![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بحث في مقتضى سياق الاية
لكنّهم مع ذلك يحاولون توجيه هذا الرأي ، أي رأي الضحّاك ، يقولون بأنّه مقتضى سياق الاية المباركة . وقد قرأت لكم بنفسي الايات السابقة على آية التطهير ، والكل يعلم وأنتم تعلمون بأنّ الاية الان في القرآن الكريم جاءت في ضمن الايات التي خاطب الله سبحانه وتعالى نساء النبي ، وقد تعمّدت قراءة الاية ، عندنا اصطلاح في علم الاُصول ، يقولون : بأنّ </span>الصفحة 24 السياق قرينة في الكلام ، أي أنّه متى ما أردنا أن نفهم معنى كلام أو معنى كلمة ، نراها محفوفةً بأيّ كلام ، وفي أيّ سياق ، فالالفاظ التي تحفّ بهذه الكلمة ، والسياق الذي جاءت الجملة في ذلك السياق ، يكون معيناً لنا أو معيّنا لنا على فهم المراد من تلك الكلمة أو الجملة ، هذا شيء يذكرونه في علم الاصول ، وهذا أيضاً أمر صحيح في مورده ولانقاش فيه . إلاّ أنّ الذين يقرّرون هذه القاعدة ، ينصّون على أنّ السياق إنّما يكون قرينة حيث لا يكون في مقابله نصّ يعارضه ، وهل من الصحيح أن نرفع اليد عمّا رواه أهل السنّة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي سننهم وفي تفاسيرهم ، عن اُمّ سلمة وعن عائشة وعن غيرهما من كبار الصحابة : أنّ الاية مختصّة بالنبيّ وبالاربعة الاطهار من أهل البيت ، نرفع اليد عن جميع تلك الاحاديث المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين ، لاجل السياق وحده ، حتّى ندّعي شيئاً لاُمّ سلمة أو لعائشة ، وهنّ ينفين هذا الشيء الذي نريد أن ندّعيه لهنّ ؟! ليس هناك دليل أو وجه لهذا المدّعى ، إلاّ إخراج الاية المباركة عن مدلولها ، عن معناها ، عن المراد الذي هو بحسب الاحاديث الواردة هو مراد الله سبحانه وتعالى . </span>الصفحة 25 ولولا أنّ الاية المباركة تدلّ على معنى ، تدلّ على مقام ، تدلّ على مرتبة ، تدلّ على شأن ، لما كانت هذه المحاولات ، لا من مثل عكرمة الخارجي ، ولا من مثل ابن كثير الدمشقي ، الذي هو تلميذ ابن تيميّة ، فالاية المباركة لا يراد من ( أهل البيت ) فيها إلاّ من دلّت عليه الاحاديث الصحيحة المتفق عليها ، المقبولة بين الطرفين المتنازعين في هذه المسألة . </span>الصفحة 26 معنى إذهاب الرجس والارادة ننتقل الان إلى النقطة الثانية في الاية المباركة ، وهي معنى إذهاب الرجس ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً ) ، فتعيّن المراد من أهل البيت بقول رسول الله وبفعل رسول الله ، فأصبحت السنّة المتفق عليها مفسّرة للاية المباركة . فما معنى إذهاب الرجس عن أهل البيت ؟ لابدّ من التأمّل في مفردات الاية المباركة : كلمة ( إنّما ) تدلّ على الحصر ، وهذا ممّا لا إشكال فيه ولا خلاف من أحد . ( يريد الله ) الارادة هنا إمّا إرادة تكوينيّة كقوله تعالى :( إِذَا الصفحة 27 أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )</span>(1) ، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(2) . فالارادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّةوإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً . لكن المراد من « الارادة » في الاية لا يمكن أن يكون إلاّ الارادة التكوينيّة ، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الاربعة الاطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الارادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الارادة التشريعيّة ، أي الاحكام ، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لان تكون الارادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين ، فالارادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة . ____________ (1) سورة يس : 82 . (2) سورة البقرة : 185 . الصفحة 28 ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) و ( الرجس ) إذا رجعنا إلى اللغة ، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه ، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب ، ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) ، أي إنّما يريد الله بالارادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت ، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً ، فهذا يكون محصّل معنى الاية المباركة . إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف ، وبعبارة أُخرى : المراد لا يتخلّف عن الارادة الالهيّة ، ( إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون )(1) . فإذا كانت الارادة تكوينيّة ، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت ، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب ، وهذا واقع العصمة ، فتكون الاية دالّة على العصمة السيد علي الميلاني ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |