عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2010, 01:21 AM   #2
الصديق الاكبر
موالي مميز


الصورة الرمزية الصديق الاكبر
الصديق الاكبر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : يوم أمس (01:46 PM)
 المشاركات : 153 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حديث سيف :



حديث سيف :


أما سيف فقد ذكر أمر مالك بن نويرة في سبع من رواياته يعضد بعضها ببعض ، وأوردها الطبري في ذكره حوادث سنة 11 ه‍ من تاريخه ، فروى :

1 - عن سيف في ذكره خبر بني تميم وسجاح ج 2 / 495 ( 1 ) ، عن الصعب بن عطية بن بلال عن أبيه : " أن رسول الله قد توفي وقد فرق في بني تميم عماله . وكان من عماله مالك بن نويرة فاختلف عمال رسول الله في بني تميم بعد وفاته ، فمنهم من أدى الزكاة ومنهم من منعها وتردد وتحير ، وتشاغل الناس بعضهم ببعض ، وكان مالك ممن ارتاب وتربص . فبينا الناس في بلاد بني تميم على ذلك قد شغل بعضهم بعضا ، فمسلمهم بإزاء من تربص وارتاب ، فجئتهم سجاح بنت الحارث - وكانت قد تنبأت بعد رسول الله - هي وبنو ‹ صفحة 186 › أبيها والهذيل في عدة قبائل لتغزو بهم أبا بكر فراسلت مالك بن نويرة فأجابها فاجتمع وكيع ومالك وسجاح - وقد وادع بعضهم بعضا - على قتال الناس " .

2 - وروى في ذكر خبر أهل البحرين وردة الحطم وبعث العلاء بن الحضرمي إليها ص 522 ( 1 ) منه عن الصعب بن عطية بن بلال : إن ابن الحضرمي لما أقبل إليها وكان بحيال اليمامة ، وكان أهلها مختلفين يتساجلون ( 2 ) فيما بينهم التحق به جماعة منها ، وذكر عن الراوي أنه قال : " وكان مالك في البطاح ومعه جموعه يساجلنا ونساجله " .

3 - وروى عن سيف في ( ذكر البطاح وخبره ) ص 501 ( 3 ) منه عن الصعب بن عطية بن بلال ، أنه قال : " لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره .

وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فرجعا رجوعا حسنا ولم يتحيرا وأخرجا الصدقات فاستقبلا بها خالدا ، ولم يبق في بلاد بني حنظلة شئ يكره إلا ما كان من أمر مالك بن نويرة ومن تأشب إليه ( 4 ) بالبطاح فهو على حاله متحير شج " .

4 - وروى عن سيف بعد هذا : " عن القاسم وعمرو بن شعيب قالا : لما أراد خالد السير وقد استبرأ أسد وغطفان ، فسار يريد البطاح دون الحزن وعليها مالك بن نويرة وقد تردد عليه أمره ، ترددت الأنصار على ‹ صفحة 187 › خالد وتخلفت عنه وقالوا : إن الخليفة عهد إلينا إن نحن فرغنا من البزاخة ، نقيم حتى يكتب إلينا ، فقال خالد : أنا الأمير وإلي تنتهي الاخبار ، وهذا مالك بن نويرة بحيالنا وأنا قاصد إليه ومن معي من المهاجرين والتابعين بإحسان ، ولست أكرهكم ، ومضى خالد ، وندمت الأنصار ، ولحقوا به ، ثم سار حتى قدم البطاح فلم يجد به أحدا " .

5 - إلى هنا ذكرنا خلاصات من روايات سيف في أمر مالك . وذكر سيف في رواية أخرى له بعد هذا عن خزيمة بن شجرة العقفاني عن عثمان ابن سويد بن المثعبة الرياحي وقال : " قدم خالد بن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحدا ووجد مالكا قد فرقهم في أموالهم ونهاهم عن الاجتماع حين تردد عليه أمره ، وقال : يا بني يربوع إنا كنا قد عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين وبطأنا الناس عنه فلم نفلح ولم ننجح . وإني قد نظرت في هذا الامر فوجدت الامر يأتي بغير سياسة . وإذا الامر لا يسوسه الناس وإياكم ومناوأة قوم صنع لهم فتفرقوا إلى دياركم وادخلوا في هذا الامر . فتفرقوا على ذلك إلى أموالهم وخرج مالك حتى رجع إلى منزله . ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وأمرهم بداعية الاسلام وأن يأتوه بكل من لم يجب وإن امتنع أن يقتلوه ، وكان مما أوصى به أبو بكر : إذا نزلتم منزلا فأذنوا وأقيموا فإن أذن القوم وأقاموا فكفوا عنهم وإن لم يفعلوا فلا شئ إلا الغارة ، ثم تقتلوا كل قتلة ، الحرق فما سواه .

وإن أجابوكم إلى داعية الاسلام فسائلوهم فإن أقروا بالزكاة فاقبلوا منهم وإن أبوها فلا شئ إلا الغارة ولا كلمة . فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة من عاصم وعرين وعبيد وجعفر فاختلفت السرية فيهم ،
، وفيهم أبو قتادة فكان فيمن ‹ صفحة 188 › شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا ، فلما اختلفوا فيهم أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شئ . وجعلت تزداد بردا فأمر خالد مناديا فنادى : ادفئوا أسراكم ، وكانت في لغة كنانة إذا قالوا : دثروا الرجل فأدفئوه ، دفأه قتله ، وفي لغة غيرهم . أدفه فاقتله فظن القوم وهي في لغتهم القتل أنه أراد القتل فقتلوهم ، فقتل ضرار بن الأزور مالكا ، وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم ، فقال : إذا أراد الله أمرا أصابه .

وقد اختلف القوم فيهم ، فقال أبو قتادة : هذا عملك ! فزبره خالد فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر فغضب عليه أبو بكر حتى كلمه عمر فيه فلم يرض إلا أن يرجع إليه فرجع إليه حتى قدم معه المدينة وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال ، وتركها لينقضي طهرها .

وكانت العرب تكره النساء في الحرب وتعايره ، وقال عمر لأبي بكر : إن في سيف خالد رهقا فإن لم يكن هذا حقا حق عليه أن تقيده وأكثر عليه في ذلك ، وكان أبو بكر لا يقيد أحدا من عماله ولا وزعته ، فقال : هيه يا عمر تأول فأخطأ ، فارفع لسانك عن خالد . وودي مالكا وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل ، فأخبره خبره فعذره وقبل منه وعنفه في التزويج الذي كانت تعيب عليه العرب من ذلك " .

6 - وذكر أيضا في حديث آخر له بعد هذا وقال : " شهد قوم من السرية أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا ففعل مثل ذلك . وشهد آخرون أنه لم يكن من ذلك شئ فقتلوه . وقدم أخوه متمم بن نويرة ينشد أبا بكر دمه ويطلب إليه في سبيهم ، فكتب له برد السبي وألح عليه عمر في خالد أن يعزله وقال : إن في سيفه رهقا ، فقال : لا يا عمر لم أكن لاشيم سيفا سله الله على الكافرين " . ‹ صفحة 189 ›

7 - وذكر في روايته الأخيرة عن خزيمة عن عثمان عن سويد وقال : " كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا ، وأن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور ، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا ، فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره ، وأنشده متمم وذكر خصمه .

وقد كان عمر رأى مقدمه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أكذاك يا متمم كان ؟
قال : أما مما أعني فنعم " .
انتهت بإيجاز أحاديث سيف في قصة مالك .

.....................................


‹ هامش ص 185 ›
( 1 ) وط / أوروبا ( 1 / 1917 ) .

‹ هامش ص 186 ›
( 1 ) ط / أوروبا 1 / 1957 .
( 2 ) ساجله : باراه وفاخره وصنع مثل صنيعه معارضة له .
( 3 ) وط / أوروبا 1 / 1921 .
( 4 ) تأشب إليه : انضم إليه .


 

رد مع اقتباس