عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2015, 08:38 AM   #6
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) 6




3ـ يجب أن نعرف العناصر السهلة الاختراق/ يتصف العناصر السهلة الاختراق بشيء من عدم الولاء

الخطوة الأخرى التي يجب أن نخطوها هي معرفة العناصر السهلة الاختراق. من هم هؤلاء؟ لقد قال أمير المؤمنين(ع) في وصف أبي موسى الأشعري: «هَوَاهُ مَعَ غَيرِنَا» [كشف الغمة/ج1/ص54] وقد عرّفهم الله تعالى في القرآن: (وَ إِذا قيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى‏ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيتَ الْمُنافِقينَ يصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) [النساء/61] يتّصف العناصر السهلة الاختراق بشيء من عدم الولاء. حتى أن بعض هؤلاء التعساء ليس لهم مصالح مع الأعداء، ويخدمونهم بلا أجر ومقابل.
تأملوا في العوامل النفسانية الدخيلة في مرض سهولة الاختراق. وكذلك حريّ بمجلس صيانة الدستور أن يتأمل في العوامل النفسانيّة لهذا المرض. ليروا هل هذا الإنسان يعاني من الصفات النفسانية وعوامل سهولة الاختراق أم لا. فإذا كان يعاني منها فلا يدخل في العمل السياسي.

4ـ يجب أن ننبّه مجتمعنا على ضعف العدوّ وقوّتنا وتفوّقنا عليه/ لقد قام أهل الكوفة بقتل الإمام الحسين(ع) على أثر إشاعة كاذبة وخوفهم من جيش يزيد الموهوم

الخطوة الأخرى التي يجب أن نخطوها في مقابل الاختراق هي أن ننبّه مجتمعنا على ضعف العدوّ وقوّتنا وتفوّقنا عليه. اعلموا يا مرتدي لباس العزاء على الحسين(ع)! أن أعداء الإمام الحسين(ع) قد جيّشوا جيشا جرّارا لقتله بإشاعة الخوف من جيش يزيد الموهوم. لقد قام العدوّ بهذه الجريمة عبر إشاعة أشاعها بين أهل الكوفة وإرعابهم من قوّة العدوّ.
أنا أتكلم عن هذا الموضوع بقوّة قلب ويقين من أن «عمليّات الاختراق في بلدنا وفي أمّتنا الإسلامية جهود عقيمة بلا نتيجة» وکلّ هذا الكلام في سبيل أن لا ينتبه هؤلاء العناصر السهلة الاختراق ولا يفضحون أنفسهم. إذ قد وعدنا رسول الله(ص) أن: «لا تَکرِهُوا الفِتنَة فِي آخِر الزَّمانِ فَاِنَّها تُبيرُ المُنافِقِين» [كنز العمّال/ 31170] لذلك فنحن عندما نتطرّق إلى هذه المواضيع فقصدنا هو أن تقلّ أثمان الفتن، فلا تظنّوا أن هناك قلق وخوف خاص من الاختراق. نحن نقول للعناصر السهلة الاختراق بكل اطمئنان وراحة بال: «لا تفضحوا أنفسكم فإن الزمان قد تغيّر».
يجب أن ندرس نماذج الاختراق وأساليب الشيطان. لقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: (إِنَّ کَيدَ الشَّيطانِ کانَ ضَعيفاً) [النساء/76] هنا يجب أن نقف عند أساليب الشيطان ومكائده لنا فردا فردا. ما يفعله الشيطان هو أن يشخّص نقاط ضعف كل واحد منّا وثغوره، ثم يراهن على نقاط الضعف هذه ويحاول وسوسة الإنسان من خلالها.
وكذلك أسلوب العدو لا يختلف عن الشيطان. إن بعض الوثائق التي انكشفت في وكر التجسّس الأمريكي كانت تنطوي على بعض المعلومات حول بعض الشخصيات السياسيّة وأولادهم، من قبيل أن ابن فلان من المسؤولين يتصف بنقطة الضعف هذه ولذلك يمكن إنجاز كذا عن طريقه. طبعا إن مسؤولي البلد بريئون وسيبقون بريئين إن شاء الله فنحن نحسن الظن بهم. ولكن يجب أن نعرف بعض أساليب العدوّ ونتوخّى الحذر.

حكاية لأستاذ متقاعد في منظمة الأمم المتحدة حول كيفيّة الاختراق عن طريق أبناء الشخصيّات

في أيام فتنة 2009 التقيت بأحد أساتذة الجامعة المتقاعد من منظمة الأمم المتحدة وأحد أعضاء اللجنة العلمية لأحدى الجامعات، فحكى لي قضية. فأنا قلت له: «هل تسمح لي أن أنقل هذه القضيّة عنك؟» فقال: لا بأس بذلك. أنقلها عني وأنا أتحدّث بها أيضا. القضية التي نقلها حدثت في حوالي عام 1991م. تقريبا. كان هذا الأستاذ من القضاة المحترمين وكان قد استأذن الشهيد بهشتي(ره) في أياب شبابه ليدرس الحقوق الدولية.
فقال لي: «كنت قد حصلت من الأمم المتحدة على ممثليّات لعدد من البلدان. فذات يوم سألت أحد المسؤولين في منظمة الأمم المتحدة في جنيف ـ وكان مخالفا للصهاينة شيئا ما وكنت قد صادقته ـ وقلت له: ماذا سيفعل الغربيّون مع الثورة الإسلاميّة في إيران؟ فقال: سأجيبك عن سؤالك يوما آخر حينما كنّا خارج هذه البناية. ـ فلعلّه كان يتوقّى اختراق السمع ـ ثم التقيت به خارج تلك البناية فقال: إذا أردت أن تسقط ثورة ما فلا يحتاج ذلك إلى جهد كبير! بعد انتصار الثورات بطبيعة الحال ستحصل العناصر الثورية على بعض المناصب والإمكانات، ثم يهاجر أولاد هؤلاء إلى خارج البلاد لإكمال دراستهم والحصول على الشهادات العليا، ثم تنصب لهؤلاء الأولاد كمائن ـ وقد شرح مراحل اصطيادهم ـ بعد ذلك يحاولون الاختراق وتغيير بعض القرارات والسياسات عن طريق الأبناء».
نعم، لا يجوز إثارة سوء الظن، ولكن لست أنا المسؤول في عدم إثارة سوء الظن، بل الأفعال هي التي يجب أن لا تسبب سوء الظن. وفي نفس الوقت يجب تبصير الناس بهذه المعلومات. في الواقع كان هذا الأستاذ يشرح لي ظاهرة «أبناء الرؤساء» وقال لأول مرّة كنت أسمع بهذه القضيّة.

العدوّ يختار طريق الاختراق إذ لا منطق له ولا قوّة/ يرسلون عملاءهم ليهمسوا في آذان رؤساء جامعاتنا

يجب أن تدرس قضيّة الاختراق. لا يملك العدوّ منطقا ولا قوّة ولذلك يخترق. فلو كانت له قوّة لما لجأ إلى الاختراق والتوغّل عبر الأنفاق. يرسل الإنجليز عملاءهم بصفة الضيف إلى الجامعات ليجلسوا مع رؤساء الجامعات ويهمسوا في آذانهم! فلو كنت تملك كلمة علميّة مستدلّة، فلماذا لا تصرّح بها في العلن وبمرأى الطلّاب والأساتذة، بل تهمسها همسا، مع أن بلدنا بلد حرّ يختلف عن بلدانكم الصهيونيّة؟!
إن كان مستعدّا للحضور في مناظرة في الجامعة، فليأتِ، أما إذا جاء ليهمس في آذان هذا وذاك، فلا. كما لا يحقّ له أن يعقد جلسات مع رؤساء الجامعات في الفنادق. ما معنى هذه الجلسات الخفيّة الهمسيّة؟ هل لهم منطق؟! ليحضر هؤلاء الوفود الذين يأتون من انكلترا الخبيثة، في مناظرة أو ندوة سؤال وجواب جامعيّة إن كان يجرأون على ذلك.

في سبيل استئصال الاختراق لابدّ من قطع أمل العدو/ الشعب هو الذي يتلقّى أضرار اللين في غير محلّه

إنهم قد اتخذوا هذا الأسلوب بسبب ضعفهم ولأننا أقوياء. واعلموا أننا ومن أجل مواجهة عمليات اختراق العدو يجب أن نؤمن بقوّتنا.
آخر ما أقوله لكم في ليلة أبي الفضل العبّاس(ع) هو أنه في سبيل استئصال الاختراق وعدم التضرّر من الاختراق، يجب أن نقطع أمل العدوّ. إن بعض الناس من التعاسة بمكان بحيث يقولون: «دعنا نخفّف من شدّتنا مع العدوّ ونتحدّث معه بمزيد من اللين لكي لا نتلقّى صدمات من جانبه!» فإن هذه اللين إن كان في غير محلّه فالشعب هو الذي يتلقّى أضراره. يجب أن ييأس العدوّ منك، ويجب أن يندم كالكلب النادم على اتّصاله بك. وهكذا حصل لشمر في كربلاء؛ «وَ جَاءَ شِمْرٌ حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَينِ ع فَقَالَ أَينَ بَنُو أُخْتِنَا فَخَرَجَ إِلَيهِ الْعَبَّاسُ وَ جَعْفَرٌ وَ عُثْمَانُ بَنُو عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالُوا مَا تُرِيدُ فَقَالَ أَنْتُمْ يا بَنِي أُخْتِي آمِنُونَ فَقَالَتْ لَهُ الْفِتْيةُ: لَعَنَكَ اللَّهُ وَ لَعَنَ أَمَانَكَ أَ تُؤْمِنُنَا وَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ لَا أَمَانَ لَهُ» [الإرشاد للمفيد/ج2/ص89]
فديتك بنفسي يا أبا الفضل العبّاس. أريد أن أحكي لكم هذه المواقف الرائعة التي جسّدها أبو الفضل العبّاس(ع) ولا بأس ببهتجتكم واغتباطكم باستماع هذه المواقف. فإن ارتسمت الابتسامة على شفاهكم باستماع مواقف العبّاس الرائعة، فإنها لا تقلّ قيمة عن الدموع. «إنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ فَاخْتَارَنَا وَ اخْتَارَ لَنَا شِيعَتَنَا يَنْصُرُونَنَا وَ يَفْرَحُونَ بِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ بِحُزْنِنَا» [تحف العقول/ص123] أريد أن أثني على العبّاس بسبب مواقفه التي رسمت ابتسامة الرضا على شفاه الحسين(ع). وكذلك فلترتسم هذه الابتسامة على شفاهكم. أمّا الدموع فهي تصبّ بغير اختياركم.

غضب العبّاس من كون العدوّ قد طمع فيه/ لقد أندم العبّاس العدوّ وآيسه

لقد نادى شمر العبّاس بصوت ليّن، أمّا العبّاس فلم يعبأ به. فلعلّ العبّاس كاد أن يموت خجلا عندما رأى العدوّ يناديه بلين ورأفة. ولكنّه لم يجب العدو. هل تتذكرون موقف الأشعث؟ ما إن ناداه رجل من العدوّ، لم يستطع أن يعرض عنه وأسرع للقائه، بذريعة أنه إنسان مترف ولابدّ من لقائه. أمّا العبّاس فلم يجب العدوّ.
فماذا حصل؟! هنا نادى الحسين(ع) أخاه العبّاس أن: اذهب يا أخي وأجبه فإني واثق منك وأعلم كم عليك صعب أن تتحدّث معه. نحن نريد رجلا كالعبّاس بحيث لا يصافح العدو قبل أن يأمره إمامه. نحن نريد رجلا كالعبّاس بحيث لا يتّصل بالعدوّ ولا يجيبه قبل أن يأمره إمامه. «فَقَالَ الْحُسَينُ ع: أَجِيبُوهُ وَ إِنْ کَانَ فَاسِقا...» [اللهوف/ص88]
لا أدري ولكن عندما أمر الإمام الحسين(ع) أخاه العبّاس بإجابة العدوّ، لعلّ العبّاس نظر إلى أخته زينب ودار بينهما ما دار من الإسرار.
يا عبّاس! هل يمكن أن يكون اسمك العبّاس ثم لا تكون بيننا؟ إن لم تكن بيننا فسيقول الحسين: «الآن انكسر ظهري». إن لم تكن بيننا فستسبى النساء والأطفال جميعا. هل يمكن أن لا تكون يا عباس؟!
هنا قد ارتفعت آهاتكم وصرخاتكم وأجهشتم بالبكاء ولكنها كانت دموعا بدافع الحبّ والشوق والفخر بشخصيّة العبّاس. أما الآن فلنعرّج على مصيبة العبّاس الذي كسرت مصيبته ظهر الحسين(ع) إلى جانب العلقمي.

يا عبّاس! أنت لم تصافح العدوّ؛ فتقبّل الله يديك قربانا/ فديت كفّ العبّاس التي لم تصافح عدوّ الحسين(ع)

هكذا نعى لنا بعض الخطباء على سبيل لسان الحال والاستحسان وقالوا عن لسان العبّاس: «أخي حسين! يداي وعيناي قد مسّت الماء الذي حرمتَ منه، فلابدّ أن أقدمها قربانا إليك»، ولكنّي بودّي أن أقول: يا عبّاس! إنك لم تصافح العدوّ، فتقبّل الله يديك قربانا. فديت كفّ العبّاس التي لم تصافح عدوّ الحسين(ع). يا عبّاس! لقد نظرت إلى العدوّ شزرا، فتقبّل الله عينيك. يا أم البنين تعالي وانظري أي ملحمة جسّدها العبّاس في كربلاء... لم يطأطئ العبّاس رأسه أمام عدوّ الحسين، فتقبّل الله رأس العبّاس...




 

رد مع اقتباس