في تعريف العدل
الفصل الأول :في تعريف العدل
العدل يعرف بطريقتين :
1- لغويا 2- علميا ، أما لغويا فعرف بتعاريف كثيرة:
1: عُرف في كتاب العين بأنه[ المرضي من الناس قوله و حكمه]و العدل [أن تعدل الشيء عن وجهه فتميله]
2: عرف في كتاب التعريفات بأنه [مصدر بمعنى العدالة و هو الإعتدال و الإستقامة و هو الميل إلى الحق سبحانه و تعالى ] لقوله تعالى (إعدلوا هو أقرب للتقوى)المائدة.
3: أما في الحدود الأنيقة فقد عرف العدل بأنه [مصدر بمعنى العدالة و هي الإعتدال و الثبات على الحق].
4:و عرف في الصحاح بأنه [ ضد الجور ]
5:و في القاموس المحيط بأن [ العدل ضد الجور و ما قام في النفوس أنه مستقيم]
6: و أما لسان العرب فله مجمومة من التعاريف بالنسبة لكلمة العدل فقال العدل أحيانا يأتي بمعنى الفدية لقوله تعالى [ لا يقبل منها عدل]أي لا يقبل منها فدية و أحيانا بمعنى الإشراك لقوله [ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون] أي يشركون و له معنى ثالث لقوله تعالى [ و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم] و له معنى رابع و هو المساواة لقولك فلان يعدل فلانا أي يساويه ، و هو عدّل الشيء أي وازنه و تعديل الشيء بمعنى تقويمه و أحيانا يأتي العدل بمعنى الإعوجاج.
7:و أما ابن الأعرابي فقال [ العدل بمعنى الاستقامة].
و قد عرّف العدل علميا و بحسب المصطلح بأكثر من تعريف أيضاً:
1: عرف المقداد السيوري في شرح الباب حادي عشر العدل بقوله [هو تنزيه الباري تعالى عن فعل القبيح و الإخلال بالواجب]
2: و عرف الحليمي في كتاب الأسماء و الصفات للبيهقي العدل بقوله [ العدل معناه أن الله لا يحكم إلا بالحق و لا يقول إلا الحق و لا يفعل إلا الحق]
3:و قد عرف المحقق اللاهيجاني العدل الإلهي في كتابه سرماية الإيمان ص57 بكذا [ المراد من العدل هو إتصاف كل حسن و جميل إلى ذات واجب الوجود و تنزهه عن كل ظلم و قبيح فإذا كان التوحيد هو كمال الحق في ذاته و صفاته فالعدل هو كمال الحق في أفعاله .
و توجد هناك تعاريف كثيرة أخر للعدل الإلهي كلها ترمز و تعود بالمآل إلى نفس ما تقدم من المعاني و لذا ما وجدت ما يدعو إلى ذكرها و اكتفيت في المقام بثلاثة أمثلة فقط و الآن بعد هذه التعاريف يجد الباحث أن لصفة العدل معان كثيرة لشمولها لأكثر من موضوع لكن المعنى و الموضوع الذي نحن نريد شرحه و الغوص فيه هو العدل الإلهي أي تنزيه الباري عن كل جور و عن كل ظلم و عن كل قبيح و أنه تعالى يوازن صفاته فلا تتغلب صفة من صفاته على صفة أخرى فالله سبحانه و تعالى لا يفعل و لا يقول شيئا و كذا لا يحكم بشيء إلا يكون ذلك الشيء عدلا و حقاً.
|