عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2010, 01:22 AM   #3
الصديق الاكبر
موالي مميز


الصورة الرمزية الصديق الاكبر
الصديق الاكبر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 03-27-2024 (01:46 PM)
 المشاركات : 153 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي نتيجة المقارنة :



نتيجة المقارنة :

إن سيف بن عمر قد وضع قسما من هذه الروايات وأضاف إلى بعض آخر منها ودس فيها ليدفع بها ما انتقد به على خالد بن الوليد . فإنه قد مهد في ( خبر أهل البحرين ) و ( خبر بني تميم وسجاح ) إلى ما يريد فنسب إلى مالك بن نويرة الارتياب والتردد ، ومقابلته المسلمين الثابتين على أمرهم ومساجلتهم بجماعته .
وإنه مالا المتنبئة سجاح على غزو أبي بكر والقبائل الثابتة على إسلامها .

وأنه بعد انصراف سجاح تردد في أمره وتحير ، ولما لم يذكر أحد من المؤرخين أنه كان معه - عندما أسره ضرار - تلك التحشدات والجموع التي ذكرها سيف ، فقد عالج ذلك في روايته الرابعة حين قال فيها :
إن مالكا فرق جموعه ومن تأشب إليه وذلك خوفا منه وفرقا ، لا ندما منه وتوبة ورجوعا حسنا . وبكل ذلك أثبت ارتداد مالك بن نويرة ، وقد أثبت ارتداده في أحاديث لم يذكر فيها خالدا لئلا ينتبه أحد إلى ما يريد من الوقيعة في مالك ‹ صفحة 190 › في سبيل الدفاع عن خالد وعن غير خالد ، ليري أن خالدا كان محقا في قتل هذا المرتد المذبذب في ما لو ثبت على خالد قتل مالك عمدا . ثم أورد محاورة بين خالد والأنصار الذين كانوا في جيشه ليدفع عن أبي بكر ما صدر عن خالد ، فليس لك أن تنسب ما صدر منه إلى أبي بكر ، لان الأنصار ذكروا أن أبا بكر لم يأمرهم بذلك . كما أنه ليس لك أن تتهم خالدا بالعيث من تلقاء نفسه ، لان خالدا صرح بأن الامر يأتيه بعد الامر ، فلا يتوجه النقد إلى هذا ولا ذاك . ثم وضع قصة لغة كنانة " دثروا الرجل " لينسب قتل مالك إلى الخطأ في الفهم لا التعمد في العمل .

وبعد هذا التمهيد يذكر أن خالدا " بث السرايا وأمرهم بداعية الاسلام أن يأتوه بكل من لم يجب " كما ذكر وصية أبي بكر بأكثر من هذا .
ويذكر أن السرية جاءت بمالك وهي مختلفة في أمره فحبسه ومن معه في ليلة باردة ثم أمر بتدفئتهم فظن جيشه أنه يكلمهم بلغة كنانة ويأمرهم بقتل الأسارى فقتلوهم ، ولما سمع خالد الواعية خرج وقد فرغوا منهم . وذكر أن خالدا تزوج امرأة مالك بعد أن انقضى طهرها . وأن ما نقم عليه في هذه تزوجه في الحرب فقط لان العرب كانت تكره ذلك .
وذكر أيضا ما جرى بين خالد وأبي قتادة ، وبينه وبين عمر محرفا .
وقد زعم ( سيف ) أن قتل مالك وقع خطأ وكان سببه ظن جند خالد بأن خالدا يكلمهم بلغة كنانة ، فليت شعري كيف كان هذا الظن مع أن خالدا كان قرشيا مخزوميا ، وضرار بن الأزور - القاتل - أسديا ثعلبيا ؟ !

وليت شعري إن كان قتلهم قد وقع خطأ فلم نصبت رؤوسهم أثافي للقدور بعد القتل ؟ ! ‹ صفحة 191 ›

هذا إلى غيره مما أشرنا إليه تفرد بروايته ( سيف ) غير أن الطبري جاء بعده فأدرجها في تاريخه ، وأخذ منه كل من ابن الأثير وابن كثير ومير خواند في تواريخهم إلى غيرهم . وكذلك فعل ابن حجر إذ أدرجها في كتابه الإصابة .

وهكذا انتشرت هذه الروايات الموضوعة في كتب التاريخ والتراجم فضاعت حقيقة الواقعة على الأجيال التي جاءت بعد هؤلاء إلا لمن بحث عنها في غير طريق ( سيف ) ورواته ، وإن أمر خالد بقتل مالك بن نويرة صبرا خلافا لما رواه ( سيف ) قد ورد بالإضافة إلى المصادر الآنفة الذكر في كل من : فتوح البلدان للبلاذري ص 117 ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 105 و 112 وتاريخ الخميس 2 / 233 ، والنهاية لابن الأثير 3 / 257 ، والصواعق المحرقة ص 34 ، ط . مصر وتاج العروس للزبيدي 8 / 75 . مناقشة السند : ورد في سند الحديث 1 و 2 و 3 " الصعب بن عطية بن بلال عن أبيه " تارة أب وابن راويان في نسق واحد ، وتارة عن غير أبيه ، روى سيف 8 روايات عنه في تاريخ الطبري ، وفي أسد الغابة رواية واحدة ( 1 ) .
وفي سند الحديث 5 و 7 عثمان بن سويد ) روى سيف عنه حديثين في تاريخ الطبري . ‹ صفحة 192 ›

ولما لم نجد لهما ذكرا في ما رجعنا إليه من كتب تراجم الرواة والتاريخ ، اعتبرناهما من مختلقات سيف . هذه قصة واحدة من حروب الردة " وعلى هذه فقس ما سواها " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 191 ›

( 1 ) أسد الغابة 3 / 145 بترجمة عبد الحارث و 167 بترجمة عبد الله بن زيد والروايتان واحدة .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس