و لكن كل هذه المسالك التي طرحت لعلها لا تطابق الروايات الواردة عن الأئمة في هذا المجال فكلها عند التأمل قد يكون ميلا فيها نحو الجبرية و إما أن يكون فيها نحو المفوضة و ليست أمراً بينهما.
و الحق أن يقال أن الأمر بين الأمرين الذي أكدت عليه الروايات هو أن الفعل يصدر عن إختيار العبد و قدرته و لكن العبد لا يستطيع أن يفعل أي شيء و أن ينفذ أي أمر إلا بإفاضة من الحق تعالى عليه فالفعل إذاً صادر من العبد و لكن بفيوضات الرحمة من الحق تعالى فالعبد مفتقر في حياته و في أفعاله و في كل شيء إلى إفاضة الرحمة من الحق سبحانه و تعالى و قد سلك هذا المسلك المحقق النائيني و المحقق الإصفهاني و غيرهما من الأعلام .
|