هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : توصيل ونشر المعلومات ال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 26 ]       »     دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 52 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 36 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 32 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 33 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام العقائدية > منتدى الشبهات والردود

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 03-24-2011, 10:14 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5408 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قوله: كان المسلمون على مستوى الشورى الحقيقية (1)؟



المسألة السادسة
قوله: كان المسلمون على مستوى الشورى الحقيقية (1)؟

فأقول لحضرة الدكتور:

دعنا نستعرض الأحداث التاريخية للشورى الحقيقية التي بلغت أرقى مستوياتها من وجهة نظرك..!

ودعنا نستعرض كيف تمت هذه الشورى..؟

كلنا نعلم أن الخليفة عمر فكر في طريقة ابتكار مسألة الشورى المخالفة لصاحبه أبي بكر (رض) الذي تم أمره من غير شورى، فقال قولته المشهورة:

إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله المؤمنين شرها ومن عاد إليها فاقتلوه (2)، فحاول الخليفة الثاني بأن لا تكون بيعته فلتة، مثلما كانت بيعة صاحبه فلتة، فابتكر هذه المسألة (أعني الشورى) للتغطية على مواقفه السابقة مع صاحبه، والدفاع عنه في كل المواقف حتى آلت إليه الخلافة وهذا ما يذكرني بقول علي (عليه السلام) عندما أخرجوه قهرا من بيته إلى سقيفة بني ساعدة، فقال عمر لعلي (عليه السلام): بايع أبا بكر - إنك لست متروكا حتى تبايع.

فقال له علي: احلب يا عمر حلبا لك شطره، أشدد له اليوم أمره لترد عليك غدا.. وحقا ما قال الإمام (عليه السلام) لقد تحقق وفاز عمر بالخلافة بتعيين من صاحبه.


____________

(1) المحاضرة بتاريخ 2 / 15 / 1995.

(2) صحيح البخاري ج 8 ص 540 كتاب الحجازيين من أهل الكفر.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 61
--------------------------------------------------------------------------------

فأقول: لماذا الخليفة أبي بكر (رض) قد عين خليفة من بعده، ونص عليه كتابة حيث أن الكاتب هو عثمان بخط يده، فكل هذه المؤشرات دليل حرص الخليفة الأول على التعيين، ودليل حرصه على مصالح الأمة الإسلامية، لا يريد أن يترك الأمة من بعده هملا..؟ فالخليفة الأول كان همه أكثر من هم رسول الله على الأمة..؟

أو لم يفكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان يفكر أبو بكر..؟

حقا إن هذا الأمر لعجيب! ويحتاج منا أن ندقق ونبذل الجهد للوصول إلى كشف الحقائق التي تنطلي على كثيرين من أبناء الأمة الإسلامية الذين يتخبطون في غياهب الظلمات، فكانوا ضحية إعلام تاريخي قد سقط وانتهى... فآن الأوان أن نستيقظ من هذا السبات العميق، ونتخلى عن رواسب الماضي، ونحطم تلك الحواجز المصطنعة التي وضعها بنو أمية، لتضليل طائفة من المسلمين تحمل أفكارا وهمية لا حجة فيها ولا سند.


كيف تمت هذه الشورى..؟

عندما استولى الخليفة الثاني (رض) على الخلافة... وتربع على عرشها فترة من الزمن فقد جاءت الأقدار بطعن الخليفة عمر فمرض.. فقيل له وهو في مرضه: ماذا تستخلف من بعدك..؟

فقال: لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته، فإن سألني ربي قلت:

نبيك يقول: إنه أمين هذه الأمة.

ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته (1).

أقول: بالله عليكم ما دام الخليفة عمر قد عين ونص على الخليفة من بعده، فأين نحن من مسألة الشورى التي ننادي بها.. حتى ملأت هتافاتنا كل بيت فأصبحت حديث الساعة.

لو أن الخليفة لم يقل هذا... فلربما اقتنعنا بمسألة الشورى.

ولكن علاوة على ذلك.. قال: ادعوا له ستا.


____________

(1) العقد الفريد: لابن عبد ربه 5 / 275 أوردناه ملخصا.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 62
--------------------------------------------------------------------------------

فاجتمع الستة وهم:

1 - عثمان بن عفان.

2 - علي بن أبي طالب.

3 - عبد الرحمن بن عوف.

4 - سعد بن أبي وقاص.

5 - الزبير بن العوام.

6 - طلحة بن عبيد الله.

فقال عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، أي:

ليبايع كل واحد فيكم واحدا آخر فجعل كل من الثلاثة أمرهم إلى الثلاثة الباقين. كالتالي:


1 - الزبير بن العوام إلى 4 - علي بن أبي طالب
2 - طلحة بن عبد الله إلى 5 - عثمان بن عفان
3 - سعد بن أبي وقاص إلى 6 - عبد الرحمن بن عوف

فاجتمع في الأمر عليا، وعثمان، وعبد الرحمن. فأمسك عبد الرحمن بيد علي وعثمان، وتبرأ هو من الأمر.

فقال: يا علي لعل هؤلاء سيعرفون لك قرابتك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصهرك وما أنالك الله من الفقه والعلم، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه.

ثم قال لعثمان: يا عثمان، لعل هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله وسنك فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ولا تحمل آل أبي معيط على رقاب الناس. ثم قال: ادعوا لي صهيبا. فدعي، فقال: صل بالناس ثلاثا، وليخل هؤلاء النفر في بيت، فإذا اجتمعوا على رجل منهم، فمن خالفهم فاضربوا رأسه. فلما خرجوا من عند عمر قال: إن ولوها الأجلح (1) سلك بهم الطريق.


____________

(1) الأجلح: من انحسر شعره من جانبي رأسه.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 63
--------------------------------------------------------------------------------

" لله درهم إن ولوها الأصيلع كيف يحملهم على الحق وإن كان السيف على عنقه " (1).

وروى البلاذري في أنساب الأشراف أن عمر قال:

(إن رجالا يقولون إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، وإن بيعة عمر كانت عن غير مشورة والأمر بعدي شورى، فإذا اجتمع رأي أربعة فليتبع الاثنان الأربعة، وإن اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة فاتبعوا رأي عبد الرحمن بن عوف فاسمعوا وأطيعوا وإن صفق عبد الرحمن بإحدى يديه على الأخرى فاتبعوه) (2). وروى البلاذري في ج 5 / 19 من كتابه أنساب الأشراف:

(إن عليا شكا إلى عمه العباس ما سمع من قول عمر: كونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، وقال: والله لقد ذهب الأمر منا، فقال العباس:

وكيف قلت ذلك يا ابن أخي؟

فقال: إن سعدا لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن بن عوف.

وعبد الرحمن نظير عثمان وصهره فأحدهما لا يخالف صاحبه لا محالة. وإن كان الزبير وطلحة معي فلن أنجح بذلك إذ كان ابن عوف في الثلاثة الآخرين.

وقال ابن الكلبي: عبد الرحمن بن عوف زوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأمها أروى بنت كريز، وأروى أم عثمان فلذلك قال صهره (3).

فأقول بعد كل هذا العرض التاريخي للأحداث.

فأين تلك الشورى الحقيقية؟

وأين هي أدلتها.. والله لقد صدق معاوية عندما قال (ولقد شق عمر عصا الأمة... آخر حياته كما شقها - يوم السقيفة...


____________

(1) راجع طبقات ابن سعد ج 3 ص 257، الإستيعاب لابن عبد البر ومنتخب الكنز ص 529 والرياض النضرة ج 2 ص 72 وأخرجه النسائي أيضا.

(2) أنساب الأشراف للبلاذري: ص 5 / 15.

(3) أنساب الأشراف للبلاذري: ج 5 / 19، والعقد الفريد لابن عبد ربه: ج 3 / 75.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 64
--------------------------------------------------------------------------------

وقد اجتمعت كل الأدلة على بطلان هذه الشورى.

فقد زعم الدكتور أن الشورى حقيقية وبلغت أرقى مستوياتها بين المسلمين كافة.

هذا أولا.

وبعضهم قال بالنص القرآني الذي يقول: (وأمرهم شورى بينهم) أو:

(وشاورهم في الأمر).

وهناك رأي آخر مزعوم بما هو اتفاق الأمة..

وهناك رأي آخر يقول العقل هو الدليل.

فأقول: ما هو النص القرآني الصريح الذي تستندون إليه في هذه الشورى؟

إن قلتم لي: (وأمرهم شورى بينهم) [ الشورى: 38 ].

أو: (وشاورهم في الأمر) [ آل عمران: 159 ].

فأقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستشير أصحابه في الأمور المهمة.

وثانيا مسألة الشورى، أو التشاور بين القوم هو صحيح وارد لكن أين يرد وأين وجه الشورى في تلك الأمور..؟

في الأمور التي لم يرد فيها نص من الله ومن رسوله يمكننا التشاور بها، لكن في الأمور التي ورد فيها نص قراني صريح أو نص نبوي.. فلا لقوله تعالى في كتابه العزيز:

(ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (1) ونلاحظ من خلال آيتي الشورى:

إن أمر الشورى أو المشاورة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقصد الملاينة معهم والرحمة بهم، ولم يكن أمرا بالعمل برأيهم بل قال تعالى له: فإذا عزمت

____________

(1) سورة الأحزاب: الآية 35.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 65
--------------------------------------------------------------------------------

فتوكل أي إعمل برأيك يا رسول الله.

فخاظبه تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله) (1).

فأقول: كيف غاب عن ذهن الدكتور البوطي ولم يتنبه إلى أن ما قاموا به من عقد البيعة لم يكن ناتجا عن الشورى التي تحدثت بها.

فهذا الإمام البخاري يحدثنا في صحيحه (2).

إن السابق إليها والمحرك الكبير فيها الخليفة عمر بن الخطاب (رض) قال على المنبر على مرأى من الصحابة ومسمع " إنما كانت بيعة أبي بكر فلته وتمت، ولكن الله وقى شرها - إلى أن قال - من بايع منكم رجلا من غير مشورة من المسلمين، فلا يبايع هو، ولا الذي بايعه ثغرة أن يقتلا - إلى قوله - إلا أن الأنصار خالفوا، واجتمعوا بأسرهم، في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما ".


____________

(1) سورة آل عمران: الآية 139 - 155.

(2) صحيح البخاري: ج 4 ص 119 (باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت).


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 66




رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:15 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 66
--------------------------------------------------------------------------------



فصل (2)
كيف نفسر معنى الفلتة..؟

يتجلى لنا من خلال النص بأن معنى كلمة فلتة تعني زلة أو بغتة أو فجأة أي ما نفهمه بأن بيعة الخليفة أبي بكر قد تمت فجأة، أو بغتة أعني بدون تأمل وتدبر وتمت عن غير مشورة، فنستنتج من هذا معنى إن وضع في الميزان.

فيكشف لنا هذا المعنى قول الخليفة عمر (رض) " من بايع رجلا من غير مشورة المسلمين، فلا يبايع هو، ولا الذي بايعه ثغرة أن يقتلا ".

أقول لحضرة الدكتور:

إذا وقعت خلافة أبي بكر (رض) من غير مشورة المسلمين وتمت بغتة، ما الذي يا ترى أخرت الخليفتين (رض) عن عموم حكم الخليفة عمر (رض) بقتلهما، وخصه بغيرهما؟ وكيف يستقيم هذا الحكم للخليفة عمر (رض) وقد صار هو الآخر خليفة بتنصيص الخليفة أبي بكر (رض) عليه خاصة. دون مشورة المسلمين أجمعين؟ وكل ما تقولونه في غيرهما نقوله نحن فيهما.

وأقول للدكتور البوطي:

لو سلمت معك جدلا بأن الخلافة قد تمت بالشورى الحقيقية كما تقول، لكن هذا يتنافى بل ويتناقض مع قول الخليفة عمر (بأنها كانت فلتة، وقد وقى الله المؤمنين شرها)، فإذا خلافة عمر (رض) جاءت نتيجة تلك الفلتة فالذي أود أن تعلمه بأن ما أحدثوه كان شرا بإقرارهم واعترافهم جميعا.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 67
--------------------------------------------------------------------------------

وإقرار أصحاب العقول على أنفسهم حجة، ملزمون بها، وأنت تعلم أن الله تعالى لا يمدح الذين يوقعون الفتنة والشر في البلاد وبين العباد، ولا يثني عليهم أيا كانوا، لأن الشر مذموم ومنهي عنه شرعا وعقلا، وهو تعالى لا يمدح على فعل المحرم الذي نهى عنه، وإنما يؤاخذ فاعله ويعاقبه عليه لا شك بهذا، فلا يمدحه ويثني عليه.

ويؤكد لنا ذلك الدليل القاطع الذي يقطع الشك باليقين وهو قول الخليفة عمر (رض) " فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه " وهذا ما أكده وأثبته عليه ابن حجر الهيثمي في صواعقه في الشبهة السادسة من شبهاته، كغيره من مؤرخي أهل السنة وحفاظهم.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 68
--------------------------------------------------------------------------------



علي يرفض الحكم بسيرة الشيخين

ما قرأته في كتابك فقه السيرة النبوية (1) حضرة الدكتور بأن عبد الرحمن بن عوف قد فرض باستلام الخلافة شرطا أساسيا على الإمام علي (عليه السلام) وهو الحكم بكتاب الله، وسنة نبيه، وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر (رض)، فقبل الإمام علي (عليه السلام) الشرط بحكم كتاب الله وسنة نبيه واجتهاده، أي بذل ما بوسعه في الاجتهاد.

لكنه رفض الحكم بسيرة الشيخين، فقبل عثمان ذلك الشرط فآلت إليه الخلافة.

فأقول إن رفض باب مدينة علم رسول الله الحكم بسيرة الشيخين يضعنا أمام مؤشرات كثيرة وعلامات استفهام..؟؟

حول سيرتهم وسنتهم التي جاؤوا بها وأنها ليست بصحيحة على الإطلاق.. لأنه لو كانت صحيحة لقبل بالشرط خليفة رسول الله علي (عليه السلام).

فهنا سؤال يطرح نفسه.

هل كانت سيرة الشيخين مخالفة لسيرة رسوله وسنته، فرفضها الإمام علي (عليه السلام)..؟

أم أنها موافقة لسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).


____________

(1) فقه السيرة النبوية: للدكتور البوطي.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 69
--------------------------------------------------------------------------------

فإن قلت لي بالأول بطل قولك بأن خلافة الخلفاء شرعية، وأن الإمام بايع الخلفاء، فكيف يبايع من كانت سيرته مخالفة لسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وإن قلت بالثاني:

فكيف جاز للإمام مخالفة سيرة الشيخين أبي بكر وعمر وسنتهم مع أنها موافقة لسيرة رسول الأمة؟

ومن هنا يتجلى لنا الحق والحق أحق أن يتبع.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 70
--------------------------------------------------------------------------------



آية الإكمال تتناقض مع الشورى

فأقول لحضرته:

إن ما يقع عليه الشورى بين المؤمنين، إما أن يكون من دين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لا؟ فإن كان من الناحية الدينية فأنت تعلم بأن الله تعالى قد أكمل الدين على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي)، فلا يحتاج إكمال الدين إلى شورى ممن لا يوحى إليهم، اللهم إلا إذا قال أحدهم بنزول الوحي على أهل السقيفة في عقدها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانقطاع الوحي، وهذا لا يقول به من كان من الإسلام على شئ.

وإن لم يكن ما وقعت عليه الشورى من دين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكل من اتبع طريقا لنفسه وسبيلا غير سبيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا يستحقون المدح عليه، لأن مشاقة لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يكونون مجتهدين بذلك، لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، ويتبع غير سبيل المؤمنين، نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) (1).

وأنت تعلم أيها المسلم أن سبيل المؤمنين هو سبيل نبي الأمة ورسولها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسبيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو دينه الذي أنزله الله تعالى عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) كاملا غير منقوص، ولم يكن منه قطعا ما حدث في السقيفة بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحينئذ يختص مدحهم والثناء عليهم في خصوص تطبيقهم ما أنزل الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) تطبيقا كاملا لا على إدخالهم في دينه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما ليس داخلا فيه.


____________

(1) سورة النساء: الآية 115.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 71
--------------------------------------------------------------------------------

وفي نهاية المطاف:

أقول: أين الشورى التي بلغت أرقى مستوياتها من وجهة نظر الدكتور؟!

والله لقد صدق الشاعر عندما قال:


فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 05:56 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية