![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
دخل عليّ أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأيام، فقال: السلام عليك يا فاطمة، فقلت: وعليك السلام، قال: إنّي أجد في بدني ضعفا.
فقلت له: أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف، فقال: يا فاطمة، ايتيني بالكساء اليماني فغطّيني به، فأتيته بالكساء اليماني فغطّيته به، وصرت أنظر إليه، وإذا وجهه يتلألأ، كأنّه البدر في ليلة تمامه وكماله. فما كانت إلاّ ساعة، وإذا بولدي الحسن (عليه السّلام) قد أقبل وقال: السلام عليك يا أُمّاه، فقلت: وعليك السلام يا قرّة عيني، وثمرة فؤادي. فقال لي: يا أُمّاه، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت: نعم إنّ جدّك تحت الكساء، فأقبل الحسن نحو الكساء وقال: السلام عليك يا جدّاه يا رسول الله، أتأذن لي أن ادخل معك تحت الكساء؟ قال (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي قد أذنت لك، فدخل معه تحت الكساء، فما كانت إلاّ ساعة وإذا بولدي الحسين (عليه السّلام) قد أقبل، وقال: السلام عليك يا أُمّاه، فقلت: وعليك السلام يا ولدي، ويا قرّة عيني، وثمرة فؤادي، فقال لي: يا أُمّاه، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: نعم يا بني، إنّ جدّك وأخاك تحت الكساء، فدنى الحسين نحو الكساء، وقال: السلام عليك يا جدّاه، السلام عليك يا من اختاره الله، أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا ولدي، وشافع أمّتي، قد أذنت لك، فدخل معهما تحت الكساء. فأقبل عند ذلك أبو الحسن، علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وقال: السلام عليك يابنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: وعليك السلام يا أبا الحسن، ويا أميرالمؤمنين، فقال: يا فاطمة، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة أخي وابن عمّي رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت: نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء. فأقبل علي (عليه السّلام) نحو الكساء، وقال: السلام عليك يا رسول الله، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟ قال له: وعليك السلام يا أخي ويا وصيّي وخليفتي، وصاحب لوائي قد أذنت لك، فدخل علي (عليه السّلام) تحت الكساء، ثمّ أتيت نحو الكساء، وقلت: السلام عليك يا أبتاه يا رسول الله، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟ قال: وعليك السلام يا بنتي و بضعتي، قد أذنت لك، فدخلت تحت الكساء. فلمّا اكتملنا جميعاً تحت الكساء، أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء، وأوما بيده اليمنى إلى السماء وقال: اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي، وخاصّتي وحامّتي، لحهم لحمي، ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني مايحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحب لمن أحبّهم، إنّهم منيّ وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك، ورحمتك وغفرانك و رضوانك عليّ وعليهم، وأَذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. فقال الله عزّ وجل: يا ملائكتي، ويا سكّان سماواتي، إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة، ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فلكاً تسري، إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحت الكساء. فقال الأمين جبرائيل: ياربّ، ومن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجل: هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها. فقال جبرائيل: يا ربّ، أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادسا؟ فقال الله: نعم قد أذنت لك. فهبط الأمين جبرائيل، وقال: السلام عليك يا رسول الله، العليّ الأعلى يقرئك السلام ويخصّك بالتحيّة والإكرام، ويقول لك: وعزّتي وجلالي إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فلكاً تسري، إلاّ لأجلكم ومحبّتكم. وقد أذن لي أن أدخل معكم، فهل تأذن لي يا رسول الله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا أمين وحي الله، نعم، قد أذنت لك. فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء، فقال لأبي: إنّ الله عزّ وجل قد أوحى إليكم يقول: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(23). فقال عليّ لأبي: يا رسول الله، أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء، من الفضل عند الله؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذكر خبرنا هذا، في محفل من محافل أهل الأرض، وفيه جمع من شيعتنا ومحبّينا، إلاّ ونزلت عليهم الرحمة، وحفّت بهم الملائكة واستغفرت لهم إلى أن يتفرّقوا. فقال علي: إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا وربّ الكعبة. فقال أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض، وفيه جمع من شيعتنا ومحبّينا، وفيهم مهموم، إلاّ وفرّج الله همّه، ولا مغموم، إلاّ وكشف الله غمّه، ولا طالب حاجة، إلاّ وقضى الله حاجته. فقال عليّ: إذاً والله فزنا وسعدنا، وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا، في الدنيا والآخرة وربّ الكعبة. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |