الشيعة وعدالة الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

الشيعة وعدالة الصحابة

سئل في الندوة : ما هو دليل الشيعة على بطلان عدالة الصحابة ؟

فكان مما أجاب : فقد يرى الشيعة أنهم أساؤوا التعامل مع هذه القضية (قضية الإمامة والخلافة ) البالغة الأهمية ، لأنَّ خلافة الإمام علي عليه السلام الثابتة بنص الغدير كان من الممكن أنْ تحقق للواقع الإسلامي غنى وقوة وإمتداداً وفكراً وروحاً جهادية أكثر مما تحقق في الواقع .[220]

أقول : فإنَّ قوله " فقد يرى الشيعة " ، " وكان من الممكن " ليس يخفى ما فيه 0

فإنَّ الشيعة يروون عن حُجَّةٍ قاطعةٍ وبراهينَ ساطعةٍ ، وأدلة قطعيَّةٍ يقينيَّة ، أنَّ كلَّ مَنْ لم ينصر علياً عليه السلام ولم يؤازره لهو من الظالمين المخذولين عند ربِّ العالمين ، والخاسرين أنفسهم و أهليهم يوم الدين ، وحاله حال مَنْ غصب الخلافة ، فإنهم في الدرك الأسفل من النار0 وكُتْبُ أبناء المذهب الحقِّ ، ومحاججات علمائهم ومناظرات محقِّقييهم قد ملئت الدنيا ، فلا عذرَ لجاحدٍ ، ولا حُجَّةَ لجاهلٍ .

بل إنَّ يوم الشؤم والعار والغصب والظلم هو يوم سقيفة بني ساعدة ، حيث ترك المنافقون رسول الله صلَّى الله عليه وآله ولمَّا يدفن بعدُ ، تركوا وصيته ونبذوا كتابَ الله ربِّنا ، وأتبعوا ما تلته عليهم شياطينهم ، فسارعوا إلى غصب الحقِّ ونبذ العهد والميثاق .

ولو لم يكن منهم إلا أنهم آذووا بضعة رسول الله صلَّى الله عليه وآله لكفى ، فكيف وقد همُّوا بإحراق البيت عليها ، كيف وقد كسروا ضلعها وقتلوا المحسن جنينها ، فلعنهم الله إنهم حصب جهنم ، وأتبع كل مَنْ والاهم بهم ، وحسبهم جهنم يصلونها ولبئس المهاد .

وخلافةُ عليٍّ أمير المؤمنين كانت لَتُحقِّقَ السعادة - سعادة الداريْن - لو أنه ثنيت لعليٍّ الوسادة ، وأنهم لو إستقاموا على الطريقة لأسقاهم الله ماءً غدقاً 0

والشيعةُ لا يروون أنَّ تحقيق خلافة عليٍّ العدلَ في جميع الميادين كان ممكناً فحسب بل هو أمرٌ قطعيٌّ ، وهم يروون ويعتقدون جازمين بأنه لو لم يغصب أشباهُ الناسِ علياً حقَّه لأغناهم علماً ومعرفةً وفكراً ، ولعاشوا في مملكة عدل ودولة حق ، ولأكلوا من فوق ومن تحت أرجلهم .

ولا نرى ثَمَّةَ وجهٍ لنجاملَ مَنْ لم نرَ ولا نرى منهم إلا الشرَّ ، فإنَّ الشيعة ومن عهدٍ بعيدٍ بل ومن اليوم الأول كانوا هم وحدهم دعاة الوحدة ، ولم يكن من غيرهم إلا الإفساد في الأرض 0

فعلامَ يُراد لنا أنْ نتنازل مع أنه ليس مَنْ يخالفنا إلا أهل الباطل !!!

ومتى رأيتَ أحداً مِنْ أبناء مَنْ ضلَّ عن الحقِّ إلا مفترياً علينا متعصِّباً لباطله 0

فعلامَ يُراد لنا أنْ نبقى في زاوية الاتهام ، بل وأنْ لا نُعرِّف أبناءنا الحقَّ أو بعض الحقِّ !!! وليس إلا شيعة آل محمد صلَّى الله عليه وآله يُقتلون ويُعذَّبون ، وهم بين مضْطَهَدٍ مشَرَّد ، ومسجون معذَّب 0

ووالله لو ملَّكناهم الدنيا على أنْ يكفوا عنَّا ويسكتوا لَمَا زادهم إلا عُتَّواً ونفوراً ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون .
-------------------
[220] الندوة 1 ص300 ط الثانية 1417 - 1997