الدليل الثاني : قال المجبرة بأن كل إنسان يعرف بأنه مجبر على بعض الأمور فمثلا عندما يولد طفل من أبوين هو بالتأكيد سيأخذ كثيراً من طباعهم و أوصافهم الجسمية بحسب قانون الوراثة ، فهو في ذلك غير مخير بل سيأخذه هذه الطباع و الأوصاف شاء أم أبى.
"الجواب" أننا لا ننكر دور الوراثة في الأوصاف الجسمية و قد أشار إلى ذلك العلماء و قد أشارت إلى ذلك أيضا الروايات عن الأئمة (ع) و لكن هذا التأثير ليس قطعيا بنحو العلية التامة لتكون موجبة لسلب الإختيار لأنه كم يوجد أبوان بأوصاف جسمية معينة و يخرج الطفل منهم بشكل آخر لا يشبههم خَلقاً و لا خُلقاً و كم يكون هناك أبوان قد إجتمعت فيهما كثير من الصفات السيئة و يخرج الطفل و فيه الكثير من الصفات الحسنة و الروايات أيضا تشير إلى تأثير البيئة و التربية و الثقافة فقد يخرج الطفل من أبوين صينيين شيوعيين مثلا ثم يربى في منطقة مسلمه فإنه سوف لن يخرج الطفل بخصال شيوعية و نفسية أبوية بل سيكون مسلما متربيا بتربية إسلامية و على هذا فإنه حتى الوجدان يقر بأن الإنسان ليس في كثير من الأحيان مجبرا حتى في الوراثة بل هو حر في أفعاله و خصاله ،نعم التأثير الوراثي و الحضارة و غيرهما لها التأثير بنحو المعد و القابلية و الإستعداد لكن لا نعتقد أن لها السببية بنحو المقتضي فضلا عن العلية التامة الموجبة للجبر.
|