الصفحة 39 آية التطهير في مصادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
شأن نزول آية التطهير وحديث الكساء
1 ـ رواية أمّ المؤمنين أمّ سلمة(1):
أ ـ عن شهر بن حوشب قال:
أتيت أمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) لأسلّم عليها، فقلت: أما رأيتِ هذه الآية يا أمّ المؤمنين: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟
قالت: أنا ورسول الله على منامة لنا تحت كساء خيبري، فجاءت فاطمة (عليها السلام) ومعها الحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال: "أين ابن عمك؟" قالت: "في البيت"، قال: "فاذهبي فادعيه"، فقالت: "فدعوته، فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه، فأخذ جميعه بيده فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"، وأنا جالسة خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي فأنا؟ قال: "إنّك على خير"، ونزلت هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ...) في النبي (صلى الله عليه وآله) وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
____________
1- تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي: 121; وتفسير مجمع البيان 8: 356; والبحار 35: 213.
الصفحة 40 سند آخر للرواية:
نزلت هذه الآية في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين بسند آخر عن أمّ سلمة(1)، قالت: في بيتي نزلت هذه الآية (إِنَّمَا...)، وذلك أنّ رسول الله جلّلهم(2) في مسجده(3) بكساء ثمّ رفع يده فنصبها على الكساء وهو يقول: "اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس كما أذهبت عن آل اسماعيل واسحاق ويعقوب، وطهّرهم من الرجس كما طهّرت آل لوط وآل عمران وآل هارون"، قلت: يا رسول الله لا أدخل معكم؟ قال: "إنّك على خير وإنّك من أزواج النبي"، قالت بنته: سمّيهم يا أمة، قالت: فاطمة وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام).
ب ـ عن أبي عبد الله الجدلي(4)، قال:
دخلت على عائشة فقلت: أين نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ...)؟
____________
1- تفسير فرات الكوفي: 126; والبحار 35: 215.
2- جللهم بالثوب: غطّاهم به.
3- لعلّ الراوي أراد أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان في (مصلاه) بدار أمّ سلمة.
4- تفسير فرات: 124; والبحار 35: 215.
الصفحة 41 قالت: نزلت في بيت أمّ سلمة، قالت أمّ سلمة: لو سألت عائشة لحدّثتك انّ هذه الآية نزلت في بيتي، قالت: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قال: "لو كان أحد يذهب فيدعو لنا عليّاً وفاطمة وابنيها"، قال: فقلت: ما أحد غيري، قالت: قد قنعت(1) فجئت بهم جميعاً، فجلس عليّ بين يديه، وجلس الحسن والحسين عن يمينه وشماله، وأجلس فاطمة خلفه، ثمّ تجلّل بثوب خيبري ثمّ قال: "نحن جميعاً اليك ـ فأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات: اليك لا إلى النار ـ ذاتي وعترتي أهل بيتي من لحمي ودمي"، قالت أمّ سلمة: يا رسول الله أدخلني معهم، قال: يا أمّ سلمة إنّك من صالحات أزواجي، فنزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).ج ـ عن عبد الله بن معين مولى أمّ سلمة(2) أنها قالت:
نزلت هذه الآية في بيتها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، أمرني رسول الله
____________
1- قد قنعت: أي لبست القناع، وهو ما تغطي به المرأة نفسها.
2- أمالي الشيخ 1: 270; والبحار 35: 209.
الصفحة 42 (صلى الله عليه وآله)أن أرسل إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه والحسن بشماله والحسين على بطنه وفاطمة عند رجليه ثمّ قال: "اللّهمّ هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً" قالها ثلاث مرّات، قلت: فأنا يا رسول الله؟ فقال: إنّك على خير إن شاء الله.د ـ بإسناد أخي دعبل(1)، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ابن الحسين (عليهم السلام)، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وجاء جبرئيل فمدّ عليهم كساءً فدكياً، ثمّ قال: "اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"، قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمد؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "وأنت منّا يا جبرئيل"، قالت أمّ سلمة: فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ وجئت لأدخل معهم، فقال: "كوني مكانك يا أمّ سلمة إنّك على خير، أنت من أزواج نبيّ الله"، فقال جبرئيل: اقرأ يا محمد: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
____________
1- أمالي الشيخ: 235; والبحار 35: 208.
الصفحة 43 تَطْهِيراً) في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).