![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
قول الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي
6 ـ قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 463، في كتابه تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الطبعة الأولى 1349هـ، الموافق 1931م، مكتبة الخانجي بالقاهرة والمكتبة العربية ببغداد، ج13 ص27 ـ 32: "(موسى بن جعفر الهاشمي) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي. يقال انه ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة تسع وعشرين ____________ 1 ـ في نسخة: يا سامع الصوت. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 16 -------------------------------------------------------------------------------- وبلغ تسعين سنة قال: زرعت بطيخاً وقثاء وقرعاً في موضع بالجوانية على بئر يقال لها أم عظام، فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد، فأتى على الزرع كله، وكنت غرمت إلى الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر فسلّم، ثم قال: ايش حالك؟ فقلت اصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي، قال: وكم غرمت فيه؟ قلت مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين، فقال: يا عرفة، زن لابي المغيث مائة وخمسين ديناراً، فربحك ثلاثين ديناراً والجملين، فقلت: أيا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) انه قال: (تمسكوا ببقايا المصائب). ثم علقت عليه الجملين وسقيته، فجعل الله فيها البركة، زكت فبعت منها بعشرة آلاف. اخبرنا الحسين أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد العلوي، حدثنا جدي قال: وذكر ادريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال: خرجت مع أبي إلى ضياعه بسارية(1) فاصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها، واصبحنا على عين من عيون سارية، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستنذر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور، فوقف على الغلمات فقال: أين سيدكم؟ قالوا هو ذاك قال: أبو مَنْ يكنّى؟ قالوا له: أبو الحسن، قال: فوقف عليه، فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك، قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها قال ثم ذهب، فلم نقل: بلغ، حتى خرج على رأسه حزمة حطب، حتى وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديت اليك، قال: ضعه عند الغلمان ____________ 1 ـ واد من حدود الحجاز فيه مزارع. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 17 -------------------------------------------------------------------------------- وشب لنا ناراً فذهب فجاء بنار، قال وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي وقال: يا بني، احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها. قال: فوردنا إلى ضياعه، وأقام بها ما طاب له، ثم قال: امضوا بنا إلى زيارة البيت. قال: فخرجنا حتى وردنا مكة، فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعداً فقال: اذهب فاطلب لي هذا الرجل، فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتى امشي إليه، فاني أكره أن ادعوه والحاجة لي. قال لي صاعد: فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني ـ وكنت اعرفه وكان يتشيع ـ فلما رآني سلم علي وقال: أبو الحسن قدم؟ قلت: لا، قال فايش اقدمك؟ قلت حوائج، وقد كان ملم بمكانه بساية، فتتبعني، وجعلت اتقصى منه ويلحقني بنفسه، فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى اتيته، فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟ فقلت: جعلت فداك لم أعلمه، فسلّم عليه، فقال له أبو الحسن: غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك، قال: أما الضيعة فلا أحب أن اسلبكها. وقد حدّثني أبي عن جدي: إن بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق ـ قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها، فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار، واعتق العبد ووهب له الضيعة. قال ادرى بن أبي رافع: فهو ذا ولده في الصرافين بمكة. حدّثني الحسن بن محمد الخلال، حدّثنا الحديث محمد بن عمران، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا عون بن محمد قال: سمعن اسحاق الموصلي غير مرة يقول: حدّثني الفضل بن الربيع، عن أبيه: انه لما حبس -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 18 -------------------------------------------------------------------------------- المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول: يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(1)، قال الربيع: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان أحسن الناس صوتاً ـ وقال: علي بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه واجلسه إلى جانبه وقال: يا أبا الحسن اني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني ان تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: الله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة، قال الربيع: فأحكمت امره ليلا، فلما أصبح إلاّ وهو في الطريق خوف العوائق. اخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن القاسم، حدّثني أحمد بن وهب، اخبرنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي، قال: حج هارون الرشيد، فأتى قبر النبي(صلى الله عليه وآله)زائراً له وحوله قريش وافياء القبائل، ومعه موسى بن جعفر، فلمّا انتهى إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي ـ افتخاراً على من حوله ـ فدنا موسى بن جعفر، فقال: السلام عليك يا ابه، فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا ابا الحسن حقاً. اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد العلوي، حدّثني جدي، حدّثني عمار بن أبان قال: حبس أبو الحسن موسى ابن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه ـ وكانت تتدين ـ ففعل، فكانت تلي خدمته فحكي لنا أنها قالت: كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح، ____________ 1 ـ محمد 47: 22. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 19 -------------------------------------------------------------------------------- ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد إلى قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه، فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل. وكان عبداً صالحاً. اخبرنا الجوهري، حدّثنا محمد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبدالواحد بن محمد الخصيبي، حدّثني محمد بن اسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يسخر فيه المبطلون. اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد بن العلوي، قال حدّثني جدي قال: قال أبو موسى العباسي: حدّثني ابراهيم بن عبدالسلام بن السندي بن شاهك، عن أبيه قال: كان موسى بن جعفر عندنا محبوساً، فلمّا مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ فادخلناهم عليه فاشهدناهم على موته، واحسبه قال: ودفن بمقابر الشونيزي. اخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبدالله الأصبهاني، حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الحافظ، حدّثني عبدالله بن أحمد بن عامر، حدّثنا علي بن محمد الصنعاني، قال: قال محمد بن صدقة العنبري: توفي موسى بن جعفر بن محمد بن علي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال غيره: توفى لخمس بقين من رجب". وقال أيضاً في تاريخ بغداد ج1 ص120: -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 20 -------------------------------------------------------------------------------- "باب ما ذكره في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد: بالجانب الغربي في أعلا المدينة، مقابر قريش، دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه. اخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الاسترابادي قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن بن ابراهيم أبا علي الخلال يقول: ماهمتي أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب". وقال أيضاً في كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق، طبع مجلس دائرة المعارف بحيدرآباد سنة 1379، ج2 ص403: "ذكر موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. قد ذكرنا بعض حديثه فيما تقدّم. وهو موسى بن أبي عبدالله الذي روى عنه محمد بن اسماعيل ابن أبي قديك. اخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن اسماعيل الداوري، اخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا علي بن مسلم، حدثنا ابن أبي قديك، حدّثنا موسى بن أبي عبدالله(1)، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، عن أمه أم جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب(رضي الله عنه)، عن أسماء ابنة عميس: ان فاطمة رضي الله عنهما بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما حضرتها الوفاة قالت يا ____________ 1 ـ أي: موسى بن جعفر الكاظم. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 21 -------------------------------------------------------------------------------- أمه أني لاستحي مما يصنع بالنساء، فقالت لها: إني قد رأيت بأرض الحبشة شيئاً يصنع على النساء، فأمرتها أن تصنعه عليها ولا يلي غسلها إلاّ هي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. قالت أسماء فعملت نعشاً وغسلتها عليه أنا وعلي. قال ابن أبي فديك: ففاطمة أول من عمل عليها النعش". -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 14 -------------------------------------------------------------------------------- ومائة. واقدمه المهدي بغداد، ثم ردّه إلى المدينة، وأقام بها إلى أيام الرشيد، فقدم هارون منصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين(1)، فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه. اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد بن حيى بن الحسن بن الحسن العلوي حدثني جدي قال: كان موسى بن جعفر يدّعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده. روى اصحابنا انه دخل مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، فجعل يردّدها حتى أصبح. وكان سخياً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، واربعمائة دينار، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى. اخبرنا الحسن، حدثني جدي، حدّثنا اسماعيل بن يعقوب، حدّثني محمد بن عبدالله البكري، قال: قدمت المدينة اطلب بها ديناً، فأعياني، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه، فأتيته بنقمي(2)في ضيعته، فخرج إلي ومعه غلام له منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره، فأكل واكلت معه، ثم سألني عن حاجتي، فذكرت له قصتي، فدخل، فلم يقم إلاّ يسيراً حتى خرج إلي، فقال لغلامه: اذهب، ثم مد يده إلي فدفع إلي صرة ____________ 1 ـ ومائة. 2 ـ نقمي بالتحريك والمد: موضع من اعراض المدينة إلى جنب احد، كان لآل أبي طالب. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 15 -------------------------------------------------------------------------------- فيها ثلاثمائة دينار، ثم قام فولى، فقمت فركبت دابتي وانصرفت. قال جدي يحيى بن الحسن وذكر لي غير واحد من أصحابنا ـ ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم علياً، قال: وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وزجرهم أشد الزجر وسأل عن العمري فذكر له انه يزدرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا تطأ زرعنا فوطأه بالحمار حتى وصل إليه، فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن يصيب؟ قال: أنا لا أعلم الغيب، قال: انما قلت لك كم ترجوا أن يجيئك فيه؟ قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار، قال: فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال: هذا زرعك على حاله، قال: فقام العمري فقبّل رأسه وانصرف. قال: فراح المسجد فوجد العمري جالساً، فلما نظر إليه قال: (الله اعلم حيث يجعل رسالته)(1)، قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصك؟ قد كنت تقول خلاف هذا، قال: فخاصمهم وشائمهم، قال: وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج. قال: فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري: أيما كان خير: ما أردتم، أو ما أردت أن أصلح امره بهذا المقدار؟ اخبرنا سلامة بن الحسين المقري وعمر بن محمد بن عبيدالله المودب قالا: اخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي الحسين ابن اسماعيل، حدّثنا عبدالله بن أبي سعد، حدّثني محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالمجيد الكناني الليثي، قال حدثني عيسى بن محمد مغيث القرطي ـ ____________ 1 ـ الأنعام 6: 124. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |