هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 16 ]       »     دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     دورة : توصيل ونشر المعلومات ال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 36 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 30 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 31 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام العقائدية > منتدى الشبهات والردود

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-24-2011, 10:41 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5408 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي دعوى البوطي ان الشيعة نزلوا لمستوى متدن في الكذب



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 176
--------------------------------------------------------------------------------


المسألة السابعة عشرة
قوله: الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق، الباسق إلى الحضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي.

قال الدكتور البوطي في محاضرته (1):

الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق الباسق إلى حضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي.

طيب. بعد هذا القول: فكر الشيعة لمع في داخل سقيفة بني ساعدة، لكن ما كان اسمهم شيعة طبعا اسمهم ناس إن وجدوا وقالوا: ليكن سيدنا علي خليفة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وطبعا في وجهة نظر، " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " لما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتركه في بيته وكلفه أن يعطي الأمانات للناس وأيضا " راية خيبر " عندما قال: سأعطي الراية لرجل يحبه الله ورسوله في طبعا وجهة نظر ولها أدلة، والذين قالوا أبا بكر أيضا لهم وجهة نظر ولهم أدلة.

هذه أدلة ذكرت من منطلق أن أناسا مذهبهم مذهب أهل البيت وأناس مذهبهم ليس مع أهل آل البيت هذه ما كانت موجودة أبدا. وإنما هنالك دلائل تلمع هنا ودلائل تلمع هنا وجمعت هذه الدلائل وقورن بعضها ببعض وكانت الحصيلة لأبي بكر " أي في الخلافة ".


____________

(1) محاضرة ألقيت في جامعة دمشق بتاريخ 31 / 2 / 1995.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 177
--------------------------------------------------------------------------------

أقول: إن المتأمل لنص كلام حضرة الدكتور في هذه المحاضرة وفي سياق حديثه عن عقيدة الإمامية، ولمخالفة الشيعة في عقيدتهم لعقيدة أهل السنة والجماعة والذي ما سل سيف عبر التاريخ أشد من سيف الحديث عن مسألة الخلافة والإمامة ومن هو أحق بها، وكل يجر النار إلى قرصه.

لكني لا أرى الخوض في هذه المسائل الخلافية والبحث عن الحقيقة فيها والمحاورة والموضوعية والانفتاح الفكري الهادف والنقد البناء جريمة على حد زعم الدكتور.

وقاله: (الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق الباسق " مكررا كلمة الباسق للتأكيد على قوله " إلى حضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي.

إنا لنستشف من كلام حضرة الدكتور شيئا من التعصب المقيت بالمحاورة والمناقشة في محاضرته ومن خلال كلماته وألفاظه فعندما نتحاور في مسألة عقائدية يجب أن نتحاور بقلب مفتوح لا يحمل الحقد حتى نستطيع أن نتوقف على الحقائق ونبثها ما دام هدفنا جميعا إقامة الحق القائم على الدليل والبرهان.

وإنا لنجد فكر الشيعة الإمامية لم يلمع فقط داخل السقيفة على حد قول الدكتور لكني سأستعرض نماذج من الآراء في ذلك، وأترك ما أريد توضيحه وتبيانه في آخر الصفحات.


متى بدأ التشيع؟

أولا: رأي يرى أنهم تكونوا بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وممن يذهب لهذا ابن خلدون: فقد قال: إن الشيعة ظهرت لما توفي الرسول وكان أهل البيت يرون أنفسهم أحق بالأمر وأن الخلافة لرجالهم دون سواهم من قريش ولما كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك (1) إلخ...


____________

(1) تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 364.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 178
--------------------------------------------------------------------------------

ثانيا: الدكتور حسن إبراهيم فقد قال: ولا غرو فقد اختلف المسلمون أثر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيمن يولونه الخلافة وانتهى الأمر بتولية أبي بكر وأدى ذلك إلى انقسام الأمة العربية إلى فريقين سنية وشيعية (1).

ثالثا: الدكتور أحمد أمين فقد قال: وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي أن أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه (2).

رابعا: المستشرق جولد تسهير قال: إن التشيع نشأ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالضبط بعد حادثة السقيفة (3).

خامسا: اليعقوبي قال: ويعد جماعة من المتخلفين عن بيعة أبي بكر هم النواة الأولى للتشيع ومن أشهرهم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود والعباس بن عبد المطلب (4).

وتعقيبا على ذكر المتخلفين كما أتى بذكرهم الدكتور الشيخ الوائلي في كتابه هوية التشيع (5).

إن المتخلفين عن بيعة الخليفة أبي بكر قال الدكتور أحمد محمود صبحي: إن بواعث هؤلاء مختلفة في التخلف فلا يستدل منها على أنهم كلهم من الشيعة. وقد يكون ما قاله صحيحا غير أن المتخلفين الذين ذكرهم المؤرخون أكدت كتب التراجم على أنهم شيعة (6).

سادسا: الرأي الذي يذهب إلى أن التشيع نشأ أيام عثمان ومن الذاهبين لذلك: جماعة من المؤرخين والباحثين منهم: ابن حزم وجماعة آخرون ذكرهم بالتفصيل يحيى بن هاشم فرغل في كتابه (7) وقد استند إلى مبررات شرحها.


____________

(1) تاريخ الإسلام: ج 1 ص 371.

(2) فجر الإسلام: ص 266.

(3) العقيدة والشريعة: ص 174.

(4) تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 104.

(5) هوية التشيع للدكتور الوائلي: ص 24.

(6) نظرية الإمامة: ص 33.

(7) عوامل من أهداف نشأة علم الكلام: ج 1 ص 105.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 179
--------------------------------------------------------------------------------

سابعا: الرأي الذي يذهب إلى تكون الشيعة أيام خلافة الإمام علي (عليه السلام) ومن الذاهبين إلى هذا الرأي النوبختي في كتابه فرق الشيعة (1) وابن النديم في الفهرست حيث حدده بفترة واقعة البصرة وما سبقها من مقدمات كان لها الأثر المباشر في تبلور فرقة الشيعة وتكوينها (2).

ثامنا: الرأي الذي يذهب إلى أن ظهور التشيع كان بعد واقعة الطف على اختلاف في الكيفية بين الذاهبين لهذا الرأي حيث يرى بعضهم أن بوارد التشيع التي سبقت واقعة الطف لم تصل إلى حد تكوين مذهب متميز له طابعه وخواصه وإنما حدث ذلك بعد واقعة الطف بينما بينما يذهب (3).

ولكن بعد واقعة الطف أخذ طابعا سياسيا وعمق جذوره في النفوس وتحددت أبعاده إلى كثير من المضامين، وكثير من المستشرقين يذهبون لهذا الرأي وأغلب المحدثين من الكتاب.

يقول الدكتور كامل مصطفى إن استقلال الاصطلاح الدال على التشيع إنما كان بعد مقتل الحسين (عليه السلام) حيث أصبح التشيع كيانا مميزا له طابعه الخاص.

في حين يذهب الدكتور عبد العزيز الدوري إلى أن التشيع تميز سياسيا ابتداء من مقتل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ويتضمن ذلك فترة قتل الحسين (عليه السلام) حيث يعتبرها امتدادا للفترة السابقة (4).

وإلى هذا الرأي يذهب المستشرق بروكلمان في تاريخ الشعوب الإسلامية حيث يقول: والحق أن ميتة الشهداء الذي ماتها الحسين ولم يكن لها أي أثر سياسي هذا على زعمه - قد عملت في التطور الديني للشيعة حزب علي الذي أصبح بعد ملتقى جميع النزاعات المناوئة للعرب - وهو زعم باطل - واليوم لا يزال ضريح الحسين (عليه السلام) في كربلاء أقدس حجة عند الشيعة وبخاصة الفرس الذين ما فتئوا يعتبرون الثواء الأخير في جواره

____________

(1) فرق الشيعة: ص 16.

(2) الفهرست لابن النديم ص 175.

(3) الصلة بين التصوف والتشيع: ص 23.

(4) مقدمة في تاريخ صدر الإسلام: ص 72.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 180
--------------------------------------------------------------------------------

غاية ما يطمعون فيه (1).

إن رأي بروكلمان كما يذكر لنا الدكتور الوائلي في كتابه (2) لا يصمد أمام المناقشة، كونه يرى أن لا أثر سياسي للواقعة أي واقعة الطف فهو من قبيل إنكار البديهيات وإنما يقصر أثر الواقعة على تعميق المذهب دينيا فقط وقد شايع بركلمان في هذا الرأي جماعة آخرون ذكرهم يحيى فرغل مفصلا في كتابه (3).

وأقول: إن هذه الآراء الثمانية في نشأة التشيع لا تصمد أمام المناقشة والدليل لأن هذه الآراء أومض فيها التشيع نتيجة احتكاكه بمؤثر من المؤثرات في تلك الفترة التي أرخت بها تلك الآراء ظهور التشيع فظنوه ولد آنذاك بينما التشيع موجود بكيانه الكامل منذ الصدر الأول وقد آن الأوان لأعرض لحضرة الدكتور البوطي رأي جمهور الشيعة وخاصة المحققين منهم،




رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:42 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الأدلة على تكون التشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ويعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واضع حجر الأساس للتشيع.

رأي الشيعة وغيرهم من المحققين من المذاهب الأخرى حيث ذهب هؤلاء إلى أن التشيع ولد أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن النبي نفسه هو الذي غرسه في النفوس عن طريق الأحاديث التي وردت على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكشفت عما لعلي (عليه السلام) من مكانة في مواقع متعددة رواها إضافة إلى أن الشيعة ثقاة أهل السنة والجماعة.

منها: ما رواه السيوطي عن ابن عساكر عند تفسير الآيتين السادسة والسابعة من سورة البينة بسنده عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزل قوله تعالى:

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية).


____________

(1) تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان: ص 128.

(2) هوية التشيع: ص 26.

(3) عوامل وأهداف نشأة علم الكلام: ج 1 ص 106.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 181
--------------------------------------------------------------------------------

وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام):

هم أنت وشيعتك.


وأخرج ابن مردويه عن علي (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

ألم تسمع قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) إلخ هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين (1).

ومن هنا ذهب أبو حاتم الرازي إلى أن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو مذهب الشيعة وكان هذا لقب أربعة من الصحابة هم:

أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، المقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي. وبعد صفين أشهر موالي علي (عليه السلام) بهذا اللقب (2).

والأدلة التي يعتمد عليها الشيعة بخلافة وإمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) أدلة كثيرة ومحكمة بينما الأدلة التي يعتمد عليها إخواننا أهل السنة والجماعة في خلافة أبي بكر كما زعم الدكتور البوطي وبينها. كحديث الصلاة، وحديث كتابة الكتاب، وحديث الخلة، فقد ناقشتها في بداية الكتاب وأنها موضوعة ولا تصمد أمام الدليل والبرهان.

وأما الأدلة التي يعتمد عليها الشيعة بالنسبة لنشوء التشيع فبينا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي وضع اللبنة الأولى للتشيع ونشأته.

وهناك عدة مواقف نستعرض منها نماذج ليرى حضرة الدكتور:


الموقف الأول:

عندما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (3) قال المؤرخون:

إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليا (عليه السلام) وأمره أن يصنع طعاما ويدعو آل عبد المطلب

____________

(1) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي: ج 6 ص 376.

(2) روضات الجنات للخونساري: ص 88.

(3) سورة الشعراء: الآية 214.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 182
--------------------------------------------------------------------------------

وعددهم يومئذ أربعون رجلا وبعد أن أكلوا وشربوا من لبن أعد لهم قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنهما جميعا - يقول علي - وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (1).


الموقف الثاني:

يقول أبو رافع القبطي مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه فرأيت حية فنمت بينها وبين النبي لئلا يصل إليه أذى منها حتى انتهى عنه الوحي فأمرني بقتلها وسمعته يقول: الحمد لله الذي أكمل لعلي منته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه... بعد أن قرأ قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (2) وقد أجمع أعلام أهل السنة والشيعة على نزول هذه الآية في علي (عليه السلام) ومنهم السيوطي في الدر المنثور عند تفسير الآية المذكورة، وكذلك الرازي في مفاتيح الغيب والبيضاوي في تفسيره والزمخشري في كشافه.

والثعلبي في تفسيره والطبرسي في مجمع البيان وغيرهم من أعلام المفسرين والمحدثين.


الموقف الثالث:

موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم وذلك عند نزول الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله

____________

(1) تاريخ الطبري: ج 2 ص 216، تاريخ الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 28.

(2) سورة المائدة: الآية 55.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 183
--------------------------------------------------------------------------------

يعصمك من الناس) (1) وعندما أوقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الركب وصنعوا له منبرا من أحداج الإبل خطب عليهم خطبته المعروفة ثم أخذ بيد علي وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فكررها ثلاثا ثم قال: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " فلقيه الخليفة الثاني فقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره سبب نزول هذه الآية عشرة وجوه ومنها أنها نزلت في علي (عليه السلام) ثم عقب بعد ذلك بقوله: وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي - يريد الباقر (2) إن حديث الغدير أخرجه جماعة من حفاظ أهل السنة وقد رواه ابن حجر في صواعقه عن ثلاثين صحابيا ونص على أن طرقه صحيحة وبعضها حسن (3).

وفي النص الأخير لكلام الدكتور الذي قال فيه:

" وإنما هنالك دلائل تلمع هنا ودلائل تلمع هنا، وجمعت هذه الدلائل وقورن بعضها ببعض وكانت الحصيلة لأبي بكر " أي في مسألة الخلافة ".

أقول: إن أهل السنة والجماعة اختلفوا في خلافة الخليفة أبي بكر (رض) هل كانت بالنص؟... أم أنها كانت بالاختيار؟...


فذهب الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث إلى أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة.


وذهب بعضهم إلى أنها ثبتت بالنص الجلي.


وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشاعرة إلى أنها ثبتت بالاختيار (4)...


____________

(1) سورة المائدة: الآية 69.

(2) تفسير الرازي: ج 3 ص 431.

(3) الصواعق المحرقة: الباب الثاني من الفصل التاسع.

(4) رياض العبد الله - أهل الشورى الستة الذين اختارهم عمر (رض) ص 6 - الطبعة الأولى - دار الرشيد - 1992 بيروت.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 184
--------------------------------------------------------------------------------

وهنا أقول لحضرة الدكتور بما أنه أشعري المذهب فأنتم وأستاذكم أبو الحسن الأشعري ممن تقولون بأن خلافة الصديق قد تمت بالاختيار وليس هناك دلائل تثبت خلافة الصديق وأرى في هذا خروجا عن الرأي الذي أنت تلتزم وتعتقد به هذا من جهة.

ومن جهة أخرى.. هل تستطيع حضرة الدكتور أن تحدد الفترة التي تمت بها مقارنة الأدلة ببعضها البعض وكانت الحصيلة لأبي بكر بالخلافة.

وهل هذا رأي حسي أم حدسي؟ وأيهما أنت تتبناه وأطلب منك تحديد الحقبة الزمنية التي تمت فيها مقارنة الأدلة ببعضها البعض.

ولكني أرد بالنقض على أصحاب الرأي القائل بأن هناك أدلة وردت في خلافة الصديق وهذا ما أوضحناه في المسألة الرابعة من هذا الكتاب.

وإليكم الأدلة من القرآن والحديث في إثبات خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) للقارئ الكريم حتى يتبين له الحق وينكشف عنه ذلك الضباب الوهمي فإليك أيها القارئ دراسة مفصلة في بيان الأدلة من الصحاح الستة والكتب المعتبرة لدى أهل السنة والجماعة في بيان خلافة علي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة ونشكر حضرة الدكتور محمد بيومي مهران ومركز الغدير للدراسات الإسلامية في تحقيق تلك المصادر من الصحاح والكتب المعتبرة فإليك أخي القارئ الكريم هذه الدراسة.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:42 PM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 185
--------------------------------------------------------------------------------



دراسة في الآيات والأحاديث الدالة على خلافة
علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

من الصحاح الستة والكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة (1)

آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا):

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في سورة المائدة / 55، في ذيل تفسير قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

قال: وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد لم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فما أعطاني أحد شيئا وعلي (عليه السلام) كان راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى - وكان فيها خاتم - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: اللهم إن أخي موسى (عليه السلام) سألك فقال: رب اشرح لي صدري (إلى قوله) وأشركه في أمري فأنزلت قرآنا ناطقا، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري، قال أبو ذر: فوالله ما أتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال، يا محمد اقرأ: إنما وليكم الله ورسوله إلى آخرها.


____________

(1) الدر المنثور: 7 / 504 ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: 2 / 421.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 186
--------------------------------------------------------------------------------

وذكره الشبلنجي في نور الأبصار: ص 170 وقال: نقله أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره:

وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث: تفسير الطبري: 6 / 186، الدر المنثور للسيوطي، والكشاف للزمخشري - ذيل تفسير الآية -، كنز العمال: 6 / 319 و 7 / 305، أسباب النزول للواحدي: ص 148، ذخائر العقبى: ص 88، 102، مجمع الزوائد: 7 / 17 (1).

إن الآية الشريفة - بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب (عليه السلام) - تكون ظاهرة في إمامته (عليه السلام) فإن مفادها - بعد ورود تلك الأخبار - يكون هكذا: إنما وليكم الله ورسوله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقوله تعالى: (والذين آمنوا) (إلخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم، ولفظ الوالي وإن كان له معان متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك، ولكن الظاهر من الولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف، فإنه المعنى الذي يلائم الحصر في الله عز وعلا وفي رسوله وفي علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولي فيها بمعنى المحب أو الصديق أو الناصر، ولكن ظهور كلمة إنما في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفا والتبادر علامة الحقيقة كما حقق في الأصول - مما يعني تفسير الولي بمعنى مالك الأمر ونحوه مما يناسب الاختصاص بالله ورسوله وأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فتأمل جيدا.


____________

(1) التفسير الكبير: 12 / 26، الدر المنثور: 3 / 104، أسباب النزول للواحدي: ص 133، الرياض النضرة: 3 / 182، ذخائر العقبى: ص 102، تهذيب التهذيب: 11 / 386.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:43 PM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 187
--------------------------------------------------------------------------------



حديث ((علي وليكم من بعدي)):


[ سنن الترمذي: 2 / 297 ]:

روى بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إذا لقينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله أم تر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.

ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده 4 / 437 باختلاف يسير في اللفظ، وقال فيه: فقال: دعوا عليا دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي، ورواه أبو داود الطيالسي أيضا في مسنده (3 / 111) باختلاف يسير في اللفظ، وقال فيه: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما لهم ولعلي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي، ورواه أبو نعيم أيضا في حليته (6 / 294) والنسائي أيضا في خصائصه مختصرا (ص 19 و 23) وقال فيه: والغضب يبصر في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي، وذكره المحب الطبري أيضا في الرياض النضرة (2 / 171) وقال: أخرجه الترمذي وأبو حاتم وخرجه أحمد وأورده المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 154) بطريقين وقال: أخرجه ابن أبي شيبة (وفي ص 399) وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصححه (1).


____________

(1) سنن الترمذي: 5 / 590 ح 3712، مسند أحمد: 5 / 606 ح 19426، مسند أبي داود الطيالسي: ص 111 ح 829، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 132 ح 8474، الرياض
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 188
--------------------------------------------------------------------------------



[ مسند أحمد بن حنبل: 5 / 356 ]:

روى بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال:

فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي (عليه السلام) امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره بذلك، فلما أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أتبعه ففعلت ما أرسلت به فقال: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي، وإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي.

ورواه النسائي أيضا في خصائصه باختلاف يسير ص 24 والهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 127) وقال: رواه أحمد والبزار باختصار، والمتقي أيضا في كنز العمال (6 / 154) مختصرا وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وص 155 وقال: أخرجه الديلمي عن علي (عليه السلام) وأورده المناوي أيضا في كنوز الحقائق ص 186 وقال: أخرجه الديلمي ولفظه: إن عليا وليكم من بعدي (1).

قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي وليكم من بعدي " الذي قد عرفت جملة من طرقه في الباب السابق هو من الأدلة القوية والنصوص الجليلة على خلافة علي (عليه السلام) من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل، والاستدلال به يتوقف على بيان السند والدلالة جميعا.

أما السند، فقد رواه جمع من أعاظم الصحابة كعلي (عليه السلام) وابن عباس، وعمران بن حصين ووهب بن حمزة، وبريدة الأسلمي، وأنه قد خرجه كما تقدم وعرفت جمع من أئمة الحديث كالترمذي في سننه والنسائي

____________

النضرة: 3 / 115، كنز العمال: 11 / 599 ح 32883 و 13 / 142 ح 36444، المستدرك على الصحيحين: 3 / 119 ح 4579، نزل الأبرار: ص 55.

(1) مسند أحمد: 6 / 489 ح 22503، خصائص النسائي: 5 / 133 ح 8475، كنز العمال: 11 / 608 ح 32942، البداية والنهاية: 7 / 379.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 189
--------------------------------------------------------------------------------

صاحب الصحيح في خصائصه، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبي داود الطيالسي في مسنده وهو من مشايخ البخاري، وأبي نعيم في حليته والخطيب البغدادي في تاريخه، وأبي حاتم، وابن أبي شيبة، وابن جرير الطبري، والبزار، والطبراني، وابن الجوزي، والرافعي، وابن مردويه والحافظ أبي القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، ويوسف بن صهيب، والديلمي وغيرهم ممن لم أظفر به في هذه العجالة.

وأما الدلالة، فهي ظاهرة جدا بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف وهي كلمة من بعدي، وتوضيحه: إن للفظ الوالي في اللغة معاني متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك، ومن أظهر معانيه وأشهرها هو مالك الأمر فكل من ملك أمر غيره بحيث كان له التصرف في أموره وشؤونه فهو وليه، فالسلطان ولي الرعية أي يملك أمرهم وله التصرف في أمورهم وشؤونهم والأب أو الجد ولي الصبي أو المجنون أي يملك أمره وله التصرف في أموره وشؤونه، وهكذا ولي المرأة في نكاحها أو ولي الدم أو الميت، (وقد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف فالسلطان ولي الرعية والأب أو الجد ولي الصبي أو المجنون، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى أي أولى بالتصرف، ويؤيده في المقام ورود بعض أخبار الباب كما تقدم بلفظ قوله:

فهو أولى الناس بكم بعدي. (كما قد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف فالسلطان مثلا ولي الرعية يكون بهذا المعنى أي هو المتصرف في أمورهم وهكذا ولي الصبي وغيره، وعلى كل حال إن الولي بما له من المعنى المعروف الظاهر المشهور - سواء عبرنا عنه بمالك الأمر أو بالأولى بالتصرف أو بالمتصرف - لا يكاد يطلق إلا على كل من له تسلط وتفوق على غيره وكان له التصرف في أموره وشؤونه، ثم من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف أو ما أشبه ذلك من لفظ الولي في الحديث الشريف مما لا يناسب المقام، بل مما لا محصل له أصلا - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف على اختلاف التعابير في المعنى الأخير، كما أن من المعلوم أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر، إذ كونه (عليه السلام) محبا للمسلمين أو صديقا أو ناصرا لهم مما لا ينحصر بما بعد زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 190
--------------------------------------------------------------------------------

هو كان كذلك في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا ينحصر المراد من الولي في الحديث الشريف بالمعنى الأخير وهو مالك الأمر والأولى بالتصرف أو المتصرف في أمور المسلمين وفي شؤونهم، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة مع كلمة من بعدي فيتعين هو من بين سائر المعاني وهو معنى الإمام والخليفة كما هو واضح لمن أنصف.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:43 PM   #5
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حديث يوم الدار:


[ تاريخ الطبري: 62 ]:

روى بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وأنذر عشيرتك الأقربين) [ الشعراء / 114 ] دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه (أي سكت) حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حذية (أي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: خذوا بسم الله فأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال: اسق القوم فجئتهم بذاك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لقدما سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي، قال: ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 191
--------------------------------------------------------------------------------

لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة، ثم قال:

اسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت - وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا - أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب:

قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

وذكره المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 392) مختصرا وقال: أخرجه ابن جرير، وذكره أيضا في (6 / 397) باختلاف يسير وقال: أخرجه ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل (1).


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:44 PM   #6
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حديث " يكون بعدي اثنا عشر خليفة ":


[ صحيح البخاري في كتاب الأحكام ]:

روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: أنه قال: كلهم من قريش (أقول ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده بطريقين: (5 / 90، 92) (2).


[ صحيح مسلم في كتاب الإمارة ]:

في باب الناس تبع لقريش، روى بسندين عن جابر بن سمرة قال:

دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى

____________

(1) تاريخ الطبري: 2 / 319، الكامل في التاريخ: 1 / 487 - 488، كنز العمال: 13 / 131 ح 36419، وص 149 ح 36465، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 210، شواهد التنزيل: 1 / 542.

(2) صحيح البخاري: 6 / 2640 ح 6796، مسند أحمد: 6 / 94 ح 20325 وص 97 ح 20349.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 192
--------------------------------------------------------------------------------

يمضي فيهم اثنا عشر خليفة (قال) ثم تكلم بكلام خفي علي (قال) فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش (1).


[ صحيح مسلم في كتاب الإمارة ]:

في باب الناس تبع لقريش بسندين عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول:

لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، الحديث. ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده (5 / 89) (2).


[ سنن الترمذي: 2 / 35 ]:

روى بسندين عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يكون من بعدي اثنا عشر أميرا (قال) ثم تكلم بشئ لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده في (5 / 92، 94، 99، 108) وذكره ابن حجر أيضا في صواعقه ص 113 وقال: أخرجه الطبراني (3).

والأخبار المتقدمة كما عرفت هي من الأدلة القاطعة والنصوص الجلية الواضحة على حقية مذهب الشيعة الاثني عشرية وعلى بطلان سائر المذاهب طرا، وذلك لعدم انطباقها على ما يعتقده العامة من خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة أو الخمسة بانضمام الحسن بن علي (عليه السلام) إليهم لكونهم أقل عددا أو خلافة من سواهم من بني أمية أو بني العباس لكونهم أكثر عددا، مضافا إلى أن بني أمية وبني العباس أغلبهم من أهل الفسق والفجور قد قضوا أعمارهم بشرب الخمور بالملاهي والملاعب واستماع الغناء وشرب الدفوف وبسفك الدماء المحرمة وغير ذلك من المحرمات فكيف يجوز أن يكونوا خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا تنطبق الأخبار أيضا على ما تعتقد سائر فرق الشيعة من الزيدية والإسماعيلية والفطحية وغيرهم لكون أئمتهم أقل،

____________

(1) صحيح مسلم: 4 / 100 ح 5، فتح الباري: 13 / 180.

(1) صحيح مسلم: 4 / 101 ح 10، مسند أحمد: 6 / 93 ح 20319.

(3) سنن الترمذي: 4 / 434 ح 2223، مسند أحمد: 6 / 97 ح 20349، الصواعق المحرقة:

ص 189.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 193
--------------------------------------------------------------------------------

فينحصر انطباقها على ما يعتقد الشيعة الاثنا عشرية من إمامة الأئمة الاثني عشر الذين هم عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم المهدي الحجة ابن الحسن العسكري (عليه السلام) الذي ستأتي الأخبار الواردة فيه مفصلا في خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى، وقد ذكر القندوزي في ينابيع المودة في الباب السابع والسبعين عن بعض علماء العامة أنه قد روى حديث جابر بن سمرة وقال في آخره: كلهم من بني هاشم، وقد روي الحافظ أبو نعيم في حليته (1 / 86) بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:44 PM   #7
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حديث " علي وصيي ":


[ مستدرك الصحيحين: 3 / 172 ]:

روى بسنده عن علي بن الحسين قال: خطب الحسن بن علي (عليه السلام) على الناس - حين قتل علي (عليه السلام) - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل، ولا يدركه الآخرون، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله (ثم قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي (إلى آخر الحديث). وذكره المحب الطبري أيضا في ذخائره ص 138 وقال: أخرجه الدولابي (1).


[ مجمع الزوائد: 9 / 113 ]:

قال: وعن سلمان قال: قلت: يا رسول الله إن لكل نبي وصيا فمن

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 188 ح 4802، ذخائر العقبى: ص 138، مجمع الزوائد:

9 / 146.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 194
--------------------------------------------------------------------------------

وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: يا سلمان فأسرعت إليه قلت: لبيك، قال: تعلم من وصي موسى (عليه السلام)؟ قال: نعم يوشع بن نون، قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) رواه الطبراني.

وذكره ابن حجر أيضا في تهذيب التهذيب (3 / 106) قال: عن أنس عن سلمان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي.

وذكره المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 154) ولفظه: إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب. (قال): أخرجه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان (1).


[ كنز العمال: 6 / 153 ]:

قال: أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذته وصيا، قاله لفاطمة (عليها السلام)، ثم قال: أخرجه الطبراني عن أبي أيوب، (قال) وذكره الهيثمي أيضا في مجمعه (8 / 253) وقال: رواه الطبراني (2).


[ كنز العمال: 6 / 392 ]:

قال: عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال:

فأحجم القوم عنها جميعا، قلت: يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (قال) أخرجه ابن جرير (3).


____________

(1) المعجم الكبير للطبراني: 6 / 221 ح 6063، الرياض النضرة: 3 / 123.

(2) كنز العمال: 11 / 604 ح 32923، المعجم الكبير للطبراني: 4 / 171 ح 4046.

(3) كنز العمال: 13 / 11 ح 36371، تاريخ الطبري: 2 / 321، الكامل في التاريخ: 1 / 487 - 488، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 1 / 102 ح 138.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 195
--------------------------------------------------------------------------------

وهذه الأخبار التي دلت على أن عليا (عليه السلام) وصي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على إمامة علي (عليه السلام) وخلافته من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (وتوضيح ذلك) مما يحتاج إلى ذكر مقدمة وهي أن الوصية (قيل) هي من أوصاه أو وصاه توصية أي عهد إليه كما في القاموس وغيره (وقيل) هي من وصي يصي إذا وصل الشئ بغيره لأن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله، والظاهر أن الأول أقرب، وعلى كل حال لا كلام في أن الوصي - سواء كان مأخوذا من العهد أو وصي يصي بمعنى الوصل - هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه، ولذا قيل: إن الوصاية هي استنابة الموصي غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه إلى آخره، (ومن هنا) يتضح لك أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقا، فأوصياء سائر الناس تكون ولايتهم مقصورة على الأموال من الدور والعقار ونحوهما أو على الأطفال والمجانين ومن بحكمهم من السفهاء الذين كان للموصي ولاية عليهم، وأما أوصياء الأنبياء فتكون ولايتهم عامة على جميع الأمة ذكرها وأنثاها حرها وعبدها كبيرها وصغيرها، وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال منقولها وغير منقولها، إذ كل نبي أولى بأمته من أنفسهم فيكون أولى بأموالهم بالأولوية القطعية، فإذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم كان الوصي كذلك، فشيث (عليه السلام) مثلا وصي آدم (عليه السلام) أو سام (عليه السلام) وصي نوح (عليه السلام) أو يوشع (عليه السلام) وصي موسى (عليه السلام) أو شمعون (عليه السلام) وصي عيسى (عليه السلام) ونحو ذلك من أوصياء الأنبياء، كل واحد منهم يكون بهذا المعنى وصيا للنبي، فإذا عرفت معنى الوصي وأن أوصياء الأنبياء ليسوا كأوصياء سائر الناس بأن تكون ولايتهم مقصورة على أموال الموصي وأطفاله بل لهم ولاية عامة على ما كان الموصي وليا عليه ومتصرفا فيه من الأموال والأنفس، كانت الأخبار التي دلت على أن عليا (عليه السلام) وصي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو هو خاتم الأوصياء وخيرهم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على أن لعلي (عليه السلام) ما كان ثابتا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعا، وهذا هو معنى الإمام والخليفة.




--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 196
--------------------------------------------------------------------------------


حديث " علي وارثي ":

ذكرنا في الموضوع المتقدم " علي وصي النبي " أحاديث متفرقة تتضمن أيضا أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديث أخرى كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث بريدة (الرياض النضرة: 2 / 17): لكل نبي وصي ووارث وأن عليا وصيي ووارثي، ذكره المناوي أيضا في كنوز الحقائق ص 121، قال: أخرجه الديلمي، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث سلمان: فإن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز عدتي علي بن أبي طالب. وإذ نذكر هنا ما يخص هذا الموضوع.


[ مستدرك الصحيحين: 3 / 125 ]:

روى بسندين عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دونكم؟ قال: لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا (قال): حديث صحيح الإسناد وذكره المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 400) وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، ورواه النسائي أيضا في خصائصه ص 28 بطريقين مختلفين في اللفظ (1).


[ مستدرك الصحيحين: 3 / 126 ]:

روى بسنده عن ابن عباس قال: كان علي (عليه السلام) يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله يقول: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [ آل عمران / 144 ] والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني؟ وذكره الهيثمي أيضا في معجمه (9 / 134) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (2 / 226) وقال: أخرجه أحمد في المناقب، والنسائي أيضا في خصائصه ص 18 والذهبي أيضا مختصرا في ميزان الاعتدال 2 / 285 (2).


____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 136 ح 4633، كنز العمال: 13 / 143 ح 36447، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 139 ح 8493، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 14 ح 1034.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 136 ح 3635، المعجم الكبير للطبراني: 1 / 107 ح 176، الرياض النضرة: 3 / 181، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 125 ح 8450.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 197
--------------------------------------------------------------------------------

وهذه الأخبار التي دلت على أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يمكن الاستدلال بها على إمامة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتوضيح ذلك مما يحتاج إلى ذكر مقدمة مختصرة، وهي بيان معنى التعصيب والعول بنحو الاختصار فنقول: إن وارث الميت إذا كان منحصرا بمن له الفرض في الكتاب العزيز كالنصف أو الثلث أو الربع ونحو ذلك (فتارة) تزيد التركة على الفريضة فحينئذ تقول العامة بالتعصيب، أي رد الزائد على العصبة وهم أقارب الميت من أبيه وابنه دون أمه وبنته، فإذا كان الوارث منحصرا بالبنت فالنصف يعطى للبنت لأنه فرضها ويعطى النصف الآخر للعصبة (وأخرى) تنقص التركة عن الفريضة وحينئذ تقول العامة بالعول أي بورود النقص على الجميع فإذا خلف الميت بنتين وأبوين وزوجين فللبنتين ثلثان ولأبويه لكل واحد منهما السدس وللزوج الربع فتنقص التركة عن الفريضة بمقدار الربع فيوزع النقص على الكل، وكل من التعصيب والعول عند الإمامية باطل نصا وفتوى فعند زيادة التركة يرد الزائد على ذوي الفروض دون العصبة، ففي المثال الأول تعطى البنت جميع المال نصفه فرضا ونصفه ردا، وعند نقصان التركة عن الفريضة يرد النقص على البنتين خاصة دون الجميع للنص (إذا عرفت) هذا كله فاعلم أن عليا (عليه السلام) ليس هو ممن يرث المال من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإجماع المسلمين العامة والخاصة جميعا، أما عند العامة فلأنهم وإن قالوا بالتعصيب ولكنهم يقدمون العم مطلقا ولو كان من الأب كالعباس بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ابن العم مطلقا ولو كان من الأبوين كعلي (عليه السلام) بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي لم يخلف إلا بنتا واحدة نصف أمواله بمذهب العامة لفاطمة سلام الله عليها ونصفه الآخر لعمه العباس، وأما عند الخاصة فأنهم لا يقولون بالتعصيب فالمال كله لفاطمة سلام الله عليها فرضا وردا (وعليه) فعلي (عليه السلام) بإجماع المسلمين ممن لا نصيب له من أموال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إرثا فلا بد من حمل تلك الأخبار الواردة كلها في أن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على كونه وارثا لعلمه، كما في رواية ابن عباس: والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه إلخ، وفي رواية معاذ يا رسول الله ما أرث منك؟ قال: ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب الله وسنة نبيه وفي حديث المؤاخاة قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 198
--------------------------------------------------------------------------------

(إلخ) فإذا ثبت أن عليا (عليه السلام) هو الوارث لعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه الذي ورث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم الكتاب والسنة وثبت أنه الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو الشأن في الأنبياء السابقين، فإن وارث علمهم والعارف بسنتهم على النحو الكامل التام هو الإمام من بعده والعلماء وإن كانوا أيضا ورثة الأنبياء في العلم ولكن ليس علمهم كعلم الإمام، فوارث الكتاب والسنة بنحو الإطلاق لا يكون إلا الإمام، وسائر العلماء من الأمة يعلمون شيئا من علوم الأنبياء كما لا يخفى.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:45 PM   #8
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حديث الثقلين:


[ صحيح مسلم ]:

في كتاب فضائل الصحابة في باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روى بسنده عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: يا بن أخي والله لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما حدثتكم فاقبلوه وما لا أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا يا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين:

ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي (عليه السلام) وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟

قال: نعم.

ورواه مسلم بأسانيد أخر أيضا عن زيد بن أرقم قال في بعضها: فقلنا:


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 199
--------------------------------------------------------------------------------

من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده، (ورواه) أحمد بن حنبل أيضا في مسنده (4 / 366).

(ورواه) البيهقي أيضا في سننه (2 / 148) و (7 / 30) باختلاف يسير في اللفظ (ورواه) الدارمي أيضا في سننه مختصرا (2 / 431)، والمتقي في كنز العمال (1 / 45) مختصرا قال: لعبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أرقم (وفي 7 / 102) بطريقين وقال في كل منهما: أخرجه ابن جرير، (ورواه) الطحاوي أيضا في مشكل الآثار (4 / 368) (1).


[ سنن الترمذي: 2 / 308 ]:

روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد ابن أرقم قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

ورواه ابن الأثير الجزري أيضا في أسد الغابة (2 / 12) والسيوطي أيضا في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى وقال: أخرجه ابن الأنباري في المصاحف (2).

إن حديث الثقلين - الذي تقدم ذكره - هو من الأدلة القوية والحجج الجلية على خلافة علي (عليه السلام) وإمامته من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل، بل لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي (عليه السلام) سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته.

أما السند، فهو قوي جدا فإنه حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كعلي (عليه السلام)، وأبي ذر،

____________

(1) صحيح مسلم: 5 / 22 - 26 ح 2408، مسند أحمد: 5 / 492 ح 18780، كنز العمال: 1 / 178 ح 898 و 13 / 640 - 641 ح 37619 - 37620.

(2) سنن الترمذي: 5 / 622 ح 3788 وص 621 ح 3786، أسد الغابة: 2 / 13، الدر المنثور:

7 / 349، المعجم الكبير للطبراني: 5 / 170 ح 4981.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 200
--------------------------------------------------------------------------------

وجابر بن عبد الله الأنصاري، وزيد بن الأرقم وأبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وعبد الله بن حنطب، وأبي هريرة، وغيرهم كثير، وقد سمعت كلام المناوي في فيض القدير (3 / 14) حيث قال: قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة، بل وكلام ابن حجر في صواعقه ص 136 حيث قال: ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا لا حاجة لنا ببسطها.

وأما الدلالة، فهي قوية أيضا بل في أعلى مراتب القوة بعد رعاية القرائن القطعية والشواهد الجلية المحفوفة به، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أني مقبوض - أو إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب أو أني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب أو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأنا تارك فيكم الثقلين، أو إني تارك فيكم الثقلين أو خليفتين، أو فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أو كيف تخلفوني في الثقلين، أو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ولا تقدموهما فتهلكوا لا تعلموهما فإنهم أعلم منكم. فإن جميع ذلك قرائن قطعية وشواهد جلية على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد دنا أجله وقربت وفاته فصار في مقام الاستخلاف وتعيين الخليفة من بعده، فعين الكتاب وأهل بيته وبين للناس أنهما أعلم منهم ونهاهم عن تقدمهما وعن التقصير عنهما، وإذا ثبت من مجموع تلك القرائن والشواهد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استخلف الكتاب وأهل بيته وترك في الأمة هذين الثقلين، ثبتت خلافة علي (عليه السلام) من بين أهل البيت الطاهرين بالخصوص، فإنه أعلمهم وأفضلهم ولم يدع منهم أحد منصب الخلافة والإمام ما دام علي (عليه السلام) كان حيا موجودا في دار الدنيا (هذا كله) مع قطع النظر عن الأحاديث التي كان فيها تصريح باسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - بعدما قال: إني قد تركت فيكم الثقلين، أو أني تارك فيكم أمرين كتاب الله وأهل بيتي - قد أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه - أو أولى به من نفسه - فعلي مولاه، أو وليه.

ومما يزيدك في المقام توضيحا وأن المتعين من بين أهل البيت (عليهم السلام) - الذين استخلفهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلهم عدلا للقرآن المجيد وشريكا له - هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة، ما أفاده ابن حجر الهيثمي في صواعقه
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 201
--------------------------------------------------------------------------------

فإنه - مع شدة تعصبه على الشيعة حتى سمي كتابه بالصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة - يعني بهم الشيعة - له كلام في المقام قد أدى به حقه، وها نحن نذكره بعينه لترى كيف قد أجرى الله تعالى الحق على لسانه.

قال في صواعقه ص 90: تنبيه، سمى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلي لأن الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية، والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية ولذا حث (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم وقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (وقيل) سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، ويؤيده الخبر السابق " ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة، وقد مر بعضها، وسيأتي الخبر الذي في قريش (وتعلموا منهم فإنهم أعلم منكم) فإذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش، وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض، ويشهد لذلك الخبر: " في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي " (إلى آخره)، ثم أحق من يتمسك به منهم أمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا، وكذلك خصه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما مر يوم غدير خم (1) (انتهى) موضع الحاجة من كلام ابن حجر، فراجعه.


____________

(1) الصواعق المحرقة: ص 151.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:46 PM   #9
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 202
--------------------------------------------------------------------------------



حديث الغدير:


1 - أبو بكر وعمر يقولان لعلي يوم الغدير " أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ":


[ سنن الترمذي: 2 / 298 ]:

عن سلمة بن كهل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة - أو زيد بن أرقم - عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وذكره علي بن سلطان في مرقاته: 5 / 568، في الشرح عن الجامع أنه روى الترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).


[ سنن ابن ماجة: ص 2 ]:

عن البراء بن عازب، قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال ة ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، اللهم عاد من عاداه.

ورواه أحمد بن حنبل في مسند: 4 / 281، قال البراء:... فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة... وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 397، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 169 (2).


[ مستدرك الصحيحين 3 / 109، 533 ]:

عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت

____________

(1) سنن الترمذي: 5 / 591 ح 3713، المرقاة في شرح المشكاة: 10 / 463 ح 6091، سنن النسائي: / 130 ح 8464.

سنن ابن ماجة: 1 / 43 ح 116، مسند أحمد: 5 / 355 ح 18011، الرياض النضرة: 3 / 114، مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 503 ح 55، ذخائر العقبى: ص 67.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 203
--------------------------------------------------------------------------------

فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد كل من عاداه.

وذكره المتقي في كنز العمال: 1 / 48 (1).


[ مسند أحمد بن حنبل: 1 / 118 ]:

عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، قالا: نشد علي (عليه السلام) الناس في الرحبة من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم إلا قام، قال:

فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام) يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا:

بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده.

ورواه النسائي في خصائصه: ص 22، 40 (2).


[ مسند أحمد بن حنبل: 4 / 270 ]:

عن أبي الطفيل، قال: جمع علي (عليه السلام) الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فخرجت وكان في نفسي شئ فلقيت

____________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 118 ح 4576 وص 613 ح 6272، مسند أحمد: 5 / 501 ح 18838، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 130 ح 8464، المعجم الكبير للطبراني:

5 / 166 رقم 4969، مجمع الزوائد: 9 / 104، تاريخ اليعقوبي: 2 / 112.

مسند أحمد: 1 / 189 ح 953 - 955، ص 191 ح 964، ص 142 ح 672، ص 135 ح 642، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 131 - 132 ح 8472 - 8473، مجمع الزوائد: 9 / 107، الرياض النضرة: 3 / 114 أسد الغابة: 4 / 108، تاريخ بغداد: 14 / 236 رقم 7545، مشكل الآثار: 2 / 308.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 204
--------------------------------------------------------------------------------

زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا (عليه السلام) يقول: كذا وكذا، قال:

فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك.

ورواه النسائي في خصائصه: ص 24 بطريقين، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 169 (1).


[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) [ المائدة / 67 ] - قال: العاشر - أي من وجوه نزول الآية -: نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر فقال: هنيئا لك أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (2).


[ الرياض النضرة: 2 / 169 - 170 ]:

قال: وخرج ابن السمان عن عمر " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وقال: وعن عمر، أنه قال: علي مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه، ثم قال: وعن سالم، قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنه مولاي.

وذكر هذا الأخير ابن حجر في صواعقه: ص 26 وقال أخرجه الدارقطني (3).


[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ص 93 ]:

قال: وذكروا أن رجلا من همدان يقال له برد قدم على معاوية، فسمع

____________

(1) مسند أحمد: 5 / 498 ح 18815، خصائص النسائي (ضمن السنن): 5 / 14 ح 8478، الرياض النضرة: 3 / 114، مجمع الزوائد: 9 / 104، البداية والنهاية: 5 / 231، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2 / 7 ح 505، كفاية الطالب: ص 56، نزل الأبرار للبدخشي: ص 55.

(2) التفسير الكبير للفخر الرازي: 12 / 49، الدر المنثور: 3 / 117، تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392 و (3) الرياض النضرة: 3 / 114 و 115، الصواعق المحرقة: ص 44، مناقب الخوارزمي: ص 150 ح 196.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 205
--------------------------------------------------------------------------------

عمرا يقع في علي (عليه السلام) فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حق وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له مناقب مثل مناقب علي، ففزع الفتى (1)...


[ ذخائر العقبى: ص 68 ]:

قال: وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان، فقال لعلي (عليه السلام):

اقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي (عليه السلام) بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا، فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه، وقال: ويحك ما تدري من هذا؟

هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يك مولاه فليس بمؤمن.

وذكره ابن حجر في صواعقه: ص 107 وقال: أخرجه الدارقطني (2).


[ تاريخ بغداد: 8 / 290 ]:

عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) [ المائدة / 3 ] (3).


2 - النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمم عليا (عليه السلام) يوم الغدير بما تعتم به الملائكة:


[ مسند أبي داود الطيالسي: 1 / 23 ]:

عن علي (عليه السلام)، قال: عممني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم بعمامة يسدلها خلفي ثم قال: إن الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. وفي لفظ آخر: إن العمامة حاجة بين الكفر والإيمان.


____________

(1) الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 97.

(2) ذخائر العقبى: ص 179، الصواعق المحرقة: ص 179، الرياض النضرة: 3 / 115، مناقب الخوارزمي: ص 160 ح 191.

(3) تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 206
--------------------------------------------------------------------------------

ورواه البيهقي في سننه: 10 / 14، وذكره ابن حجر في إصابته: 4 / القسم 1 / 41، وقال فيه: بعمامة سوداء طرفها على منكبي. (قال) أخرجه البغوي (1).

[ أسد الغابة: 3 / 114 ]:

عن عبد الأعلى بن عدي، إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثم قال: هكذا فاعتموا فإن العمائم سيماء الإسلام وهي حاجزة بين المسلمين والمشركين.

وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 217 (2).


3 - نزول آية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) يوم الغدير:


[ أسباب النزول: ص 150 ]:

عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) [ المائدة / 67 ]، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).


4 - نزول آية (اليوم أكملت لكم دينكم) يوم الغدير:


[ السيوطي في الدر المنثور ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) [ المائدة / 3 ]، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يوم غدير خم، فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) (4).


____________

(1) مسند أبي داود: ص 23 ح 154، كنز العمال: 15 / 482 ح 41909 و 41911، فرائد السمطين: 1 / 75 ح 41، 42.

(2) أسد الغابة: 3 / 171 ح 2804، الرياض النضرة: 3 / 170.

(3) أسباب النزول للواحدي: ص 135، التفسير الكبير للرازي: 12 / 49، الدر المنثور: 3 / 117، فتح القدير: 2 / 65.

(4) الدر المنثور: 3 / 19، تاريخ بغداد: 8 / 290 رقم 4392، شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 200 ح 210 وص 203 ح 213، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر:

2 / 85 ح 588.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2011, 10:47 PM   #10
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 207
--------------------------------------------------------------------------------



علم علي (عليه السلام)


علم علي (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى:


[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في ذيل تفسير قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) [ آل عمران / 33 ]، قال: قال على (عليه السلام):

علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم واستنبطت من كل باب ألف باب، قال: فإذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).


[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن عبد الله بن عباس، قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22 (2).


[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وابن حجر في صواعقه:

ص 76 وقال أخرجه ابن سعد، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 198 (3).


[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 101 ]:

عن ابن عباس، قال: إذا حدثنا ثقة عن علي (عليه السلام) بفتيا لا نعدوها.


____________

(1) التفسير الكبير للفخر الرازي: 8 / 21، كنز العمال 13 / 114 ح 36372، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 85 خ 1512.

(2) الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة ج 4 / 100 رقم 3783، الرياض النضرة: 3 / 141.

(3) الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783، الصواعق المحرقة: ص 127، الرياض النضرة: 3 / 146، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 3 / 31 ح 1054.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 208
--------------------------------------------------------------------------------

وذكره ابن حجر في إصابته: 4 / 1 / 270، وابن عبد البر في استيعابه:

2 / 462، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 23 باختلاف في اللفظ (1).


[ حلية الأولياء: 1 / 65 ]:

عن عبد الله بن مسعود، قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عنده علم الظاهر والباطن (2).


[ حلية الأولياء: 1 / 67 ]:

عن علي (عليه السلام) قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا مسؤولا.

ورواه ابن سعد في طبقاته: 2 / 101 وقال فيه: لسانا طلقا، وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 396 وقال: أخرجه ابن سعد وابن عساكر وقال:

طلقا سؤولا (3).


[ طبقات ابن سعد: 2 / القسم 2 / 101 ]:

عن أبي الطفيل، قال: قال علي (عليه السلام): سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، قي سهل أم في جبل.

وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب: 7 / 337، والإصابة: 4 / القسم 1 / 270، وابن عبد البر في استيعابه. 2 / 463 (4).


علي (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم:


[ مسند أحمد بن حنبل: 5 / 26 ]:

عن معقل بن يسار، قال: وضأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم، فقال: هل لك

____________

(1) طبقات ابن سعد: 2 / 338، الإصابة: 2 / 509، الإستيعاب: 3 / 40، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783.

(2) ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 3 / 32 ح 1057، فيض القدير: 3 / 46.

(3) طبقات ابن سعد: 2 / 338، كفاية الطالب: ص 207 - 208، إسعاف الراغبين: ص 162.

(4) طبقات ابن سعد: 2 / 338، تهذيب التهذيب: 7 / 297، الإصابة لابن حجر: 2 / 509، الإستيعاب: 3 / 43.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 209
--------------------------------------------------------------------------------

في فاطمة تعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكئا علي فقال: أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن علي شئ حتى دخلنا على فاطمة سلام الله عليها، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني وطال سقمي، قال أبو عبد الرحمن - وهو عبد الله بن أحمد بن حنبل -: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث، قال: أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.

وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 153 (1).


[ مستدرك الصحيحين: 3 / 499 ].

عن قيس بن أبي حازم: قال: كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم سعد، فأفرجوا له حتى وقف علجه فقال: يا هذا علام تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات (2).


[ طبقات ابن سعد: 6 / 167 ]:

عن جبلة بنت المصفح، عن أبيها: قال: قال لي علي (عليه السلام): يا أخا بني عامر سلني عما قال الله ورسوله فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قال الله ورسوله، قال: والحديث طويل (3).


____________

(1) مسند أحمد: 5 / 662 ح 19796، كنز العمال: 13 / 114 ح 36370، المعجم الكبير للطبراني: 20 / 229 538، أسد الغابة: 7 / 221، مجمع الزوائد: 9 / 101 و 114.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 571 ح 6121.

(3) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6 / 240.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 210
--------------------------------------------------------------------------------



[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن جبير، قال: قالت عائشة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا، علي (عليه السلام)، قالت: أما إنه لأعلم الناس بالسنة.

وذكره المتقي في كنز العمال: 4 / 343 وقال أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (1).


[ أسد الغابة: 6 / 22 ]:

عن عبد الملك بن سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلم من علي (عليه السلام)؟ قال: لا والله لا أعلم.

وذكره ابن عبد البر في استيعابه: 2 / 462، والمناوي في فيض القدير: 3 / 46 في الشرح، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 194 (2).


[ الإستيعاب: 2 / 462 ]:

عن سعيد بن وهب، قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب (عليه السلام). وروي بطريق آخر عن المغيرة، قال: ليس أحد منهم أقوى قولا في الفرائض من علي (عليه السلام)، قال: وكان المغيرة صاحب الفرائض.

وذكرهما المحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 194 (3).


[ سنن البيهقي: 5 / 59 ]:

عن أبي جعفر، قال: أبصر عمر بن الخطاب على عبد الله بن جعفر ثوبين مضرجين وهو محرم، فقال: ما هذه الثياب؟ فقال علي بن أبي طالب: ما أخال أحدا يعلمنا السنة، فسكت عمر (4).


____________

(1) الإستيعاب: 3 / 40، الرياض النضرة: 3 / 141.

(2) أسد الغابة: 4 / 100، رقم 3783، الإستيعاب: 3 / 40، فيض القدير: 3 / 47، الرياض النضرة: 3 / 141.

(3) الإستيعاب: 3 / 4، الرياض النضرة: 3 / 141.

(4) المحلى لابن حزم: 7 / 260 مسألة 896.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 211
--------------------------------------------------------------------------------

وقول علي (عليه السلام) ذلك لعمر هو دليل على رضائه بما فعل عبد الله ابن جعفر وإن ذلك جائز شرعا، كما أن سكوت عمر بعد قول علي (عليه السلام) هو دليل واضح على تسليمه أن عليا (عليه السلام) هو أعلم الناس بالسنة ولا ينبغي أن يعلمه أحد.


علي (عليه السلام) لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون:


[ مسند أحمد بن حنبل: 1 / 199 ]:

عن هبيرة، قال: خطبنا الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.

ثم رواه ثانيا - باختلاف يسير سندا ومتنا - فقال: عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي (عليه السلام) بعد قتل علي (عليه السلام)، فقال:

لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 412 (1).


[ سنن الترمذي: 2 / 299 ]:

عن الصنابجي: عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا دار الحكمة وعلي بابها.

قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس (2).


[ تاريخ بغداد: 11 / 204 ]:


____________

(1) مسند أحمد: 1 / 328 ح 1624 - 1725، حلية الأولياء: 1 / 65، تاريخ ابن كثير: / 368، صفة الصفوة: 1 / 313.

(2) سنن الترمذي: 5 / 596 ح 3723، حلية الأولياء: 1 / 64، مصابيح السنة: 4 / 174.

ح 4772، تاريخ ابن كثير: 7 / 395، المرقاة في شرح المشكاة: 10 / 469 ح 6096، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 459 ح 990، الرياض النضرة: 3 / 140، فيض القدير: 3 / 47 رقم 2704.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 212
--------------------------------------------------------------------------------

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب (1).


[ مستدرك الصحيحين: 3 / 126 ]:

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.

ورواه بطريق آخر: ص 27 1، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 6 / 320، 7 / 427، والمتقي في كنز العمال: 6 / 152، 156 (2).


إخباره بالغيب:


[ مستدرك الصحيحين: 2 / 358 ]:

عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، قال: لما كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له علي (عليه السلام) يوما. يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعني فالعني ولا تبرأ مني. قال طاووس: فرأيت حجر المدري وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووكل به ليلعن عليا (عليه السلام) أو يقتل، فقال حجر. أما إن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله، فقال طاووس: فلقد أعمى الله قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال.

وذكره ابن حجر في صواعقه: ص 77 (3).


____________

(1) تاريخ بغداد: 11 / 204 رقم 5908، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 476 ح 1003.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 137 ح 4637 و 4638، أسد الغابة: 4 / 100 رقم 3783، تهذيب التهذيب: 7 / 296، تاريخ بغداد: 4 / 348 رقم 2186، و 7 / 182 رقم 3613، و 11 / 48 و 49 رقم 5728، الرياض النصرة: 3 / 140، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 2 / 466 ح 993، الصواعق المحرقة: ص 122، مجمع الزوائد: 9 / 114، فيض القدير: 3 / 46 رقم 2705، لسان الميزان: 1 / 191 رقم 575 وص 483 رقم 1347.

(3) المستدرك على الصحيحين: 2 / 390 ح 3366، الصواعق المحرقة: ص 128.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 213
--------------------------------------------------------------------------------



[ طبقات ابن سعد: 5 / 30 ]:

في ترجمة مروان، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) له يوما ونظر إليه ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه (1).


[ تهذيب التهذيب: 7 / 358 ]:

في ترجمة علي بن عبد الله بن العباس، قال: وقد حكى المبرد وغيره أنه لما ولد جاء به أبوه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما سميته؟

فقال: أو يجوز لي أن أسميه قبلك، فقال: قد سميته باسمي وكنيته بكنيتي، وهو أو الأملاك (2).


[ مجمع الزوائد: 6 / 341 ]:

عن جندب، قال: لما فارقت الخوارج عليا (عليه السلام) خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت، فركزت رمحي ونزلت عن فرسي فنثرت عليه درعي وأخذت بمقود فرسي، فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي فيه، وإن كان معصية فأرني براءتك. قال: فأنا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما حاذاني قال: تعوذ بالله تعوذ بالله يا جندب من شر الشك، فجئت أسعى إليه، ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل على برذون يقرب به، فقال: يا أمير المؤمنين، قال: ما شأنك؟ قال: لك حاجة في القوم؟

قال: وما ذاك؟ قال: قد قطعوا النهر، قال: ما قطعوه، وساق الحديث إلى أن قال: ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله، قلت: الله أكبر، ثم قمت فأمسكت له بالركاب، فركب فرسه ثم رجعت إلى درع فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره، فقال لي: يا جندب، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله

____________

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 5 / 43.

تهذيب التهذيب: / 313 رقم 575.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 214
--------------------------------------------------------------------------------

وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة، فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم، إلى أن قال: فقتلت بكفي هذه - بعدما دخلني ما كان دخلني - ثمانية قبل أن أصلي الظهر، وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال، قال: رواه الطبراني (1).


دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثه إلى اليمن قاضيا:


[ سنن ابن ماجة: ص 168 ]:

- باب ذكر القضاء - عن أبي البختري، عن علي (عليه السلام)، قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري بالقضاء، قال: فضرب بيده في صدري ثم قال: اللهم أهد قلبه وثبت لسانه، قال: فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.

ورواه أبو داود في سننه في كتاب الأقضية - باب كيف القضاء - والحاكم في مستدرك الصحيحين: 3 / 135، 4 / 88، والنسائي في خصائصه: ص 11 بطرق سبعة، وأحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 83 - 88، 111، 136، 149 بطريقين وص 156، وأبو داود الطيالسي في مسنده: 1 / 16، 19، وأبو نعيم في حليته: 4 / 381 والخطيب البغدادي في تاريخه:

12 / 443، وابن سعد في طبقاته: 2 / القسم 2 / 100 - 101، وابن الأثير في أسد الغابة: 4 / 22، وذكره المتقي في كنز العمال: 6 / 158، 302، 394، 395، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 198 (2).


____________

(1) 6 / 241 - 242.

(2) ورد الحديث بطرق متعددة في: سنن ابن ماجة: 2 / 774 ح 2310، سنن أبي داود: 3 / 301 ح 3582، المستدرك على الصحيحين: 3 / 146 ح 4658، مسند أحمد: 1 / 135 ح 637 وص 220 ح 1149، مسند أبي داود الطيالسي: ص 16 ح 98، حلية الأولياء: 4 / 381، تاريخ بغداد: 12 / 444 رقم 6916، طبقات ابن سعد: 2 / 337، أسد الغابة: 4 / 99 ح 3783، الرياض النضرة: 3 / 147، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 116 ح 8417، السنن الكبرى للبيهقي: 10 / 86، دلائل النبوة للبيهقي: 5 / 397، فتح الباري: 8 / 53، مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 495 خ 5.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية