التحريف بالنقصان حسب الأقوال
[ تحريف القران 1 ]
عدم تحريف القرآن - السيد علي الميلاني - ص 33 – 36
‹ صفحة 35 ›
التحريف بالنقصان حسب الأقوال
وأما على صعيد الأقوال ، فنحن وهم متفقون على أن القرآن الكريم سالم من النقصان ، وليس فيه أي تحريف بمعنى النقصان ، ولم يقع فيه أي نقيصة ، هذا متفق عليه بين الطائفتين ، ولا يعبأ بالشذوذ الموجود عندنا وعندهم .
فالقرآن مصون من التحريف ، سالم من النقيصة ، ليس بيننا وبين الفرق الأخرى من المسلمين خلاف في أنه القرآن العظيم الكريم الذي يجب أن يتلى ، يجب أن يتبع ، يجب أن يتحاكم إليه ، يجب أن ينشر ، يجب أن يدرس ، وإلى آخره ، هذا هو القرآن .
إلا أن في ثنايا أحاديثهم ما يضر بهذا القرآن ، مما نقل عن عثمان بسند صحيح أن فيه لحنا ، وعن ابن عباس أن فيه خطأ ، وعن آخر أن فيه غلطا ، وهذه الأشياء غير موجودة في رواياتنا أبدا ، والمحققون من أهل السنة يعرضون عن هذه النقول ، وقول
‹ صفحة 36 ›
بعض الصحابة : حسبنا كتاب الله ، فالغرض منه شئ آخر ، كان الغرض من هذه المقولة عزل الأمة عن العترة الطاهرة ، وعزل العترة عن الأمة ، وعلى فرض صحة الحديث القائل :
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي ، فقد عزلوا السنة عن الأمة والأمة عن السنة أيضا عندما قالوا : حسبنا كتاب الله ، لكن قولهم حسبنا كتاب الله يقصد منه شئ آخر أيضا ، أليس الوليد قد رماه ومزقه ، ألم يقل :
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يا رب مزقني الوليد
أليس عبد الملك بن مروان الذي هو خليفة المسلمين عندهم ، عندما أخبر أو بشر بالحكم وكان يقرأ القرآن قال
: هذا فراق بيني وبينك ؟ !
إذن ، لم يبق القرآن كما لم تبق العترة ولم تبق السنة . أكانت هذه الخطة مدبرة ، أو لا عن عمد قال القائل كذا وانتهى الأمر إلى كذا ، لكن الله سبحانه وتعالى يقول : ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 36 ›
( 1 ) سورة آل عمران 3 / 144 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|