![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ مناظرة اخري لابن عباس مع معاوية ]
لمناظرة الحادية عشر مناظرة ابن عباس مع معاوية بن أبي سفيان حضر عبد الله بن عباس مجلس معاوية بن أبي سفيان فأقبل عليه معاوية . فقال : يا بن عباس إنكم تريدون أن تحرزوا الإمامة كما اختصصتم بالنبوة ، والله لا يجتمعان أبدا ، إن حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس ، إنكم تقولون : نحن أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله - فما بال خلافة النبوة في غيرنا ؟ وهذه شبهة لأنها تشبه الحق وبها مسحة من العدل ، وليس الأمر كما تظنون ، إن الخلافة تتقلب في أحياء قريش برضا العامة ، وشورى الخاصة ولسنا نجد الناس يقولون : ليت بني هاشم ولونا ، ولو ولونا كان خيرا لنا في دنيانا وأخرانا ، ولو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون ، ما قاتلتم عليها اليوم ، والله لو ملكتموها يا بني هاشم لما كانت ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم . فقال ابن عباس - رحمه الله - : أما قولك يا معاوية : إنا نحتج بالنبوة في استحقاق الخلافة ، فهو والله كذلك ، فإن لم تستحق الخلافة بالنبوة ، فبم تستحق ؟ وأما قولك : إن الخلافة والنبوة لا يجتمعان لأحد ، فأين قول الله عز وجل : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا آل ‹ صفحة 84 › إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ( 1 ) فالكتاب هو النبوة ، والحكمة هي السنة ، والملك هو الخلافة ، فنحن آل إبراهيم ، والحكم بذلك جار فينا إلى يوم القيامة . وأما دعواك على حجتنا أنها مشتبهة ، فليس كذلك ، وحجتنا أضوأ من الشمس وأنور من القمر ، كتاب الله معنا ، وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله - فينا ، وإنك لتعلم ذلك ، ولكن ثنى عطفك وصعرك ( 2 ) قتلنا أخاك وجدك وخالك وعمك ، فلا تبك على أعظم حائلة وأرواح في النار هالكة ، ولا تغضبوا لدماء أراقها الشرك ، وأحلها الكفر ، ووضعها الدين . وأما ترك تقديم الناس لنا فيما خلا ، وعدولهم عن الإجماع علينا ، فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم ، وكل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه ، وزال باطله . وأما افتخارك بالملك الزائل ، الذي توصلت إليه بالمحال الباطل ، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه الله ، وما تملكون يوما يا بني أمية إلا ‹ صفحة 85 › ونملك بعدكم يومين ، ولا شهرا إلا شهرين ، ولا حولا إلا ملكنا حولين . وأما قولك : إنا لو ملكنا كان ملكنا أهلك للناس من ريح عاد وصاعقة ثمود ، فقول الله يكذبك في ذلك قال الله عز وجل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ( 1 ) فنحن أهل بيته الأدنون ، وظاهر العذاب بتملكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان ، وسيكون من بعدك تملك ولدك وولد أبيك أهلك للخلق من الريح العقيم ، ثم ينتقم الله بأوليائه ، وتكون العاقبة للمتقين ( 2 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 84 › ( 1 ) سورة النساء : الآية 54 . والجدير بالذكر أن هذه الآية الشريفة نزلت في أهل البيت - عليهم السلام - وأنهم هم المحسودون ، كما ورد عن الإمام الباقر - عليه السلام - في تفسير هذه الآية أنه قال : نحن الناس المحسودون والله . راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 ص 183 ح 195 - 198 ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام - لابن المغازلي الشافعي ص 267 ح 314 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 298 ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 152 ، نور الأبصار للشبلنجي ص 102 ط السعيدية وص 101 ط العثمانية ، إسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار ص 108 ط السعيدية وص 100 ط العثمانية ، الغدير للأميني ج 3 ص 61 . ( 2 ) قال الجوهري : ( يقال ثني فلان عني عطفه ، إذا عرض عنك . وقال : صعر خده وصاعر : أي أماله من الكسر ) . ومنه قوله تعالى : ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق سورة الحج : الآية 9 ، صحاح الجوهري ج 4 / ص 1405 . ‹ هامش ص 85 › ( 1 ) سورة الأنبياء : الآية 107 . ( 2 ) أمالي الشيخ المفيد ص 15 ، بحار الأنوار ج 44 ص 117 ح 11 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |