عبيد داود / السعوديةتعليق على الجواب (1)
السلام عليكم
اسمحو لي بأن اقول بأنني لم اجد جوابا فما وجدته مجرد امثلة وقياس على الشمس والله سبحانه وتعالى بعث الرسل والانبياء ظاهرين وبذلك انتفع بعض البشر بهم اما الامام الغائب فمن مهامه الولاية الشرعية والقيادة السياسية وهو لم يمارسها ولم ينتفع الناس به, فهل تستطيع ياشيخ ان تأتي لي بواقعه يعلمها الجميع خلال الخمسين سنة الماضية ان الناس انتفعو به في مسائل دينية مثل فتاوى او رأي سياسي ولكم خالص احترامي
الجواب:
الأخ عبيد داود المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن غرض الأمثلة تقريب الأمر إلى ذهن السائل, خاصّة ً إذا كان مطلباً صعب المنال وهذه الطريقة هي طريقة الأنبياء والأئمة في بيان المعارف عن طريق المثال الحسي ولذا ترى كلامهم سهل المنال حتى على البسطاء بخلاف كلام الفلاسفة المنصب بقالب العقليات المجردة.
والتمثيل بالشمس المغيبة بالسحاب تمثيل بأمر حسي لتقريب ذهن السائل إلى وجود فائدة وأثر وظيفة للإمام غير بيان الشريعة ظاهراً, بل إن له التأثير الوجودي والتلقي منه للفائدة يكون عن طريق الإفاضة الوجودية, فإذا فهمنا ذلك سوف نفهم سبب التمثيل بالشمس.
وإنا لنلاحظ أن البون شاسع بيننا في فهم معنى الإمامة وسعة وظائفها، فإن الإمام عندنا خليفة الله والواسطة بين السماء والأرض وواسطة الفيض وثبت له كل ما ثبت للنبي (صلى الله عليه وآله)، فهو يقوم مقامه فله الولاية التكوينية والهداية التكوينية فضلاً عن الولاية التشريعية والهداية التشريعية ظاهراً، والحكومة والإمرة في الدنيا شأن من شؤون الإمامة ثبتت له كما ثبتت له المناصب والوظائف السابقة, ومن هنا حصر الإمامة بالولاية الشرعية والقيادة السياسية كما يظهر من كلامك تضييق لمعنى الإمامة لا نوافق عليه.
ولو طالعت كل ردودنا في الموضوع لعرفت ما نريد من معنى مفهوم الإمامة وعند ذلك ستعرف أن لا مورد لإشكالك أصلاً.
ونحن نعتقد أن وجود الإمام لطف كما في وجود النبي (صلى الله عليه وآله)، ووجود الإمام بحد ذاته لطف وتصرفه لطف آخر فإذا منع مانع من تصرفه لا يغلو لطف وجوده فهما لطفان. وبيان ذلك تراه على نفس العنوان فطالعه.
فتكذيب الناس كلهم لنبي ما لا يمنع من إرساله لطفاً من قبل الله,فلا يشكل على اللطف بوجوده بعلم الله بأنه سيقتل مثلاً. فإن هذا المانع ناتج من الناس فلاحظ.
وتحقق اللطف مطلقاً غير منوط بالظهور إذ لم يدخل شرط الظهور والعلن في مقدمات دليله, بل لم يمنع وجود المانع من ثبوت اللطف ووجوبه، فما ذكرت من أن الله بعث الرسل والأنبياء ظاهرين غير تام على إطلاقه إذ لو كان صحيحاً لإنتقض بوجود آدم على الأرض وهو نبي, ولانتفض بهروب موسى من مصر، ولإنتفض بدخول رسول الله (ص) الغار، وابتلاع الحوت ليونس وغيرها.
ومن إفتراق هذا الشرط ( أي الظهور ) في بعض الأوقات يظهر أنه ليس شرطاً ملازماً للطف النبوة غير متعارف بل هو عارض لأمور أُخر وهو الحاجة للظهور والعلن عند إعلان وبيان الشريعة لا دائماً, مع إن إظهار الشريعة ليس هو الوظيفة الوحيدة لخليفة الله في الأرض.
ومن هنا لو سلمنا بما قلت فإن الشيعة لا يقولون بغيبة الإمام الدائمية وإنما يقولون بأنه سيظهر ويملأ الأرض عدلاً وقسطأً ولا يكون الفارق مع غيره عندئذ إلا بطول أمد الغيبة وهذا إشكال آخر. هذا فضلاً عن الوظائف والمهام الآتية التي يمارسها الإمام بالخفاء كما يطبق عليه الشيعة فهي تكفي وحدها لتصحح اللطف. فتأمل.
ودمتم في رعاية الله
|