن أدرك الملاكات بنحو العلية التامة لا بنحو إستنباط العلة الظنية فيأتي ها هنا حديث الحسن و القبح أيضاً. د: الحسن و القبح التابع لفطرة الإنسان : قال بهذا الرأي العلامة الطباطبائي و إعتبره أحسن الآراء و هو أن الفعل إذا طابق فطرة الإنسان و سريرته كان حسناً و إذا خالفها كان قبيحاً. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |