هاتف من السماء يوم ولد علي بن ابي طالب عليهما السلام

[ هاتف يوم ولد علي ع ]

من ابناء السنة وعلمائهم :
أخرج الحافظ الكنجي في كفايته ص 261 : لما ولد في الكعبة علي " أمير المؤمنين " دخل أبو طالب الكعبة وهو يقول :
يا رب هذا الغسق الدجي * والقمر المنبلج المضــــي
بين لنا من أمرك الخفـي * ماذا ترى في اسم ذا الصبي

قال : فسمع صوت هاتف وهو يقول :

يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الــــزكي
إن اسمه من شامخ الــــعلي * علي اشتق من العـــــلي

. . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقفة مع مدلول الحديث
السؤال الاول :
هل يدل الحديث على ان الله هو الهاتف ؟
والجواب :
لا بل يدل على ان هناك هاتفا ما امره الله ان يهتف بهذا الشعر ومن القرائن على ان الهاتف ليس هو الله الكلام عن الله بضمير الغائب ولم يتكلم عنه بضمير الحاضر و(ضمير المتكلم ) فلم يقل اشتققت له اسما من اسمي في الشعر ليكون المتكلم هو الله بنفسه وان امكن ان يتكلم المتكلم عن نفسه بضمير الغائب كما قرر في محله من علم البلاغة
اذا يمكن ان يكون الله قد امر احدا من ملائكته فقال ما قال وهتف باسم الله وبالتالي لا دلالة على ان الشعر قاله الله
والسؤال الثاني :
هل يجوز على الله ان يقول الشعر ؟
الجواب :
انه لا مانع شرعا من ذلك لانه لم يدل الدليل النقلي على ذلك ولم يدل عليه دليل عقلي بل كما جاز لله ان يخلق الكلام النثري جاز له ان يخلق الكلام الشعري وهو غير متناف مع الالوهية ولا مقامها واما نفي الشعر عن النبي ص في القران (وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقران مبين )
فانما نفا الله الشعر عن النبي كما نفى عنه الكتابة لكي تتم معجزة القران من النبي ص الامي وليس نفيه لمخالفته لمقام النبوة ابدا
ثم ان قدرة الله تسع كل شي ومنها قدرته على الشعر .
واما ما يتبجح به السنة من تكفير الشيعة بسبب هذه الرواية ونسبة الشعر الى الله فالاجوبة
اولا : هذا عالم سني يروي هذه الرواية فما لكم كيف تحكمون
وثانيا
ان الكفر يتحقق باحد امرين اما انكار وجود الله او بنسبة امر الى اللله والاعتقاد بشيء يرجع الى انكار وجود الله
وان نسبة الشعر الى الله لا هي انكار لله ولا هي تؤدي لانكار وجوده تعالى عن ذلك علوا كبيرا