الدليل الرابع: إذا قلنا بأن الحسن و القبح ذاتيان و يدرك العقل حسن و قبح الأمور و أيضاً نحن نعرف أن العقل ينفي صدور أي فعل قبيح من الرب و هذا معناه أننا نقيد و نحدد الله في أفعاله .
لكن هذا الإستدلال غير صحيح من أصله لأنه عندما يأتي عالم من الطبيعة و يقول مثلا أنه في هكذا يوم سوف تمطر أو في هكذا يوم سوف ينزل الثلج من السماء فهو غير جابر للسماء بنزول الثلج بل هو متبع لبعض قوانين الطقس و لبعض آثار الطبيعة التي تؤثر على الجو و على هذا فهو يتخمن نزول الثلج من السماء فهو غير جابر للسماء بنزول الثلج بل هو متبع لبعض قوانين الطقس و لبعض آثار الطبيعة التي تؤثر على الجو و على هذا فهو يتخمن نزول الثلج في ذلك اليوم و هكذا بالنسبة لأفعال الله فالعالم الرباني عندما يتأمل في هذا الكون يرى بأن نظاما كاملا عادلا حكيما مسيطرا عليه فيحكم بحكم العقل بأن الله لا يفعل ما هو خارج عن العدالة أو خارج عن الحكمة و العلم فالله سبحانه و تعالى لا يترك العالم فوضى و دون نظام حتى للحظة واحدة.
|