![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
حقيقة البداء وأهمية الإعتقاد به
السؤال (99): بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. سماحة العلامة المحقق[السيد جعفر مرتضى العاملي] دامت إفاضاته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ورد في الكافي في باب البداء عن أحد المعصومين [عليهم السلام] الحديث التالي:«ما عبد الله بشيء مثل البداء». وفي رواية أخرى: «ما عظم الله بمثل البداء». السؤال: يفهم من هذه الرواية أن البداء يحتل مكانة دقيقة وعظيمة في الاعتقاد وإلا لم يوصف بهذا الوصف الوارد في الرواية فما هو السر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 22/ الموجود في البداء والذي يمكن من خلاله أن نفهم بعض أسرار ما جاء في الرواية. ملاحظة: نرجو أن يكون الشرح والإيضاح بشكل موسع نظراً لحاجتنا إلى ذلك في بعض محاوراتنا مع بعض الأخوة السنة فضلاً عن أن يكون الشرح صالحاً للنشر من جهة المصادر والحواشي.ودمتم ذخراً لهذه الأمة ووتداً لهذا المذهب الحق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. البداء عند الشيعة الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.. وبعد.. فقد جاء في الروايات: «ما عبد الله بشيء مثل البداء»(1) وفي رواية أخرى: «ما عظم الله بمثل البداء»(2). ولتوضيح معنى البداء، نقول: لا يمكن أن يكون هناك شيء خافياً على الله سبحانه، وإنما هو يخفى على غيره تبارك وتعالى.. ـــــــــــــــ (1) التوحيد للشيخ الصدوق ص332 بتعليق هاشم الحسيني الطهراني طبع جماعة المدرسين قم المقدسة. (2) المصدر السابق ص333. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 23/ والبداء هو الإخبار عما تقتضيه الحكمة في أمر ما، كالخلق، والرزق، والصحة، ونحو ذلك.. مع السكوت عما يعرض على هذا الأمر من موجبات ومقتضيات أخرى، فيخبر الله سبحانه ملائكته من خلال الكتابة في لوح المحو والإثبات، أو يخبر نبيه بواسطة الوحي إليه، بأن عمر فلان من الناس هو سبعون سنة، وفق ما تقتضيه حكمة الخلق، ولكنه لا يكتب أو لا يخبر النبي عن أن هذا الشخص سيصل رحمه، فيزاد في عمره ثلاثون سنة، أو سيتناول السم أو سيقتل وهو ابن عشرين، أو سيقطع رحمه، فينقص من عمره ثلاثون سنة، بسبب تأثير هذه المقتضيات والموجبات العارضة، أو المنضمة.. وقد دلت الروايات على أن أم الكتاب هو الذي يكون فيه العلم المخزون المكنون الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، ومنه يكون البداء.. وهذا هو المطابق لعلمه سبحانه وتعالى. والبداء حين يُطلق ويضاف إلى غير الله فلا مانع من أن يراد به الظهور بعد الخفاء، ولكنه حين يُطلق ويضاف إلى الله سبحانه، فإنما يراد به معنى ظهور وتجسد الحقيقة المطابقة للوح المحفوظ على صفحة الواقع، وقد قال تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا)(1). تماماً كما هو الحال بالنسبة لكلمة علم، التي أريد بها في كثير من الآيات التعبير عن هذا التجسد والظهور، وتحقق ما علم على صفحة الوجود. ـــــــــــــــ (1) سورة الزمر الآية 48. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 24/ فقد قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)(1). وقال: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً)(2). ويقول: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)(3). فالبداء حقيقة وواقع لا ريب فيه، وللاعتقاد به تأثير عظيم على كل حياة البشر، وعلى علاقتهم بالله تعالى: ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |