أبو محمد الخزرجي / الكويت
تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلتي: حول قضية الحسن والقبح العقليين!
يقول الشيعة حسب ما فهمت من كلام الشيخ جعفر السبحاني في كتاب الالهيات من الجزء الذي نقلتم كلامه: أن الشيعة تقول بالحسن والقبيح العقليين, فإن الله عادل لا يفعل ولا يأمر إلا بالحسن!
ورد الإمامية قول الذين قالوا بأن الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع!
طيب, لماذا لا نقول أن الحسن ما حسنه الشرع ؟ أليس الله لا يشرع إلا الحسن؟
مع ملاحظة أن كثير من الأمور التي جاءت في الشرع قد لا نعلم حسنها ولكن الله أمرنا بها, فقد يكون ظاهرها قبيح ولكنها حسنه, وهذا يدلل على صحة مقالة من قال بأن الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع, قال تعالى:
(( كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لَا تَعلَمُونَ )) (البقرة:216)
القصد: أن العقل وحده غير كاف لإدراك كل المحاسن فلا يصح القول بحسن ما حسنه العقل, وهذه الآية تدلل أن القتال كان كرها لهم ولكن بحقيقته حسن لهم, فعقل الإنسان يستكره القتال مجملا, ولكن قد يكون هذا القتال خير للإنسان, فالحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع.
والعقل معرض للأهواء, وهو أيضا قاصر عن إدراك مقاصد الشريعة, فكيف يكون هو الحاكم على حسن الشئ أو قبحه؟
ملخص الكلام: أن القول بحسن ما حسنه العقل وقبح ما قبحه العقل, قول لا يمكن أن يقبله العقل ذاته, لأنه لا يعلم ولا يحيط بكل محاسن الأمور, فتحسين ما حسنه الشرع وتقبيح ما قبحه الشرع هو الصحيح لأن الشرع هو الأكمل والمحيط بكل شئ,فما رأيكم بهذا الكلام؟
ولكم جزيل الشكر...
|