ابن تيمية وعلماء الإسلام
الصفحة 41
4 - ابن تيمية وعلماء الإسلام
من السمات المميزة لشخصية ابن تيمية: حدته، وهجنة أسلوبه في الجدل..
وقال يصف حوارا له مع بعض الفقهاء في مجلس أمير دمشق:
قلت: كان الناس في قديم الزمان قد اختلفوا في الفاسق الملي، وهو أول اختلاف حدث في الملة.. فقال الشيخ الكبير: ليس كما قلت، ولكن أول مسألة اختلف فيها المسلمون مسألة الكلام... قال ابن تيمية فغضبت عليه وقلت: أخطأت، وهذا كذب مخالف للإجماع، وقلت له:
لا أدب ولا فضيلة، لا تأدبت معي في الخطاب، ولا أصبت في الجواب! (العقود الدرية في مناقب ابن تيمية: 235)
فهذا هو أدب الخطاب عند الشيخ: " أخطأت، هذا كذب، لا أدب، لا فضيلة، لا تأدبت، لا أصبت " كلها في جملة من سطر واحد!
</span>الصفحة 42 أفتى ابن تيمية في مسألة، وأفتى فقيه آخر بخلافه، فرد عليه ابن تيمية قائلا: من قال هذا فهو كالحمار الذي في داره! (الفقيه المعذب ابن تيمية: 152)
كان كثير السب لابن عربي والعفيف التلمساني والإمام الغزالي والفخر الرازي، وكثير النيل منهم والتهكم عليهم ويصفهم بأنهم فراخ الهنود واليونان..
وإذا ذكر العلامة ابن المطهر الحلي، يقول: ابن المنجس!!
وإذا ذكر دبيران صاحب المنطق، ولا يقول إلا " دبيران " بضم الدال. (أنظر الوافي بالوفيات للصفدي 7: 18 - 19 وقد دون ذلك من سماعه المباشر عن ابن تيمية في دروسه)
هذا كل ما تحلى به ابن تيمية من أدب الخطاب!!
|