عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2010, 07:55 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



[ منشا الاسطورة ورواتها ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج



‹ صفحة 55 ›

- 9 - حسن إبراهيم حسن : وكذلك نجد الدكتور حسن إبراهيم حسن ( 1 ) في كتابه ( تاريخ الاسلام السياسي ) بعد أن يمهد بذكر الحالة التي كان المسلمون عليها في أخريات خلافة عثمان يقول في ص 347 منه : " فكان هذا الجو ملائما تمام الملاءمة ومهيئا لقبول دعوة ( عبد الله بن سبأ ) ومن لف لفه والتأثر بها إلى أبعد حد . وقد أذكى نيران هذه الثورة صحابي قديم اشتهر بالورع والتقوى - وكان من كبار أئمة الحديث - وهو أبو ذر الغفاري الذي تحدى سياسة عثمان ومعاوية واليه على الشام بتحريض رجل من أهل صنعاء هو عبد الله بن سبأ ، وكان يهوديا فأسلم ، ثم أخذ يتنقل في البلاد الاسلامية ، فبدأ بالحجاز ، ثم البصرة فالكوفة والشام ومصر . . . الخ " . وها هنا يسجل في الهامش : الطبري 1 : 2859 . ويقول في ص 349 منه : " ولقد وجد ابن سبأ - وهو أول من حرض الناس على كره عثمان - الطريق ممهدة لخلعه " ، ويشير في الهامش إلى صفحات مصدره الطبري أربع مرات .
وهكذا يسرد القصة إلى ص 352 منه ويشير 12 مرة إلى صفحات الطبري مصدره الوحيد لهذه القصة . ولكنه لا يستسيغ ذكر ما رواه الطبري في حرب الجمل ، مع أن ( ابن سبأ ) في كليهما واحد . المصدر واحد والقاص واحد ! ! هكذا اعتمد الكتاب ومؤرخو المسلمين ‹ صفحة 56 › على تاريخ الطبري في نقلهم قصة السبئية .

- 10 - فان فلوتن : وأما المستشرقون فقد قال ( فان فلوتن ) في كتابه ( السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات في عهد بني أمية ) ترجمة الدكتور حسن إبراهيم حسن ومحمد زكي إبراهيم في ص 79 الطبعة المصرية الأولى سنة 1934 في ذكره طوائف الشيعة : " أما ( السبئية ) أنصار ( عبد الله بن سبأ ) الذي كان يرى أحقية علي بالخلافة منذ أيام عثمان بن عفان " الحديث . ويشير في هامش ص 80 إلى مصدره الطبري وصفحته .

- 11 - نيكلسون : وقال نيكلسون في كتابه تاريخ الأدب العربي طبعة كمبردج ص 215 ما يلي : ( فعبد الله بن سبأ ) الذي أسس طائفة ( السبئيين ) كان من سكان صنعاء اليمن ، وقد قيل إنه كان من اليهود وقد أسلم في عهد عثمان وأصبح مبشرا متجولا ، فيذكر لنا المؤرخون أنه كان يتنقل من مكان إلى مكان ليغوي المسلمين ويوردهم موارد الخطأ . فظهر في الحجاز ، ومن ثم في البصرة والكوفة ، ومن ثم ظهر في سورية ، وألقى عصار الترحال أخيرا في مصر إذ استقر هناك حيث كان يدعو الناس إلى الاعتقاد بالرجعة . وقال : ‹ صفحة 57 › ( عقيدة ابن سبأ ) كان يقول : " من الغريب حقا بأن أي شخص يعتقد بعودة عيسى إلى الحياة الدنيا ولا يؤمن بعودة محمد التي نص عليها القرآن . وفضلا عن ذلك فإن هناك ألف نبي ولكل نبي وصي ، أما وصي محمد فهو علي ، فمحمد هو آخر الأنبياء وعلي آخر الأوصياء " . ويشير في الهامش إلى مصدره الطبري ويعين صفحته .

- 12 - دائرة المعارف الاسلامية : وفي دائرة المعارف الاسلامية التي ألفها الأساتذة : هوتسمان ، وينسينك ، ورنولد ، وبروفنسال ، وهيفينك ، وشادة ، وباسية ، وهارتمان ، وجيب ( 1 ) طبعة ليدن 1 / 29 ما يلي : " وإذا اقتصرنا على روايات الطبري والمقريزي ، فقد كان مما يدعو إليه ( ابن سبأ ) رجعة محمد . . . وأنشأ عبد الله كذلك القاعدة المعروفة عنه وهي : لكل نبي وصي ، وان عليا هو وصي محمد ، فرأى لذلك أنه يجب على كل مؤمن أن ينصر الحق مع علي قولا وعملا . ويقال : إن عبد الله كان يستعمل مبشرين لنشر هذه الفكرة وكان ابن سبأ من بين أولئك الذين ‹ صفحة 58 › تحركوا في شهر شوال من سنة 35 ه‍ إبريل سنة 656 م من مصر إلى المدينة " . . . الخ .

لقد ذكرنا عن دائرة المعارف المذكورة هاهنا ما نقلوه عن الطبري .
وأما المقريزي فلا يعتمد على روايته في حوادث وقعت قرابة 800 سنة قبله دون أن يذكر سنده إليها ولا المصدر الذي ينقل عنه ، وليس من الصحيح أن نعتبر خطط المقريزي في عداد تاريخ الطبري الذي يسند القصة إلى راويها مع تقدم عصر الطبري عليه قرابة 500 سنة . وسوف نتعرض لرواية المقريزي في الكتاب الأخير من سلسلة هذه الدراسة إن شاء الله تعالى ( 1 ) .

- 13 - دوايت . م . دونالدسن : يقول دوايت م . دونالدسن في كتابه ( عقيدة الشيعة ) ص 85 من الترجمة العربية : " فتدلنا أقدم الروايات على أن ادعاء علي بالخلافة لم يكن بنظر أصحابه وشيعته مجرد طموح سياسي بل حق إلهي له . وكان لتعاليم ودسائس شخصية خفية نسبيا في تاريخ الاسلام اليد الطولى في ظهورها وانتشارها .
فقد ظهر منذ زمن خلافة عثمان داعية متنقل اسمه عبد الله بن سبأ ، قطع البلاد الاسلامية طولا وعرضا ، يريد إفساد المسلمين كما يقول الطبري ‹ صفحة 59 › الخ . . . " . ويظهر من قوله في الهامش ص 59 أنه لم يأخذ ما نقله عن ابن سبأ من الطبري مباشرة بل استند في قوله إلى دائرة المعارف الاسلامية مادة ( عبد الله بن سبأ ) - تأليف المستشرقين المذكورين آنفا - وإلى ( تاريخ الأدب العربي ) تأليف نيكلسون ص 315 . وقد رأينا أن كليهما يستندان إلى الطبري فيما ينقلان عن ( ابن سبأ ) .


- 14 - ولها وزن : قال ولها وزن تحت عنوان ( السبئية وروح النبوة ) ص 56 - 57 من كتابه ( الدولة الأموية وسقوطها ) : " وتبرز في هذه الظروف فرقة في الكوفة كانت قبل ذلك بعيدة عن الانظار يطلق عليها اسم السبئية وإذا هي تغير شكل الاسلام تغييرا تاما فهي وضعت شخص الرسول ( ع ) خارجا عن القانون الشخصي في ( القرآن والسنة ) وفوقه . . . إلى قوله :

في رأس السبئية أن شخص الرسول لم يمت مع محمد بل استمر حيا يتعاقب في ذريته وأخذوا بمبدأ التناسخ ، وادخلوا فيه فكرة خاصة تقول بأن روح الله التي تبعث الحياة في الرسل تنتقل بعد وفاة أحدهم إلى آخر ، وان روح النبوة بصفة خاصة انتقلت إلى علي واستمرت في عائلته . وإذن فليس علي في نظرهم مجرد خلف شرعي للخلفاء الذين سبقوه . إنه ليس في مستوى واحد مع أبي بكر وعمر اللذين اندسا مغتصبين بينه وبين الرسول ، ‹ صفحة 60 › إنما هو الروح القدسية تجسدت فيه وهو وريث الرسالة ومن ثم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن للأمة ، تلك الأمة التي يجب أن يكون على إمامتها ممثل حي لله . ويقال : إن اسم السبئية مشتق من ابن سبأ وهو يهودي من اليمن " .
وفي ص 396 - 397 أورد القصة أكثر تفصيلا مما سبق مع تعيين المصدر ، وقال تحت عنوان : ( السبئية متطرفة تقمصيون ) : " وللمتطرفين أسماء مختلفة لا تدل إلا على ظلال لا قيمة لها من المعاني ، وكانوا أولا يسمون السبائية .

ويقول سيف بن عمر : إن السبائية كانوا منذ أول الأمر أهل الشر والسوء في تاريخ حكم الله ، هم قتلة عثمان ، فتحوا باب الحرب الأهلية ، وأسسوا فرقة الخوارج الثورية ، وتولد عنهم انهيار الاسلام .
أما مكانتهم في التاريخ فبلغوها أول الأمر بواسطة المختار ، وإن كانوا قد وجدوا قبل ذلك . وكان موطنهم الكوفة وضواحيها ، وليسوا من العرب وحدهم ، بل معظمهم من الموالي ، وهم يعتقدون بتعاليم ابن سبأ في تقمص الأرواح ولا سيما عودة روح الرسول ( عليه السلام ) في آل بيته . تلك صفاتهم الأساسية . وقد نبذهم العلويون أبناء فاطمة بنت الرسول ( عليه السلام ) أولئك الذين تمسكوا بأساس الاسلام القديم والعروبة فارتبط السبئية بابن لعلي من زواج ثان اسمه محمد بن الحنفية نسبة لامه .
ثم إن ابنه أبا هاشم عبد الله - الذي كان تافها كوالده - أضحى يعتبر وريثه في الإمامة حتى إذا توفي أوصى بالإمامة لمحمد بن علي العباسي ، إلى قوله :
فمن مؤلهي ابن الحنفية ولد مؤلهو ابنه وهم الهاشمية ولم تنطفئ السبئية في الكوفة بانطفاء المختار ، بل ظلوا في الحلقات الدنيا .
ولا يختلف المذهب الباطني ‹ صفحة 61 › للهاشمية - كما يعرضه الشهرستاني - أي اختلاف عن مذهب ابن سبأ ، فالمؤامرة العباسية تشابه تمام المشابهة مؤامرة السبئيين - كما يصفها سيف - ومركز قيادتها في الكوفة أيضا .
فمن الكوفة كانت تنتشر دعوتها إلى خراسان .
إن الحركة في كلتا الحالتين دعمها الموالي الفرس ووجهت ضد العروبة في الاسلام وهكذا نرى التوافق بين العباسيين والسبئيين يمتد إلى جميع النقاط المهمة إلى المذهب وطريقة الدعوة ومكان الحزب وتكوينه " .
وهكذا يسترسل حتى يتكلم عن سبئية ( كوبات الخشب لأبي مسلم ) ويعين سنده الطبري في الهامش من هذه الصفحة بعد أن أورد اسم سيف قبل هذا مرتين .
فمن هذا يتضح لنا أنه أخذ ما أورده عن سيف من طريق الطبري ، ثم علق على الأسطورة وتوسع فيها وربط كل الآثام والشرور في الاسلام بها ( 1 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




هامش ص 55 ›
( 1 ) أستاذ بكلية الآداب بالجامعة المصرية سابقا . ‹ هامش ص 57 › ( 1 ) قد ألفها هؤلاء التسعة من كبار المستشرقين باللغة الانكليزية والفرنسية وعربها الأساتذة : محمد ثابت ، وأحمد الشنتاوي ، وإبراهيم زكي خورشيد وعبد الحميد يونس ابتداء من إبريل - أكتوبر سنة 1933 م . وقد اعتمدنا في نقلنا هنا على الأصل الانكليزي .

‹ هامش ص 58 ›
( 1 ) ناقشنا المقريزي في الجزء الثاني من " عبد الله بن سبأ " فصل " عبد الله بن سبأ في كتب المقالات " ص : 169 . ط / طهران .

‹ هامش ص 61 ›
( 1 ) كان هذا المستشرق الفاضل حريصا على العروبة والاسلام كحرص سيف بن عمر في القرون السوالف . ولا نريد أن نوضح أماكن الخطأ في ما أورد ولا ما أضاف هو من عندياته على أصل الأسطورة لأنا بصدد دراسة الواضع الأول للأسطورة فحسب .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس