![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم تفسير الامانة قال في الندوة : المراد بالأمانة والله العالم حسبما جاءت به التفاسير هو المسؤولية أي التكليف .[108] أقول : ولكن فسَّر أهل بيت العصمة سلام الله عليهم الأمانة بأنها الولاية . ففي الكافي مسنداً عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلَّ " إنَّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أنْ يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً " الاحزاب 72- قال : هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .[109] ولكن نقل في البرهان وكتاب تأويل الآيات الظاهرة للسيِّد شرف الدين علي الاسترابادي من كتاب محمد بن العباس المعروف بابن الحجَّام الثقة مسنداً عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام ، وكذا نقل الثاني خبر إسحاق عن الكافي ولكن قد اسقط لفظ عن رجل ، لهذا فلا يبعد أنَّ ما في الكافي المطبوع من ذكر الواسطة بين إسحاق والصادق عليه السلام تصحيف بزيارة عن رجل ، ولكن رواها في بصائر الدرجات كما في الكافي . تفسير البرهان 6 ح6ص321،كتاب تأويل الآيات ص460 ، بصائر الدرجات ح2 ص 76 0 وفي البرهان عن علي بن إبراهيم قال : الأمانة هي الإمامة إلى أنْ قال : والدليل على أنَّ الأمانة هي الإمامة قوله عزَّ وجلَّ في الأئمة " إنَّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها ".[110] وأنت إذا رجعت إلى ما ورد في تفسير الآية المزبورة من سورة النساء يتضح لك الوجه في صحة ما ذكره علي بن إبراهيم ، فراجع الكافي الجزء الأول كتاب الحُجَّة الباب 59 ح1-2-3-4 ص 276 وراجع تفسير البرهان تفسير سورة النساء . وفيه أيضاً نقلاً عن الصدوق في معاني الأخبار مسنداً عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ (الآية) قال : الأمانة الولاية .[111] وأيضاً عنه بإسناده إلى الحسين بن خالد قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ (الآية) فقال: الأمانة : الولاية ، من ادَّعاها بغير حق كفر0 وروى محمد بن الحسن الصفار في البصائر مسنداً عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( الآية ) قال : الولاية 0 ويؤيد هذا ما رواه في البصائر مسنداً عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنَّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة 0 وكذا ما رواه مسنداً عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنَّ ولايتنا عرض على السموات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة 0 البصائر ح 3،1،4ص76،77 هذا ولعل بعض التأمل في ظاهر الآية يفيد أنَّ الأمانة هي ما ترتَّب على حملها تعنون الحامل بالظالم الجاهل ، وليس التكليف يلزم مِنْ حَمْلِه ذلك إلا ببعض تأويل . ويمكن أنْ يُستفاد من الآية مع ضمها إلى آية العهد أعني " لا ينال عهدي الظالمين " ، أنَّ الإنسان - حيث لا يكون محلاً لتولي منصب الإمامة والعهد والأمانة لولا تنصيب المولى سبحانه وتوليه بنفسه بجعلها لشخص خاص - قد جهل وظلم بتعديه لأنه حملها من نفسه ، وليس الأئمة كذلك ، فإنَّ الله حمَّلهم الأمانة وجعل لهم الإمامة وكرَّمهم بالعهد ، وإلا فإنَّ غير الجن والأنس طائعون لله ، عابدون له ، مسبحون بحمده . وبعبارة أخرى : إنَّ الأمانة وهي العهد في آية " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات "[112]، لا تكون مجعولة لمن تعنون بعنوان الظالم ولو آناً ما بنصِّ الآية ، لذا فإنَّ من غير المعقول أنْ يسأل إبراهيم عليه السلام الله تعالى أنْ يجعل الأمانة في مَنْ هو ظالم فعلاً من ذريته 0 وإنما ما يُعقل هو أنْ يسأله جَعْلَها فيمن لا يكون فعلاً ظالماً وإنْ كان ظلم فيما سبق ، أو فيما مضى من الزمن السابق على جعلها في الوقت الذي يريد أنْ يجعل سبحانه – والتعبير لا يخلو عن مسامحة واضحة – أو فيمن لم يتعنون بعنوان الظالم أصلاً . ولو كان إبراهيم عليه السلام سأل الإمامة لخصوص مَنْ يكون وصْفُه على النحو الثاني ، فلا معنى للاستثناء في الآية " لا ينال عهدي الظالمين " . ولو كانت الإمامة ممن يستحقها النحو الأول فلا معنى للاستثناء أيضاً ، لعدم احتمال أنْ يسأل إبراهيم عليه السلام الإمامة لمن هو ظالم فعلاً أو لمن سيكون ظالماً فعلاً . فالآية نصٌّ في أنَّ الإمامة لا تصلح إلا لمن لم ولا يصدر منه ذنب ، والمتعدِّي على منصب الإمامة والمستولي على موقع الخلافة من دون نصٍّ ربانيٍّ يكون ظالماً ، فإنَّ الإمامةَ جعلٌ خاص من المولى " إني جاعل في الارض خليفة "[113]، " يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض "2 ، " إني جاعلك للناس إماما ".[114] وغير المعصوم جاهلٌ قطعاً ظالِمٌ فعلاً أو شأناً ، أي مِنْ شأنه أنْ يصدر منه المعصية بمعنى أنه يمكن أنْ يصدر منه المعصية ، بينما المعصوم لا يمكن صدور المعصية منه وإنْ كان متمكناً من ذلك ، فهو في نفسه بلحاظ ذات المعصية متمكن من فعل المعصية ولكنه يستحيل وقوعه 0 والإمكان بلحاظ ذات الشيء لا يتنافى مع عدم الإمكان بلحاظ الوقوع ، واعتبر بالله فإنه سبحانه مع كمال قدرته لا يقع منه ظلم قطعاً ، وهل الله الحليم الجبار القادر الغني مجبَرٌ على ترك الظلم ؟! تعالى عن ذلك علواً كبيراً . وآية الأمانة تفيد أنَّ مَنْ حمل الأمانة كان ظالماً جهولاً ، وكلُّ غيرِ معصومٍ ظالِمٌ جاهل . فلا بُدَّ وأنْ تكون الأمانة أمراً ترتب على حملها صدق عنوان الظالم الجهول ، وليست المسؤولية والتكليف كذلك ، وإلا يلزم أنْ يكون جميع المكلفين بما يشمل الأنبياء والأوصياء ظالمين جاهلين والعياذ بالله تعالى . مع أنَّ الآية لم تُصرِّح بأنَّ الأمانة عُرضِت على الإنسان ، فيكون محصَّل معنى الآية : إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبيَّن أنْ يحملنها وأشفقن منها ، ولكنَّ الإنسان الظالم الجهول تصدَّى فحَمِلَها لأنه يتصف بالظلم والجهل . وبما أنَّ المعصومَ غيرُ ظالم وليس بجاهل فلم ولا يحملها من نفسه ، بل المعصوم لم يكن إلا مَنْ حُمِّل الأمانة وجُعِلَتْ له . وبعبارة أخصر: تفيد آية الأمانة أنَّ كلَّ مَنْ حمل الأمانة ظالم جهول ، والآية تدل على أنَّ ما دعى الإنسان لحمل الأمانة هو ظلمه وجهله ، وآية العهد تفيد أنَّ كل ظالم غير إمام ، فينتج أنَّ كل مَنْ حمل الأمانة غير إمام . وآية العهد تفيد أيضاً أنَّ كل إمام لا يكون ظالماً ، فيلزم أنْ لا يكون الأمام ممن حمل الأمانة . وليس شيئاً مما اختص به الإمام مما يميِّزه عن باقي المكلفين إلا الإمامة " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " ، والإمامة لم يحملها الإمام بنفسه بل المولى سبحانه قد حمَّله إياها وجعلها له . وقولنا " ليس شيئاً مما اختص به الإمام " ، يشمل ما لا يحصى من الخصائص والمميزات والذي لا يُقاس به أحد ممن يشاركه في بعض منها ، والاستشهاد بالآية لا يخفى وجهه . وليس إلا منصب الولاية الإلهية مما يُتصوَّر عرضه على السموات والأرض والجبال مما يُحتمل أنْ تَقْصُر هذه المخلوقات العظيمة عن حمله ويكون إباؤها تصريحاً منها بالاعتراف بقصورِ القابلية وفقدِ الاستعداد ، لذا كانت الجبال مصيرها إلى التصدُّع لو كان أُنزل عليها القرآن ، فهي أدركت قصورها عن حمل الأمانة فأشفقت منها . وكان هذا العرض من المولى سبحانه – والله العالم – تنبيهاً للإنسان وتحذيراً وتنويهاً بعظيم قدر الأمانة ، وأنه إياك أيها الإنسان والتعدي ظلماً وجهلاً ، فإنَّ الأمانة لا تقدر على حملها السموات والأرض والجبال ، وأنت أيها الظالم الجاهل كنْ ملتفتاً إلى ظلمك وجهلك فلا يقودانِك إلى التصدي على منصب تأبى السموات عن قبول حمله . وفي الآية دلالة ظاهرة على أنَّ الأمانة من الأمر العظيم وذات الشأن المهم الرفيع ، حيث تشفق السموات ومَنْ فيهن من حملها ، فيتعين أنْ لا يكون مَنْ هو أهل لحملها إلا مَنْ كان أعظم من السموات والأرض ومَنْ فيهن ، وليس إلا الإمام من حيثيَّة إستحقاقه لمنصب الخلافة الإلهية والولاية الربانية أعظم ، لذا كان مستحِقُّ منصِب الإمامة معلِّماً للملائكة أجمعين " قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ".[115] وإذا كان معلِّم الملائكة أعظم من الملائكة والسموات والأرض فكان لا محالة وحده -ككونه صاحب المقام العظيم – هو القادر ذا الاستعداد والقابلية . وبالجملة فليس إلا صاحب منصب الخلافة الربانية ممن ليمتاز عن السموات وما فيهن ، وليس إلا بالمنصب المزبور وبما يحويه ويلزم عنه ويستلزمه يكون متميِّزاً عنها ، وعليه فليس إلا تلك الخلافة والإمامة مما يُحتمل أنْ تُعرَض على السموات والأرض وما فيهن ويكون من أهلها الإذعان بالقصور وبفقد القابلية والاستعداد ، لذا ما كان مِنْ أحد منهم التصدي والاعتداء كيف وهم " لا يعصون الله " [116] ، " وأتينا طائعين ".[117] وليس إلا باستحقاق المستحِق للمنصب الرباني في الخلافة والولاية كان ليفضل السماوات وما فيهن ، ولو سمح المجال لسمحت المشيئة بالمزيد ، ولأذِنَ الحكيم بلطفه بما يفيد ويزيد ، والمقام ضيق ولدى الله مزيد 0 وسواء كان منك الاهتداء بعد الاستعداد للتصديق بما إليه ألمحنا اختصاراً أم لم يكن ، فإنَّ أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين قد قالوا بأنَّ الأمانة هي الولاية ، وليس مَنْ يُعرِض ومَنْ يخالف إلا مَنْ غرق في ظلمات الجهل والغي ، وهوى في وادي الضَّلالة والردى ، فإنهم سفينة نوح مَنْ ركبها نجى ومَنْ تخلَّف عنها ضلَّ وهوى . -------------------------- [108] الندوة 1 ص172 ط الثانية 1417 - 1997 [109] الكافي 1 كتاب الحجة باب 108 ح2 ص 413 [110] النساء، آية 58 [111] البرهان في تفسير القرآن 6 ص 320-321 / البصائر ص 76-77 [112] البقرة 124 [113] البقرة 30 [114] البقرة 124 [115] البقرة 33 [116] التحريم آية 6 [117] فصلت آية 11 ![]()
آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم
10-31-2010 في 01:42 PM.
|
![]() |
#2 |
موالي جديد
![]() |
![]()
مشكور اخ عباس والله يعطيك العافية ومشكور على توضيح معنى الامانة وارتباطها بالولاية وجزاك الله خير...
|
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |