هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 25 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 34 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 17 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : أنظمة التوزيع الكهربائي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : المدير المعتمد في الجود... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     السيرة الذاتية ل اود خالد تفا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 56 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-13-2010, 04:36 PM
محمود الحسيني
مشرف عام
محمود الحسيني غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5390 يوم
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا



الحديث المتقدم مروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا نريد أن نتكلم هنا حول جوانب هذا الحديث، وإنما نذكره لنبيّن بشيء من الإيجاز وقبل أن ندخل في صلب الموضوع لابد أن نقدم مقدمة وهي:
إن الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، كان دورهما تخطيطا من الله سبحانه وتعالى، ومن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) تبعا لله، لإنقاذ الأجيال الصاعدة إلى يوم القيامة، لا من جهة إنهما إمامان وخليفتان، فإن هذا شيء محرز واضح، وإنما من جهة إنهما كانا عبرتين ودرسين ومثالين لكل الأشخاص الذين يريدون إنقاذ البلاد والعباد من جور الطغاة، في أي زمان كانوا وفي أي مكان.
فقد ورد في الحديث أن الله سبحانه وتعالى بواسطة جبرائيل أرسل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أثنى عشر ظرفا، كل ظرف مختوم بختم من الله تعالى لكي توزّع تلك الظروف إلــى الأئمة الاثني عشر وفي هذه الظروف كل ما يجب على الإمام أن يقوم به من دور ويؤدي من مهمة، حتى إذا وصلت نوبة إمام من الأئمة فض ظرفه ونظر ما فيه وعمل حسب ما يقرره محتوى هذا الظرف.
هذا حديث صغير مشهور يحتاج على أقل تقدير إلى أربعة عشر مجلساً كل مجلس يستوعب جوانب المعصوم وجوانب ظرفه وأنه كيف اقتضى هذا الظرف هذا الجانب؟ وكيف قام الإمام بهذا الجانب في هذا الظرف ومن جملتهم الأمامين الحسن والحسين عليهما السلام إنّا نريد إيجازاً عن هذا المبحث أن نبيّن هذا التخطيط كيف كان دقيقاً بحيث إنه لا ينقص شعرة ولا يزيد شعرة حتى حسب أفهامنا، فضلاً عن كونهم معصومين أو كوننا نستفيد بهم اعتقادا بالإمامة والخلافة لأن ذلك شيء واضح.
والذي نريد أن نتوصل إليه هو أنه هل نحن نعتقد من حال هذين الإمامين حسب هذا الحديث الذي نحن بصدده (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)؟ ذلك لأنهما ليسا إمامين لزمانهما فحسب، وإنما إمامان للأجيال إلى يوم القيامة وهنا ثلاثة مواضيع لابد أن نتكلم عنها:
الموضوع الأول: أن المجتمع كيف يفرز الطغاة؟
الموضوع الثاني: نفسية الطغاة.
الموضوع الثالث: كيف يجب أن يقابل الطغاة؟ وهل الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام قاما بهذا الدور حتى أن الإمام الحسين (عليه السلام) إذا لم يكن كان الدور ناقصاً، وإن الإمام الحسين (عليه السلام) إذا لم يكن كان الدور ناقصاً أم لا؟



 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم

رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 04:36 PM   #2
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجتمع يفرز الطغاة



ولنتكلم هنا بإيجاز: المجتمعات التي ضعف فيها المصلحون وشرس فيها المفسدون تفرز الطغاة فإن في المجتمع الذي فيه المصلح خامل والمفسد فيه نشط، من الطبيعي أن يأتي الطاغي ويتحكم به وحيث المفسدون كثيرون فمن الطبيعي أن يستولي هؤلاء على البلاء ويتحكمون على رقاب العباد ولذا ورد في الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر وإلا ليسلط الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم) وهذا شيء عقلي ومنطقي مقبول لأن المصلح إذا لم يصلح فذلك يعني أن المجتمع صار مجتمعاً فاسداً بل بؤرة للفساد وعندها من يأتي على الحكم؟ حتماً أحد الفاسدين (كيف ما تكونوا يولى عليكم) فإذا جاء أحد الفاسدين وتحكم وحكم المجتمع وأنت دعوت الله هل تتغير تلك الموازين بهذا الدعاء؟ كلا وفي هذا الحديث وهو (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر وإلاّ ليسلط الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم) الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بين قانونين كونيين، قانون مجيء الطغاة، وقانون أن الدعاء لا يرفع الطغاة، كلاهما قانونان كونيان، وهذا لا يعني أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كشف إلينا أن هذا تشريع، أو أن هذا موضوع غيبي، أو أن هذا أخبار عن المغيبات، إن أي إنسان حكيم وعاقل، (والرسول سيد الحكماء وسيد العقلاء) يفهم أن المجتمع الذي فيه المصلح خمل والمفسد فيه نشط تلقائياً يأتي الطاغي إلى الحكم ويفرض تحكمه وسيطرته واستبداده على رؤوس الناس، وإذا جاء الطاغي إلى الحكم فإن عملية تغيير ذلك الوضع والواقع لا تتم بالدعاء وحده وإنما تتم بواسطة الدعاء والعمل أيضاً لأن لكل واحد منهما مقامه، والمجتمع الروماني كان مجتمعاً فاسداً منحطاً، والمجتمع الإسلامي مجتمع ناشئ هش، ومعاوية ويزيد وليدا هذا المجتمع.
فمعاوية وُلد في بلاد الروم، لا في بغداد ولا في المدينة، ولا في الكوفة ولا في البصرة، وإنما حكم معاوية وُلد في الشام، الشام بلاد الرومان، والرومان كانوا أناساً فاسدين إلى أبعد الحدود، ولذا لما جاء الإسلام أزاحهم كهشيم محتضر، إذا كان المجتمع الروماني مجتمعاً متماسكاً قوياً مبّيناً، كانوا يقابلون المسلمين بأشد أنواع المقابلة.
لاشكّ أن الله سبحانه وتعالى نصر الإسلام، لكن نصرة الله للإسلام كانت بما كان في المجتمع الروماني قبل الإسلام ذلك لأنه مجتمع هش فاسد منحط، ولذا لما اصطدم بالإسلام على قلة عدد الإسلام وعدده، صار المجتمع كالهشيم المحتضر.
هذا المجتمع ولّد معاوية، معاوية ما كان يتولد في المدينة أبداً، وما كان يتمكن أن يتولد في مجتمع متدين نظيف.
الشاعر يقول في شعر مشهور:
لم أدر أين رجال المسلمين مضوا أم كيف صار يزيد بينهم ملكا
والجواب عن سؤال الشاعر واضح.. المجتمع الروماني الفاسد من ناحية المفسدين، المجتمع الإسلامي الهش المتفكك من ناحية المصلحين، لهذا الشيء ولد معاوية ويزيد المجتمع الروماني الفاسد، وسبب هذا التفكك والهشاشة هو أن المجتمع الإسلامي أولاً مجتمع ناشئ، ومعلوم أن المجتمع الناشئ بسرعة يحن ويرجع إلى أنسابه وأحسابه وقبائله وأفكاره ودور الإصلاح والتغيير فيه لم يتجاوز الصبغة والظاهر (ومن أحسن من الله صبغة) النبي صبغ ذلك المجتمع الوليد بالصبغة الإسلامية الرسالية كي تتعمق مستقبلاً وتصبح قيمة حقيقية تكمن في أعماق القلوب السليمة وجاء الخليفة الأوّل والثاني ومضيا، حتى جاء الخليفة الثالث وتفكك المجتمع الإسلامي تفككاً ذريعاً بسبب تصرفه وتصرف حواشيه.
وفي هذا المجتمع المتفكك، لم يتمكن المصلحون من تقويم المعوج وقلّ المصلحون وكثر المفسدون فتولد من ذلك حكم معاوية ويزيد، هذا منشأ ولادة هذين الرجلين في مجتمع ليس معروفاً بالصلاح ولا بالإسلام ولا بالسوابق ولا بأي شيء حسن، فقد جاء المسلمون وفتحوا البلاد وسلموا البلاد إلى معاوية ورجعوا إلى بلادهم، فكم مسلم كان في المجتمع في أيام معاوية في سوريا؟ أعداد قليلة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذا خاف معاوية من أبي ذر وحده، لأن المجتمع ما كان يعرف الموازين الإسلامية والقيم الإسلامية فكان يخشى أن يقلب عليه الأوضاع فهو كما لو ذهبت إلى نيويورك، وبدلت نيويورك إلى صبغة إسلامية، ثم خرجت من نيويورك، فهل سيكون مجتمع نيويورك مجتمعاً مسلماً عميق الإيمان والإسلام؟ كلا وإنما الصبغة والصورة فقط هي التي تغيرت لا أكثر ولا أقل، ولذا فإن أي إنسان جاء وقال لهم هذا هو طريق الفاتح يخضعون له ويسلمون إليه، فمجتمع سوريا أو مجتمع الرومان. ولّد معاوية ويزيد الطاغيين وهكذا يتولد الطغاة في المجتمعات حيث أن العامل الأساس في تربية نماذج الطاغوت هي الحالة الاجتماعية الفاسدة القائمة في المجتمع وأما المجتمع الذي يكثر فيه المصلحون فإنه يكون مرتعاً لتنامي الخير والإصلاح بل ربما يستحيل أن يولد فيه الطغاة.
ومن هنا نستطيع أن نقول أن أي طاغ رأيت ولد في منطقة، سواء في العراق، أو في مصر، أو في أي بلد كان، أعرف أن له مقومات والمقوم الأوّل هو الحالة الاجتماعية المنحرفة والفاسدة في ذلك المجتمع.
وطبعاً المصلح لا نقصد به من يخطب ويأمر المعروف وينهى عن المنكر في مجتمع متدين صغير أو أكبر وإنما المصلح يعني الذي يغير، يعني الذي يبدل، يعني الذي يقابل الطغاة أما في المجتمع الذي قل فيه المصلحون وكثر في المفسدون فإن ذلك يتولد فيه الطغاة، جمال عبد الناصر أين ولد، ولد في مصر في بيئة تلك المرأة التي كانت فاجرة في مصر وكانت مطربة الباشوات حيث كانوا يأتون إليها ويقبلون رجليها ويشربون الخمرة التي تصب في حذائها تبركاً بها، هذا المجتمع يولد جمال عبد الناصر وهذا وفق ما تقدم أمر طبيعي وليس علينا أن نقول كيف يقع كل ذلك،؟ وكيف ولدوا هؤلاء لأن ذلك قانون جاري في كل مجتمع فاسد ومنحرف.
أحد أشباه العلماء في مصر يبرق إلى ملك فاسد يقول أبرقت إلى أطهر مكان، وأي مكان، مكان هذا الملك المشهور بالفسق والفجور و… و… يصبح مكانه أشرف بقاع الأرض وأطهرها، راجعوا التاريخ وانظروا أن المجتمع الذي يولّد الطاغي دائماً المصلح فيه قليل والمفسد فيه كثير ومن الطبيعي عندما يكون المفسد هو الأقوى فإنه يصل إلى قمة الحكم فيعمل ما يشاء، ولذا ورد في الحديث الشريف (كيف ما تكونوا يولّى عليكم)، هذا موجز عن كيفية ولادة الطغاة في المجتمعات.


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 04:37 PM   #3
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الطبيعة النفسية للطاغية



ونأتي إلى الموضوع الثاني، وهو أن نفسية الطغاة على قسمين لا ثالث لهما، لأن الطاغي أما أن يكون طاغياً ماكراً، وأما أن يكون طاغياً بليداً، لا ثالث لهما. وعلامة هذين الطاغيين، هي أن الطاغي الماكر مخادع في الحرب، دنئ في السلم، بينما الطاغي البليد شرس في الحرب، مستهتر في السلم.لنمثل بمعاوية ويزيد.معاوية من النوع الطاغ الماكر، لأن طبيعة معاوية طبيعة ولد زنا، وكلنا نعلم عن طريق العلم الحديث، والعلماء ذكروا في علم النفس أن ولد الزنا يخرج ماكراً في طبيعته، ولا اسميه ذكياً، لماذا؟ لأن الزنا يقع مع اضطراب النفس، والتفات النفس إلى أن لا يعرفها أحد، إلى أن لا يراها أحد، إلى أن لا يسمع حسيسها أحد، وهذه طبيعة مرتبكه تنطبع في الولد، حتى علم النفس يقول: إنك إذا نظرت إلى صورة في دارك، الولد يخرج بهذه الصورة، عند المجامعة والوقاع، ولذا في الإسلام كره أن، يقارب الرجل زوجته بفكر امرأة أخرى، (في أحاديث موجودة في كتاب النكاح تنهى عن هذا الشي، وهذا بحث مفصل لا أريد أن أتطرق إليه الآن).
فطبيعة معاوية، هذه طبيعة ماكرة مخادعة، لأن معاوية ابن أبي سفيان وهند، وكلاهما زانيان مشهوران، هند وأبو سفيان ولد منهما معاوية كيف يخرج ولدهما؟ فمعاوية بطبيعته ماكر، وطبيعة المكر كما قلنا مخادعة في الحرب ودناءة في السلم وقد ظهر هذا المخادع على حقيقته في الحرب، (في حرب عليّ (عليه السلام) مع معاوية)، حيث مارس دور المخادعة وكذلك في حربه مع الإمام الحسن (عليه السلام) فإنه قام بنفس العمل الخداعي، وفي كل حروب معاوية كانت للخدعة دور كبير ومنهم.
وهذه طبيعة المكر، وكذلك في سلمه دنيء، الإمام الحسن (عليه السلام) صالحه حقنا لدماء المسلمين وبعده صعد معاوية المنبر قائلاً: وضعت كل شروط الإمام الحسن (عليه السلام) في الصلح تحت قدمي، وهذه دناءة ذاتية متأصلة في النفس حتى الرجل الماكر إذا أراد أن لا يفي للإمام بالشروط، بأي داع يقول ذلك فوق المنبر وعلى رؤوس الأشهاد أو يقول (ما حاربتكم، لتصلوا أو تصوموا، وإنما حاربتكم لأتأمر عليكم)، (هذه كلمة تسجل على الشخص) لكن هذه طبيعة المكر وطبيعة الدناءة (الماكر مخادع في الحرب دنيء في السلم)، ثم إنه يعلم أن الإمام الحسن، لا يحارب بعد ذلك لأنه هو أعرف بالإمام الحسن وأنه يفي له بالشروط ومع ذلك سمّ الإمام الحسن، والإمام (عليه السلام) شيخ كبير السن، ولعله كان يموت بعد ست أو خمس، أو أربع سنوات، لكن طبيعة الدناءة لا يمكن أن تصبر على ذلك، هذا صنف من الطغاة، وهؤلاء ماكرون دنيئون.
القسم الثاني من الطغاة الطاغي البليد: الطاغي البليد كيزيد بن معاوية، هذا طاغ بليد والبليد شرس في الحرب، وكلكم تعلمون قصة الإمام الحسين (عليه السلام)، وشراسة هذا الرجل الجاهل (يزيد) وكلكم تعلمون قصة مكة وشراسته، هذا معنى (أن الرجل شرس في الحرب) لأن الطغاة لا يستجيبون للموازين والقوانين والأفكار والتعقل، ومن هنا سمى طغيان النار مثلاً، يعني لا تعرف الموازين والقوانين والاحترام والزيادة والنقيصة، هذا الطاغي وهو يزيد (أو الطاغية والتاء للمبالغة مثل تاء علامة، لأنه كما يقول السيوطي التاء على أربعة عشر قسماً في اللغة العربية منها تاء المبالغة، مثل تاء الطاغية) البليد، من طبيعته الشراسة في الحرب، كما أن من طبيعته الاستهتار بالإسلام، ولذا كان يقوم بمصاحبة القرد وممارسة القهر وشرب الخمر والزنا والاستهتار بحقوق الناس وعدم الالتفات إليهم وعدم تقديرهم.
حتى أن أحد علماء السنة (في قصة طويلة)، قال: كنا نخاف أن تمطر السماء بالحجارة، ذلك لأن يزيد كان يزني بالمحارم، أمثال أخته وعمته وما أشبه، هذان نموذجان من الطغاة وعلى طول الخط الطاغي أما هكذا وأما هكذا، ولا قسم ثالث للطاغي، حيث إما يكون طاغ ماكر مخادع دنيء، وإما طاغ بليد شرس مستهتر، والإمام الحسن (عليه السلام) قيظهُ الله سبحانه وتعالى لمقابلة الطاغي من القسم الأوّل، بينما الإمام الحسين (عليه السلام) قيظهُ الله سبحانه وتعالى لمقابلة الطاغي من القسم الثاني، المصلحون في العالم دائماً يجب أن يقتدوا أما بالــحسن إذا كان أمامهم مثل معاوية، وأما أن يقتدوا بالحسين إذا كان أمامهم مثل يزيد.
ومورد الحديث الشريف (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا).
يبيّن بالنسبة للإمام الحسن كيف يجب أن يحارب وكيف يجب أن يسالم حتى أن الإمام (عليه السلام) إذا لم يكن يسالم معاوية لكان ذلك نقصاً في دوره إذ أن معاوية كان العملة المزيفة التي لها وجهان:
وجه حرب ووجه سلم، وعلى الإمام الحسن أن يظهر الوجهين، فإذا كان الإمام يحارب فقط لكان يظهر وجه معاوية الحربي والمخادع فحسب، أما وجهه السلمي فما كان يظهر ولا ينجلي، وكذلك العكس أيضاً حيث أن الإمام الحسن (عليه السلام) إذا لم يحارب لكان نقص في دوره لأنه كان يظهر وجه سلم معاوية فقط، أي وجه دنائته دون أن يكشف وجهه الحربي، ولذا كان الإمام الحسن دقيقاً في تخطيطه الذي هو تخطيط من الله سبحانه وتعالى حسب المنطق والعقل (بقطع النظر عن العصمة، واعتقادنا نحن به كإمام مفترض الطاعة والولاية) لذا فإن الإمام (عليه السلام) حارب فترة من الزمن لإظهار وجه معاوية السلمي، يعني أظهر الخداع وأظهر الدناءة، ولو كان قد حارب الإمام حتى يقتل مثلاً لما كان يظهر سباب علي (عليه السلام) على المنابر والإمام الحسن جالس تحته، في الوقت الذي كان الشرط في الصلح أن لا يسبّ علي (عليه السلام)؟ وما كان ينكشف تجاوز الشرط الآخر الذي شرطه الإمام في الصلح في عدم التعرض للإمام الحسن وأقربائه وشيعة علي (عليه السلام)؟
وكذلك ما كان يظهر قوله على المنبر منيت الحسن وشروطه كلها تحت قدمي!!
هذه كلها لم تكن تظهر لو لم يسالم الإمام معاوية ويتصالح معه فصلحه معه بين حقائق الأمور ووقائعها ووضعها أمام أعين الناس ليعرفوا من الإمام ومن معاوية؟
وإن لم يكن هناك مصلح كالإمام الحسن، لما كان يظهر وجها معاوية وجه سلمه ووجه حربه، لذا فالإمام الحسن سيبقى نهجاً وخطاً يقف أمام كل من يأتي من الطغاة إلى يوم القيامة يتمثل بصورة معاوية وبذلك يتعلم المصلحون طريق المقاومة، وهناك حديث جميل وأظن أن الحديث يشير إلى هذه الصورة، وليس للحديث دلالته الكافية، (لأن بعض الأحاديث محتواه أكبر من دلالته، وبعض الأحاديث محتواه بقدر دلالته، أو بعبارة أخرى بعض الأحاديث رمز وبعض الأحاديث تطبيق، ومن باب المثال نقول لو فرضنا أن هذا المقدار من الماء ظاهراً باطنه بقدر هذا الماء وليس أكثر، فظاهره خمس كيلوات وباطنه خمس كيلوات، وقد يكون لا، هذا المقدار منفذ إلى عين فيها ملايين الكيلوات من الماء.
فالسطح واحد ولكن العمق والامتداد يختلف.


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 04:37 PM   #4
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي نفسية المؤمن وإظهار وجهي الإسلام



يروى حديث ما مضمونه: أن إنساناً ذهب إلى محل الإمام الحسين (عليه السلام) فرأى أن الإمام صائم وأصحابه صائمون، وكل واحد منهم يتلوا القرآن الكريم، وينتظرون صلاة المغرب، فترك الإمام الحسين وجماعته وجاء إلى بيت الإمام الحسن (عليه السلام)، فرأى إن الإمام الحسن غير صائم وجماعته في ضيافته وهم مفطرون وقد أجتمع في دار الإمام جماعة من الناس يتناولون الطعام، فتعجب فمن هذا الاختلاف بين المشهدين.
فسأل الإمام عن ذلك قال له: الإمام الحسين أمام الصائمين وأنا أمام المفطرين، (حيث يسمح الإسلام بكلا الأمرين فأردنا استيعاب الأمة بكلا شقيها).
وشبه هذه القصة حدثت للشيخ المرتضى الأنصاري وصاحب كتاب الجواهر، الشيخ المرتضى كان من الزهاد في زمانه، وكان يلبس القماش الرخيص القيمة، ويسكن داراً صغيرة، ويأكل الخبز اليابس واللبن والملح، وهو أكبر مرجع للمسلمين.
وصاحب الجواهر وهو أستاذه وقبل زمانه كان من الشخصيات العلمية البارزة الذي يتنعم بطيبات ما أحل الله لهم من الدور الواسعة، والمال الكثير، والشخصية الرفيعة الاجتماعية، بالإضافة إلى فقاهته الهائلة.
جاء رجل إلى الشيخ المرتضى في زمانه، ورأى داره صغيرة، وأسلوبه المتواضع البسيط، قال: شيخنا إني أتعجب، فقد ذهبت إلى صاحب الجواهر في زمانه ورأيت في دوره كذا وكذا، وجئت إليك وأراك كذا وكذا من الكيفية، أيكما على حق، وأيكما على باطل؟ الشيخ المرتضى قال له: كلا، إننا نرى وجهي الإسلام، إنه يرى عزته، وأنا أرى زهده، وهكذا كان الإمام الحسن والإمام الحسين، فإنه ليس لكل شيء وجه واحد، وإنما أحياناً وجوه متعددة والعلماء يقولون أن الأبعاد ثلاثة، الطول والعرض والعمق، بعد ذلك يقسمون هذه الأقسام الثلاثة إلى ستة أقسام، هي الجهات الست وهي واضحة، الأمام والخلف، واليسار واليمين، الفوق والتحت.
بعد ذلك العلماء يقولون الجهات الست والأبعاد الثلاثة، أمور أولية، وإلا الجهات بالمليارات بالنسبة إلى جهات المادة فإذا كانت جهات المادة بالمليارات فجهات المعنويات كم تكون؟ أبين لكم بعض ما في المادة من جهات إشارة إلى ما قلته.
لنفرض خطأ من هنا وخطأ من هنا وخطأ من هنا، أظهرت الجهات الست، (الأمام والخلف والفوق والتحت واليمين واليسار) بين هذه الأقواس كم من الجهات تكون خذوا الخط إلى الفوق وإلى الأمام وإلى اليمين، وإلى جهات مقابلها يعني الجهات الست بين هاتين القوسين كم؟ لعل القوسين إذا أخرجنا من هنا هكذا، ثم ذهبنا في الأبعاد يصل أحياناً إلى مليارات من الخطوط الصغار بين هذين القوسين (لأن الشيء كلما أزداد بعداً ازداد اتساعاً، وكلما ازداد اتساعاً ازداد جهة)، هذا في الماديات المحدودة، فكيف بالمعنويات الهائلة، يقولون الماديات بالنسبة إلى المعنويات كقطرة في بحر، ولذا ورد في الآية الكريمة (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) وفي الحديث حول الإمام علي (عليه السلام) وفضائله، أن جبرائيل قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن هذه الإبال تحمل فضائل علي وأني لم أعرف أولها وآخرها.
فضائل علي في ظن الناس ضربه في خيبر وقتله لمرحب وإيمانه بالله وإنفاقه الخاتم وما أشبه، ليس المراد بالفضائل هذه فقط وإنما (نفسية علي عليه السلام البحر)، لأن علياً (عليه السلام) كم لنفسيته من السعة؟ هذا البحر يستوعب مليارات من البراميل، في قبال ماء قليل بقدر كيلو، وماء بقدر عشرة كيلوات، وماء بقدر ألف كيلو، وماء بقدر مليار كيلو، والنفوس بهذا القياس، نفس تبذل ديناراً في الكرم، ونفس تبذل عشرة دنانير وهكذا، وذلك يعني أن قابلياتنا مختلفة.
(أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها)، وفي الحديث عن علي (عليه السلام) (أن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها).
فنفسية علي (عليه السلام) لا يعلم سعتها إلاّ الله والرسول، هذه النفسية، بالنسبة إليه (عليه السلام) شيء عادي لأن الناس نفوسهم على درجات في السعة، فإنسان كريم بدينار، وآخر كريم بدينارين، وثالث كريم بعشرة دنانير، ورابع كريم بمليار، وخامس كريم بألف مليار، وسادس كريم بمليارمليار، وكذلك نفسية لا تعصي الله في درهم، في درهمين، في عشرة دراهم، يعني مثلاً نفسية لا تعصي الله في درهم، ولكن من الممكن أن تعصي الله في عشرة دنانير، جاء إنسان وقال لي اكذب أعطيك ديناراً فلم أقبل فدفع عشرة دنانير، لم أقبل، أعطاني مئة دينار، أيضاً لم أقبل، دفع ألف دينار، هنا يمكن الكذب، ولكن إنسان آخر يرفض كل ذلك ونفسية علي (عليه السلام) ليست بسعة محدودة وإنما سعتها لا يعلمها سوى الله يقول: (لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في جلب شعيرة أسلبها من فم جرادة لما فعلت)، أنظر إلى هذه النفسية كم قدرها؟ وكم حدودها؟ لا أحد يعلم.
والحديث يقول أن فضائل علي (عليه السلام) لا تعد، وإن الله وحده يتمكن أن يعدها، هذا الحديث إشارة إلى النفسية وليس إشارة إلى أن في الخارج صلى علي ألف ركعة، أو سلم عليه ألف ملائكة، أو أنفق أموالاً، فهذه أشياء معدودة بطبيعة الحال، ونتمكن أن نجمعها في كتاب، وأن كان على حجم البحار ولكنه بالنتيجة محدود ومعدود، وأن صعب حدّه وعدّه وهذا مبحث آخر، وهذا البحث يذكره علماء النفس اليوم حول النفس، كما كان يذكروه علماء الفلسفة حول النفس في العلم القديم.


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 04:38 PM   #5
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي كيف يواجه الطغاة



نعود إلى مبحثنا وهو أن الطغاة على نموذجين: طاغ مخادع، ودنيء ونسميه بالطاغي الماكر، لأن الطاغي الماكر يجمع بين الشيئين، وهكذا طاغي واجهه الإمام الحسن (عليه السلام) فهو إمام لمن واجه مثل هذا القسم من الطاغي إلى الأبد، لأنه يأتي في التاريخ الطغاة من نماذج معاوية، ويحتاج إلى المصلحين من نماذج الإمام الحسن (عليه السلام)، أما الطغاة من نماذج يزيد، فهو يحتاج إلى المصلحين من نماذج الإمام الحسين (عليه السلام).
(الطاغي البليد، يعني الشرس في الحرب.. المستهتر في السلم) ومن أدق الأعمال التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام) أمام يزيد، أنه أرسل مسلم بن عقيل وحده إلى الكوفة، قسم من الناس يتعجبون من ذلك كما أنهم يتعجبون، لماذا فرّق الإمام أصحابه (بعكس ما يفعله القادة دائماً في الحروب حيث يجمعون الأصحاب)، حيث كان الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة يقول لهم أذهبوا أذهبوا، أذهبوا.. وتفرقوا حتى ليلة عاشوراء، عجباً هل هذا الإنسان يريد الحرب؟ نعم، هذا الإنسان يريد الحرب ويفهم كيف يحارب؟ وفي الحقيقة إذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) يفعل غير ذلك، كنا نسأل لماذا الإمام الحسين حارب في الوقت الذي كان يعلم أنه بكل الصور مقتول؟ فإن دولة بني أمية دولة قوية وسيعة عريضة ضاربة بأجرانها من مناطق ما كان ما يعرف بالاتحاد السوفياتي إلى أواسط أفريقيا، هذه الدولة الضخمة خرج ضدها الإمام وحارب هيبتها وسلطانها.
وذلك لأن الإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن يحارب الطاغي يزيد، وقلنا سابقاً أن يزيد شرس في الحرب، وفي نفس الوقت مستهتر في السلم، سلمه واضح لا يحتاج إلى توجيه، سلم يزيد الخمر وأبا قيس ولعب القردة والزنا والاستهتار وما أشبه، حتى أن المؤرخين ذكروا أن معاوية كان مريضاً شديد المرض في حالة الاحتضار، وكان يزيد في بعض القرى يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، (يذكر هذه القصة مروج الذهب)، إلى هذا الحد مستهتر أنه خارج البلد لا يقيم لأبيه ولا لخلافته ولا لأنه يموت، ولا لأنه خلّفه وولاّه عهده، فسلم يزيد معروف لا يحتاج إلى الكشف، وإنما حرب يزيد يحتاج إلى الكشف، لأن فيه درس، والدرس هنا كيف يقاوم الشراسة، وأين تظهر الشراسة؟ الشراسة تظهر إذا كان المصلح قليل العدد، الشراسة لا تظهر مع كثرة العدد، الشراسة دائماً تظهر مع قلة العدد، الشاعر يقول كما في السيوطي:
والـــــــــذئب أخشـــــــــــاه أن مـــــــررت به وحـــــــدي
الذئب شرس، لكن أين تظهر شراسته إذا كنت وحدك، أما إذا كنت مع جماعة لا تظهر شراسته، إذا كان مع الإمام الحسين (عليه السلام) عشرة آلاف إنسان، وحاربوا مع الأمويين، الأمويون ما كانوا يتمكنون أن يصنعوا بالإمام الحسين هذا الصنيع الذي صنعوا به وأن كانوا يتمكنون من قتله ما كانت تظهر شراسة يزيد، وإذا كان مع مسلم بن عقيل حين جاء من المدينة (أو جمع أنصاراً مخلصين) ألف إنسان ما كان ابن زياد يتمكن أن يشنقه مقلوباً في كناسة الكوفة، إنما تظهر مع قلة عدد المصلحين فإن كثرة المصلحين تلقي الرعب في نفسه، أنظروا يزيد نفسه لما وجد الإمام في الشام كم ناصراً له بدّل الأمر، وقال إني ما فعلت هذا الشيء.
فالإمام الحسين (عليه السلام) كان متعمداً أن يكون قليل العدد، حتى يظهر آخر قطرة من شراسة الحكام الطغاة، يعني أنك في المستقبل أيها المصلح لعلك تقول أن هذا الحاكم الطاغي شرس فلا أقاومه، وأنا قابلت حاكماً شرساً وقد قاومته، وإلاّ لو لم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) هكذا، لقيل أنه من الممكن أن الإمام الحسين (عليه السلام) لو كان يرى هذا النوع من الشراسة ما كان أقدم؟ كلا.
الإمام الحسين (عليه السلام) بصورة عمدية وبتخطيط من أعجب التخطيطات دقة، أظهرها كلها من قلب يزيد، حتى يكون إماماً للذين يأتون من بعده ويقابلهم طاغي


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 04:39 PM   #6
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي دور المعصوم (ع) واستمرار الرسالة



إذاً فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، ليس بالمعنى القدسي فقط وليس أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد أن يبين أنهما سيدان عالمان جليلان تعلموا منهما المسائل والأحكام، وإن كان هذا الشيء صحيحاً أيضاً، قسم من الناس يتعجبون أن الروايات في الفقه عن الحسن والحسين قليلة فالإمامان الحسن والحسين عليهما السلام دورهما ليس دور الفقه، الإمام الحسن والحسين دورهما دور مقابلة الطغاة من هذا القبيل.
الإمام الصادق (عليه السلام) دوره دور الفقه، لماذا؟ لأنه مقابل الإمام الصادق (عليه السلام) الفقهاء، فدور الإمام الصادق (عليه السلام) دور الفقهاء، ولذا كان على الإمام الصادق أن يظهر الفقه، وقد قلنا إنا نحتاج إلى الكثير من البحث حتى نبيّن بقدر فهمنا حول كل واحد واحد من الأربعة عشر المعصومين (الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والزهراء والأئمة عليهم الصلاة والسلام) وإنه كيف كل واحد من هؤلاء قائد ومعلم إلى الأبد، وإن كل دور يشبه دور الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو فاطمة الزهراء أو دور علي أو دور الحسن، أو دور الحسين عليهم السلام،أو سائر الأئمة إلى دور الإمام المهدي(عج)، فعلى المصلح أن يعمل مثل ذلك المعصوم المشابه دوره لدوره، وإن أي دور يحتاج إلى مصلح من هذا النموذج، حتى إذا كان المصلح على زيادة أو نقيصة، أورث الخلل، وبذلك ظهر:
1 - إنه كيف تفرز المجتمعات الطغاة؟
2 - نفسية الطغاة.
3 - كيف يجب أن يقابل كل طاغ.
وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، لعله يشير إلى بعض ما ذكرنا.
ونسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى.


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية