![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
احمد / جورجيا
السؤال: معنى قوله داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء ورد عن الإمام علي (ع) في كلام له , في معرض التنزيه لله تعالى ؛ حيث قال (ع) " داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء , وخارج عن الأشياء لا كشيء خارج من شيء ...؟ فما معنى هذا القول؟ ثم ما هو المقصود بمصطلح "وحدة الوجود " وما هو الموقف الإسلامي نم القائلين بوحدة الوجود؟ الجواب: الاخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما عن الشق الأوّل من السؤال , فنقول : لا بد أولاً من ملاحظة نص الحديث كاملاً , كما ورد في محله . فقد أورد الكليني (قده) في الأصول من الكافي الحديث هكذا :"سئل أمير المؤمنين (ع) , بم عرفت ربك ؟ قال : بما عرّفني نفسه . قيل : كيف عرّفك نفسه ؟ قال : لا يشبهه صورة ولا يحسّ بالحواس ولا يقاس بالناس ؛ قريب في بعده بعيد في قربه , فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه , أمام كل شيء ولا يقال له أمام , داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء , وخارج من الأشياء لا كشيء خارج ٍ من شيء , سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره , ولكلّ شيء مبتدء " (أصول الكافي ج1 ص 85 باب "أنه لا يعرف إلّا به "). هذا تمام الحديث ولبيان المراد من كلام الإمام الوارد في السؤال نقول :أما قوله : "داخل في الأشياء " . فالمعنى أنه لا يوجد أي شيء من الأشياء , ولا أي جزء من أجزاء العالم خارج تصرف وتدبير الله (سبحانه وتعالى) , ولا خارج حضوره العلمي , ولا يمكن لأي شيء أن يستغني في وجوده عن فيضه تعالى . وأما قوله : " لا كشيء داخل في شيء". أي هو داخل في الأشياء لا على نحو دخول الجزء في الكل - كدخول الدسم في الحليب - ولا على نحو دخول العارض في المعروض - كدخول الحرارة ونفوذها في الماء - ولا على نحو دخول المتمكن في المكان - كالجلوس على السرير - لأن هذه الأقسام الثلاثة حالاتٌ وصفات لأجسام , وهو تعالى منزه عن ذلك . وأما قوله :"خارج عن الأشياء" . فبمعنى أن ذاته المقدسة بعيدة عن أن يكون متلبّسة ً بالأشياء , ومنزهة ً عن الاتصاف بصفاتها . وقوله :" لا كشيء خارج ٍ من شيء" . فإنه سبحانه وتعالى خارج عن الأشياء لا على نحو الخروج المتعلق بالبعدين المكاني والانتقالي , فهو مع الأشياء وقيّومٌ عليها . وقريب منها ومحيط بها , ولكن دون شبيه أو نظير وهو سبحانه مباين لجميع الأشياء بلا نظير . ولتقريب المعنى وجعله أوضح , يمكن لنا أن نستعين بمثال ٍ يوضح المقصود , وهو مأخوذ من علاقة الروح بالبدن أو النفس الناطقة بالجسد . فمن المؤكّد أن كافة أعضاء الجسد خاضعة في التصرف والتدبير للنفس وهي محيطةٌ به من كل جانب , ولكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نقول إن الروح أو النفس هي في الجزء الفلاني من الجسد دون الجزء الآخر . وبهذا المعنى نستطيع القول إن الروح هي في الجسد , وخارجه , أي داخلة فيه على نحو السيطرة والإحاطة والتدبير , وخارجة عنه على نحو الانفصال والمغايرة , ولكن دون أن يشبه دخولها وخروجها الحالات الثلاثة التي مرّت معنا آنفاً في صفات الأجسام (أي دخول الجزء في الكل والعارض في المعروض والمتمكن في المكان ) . وبكلام أوضح : إن الروح قريبة للجسم من حيث التصرف والإحاطة وبعيدة عنه من حيث مقام الذات والاستقلال , وتنزهها عن عوارض الجسد . ولا يخفى أن قرب الخالق (جل وعلا) نسبة ً لأشياء العالم وأجزاءه , هو فوق قرب الروح وبعدها عن الجسد , وإذا كان الإنسان عاجزا ً من إدراك كيفية قرب وبعد الروح عن الجسد , فسيكون بشكل ٍ أولى عاجزا ً عن إدراك كيفية قرب وبعد الله سبحانه وتعالى , فسبحان الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن . وأما من الشق الثاني من السؤال , فإن القائلين بوحدة الوجود ليسوا على مذهب ٍ واحد . فإن البعض منهم يقول :" إن الوجود الحقيقي واحد , والموجودات الكثيرة , هي صور وتجليات للموجود الحقيقي الواحد , ويمثلون ذلك " بالبحر وأمواجه " فالبحر في مقام الوجود الحقيقي والموج المتكاثر تجليات وصور لحقيقة البحر ". وهذا الكلام يرفضه العقل , فإن العقلاء لا يمكنهم التصديق بأن كل هذه الموجودات الكثيرة بمناشئها المختلفة وآثارها الخاصة والمتنوعة , هي وهم . وأن الوجود الحقيقي لا يعدو أن يكون وجودا ً واحدا ً . وأما تمثيلهم بالبحر وأمواجه , أو غير ذلك مما يدلّ على المقصود ويكشف عن المراد فلا يلتفت إليه ولا يكترث به , فهو تعالى (( ليس كمثله شيء )) ( أي دخول الجزء في الكل والعارض في المعروض والمتمكن في المكان ) و (( سبحان الله عمّا يصفون )) (الشورى:11) . هذا مضافا ً إلى أن نقول " بوحدة الوجود " يستلزم الخروج عن الدين عند بعض الفقهاء , فقد ورد في مستمسك العروة الوثقى , للمرحوم السيد الحكيم ( قده ) ( وهو من كبار مراجع التقليد في النجف الاشرف توفي سنة 1390 هـ . والمستمسك كتاب في الفقه الاستدلالي , وهو شرح على العروة الوثقى للسيد اليزدي (قده) قوله حول هذه المسألة بعد أن عدّد آراء القائلين بوحدة الوجود ( مستمسك عروة الوثقى ج 1 ص ) يقول ( رحمه المولى ) : " حسن الظن بهؤلاء القائلين بالتوحيد الخاص والحمل على الصحة المأمور به شرعا ً , يوجبان حمل هذه الأقوال على خلاف ظاهرها , وإلّا كيف يصح على هذه الأقوال وجود الخالق والمخلوق , والآمر والمأمور والراحم والمرحوم ". ودمتم في رعاية الله |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |