![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وآله الطاهرين.
الحمد لله الذي أنزل الكتاب فيه تبيانُ كلِّ شيء وإنْ اختص في درك ذلك ووعيه أشخاص معيَّنون ، فتح الله مسامع قلوبهم أزلاً بعد أنْ علم منهم الوفاء لما شرطه عليهم ووعدوا به ، فجعلهم بلطفه وعظيم حكمته عِدلاً للكتاب وسفن النجاة ، آتاهم حكمته فكانوا تراجمةَ وحيه وخزَّان علمه . والحمد لله الذي أنزل الكتب وبعث الرسل مبشِّرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حُجَّةٌ . والحمد لله الذي بيَّن العلة أو بعض العلل في بعثه الرسل وأنها إقامة الحُجَّة ، وكان ذلك البيان منه مفيداً دليلاً واضحاً على لزوم الحُجَّة ظاهراً مسلَّط اليد كان فتتم للناس بذلك سعادتهم ، أو غائباً مستوراً فيقع الانتفاع به كما يُنتفع بالشمس إذا غيَّبها عن الأبصار السحاب . وهو حال كونه غائباً عن أعين الناس شخصُه حُجَّةٌ إلهيةٌ تامة ، وإنْ حُرِم الخلق أو بعضهم بخفائه بعض الفوائد أو كثيراً منها ، ولكنه حيثُ يكون السبب في غيابه الناس أنفسهم ، فلا يكون في دليل الإمامة قصوراً ولا في ملاك لزوم نصبه نقصاً ، فإنهم المفوِّتون على أنفسهم بأنفسهم . والحمد لله الذي لطف بعباده - ولا ينقطع لطفه - بأنْ نصب لهم حال غيبة وليِّه الأعظم مَنْ يدلُّ عليه ويهدي إليه ، وجعلهم نوَّابه في ما لا يرضى تفويته ، والقائمين مقامه فيما لا بُدَّ منه ، آتاهم من فضله ما يطيقون ، وورَّثهم من العلم ما يتحملون ، قضاءً لما يقتضيه أمر القابلية والاستعداد . فقد فوَّض الأمر إلى رواة الحديث وحملة الأخبار ، المقتفين لآثار الأئمة الأطهار ، المتحلِّين بالورع الحاجز ، والتاركين زخارف الدنيا ، الزاهدين عمَّا في أيدي الناس ، المستنِّين بسنة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسنَّة أوصيائه أولياء الله وحججه من آله الأبرار ، التابعين لهم في القول والعمل ، الذاكرين الله جلَّ شأنه في السرِّ والعلن ، الساعين في إعلاء كلمة الله سبحانه ، والمجاهدين في الذَّبِّ عن سادتهم ، الباذلين دون ذلك مهجهم وأرواحهم ، الناشرين لفضائلهم المذكِّرين بمناقبهم ، الداعين إليهم والمسلِّمين بأمرهم ، المقرِّين إقرار حق وإيقان بما جاء عنهم ، المصدِّقين بفضلهم ، المعترفين بهم بما هم هم ، ولا يُدرِك تفصيل ذلك وحقيقته إلا خالقهم . والحمد لله الذي جعل سُبُلَ الهداية إليه واضحةً أعلامُها ، ساطعةً أنوارُها ، جليَّةً آثارُها إتماماً للحُجَّة ، فلا يسع المُنكِر بلسانه إلا الاعتراف بقلبه والتصديق بجنانه "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم". لذا فلا يُسمَع لقول القائل بأنَّ معرفة التابعين للحق في هذا الزمان غيرُ متيسرٍ أو أنّه متعذرٌ ، فإنَّ الحقَّ واضحٌ جليٌ لكل مَنْ طلبه ويطلبه ، ومعه فيكون أهله متميِّزين معروفين ، بتميُّز الحقِّ من الباطل ، ووضوح النور من الظلمة . نعم نحن التابعين لآل محمد صلَّى الله عليه وآله وعليهم أجمعين ، المقيمين - على أنهم هم الحقُّ وفيهم ومنهم - الدلائل الواضحة والحجج الظاهرة ، لا نعرِف سواهم ولا نعترف بغيرهم أئمةً وهداةً وسادةً وقادةً ، بمعنى أنَّ الميزان هم وليس غيرهم ، وأنَّ التبعية لمن نزعم أنه يتولَّاهم إنما هي تبعيَّةٌ طوليةٌ محدودةٌ محدَّدةٌ معيَّنةٌ . لذا كان مَنْ يُعرِض عن نهجهم عندنا منبوذاً ، غير مقبول قوله وإنْ زيَّن الشيطان لبعضهم حسن جسمه وعذوبة منطقه ولطافة أخلاقه . وبالجملة فالميزان وإنْ كان هو القرآن بقسمَيْه الصامت والناطق ، أعني بذلك القرآن الكريم وسيِّدنا محمد وآله المعصومين عليهم السلام ، غيرَ أنه لمكان وجود المتشابَه في القرآن ، فإنَّ الميزان هو أهل البيت عليهم السلام فيما أحكموه من متشابَه الكتاب ، وفصَّلوه من مجمَلِه ، وخصَّصوه وقيَّدوه من عامِّه ومطلقة ، وفسَّروه وأوَّلوه ، فإنهم مفسِّروا الكتاب ، العالِمون بتأويله ، الواقفون على حدوده وأحكامه ، أهل الذكر الراسخون في العلم ، الصادقون وقد أُمر الناس بإتباعهم ، سفن نجاة البرايا ، ونجوم سماء الهداية . وأنتَ الناظرُ في كتاب الله الكريم ، والمتأملُ في آيات الذكر الحكيم ، العاطف نظرك إلى ما أولاه المولى الكريم ونبيُّه الأكرم صلَّى الله عليه وآله من الاهتمام بالدلالة على أئمة الهدى في اتباع صراطهم وسلوك سبيلهم ولزوم مودَّتهم ، ووجوب طاعتهم ، وتعيُّن السؤال منهم ، وفي أنهم هم السبيل إلى الله تعالى ، وأمانٌ من الضَّلال والفتنة ، وأنهم عندهم علم الكتاب ولديهم تأويله وغير ذلك كثيراً ، تقطع بأنَّ غرض المولى سبحانه تعلَّق أولاً وأخيراً ، بدءً بـ " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، وختاماً بـ " اليوم أكملتُ لكم دينكم " ، في الدلالة على لزوم متابعتهم في كلِّ ما عظم وحقر، والرجوع والرد إليهم والتسليم لما جاء عنهم وثبت ، بغضِّ النظر عن أغراض أخرى كالتوحيد وأمر المعاد . وينقدح لك ما في التركيز على الرجوع إلى القرآن وحده أو مع إضافةِ الرجوع إلى المعصومين أيضاً ولكن إضافة خجلة تُخفي ما تُخفي ، فإنَّ التركيز على هذا النحو من الكلام مع كثرة الطعن في كثيرٍ من أحاديث العترة الطاهرة بأعذارٍ ودعاوىٍ لا تخرج عن كونها أموراً إستحسانية ، لا يخلو من شيء . وإذا كان أهل البيت عليهم السلام ما عرفتَه مِنْ وَصْفِهم ، فإنه لا يُسمَح لأحدٍ كائناً مَنْ كان أنْ يختار في تفسير آية معنى يدَّعي استفادته من السياق مثلاً ، في ما إذا كان مخالِفاً لما جاء عنهم سلام الله عليهم ، اللهم إلا أنْ يكون غيرَ مطَّلِع ، لكنه معذورٌ مادام لم يطَّلِع أولم يعرِّفه أحدٌ ، وإلا فبعد ذلك لا بُدَّ عليه من الرجوع ومتابعة أهل البيت عليهم السلام . وختاماً فالله تعالى أبداً أسأل التوفيق والسداد ، وأنْ يلطف بنا جميعاً ويثبِّتنا بالقول الثابت - أعني حبَّ عليٍّ و ولاءه - في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وآله الطاهرين . ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |