عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2013, 11:50 PM   #2
عقيلة الطالبيين
موالي فعال


الصورة الرمزية عقيلة الطالبيين
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



القسم الأول القائلون بالجبر: إنقسم الجبريون إلى مسلكين أ: مسلك جهم بن صفوان و أتباعه و هم القائلون بأن الإنسان مجبور و مقهور في جميع أفعاله و ليس لديه إختيار حتى في حركة يده بل الله هو الفاعل الأصلي في جميع أعمال الإنسان .
ب:المسلك الثاني هو مسلك أبو الحسن الأشعري و أتباعه و هم الأكثرية و هم القائلون بأن أفعال العباد الإختيارية واقعة بقدرة الله و ليس لقدرة الإنسان تأثير فيها فهم قائلون بأن الفعل في أصله صادر من الحق تعالى فإذا ضرب الإنسان طفلا يتيما فهذا الفعل صادر من الحق تعالى لكن الإنسان مخيّر فقط في نيته فإذا كانت نيته حسنة بأن كان الضرب مثلا لتربية ذلك الطفل فسيكون الفعل حسناً و إذا كانت نيته سيئة بأن كان الضرب مثلا لإيذاءه و إستحقاره فسيكون الفعل قبيحا و الله يعاقب و يجازي الإنسان في الآخرة على حسب نيته في الفعل.
و القائلون بالجبر على مسكين منكرون للحسن و القبح العقليين و إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يدرك الحسن و القبح في الأفعال بل ما يقوله الشارع هو الحسن و ما يذمه الشارع هو القبيح في الأفعال فكيف سيكون الإنسان مخيرا في نيته فإذن حتى النية إذا كان الله هو المعين لها فسيكون الإنسان مجبراً عليها خصوصا على القوم بالإرادة الأزلية الإلهية و القدرة الإلهية و تفسيرهم الخاطيء لهذه المفاهيم.
و قد وقع المجبرة في إشكال ثاني و هو أن الله قد جاء بدين الإسلام و أراد من البشر أن يستسلموا لدين الحق فكيف يمكن أن تكون إرادته الأزلية متعلقة بشيء و هو إسلام الكافرين و يبقى قسم كبير من البشر حتى مع سماعهم لأقوال النبي متلبسين بلباس الكفر فكيف يمكن أن يتخلف المراد عن إرادته تعالى .
و لكنهم جاوبوا على هذا الإشكال بأنه توجد إرادة أزلية و هي مستحيل أن يتخلف المراد عنها و يوجد طلب من الحق تعالى و هذا لا مانع من تخلف المطلوب عنه فالله سبحانه و تعالى يطلب من العباد أن يصلوا و لكن إذا لم يصلي أحد من الناس فهذا ليس معناه بأنه تخلف المراد عن الإرادة الأزلية الإلهية بل معناه تخلف الإنسان عن طلب الحق تعالى لكن جدّ العدلية عليهم بأن هذا القول ينافي إنكارهم للحسن و القبح العقليين.


 

رد مع اقتباس