شبهات حول الشيعة (حول الشفاعة)4
الشبهة الرابعة :
حول شفاعة الأنبياء والأئمة والأولياء يشكل على الشيعة بأنهم يعتقدون بشفاعة الأنبياء والأئمة عليهم السلام ويخاطبونهم طالبين منهم الشفاعة إلى الله تعالى .
الجواب
الدليل على صحة الاعتقاد بالشفاعة هو القرآن الكريم ، وقد تعرضنا لذلك بالتفصيل في كتابنا ( الجامع لبراهين أصول الاعتقادات ) ص 419 - 422 . الشفاعة في منطق القرآن الكريم على قسمين : الأول : الشفاعة من دون الله تعالى : وهي التي نفاها الله سبحانه وتعالى عن غيره بقوله ( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع . ) سورة الأنعام - 51 وآيات أخرى . والشفاعة المطلقة تتوقف على السلطة على إنفاذ حاجة المستشفع ، وإلزام المشفوع إليه بقضائها حتى مع عدم رضاه ، والشفاعة بهذا المعنى ‹ صفحة 39 › لا تكون لغير الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ) سورة الزمر - 44 والاعتقاد بشفاعة أحد عند الله سبحانه وتعالى بهذا المعنى شرك ، وهي التي عبد الوثنيون الأصنام من أجلها كما نطق به القرآن الكريم . الثاني : الشفاعة بإذن الله تعالى : والشفاعة بهذا المعنى استثناها الله في القرآن الكريم من نفي الشفاعة ، وأثبتها لمن يشاء من عباده فقال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه سورة البقرة - 255 وقال تعالى ( لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ) سورة النجم - 26 وقال الله تعالى : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) سورة الأنبياء - 28 . وهذا القسم من الشفاعة ليس إلا مجرد سؤال حاجة المشفوع من الله سبحانه وتعالى . ومن الشفاعة : الاستغفار لغيره ، وقد أذن الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فقال تعالى : ‹ صفحة 40 › ( واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) آل عمران - 159 ( واستغفر لهم الله ) النور - 62 ( واستغفر لهن الله ) الممتحنة 12 وقد وعد الله المغفرة لمن استغفر الله واستشفع برسول الله صلى الله عليه وآله في طلب المغفرة له ، فقال تعالى : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) النساء - 64 وقد أخبر سبحانه عن استغفار الملائكة للمؤمنين فقال : ( ويسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا . . . فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) الغافر - 7 وأخبر أيضا عن دعاء نوح عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤمنين حيث قال ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات سوره نوح - 28 وعن دعاء إبراهيم عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤمنين حيث قال ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ) سورة إبراهيم - 41 ‹ صفحة 41 › وقد علم الله تعالى المؤمنين والمؤمنات طلب المغفرة من الله تعالى ، ففي سورة آل عمران - آية 16 ( ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ) وفي آية 147 ( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ) وغيرهما من الآيات . . وقد منع الله سبحانه وتعالى من الاستغفار للمشركين ، فقال تعالى : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرء منه ) سورة التوبة - 113 و 114 ومنع من الاستغفار للكفار وأكد على عدم قبوله ، فقال تعالى : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ) سورة التوبة - 80 ومنع أيضا من الاستغفار للمنافقين فقال تعالى : ( سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) المنافقون - 6 ‹ صفحة 42 ›
|