![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
«8»
التوسّل بحقّ الصالحين وحرمتهم ومنزلتهم إنّ من التوسّلات الرائجة بين المسلمين منذ وقعوا في إطار التعليم الإسلامي، التوسّل بمنازل الصالحين وحقوقهم على الله، وهناك سؤال يطرح نفسه وهو أنّه: كيف يمكن أن يكون لإنسان حقّاً على الله؟ بل الحقوق كلّها لله على العباد، ولكن الإجابة على السؤال واضحة، إذ ليس معنى ذلك أنّ للعباد أو لبعضهم على الله سبحانه حقّاً ذاتياً يلزم عليه سبحانه الخروج عنه، بل لله سبحانه الحقّ كلّه، فله على الناس حقّ العبادة والطاعة إلى غير ذلك، بل المراد المقام والمنزلة التي منحها سبحانه عباده تكريماً لهم، وليس لأحد على الله حقّ إلاّ ما جعله الله سبحانه حقّاً على ذمّته لهم تفضّلا وتكريماً، قال سبحانه: { وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين } (الروم/47). -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 83 -------------------------------------------------------------------------------- روى مسلم عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " هل تدري ما حقّ الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة قال: يا معاذ قلت: لبيك رسول الله وسعديك: هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم "(1). وروى الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، عن أبي هريرة (رضي الله عنه)قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ثلاثة حقّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف "(2). فهذان الحديثان قد ثبت بهما وجود حقّ للعباد على الله تعالى، إلاّ أنّه حقّ تكريم لا حقّ إلزام وإيجاب. إنّ للإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كلمة قيّمة في تفسير حقّ العباد على الله وإنّ هذا الحقّ ممّا منح سبحانه تفضلا على عباده، قال: " فالحقّ أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه، ولا يجري عليه إلاّ جرى له، ولو كان لأحد أن يجري له ولا يجرى عليه لكان ذلك خالصاً لله سبحانه دون خلقه لقدرته على عباده، ولعدله في كل ما جرت صروف قضائه ولكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضّلا منه وتوسّعاً بما هو من المزيد أهله(3). وقد أوضح الإمام معنى حقّ الناس على الله وأنّه ليس حقّاً ذاتياً ____________ 1 و 2- الترغيب والترهيب: 3/43، والنووي على مسلم: 1/231. 3- نهج البلاغة قسم الخطب ـ الخطبة 216. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 84 -------------------------------------------------------------------------------- للناس عليه بل كلّها تفضّل منه سبحانه: وترى مثله في سائر المواضع حيث نرى أنّه يقترض من العباد وهو مالك للعباد وما في أيديهم ويقول: { من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له } (البقرة/245 و الحديد/11). أفبعد هذه التصاريح على أنّ حقّ الناس على الله مقتضى تفضّله سبحانه وتكرّمه على عباده ليس لنا أن نستشكل في تصوير حقّ الناس على الله؟! على أنّ هذا النوع من التوسّل لا يفترق عن التوسّل بذات النبي وشخصه فإنّ المنزلة والمقام مرآة لشخصه وانّ حرمة الشخص وكرامته نابعة من كرامة ذاته وفضيلتها، فلو صحّ التوسّل بالأوّل كما تعرّفت عليه من خلال الأحاديث يصح الثاني بدون إشكال، ويدل عليه من الأحاديث ما نذكره: |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |