![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() في ظلمها لسودة
أخرج أبو يعلى , والنسائي , وابن عساكر بإسنادهم عن عائشة , أنها قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخزيرة قد طبختها له , فقلتُ لسودة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بيني وبينها : كلي فأبت , فقلت : لتأكلن أو لألطخنَّ وجهك فأبت , فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها , فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوضع بيده لها , وقال لها : الطخي وجهها , فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها فمر عمر فقال : يا عبد الله , يا عبد الله , فظن أنه سيدخل , فقال صلى الله عليه وآله وسلم : قوما فاغسلا وجوهكما , فقالت عائشة : فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1). قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن (2) . أقول : وبعد شهادة الهيثمي بأن رجال حديث أبي يعلى رجال الصحيح , فهذا يعني أنهم جميعاً ثقات , حتى ابن علقمة فهو ثقة أيضاً , ومع ذلك نُبيِّن حال رواة إسناد رجال حديث النسائي . فقد رواه النسائي عن محمد بن معمر , عن خالد بن الحارث , عن محمد بن عمرو , عن أبي سلمة , عن عائشة (3). (1)مسند أبي يعلى ج 7 ح 4476 ص 449 , السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8917 ص 291 , تاريخ مدينة دمشق ج 4 ح 854 ص 42 وج 44 ح 9517 وح 9517 ص 90 . (2)مجمع الزوائد ج 4 ص 316. (3)أما أبو سلمة فقد تقدم بيان حاله في حاشية الحديث الأول من الطائفة الخامسة ص 106 , وقد قال المزي : أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف , روى عن عائشة , روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة . (تهذيب الكمال ج 33 رقم 7409 ص 370 – 374 ). 1 0 محمد بن معمر , شيخ البخاري ومسلم .(صحيح البخاري ج 1 ص 222 وج 7 ص 198 صحيح مسلم ج 1 ص 149 وج 2 ص 90 وج 4 ص 38 ). وثقه النسائي , والخطيب البغدادي , والذهبي وغيرهم , وذكره ابن حبان في الثقات . وقال مسلمة وأبو داود : لا بأس به . وقال أبو حاتم وأبو داود : صدوق .(الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 453 ص 105 , الثقات ج 9 ص 122 , تهذيب الكمال ج 26 رقم 5621 ص 485 – 487 , تذكرة الحفاظ ج 2 رقم 587 ص 563 , تهذيب التهذيب ج 9 رقم 755 ص 412 ). 2 – خالد بن الحارث , من رجال الصحيح .(صحيح البخاري ج 1 ص 103 و 221 وج 2 ص 159 و 185 و 197 , صحيح مسلم ج 2 ص 119 و 121 و 193 وج 3 ص 9 و 33 وج 4 ص 34 و 66 ). قال المزي : خالد بن الحارث , روى عن محمد بن عمرو بن علقمة .( تهذيب الكمال ج 8 رقم 1598 ص 35 – 36 ). وثقه ابن سعد , والنسائي , والترمذي . وقال يحيى بن معين : أثبت شيوخ البصريين , خالد بن الحارث مع جماعة . وقال أبو حاتم : إمام ثقة . وقال أحمد بن حنبل : إليه المنتهى في التثبيت بالبصرة . وقال أبو زرعة : كان يقال له خالد الصدوق .( الجرح والتعديل للرازي ج 3 رقم 1460 ص 325 , مشاهير علماء الأمصار رقم 1272 ص 253 , الثقات ج 6 ص 267 , تهذيب الكمال ج 8 رقم 1598 ص 35 – 38 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 285 ص 309 , تهذيب التهذيب ج 3 رقم 155 ص 72 . 3- محمد بن عمرو بن علقمة , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 190 وج 2 ص 259 وج 4 ص 240 , صحيح مسلم ج 2 ص 49 و 137 و 192 وج 4 ص 121 و 196 وج 6 ص 83 ). قال المزي : محمد بن عمرو بن علقمة , روى عن أبي سلمة ابن عبد الرحمان بن عوف , روى عنه خالد بن الحارث .( تهذيب الكمال ج 26 رقم 5513 ص 212 – 214 ). وثقه ابن معين , وعلي بن المديني , والنسائي , والهيثمي , وذكره ابن حبان في الثقات . وقال يحيى القطان : رجل صالح . وقال ابن عدي وابن المبارك : لا بأس به . وقال أبو حاتم : صالح الحديث . وقال ابن حبان في المشاهير : من أجلَّة أهل المدينة ومتقنيهم . وقال الذهبي : قال النسائي وغيره : ليس به بأس . وقال علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد القطان وسئل عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو بن علقمة , فقال : محمد بن عمرو أعلى منه .(سؤالات ابن أبي شيبة ص 94 , مشاهير علماء الأمصار رقم 1046 ص 213 , تهذيب الكمال ج 26 ص 212 – 218 , سير أعلام النبلاء ج 6 رقم 46 ص 136 , من له رواية في كتب الستة ج 2 رقم 5087 ص 207 , مجمع الزوائد ج 1 ص 221 وج 9 ص 227 , تهذيب التهذيب ج 9 رقم 619 ص 333 , الأنساب للمعاني ج 5 ص 151 ). أقول : وبما أن سهيل ثقة , فيكون قول القطان أن محمد بن عمرو أعلى منه يفيد توثيقه له , وتوثيق يحيى القطان له في غاية الاعتبار عندهم بملاحظة ما ذكره ابن حجر في ترجمته ابن القطان .( تهذيب التهذيب ج 11 ص 193 ). أقول : الحديث الذي روته لنا السيدة عائشة يتضمن ثلاث فضائل , الفضيلة الأولى تختص بصفاتها وسيأتي الحديث عن ذلك , والفضيلتان الأخيرتان ما أخبرتنا به عن لهو ولعب النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهيبته من عمر بن الخطاب . لهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وظلمُه : أقول : إنَّ تلطيخ عائشة لوجه سودة بالطعام يُعتبر نحو تعدِّ عليها , والتعدي ظلمٌ , والظلمُ قبيحٌ , فكيف يضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يبادر إلى الزجر والنهي ! ثانياً : إنَّ تلطيخ عائشة وجه سودة بالطعام في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوء أدب في محضره الشريف , والمناسب من المؤمن العاقل الشريف أن ينهى عن ذلك , والأحرى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائد للأمة أن يحظى بمهابة الناس له لا سيما أزواجه , فما معنى أن تسيء عائشة في حضرته صلى الله عليه وآله وسلم من جهة , ومن جهة ثانية تهم بظلم الطرف الآخر , بل وتظلم , وفي المقابل لا يردع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينهى , فكيف يصلح مثله مربياً ومعِلَماً ومؤدِّباً ! ثالثاً : إن عائشة لم تكتف بأن تحكي لنا عن لهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن سكوته عن الظلم , ولم تكتفِ بالحكاية لنا عن مشاركته إياها بذلك من خلال الضحك , بل عمدت إلى إخبارنا عن شخصية عمر بن الخطاب , ذاك الرجل المهاب الذي أنقذ الموقف , فتقول لنا عائشة : إن هيبة عمر بن الخطاب قد أخذت بقلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم , إذ ما إن سمع صوته حتى أمرهما بأن يقوما ويغسلا وجههما خشية من أن يراهما ابن الخطاب . ولا أدري لماذا يأمرهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما أمرهما به لولا أن في ذلك شائبة ما , وتلك الشائبة لا ندري ما هي بنظر عائشة , أهي ارتكاب المنكر كما كانت حدثتنا بذلك عندما كانت الحبشية تغني , أو أن الشائبة شيء آخر . والذي يتعين بحكم العقل والشرع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يكون مهاباً من رعيته , حتى يتمكن من أداء الواجب والنهي عن الظلم . واللازم أن يكون ابن الخطاب هو من يهاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه الولي والقائد والمهيمن , فكيف تقودنا عائشة إلى الاعتقاد بما يخالف الحق ؟! ونسأل السيدة عائشة : من أين أتت مهابة عمر بن الخطاب من جهة ؟ ومن ناحية ثانية : ما هي الثغرة وما هو العيب في سيد الخلق وأفضلهم وأشرفهم صلى الله عليه وآله وسلم , حتى نفذت من خلالها هيبة ابن الخطاب إلى نفس الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقلبه , وعقله ؟! فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق , وأعظمهم , وأكملهم , وأشدهم خشية لله تعالى , وهذا يقضي بأن تدخل مهابته في نفوس كل الخلق , لا أن يخاف هو ويهاب أحداً منهم , فإن هيبته من احدهم نقصٌ وضعفٌ فيه . بالله تعالى عليك , هل ترى نفسك أنك عندما تقول : كان زيد يهاب من خالد , هل ترى أنك تمدح زيداً بقولك هذا ! فكيف تكون السيدة عائشة مادحة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بقولها : إنه يهاب من عمر بن الخطاب ؟! وأخيراً , ألم يكن بمقدور عائشة أن تتحدث عن هيبة ابن الخطاب إلا من خلال القدح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم , وأنه كان مجتمعاً مع شياطين الإنس والجن ؟ ونعود فنكرر استنكارنا على ما افتراه ثقاتهم على السيدة عائشة , والعجيب أنهم جميعاً متواطئون على التزوير والتكذيب على لسانها !! |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |