عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2014, 09:57 PM   #7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



.
وإليك بعض الأحاديث التي تنبئنا عن جانب من علم الإمام الجواد (ع) :
1 ـ عن أمية بن علي قال : كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ، ثم صار إلى خراسان ومعه أبو جعفر وأبو الحسن يودع البيت ، فلما قضى طوافه عدل إلى المقام فصلى عنده فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف به ، فصار أبو جعفر إلى الحجر ، فجلس فيه فأطال ، فقال له موفق : قم جعلت فداك ، فقال : ما أريد أن ابرح من مكاني هذا إلاّ أن يشاء الله ، واستبان في وجهه الغم ، فأتى موفق أبا الحسن (ع) ، فقال له : جعلت فداك قد جلس أبو جعفر في الحجر وهو يأبى ان يقوم ، فقام أبو الحسن (ع) فأتى أبا جعفر فقال له : قم يا حبيبي، فقال : ما أريد أن أبرح من مكاني هذا، فقال : بلى يا حبيبي ، ثم قال : كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعاً لا ترجع إليه ، فقال : قم يا حبيبي ، فقام معه .

2 ـ كان يحيى بن أكثم قاضي القضاة في عهد المأمون ، ويذهب بعض المؤرخين إلى أنه تشيع أخيراً أو كان شيعياً ، وينقل عنه أنه قال : فبينا أطوف بقبر رسول اللـه (ص) ، رأيت محمد بن علي الرضا (ع) يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي ، فاخرجها إلي ، فقلت له واللـه إني أريد أن أسألك مسألة واحدة ، وإني والله لأستحي من ذلك ، فقال لي ، أنا أخبرك قبل أن تسألني ، تسألني عن الإمام ، فقلت هو واللـه هذا ، فقال : إذاً هو ، فقلت : علامة ، فكان في يده عصا فنطقت وقالت : إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة 34 .
3 ـ نقل بعض الرواة أنه اجتاز المأمون بابن الرضا (ع) وهو ما بين صبيان ، فهربوا سواه فقال : عليّ به ، ثم قال له : مالك لم تهرب في جملة الصبيان ؟ قال : مالي ذنب فأفرّ منه ، ولا الطريق ضيق فأوسعه عليك ، سر حيث شئت ، فقال : من تكون أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، فقال : ما تعرف من العلوم ؟ قال : سلني عن أخبار السماوات ، فقال : ما عندك من أخبار السماوات ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن آبائه عن النبي (ص) عن جبرائيل عن رب العالمين أنه قال : بين السماء والهواء بحر عجاج ، تتلاطم به الأمواج ، فيه حيات خضر البطون ، رقط الظهور ، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن به العلماء .

فقال : صدقت وصدق أبوك وصدق جدك وصدق ربك ، فأركبه ، ثم زوّجه أم الفضل 35 .
4 ـ ويروي عن فاصد طلبه الإمام أبو جعفر الثاني في عهد المأمون ، فقال له : افصدني في العرق الزاهر ، فقال له : ما أعرف هذا العرق يا سيدي ، ولا سمعت به ، فأراه إياه ، فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطشت ، ثم قال له أمسكه ، وأمر بتفريغ الطشت ثم قال خل عنه ، فخرج دون ذلك ، فقال شده الآن ، فلما شد يده ، أمر له بمائة دينار فأخذها وجاء إلى يوحنا بن بختيشوع ، فحكى له ذلك ، فقال واللـه ما سمعت بهذا العرق من نظرتي في الطب ، ولكن هاهنا فلان الأسقف ، قد مضت عليه السنون ، فامض بنا إليه ، فإن كان عنده علمه ، وإلاّ لم نقدر على من يعلمه ، فمضينا ودخلنا عليه ، وقصّ القصص ، فأطرق ملياً ثم قال : يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً أو من ذرية نبي .
وهكذا تمضي الأحاديث تنقل عن الأئمة عجباً ، ولكن لا عجب من أمر الله ، إذ يشاء أن يجعل علمه ومعرفته وقوته وقدرته في إنسان امتحن قلبه ، فزكّاه وطهّره تطهيراً .
د ـ من كلمات الإمام :
الروايات المفتعلة ـ يروى أن المأمون لما زوّج ابنته أم الفضل أبا جعفر (ع) ، كان ذات يوم في المجلس وعنده الإمام ويحيى بن أكثم ، وجماعة كثيرة ، فقال له يحيى بن أكثم : ما تقول يا ابن رسول اللـه في الخبر الذي روي أنه نزل جبرائيل على رسول الله (ص) وقال : يا محمد إن الله عز وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : سل أبا بكر هل هو عني راضي ، فإني عنه راضي فقال أبو جعفر : لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (ص) في حجة الوداع :
( قد كثرت علي الكذّابة ، وستكثر ، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فأعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ) .
ولا يوافق هذا الخبر كتاب الله ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ 36 .

فالله عزّ وجلّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ، هذا مستحيل في المعقول .
ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء .
فقال (ع) : وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه لأن جبرائيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا باللـه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبّههما بهما .
قال يحيى : وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول فيه ؟
فقال (ع) : وهذا الخبر محال أيضاً لأن أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول اللـه في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة .
فقال يحيى بن أكثم : إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة ؟
فقال (ع) : هذا أيضاً محال ، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ومحمداً وجميع الأنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر .
فقال يحيى : وقد روي أن السكّينة تنطق على لسان عمر .
فقال (ع) : إن أبا بكر كان أفضل من عمر فقال على رأس المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا ملت فقّوموني .
فقال يحيى : قد روي أن النبي (ص) قال : لو لم أبعث لبُعِثَ عمر ؟
فقال (ع) : كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه : ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ ... 37 .
فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة فكيف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله وقال رسول الله (ص) : نبئت وآدم بين الروح والجسد .

فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أن النبي (ص) قال :
ما أحْتُبس الوحي عنّي قط إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطاب ، فقال (ع) : وهذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي في نبوته . قال الله تعالى : ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 38 .
فكيف يمكن أن تنقل النبوة ممن اصطفاه الله إلى من أشرك به .
قال يحيى بن أكثم : ان النبي (ص) قال : لو نزل العذاب لما نجي منه إلاّ عمر .
فقال (ع) : وهذا محال أيضاً ، إن الله يقول : ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ 39 .
فأخبر سبحانه ألا يعذب أحداً مادام فيهم رسول الله (ص) وماداموا يستغفرون 40 .

هـ ـ أنا محمد :
ـ وروي أنه جيء بأبي جعفر (ع) إلى مسجد رسول الله (ص) بعد موت أبيه وهو طفل ، وجاء المنبر ورقى منه درجة ثم نطق فقال :
( أنا محمد بن الرضا ، أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم ، وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ، ووثوب أهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الأولون والآخرون ) .
ثم وضع يده الشريفة على فيه وقال : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل .
وفيما نأتي على هذا القدر المقدور نحمد الله تعالى ونصلّي على نبيّه والمعصومين من آله ونسلم لهم تسليماً 41 .



  • 1. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 22 ) .
  • 2. a. b. c. المصدر .
  • 3. المصدر : ( ص 20 ) .
  • 4. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 63 ) .
  • 5. القران الكريم : سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 491 .
  • 6. القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 306 .
  • 7. القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 22 ، الصفحة : 237 .
  • 8. القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 15 ، الصفحة : 504 .
  • 9. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 24 ـ 37 ) .
  • 10. نفس المصدر .
  • 11. الكافي : ( ج 1 ، ص 322 ) .
  • 12. القران الكريم : سورة القمر ( 54 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 529 .
  • 13. القران الكريم : سورة القمر ( 54 ) ، الآية : 25 ، الصفحة : 529 .
  • 14. أي باشر ووطئ بهيمة .
  • 15. المصدر : ص 85 ومن المحتمل أن يكون عمره ثمان سنوات فقط كما هو مذكور في بعض الأحاديث ، حيث أن الذي يبدو من هذا الحديث : أن الشيعة كانت قد اجتمعت بالمدينة في الموسم بعد وفاة الإمام الرضا مباشرة .. وكان للإمام الجواد (ع) ، ( 7 ) سنين حين موته في آخر شهر صفر ، فلما انقضت سبعة أشهر جاء شهر رمضان ودخل الجواد في الثامنة ، وفي موسم الحج من تلك السنة كانت هذه المحاورة كما وإن من الممكن كون الأسئلة وجهت إلى الإمام في أيام متعددة مع وحدة المجلس فيكون مجلسه أشبه بالمؤتمرات التي تطول أياماً تباعاً يقضونها بالبحث باستثناء أوقات الراحة والطعام .
  • 16. في هذه الفقرات التالية تبدو بطولته العلمية التي تظهر في مدى استطاعته على التشقيق .
    وقديماً قالوا : تشقيق السؤال نصف الجواب ، بالإضافة إلى بديهة الخاطر ، والذكاء النادر الذي يحيط بجميع جوانب المسألة ، وكل سؤال ثنائي للإمام (ع) يضرب في السؤال السابق عليه ويضرب فيه السؤال اللاحق به ، لأن السؤال يكون على هذا الوجه ، لو كان القتل في الحل فهو على قسمين ، إما أن يكون المحرم عالماً أو جاهلاً ، كما أن القتل في الحرم ينقسم بدوره إلى قسمين ¨ إما أن يكن المحرم عالماً أو جاهلاً ، وهكذا دواليك .
  • 17. القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 .
  • 18. جمع بندقة ، وهي شيء مدور يشبه الجوز .
  • 19. كان الملوك يهبون لبعض الأفراد قطعا كبيرة من الأراضي الأميرية ، فكانت تسمى إقطاعاً .
  • 20. الاحتجاج : ( ص 227 ـ 229 ) وبحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 73 ـ 77 ) .
  • 21. مختار الخرائج والجرائح ( ص 208 ) .
  • 22. a. b. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 6 ، الصفحة : 108 .
  • 23. القران الكريم : سورة الجن ( 72 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 573 .
  • 24. مختار الخرائج والجرائح : ( ص 237 ) .
  • 25. اقتبسنا هذا الفصل من كتاب التاريخ الإسلامي للمؤلف : ( ص 343 وص 348 ـ 355 ) .
  • 26. جامع الرواة / العلامة الأردبيلي : ( ج 1 ، ص 609 ) .
  • 27. المسعودي : ( ج 3 ، ص 465 ) .
  • 28. البحار : ( ج 50 ، ص 23 ) .
  • 29. تحف العقول : ( ص 339 ) .
  • 30. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 105 ) .
  • 31. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 41 ، ط 2 ) .
  • 32. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 49 ) .
  • 33. مناقب آل أبي طالب : ( ج 4 ، ص 396 ) .
  • 34. الكافي : ( ج 1 ، ص 353 ) .
  • 35. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 56 ) .
  • 36. القران الكريم : سورة ق ( 50 ) ، الآية : 16 ، الصفحة : 519 .
  • 37. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 7 ، الصفحة : 419 .
  • 38. القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 75 ، الصفحة : 341 .
  • 39. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 180 .
  • 40. بحار الأنوار : ( ج 50 ، ص 83 ، ط 2 ) .
  • 41. الإمام الجواد ( عليه السلام ) قدوة وأسوة ، آية الله السيد محمد تقي المدرسي ، مطبعة : مكتب آية الله المدرسي ، الطبعة : الخامسة .


 

رد مع اقتباس