عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 12:09 AM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ثبوت عنوان الضلال لغير التابع:



ثبوت عنوان الضلال لغير التابع:

هذا, وقد عرفت أن الآية الكريمة أثبتت الضلال لمن لا يصدق عليه عنوان التبعية,وأبناء العامة قد رووا أن أبا بكر ليس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,والآية التي تقدمت نصّ في أنّ من انتفى عنه عنوان التبعية لم يثبت له عنوان البغيضة ,ويثبت له عنوان الضلال ,والبغيضة وعدم البغيضة لا ثالث لهما ,فتخلص أن من ثبت عدم كونه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ضالا".
نعم , نحن لا نتكلم على مقتضى ما هو الحق على أصول مذهبنا الحق,بما تفيده الأحاديث الصحيحة الواردة من طرقنا ومن طرق أبناء العامة من أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,ولا يسع المجال للتفصيل في هذا.

ص 13
كلام ابن الجوزي في المقام:

هذا,وقد ظن ابن الجوزي أنه أجاد في ما ذكره في المقام وأفاد,وحل المعضلة التي أغفل الكثيرون التعرض لها.
قال ابن الجوزي في زاد الميسر: فصل:فإن توهم متوهّم أنّ في أخذ براءة من أبي بكر وتسليمها إلى عليّ عليه والسلام تفضيلا" لعليّ عليه السلام على أبي بكر, فقد جهل ,لأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجرى العرب في ذلك على عادتهم.قال الزجاج:وقد جرت عادة العرب في عقد عهدها ونقضها أن يتولى ذلك على القبيلة رجل منها,جائز أن تقول العرب إذا تلا عليها نقض العهد من ليس من رهط النبي صلى الله عليه وآله وسلم,هذا خلاف ما تعارف فينا في نقض العهود,فأزاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلة بما فعل. وقال عمرو بن بحر:ليس هذا بتفضيل لعليّ عليه السلام على أبي بكر,وإنما عاملهم بعادتهم التعارفة في حل العقد,وكان لا يتولى ذلك إلا السيد منهم أو رجل من رهطه دنيا كأخ أو عم,وقد كان أبو بكر في تلك الحجة الإمام ,وعليّ عليه السلام يأتم به,وأبو بكر الخطيب, وعليّ عليه السلام يسمع. وقال أبو هريرة بعثني أبو بكر في تلك الحجة مع المؤمنين الذين بعثم يؤذونون بمنى,أن لا يحج بعد العام مشرك,ولا يطوف بالبيت عريان,فأذن معنا عليّ عليه السلام ببراءة وبذلك الكلام (1).


الجواب عما ذكره ابن الجوزي:

أقول :
أولا":
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالذي يجهل عادات العرب وتقاليدهم وأعرافهم,وهو منهم والعالم بأحوالهم, فكيف يبعث أبا بكر أولا" بتبليغ آيات البراءة,ومن ثمّ يبعث بعد ذلك عليا" عليه السلام ثانيا"؟!
ثانيا":
إنّ كلام الزجاج وغيره يستقيم لو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر بردّ أبي بكر,فقوله صلى الله عليه وآله وةسلم لعليّ عليه السلامl(إلحقه,فردّ عليّ أبا بكر وبلّغها أنت)),لا يجتمع مع كون أبي بكر هو الإمام والأمير في تلك الواقعة,كما زعموه.

الفهرس
(1)زاد المسير ج 3 ص 266.

ص 14

ثالثا":
إذا كانت عادة العرب كما ذكره الزجاج وابن عمرو,فهذا يقضي ببقاء أبي بكر هو الإمام,فلماذا لمّا قدم أبو بكر سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلا"l(يا رسول الله حدث فيّ شيء))؟كما عن ابن حنبل,ولماذا بكى؟كما عن أبي يعلى, أو ((فوجد أبو بكر في نفسه)) أو ((فانصرف أبو بكر وهو كئيب))؟كما عن النسائي, أو ((يا رسول الله مالي))؟كما عن ابن حبان,أو يا رسول الله هل وجدت عليّ شيء؟ كما عن البراز على ما نقله الميثمي.
فأبو بكر نفسه قد اضطرب وارتعدت فرائصه,حذرا" من أن يكون قد نزل فيه شيء ,كما صرّح هو نفسه بذلك على ما مر في الحديث السادس.
وإذا كانت عادة العرب على ما ذكروه,فإنه لا داعي للخوف والاضطراب من أبي بكر,ولا موجب للسؤال الذي سأله أبو بكر الصدّيق,فإنه لا زال هو الأمير والإمام بحسب زعمهم.
رابعا":
إنّ ما ذكره الزجاج وغيره يكذّبه قوله صلى الله عليه وآله وسلمl(ولكن أمرت أن لا يبلّغه))كما في ذيل الحديث الذي رواه ابنحنبل,وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إلا أني أمرت بذلك)),كما في ذيل الحديث الذي رواه أبو يعلى.
فإنّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك,نصّ صريح في أنّ الذي دعاه إلى أرسال عليّ عليه السلام وردّ أبي بكر هو أمر الله تعالى,ولا أراك تقول:
إنّ الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك هو ما تعارف العرب عليه فيما بينهم ,وجرت عليه تقاليدهم.

ص 15

خامسا":
إن المعنى الذي ذكره الزجاج وغيره يكذّبه أيضا" كلام ابن عباس فيما رواه عنه ابن ميمون في الحديث الثاني على ما تقدم.
أقول:فإن قول ابن عباس (أفّ وتفّ,وقعوا في رجل له عشر))نصّ في تبليغ عليّ عليه السلام كان فضيلة ومنقبة عظيمة,ليس أبو بكر من أهلها وأصحابها.
وأخيرا"
ولتبرئة أبي بكر الصدّيق,لقد كان على من سبق الزجاج أن يعمدوا إلى وضع حديث مستقل في قضية تبليغ آيات سورة براءة,مفاده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن بعث أبا بكر,أشار عليه بعض الصحابة بأن في ذلك خلافا" لعادات العرب وأعرافهم وتقاليدهم,فابعث بأحد من أهل بيتك,فعندها بعث رسول الله صلى الله عليه وله وسلم عليا" عليه السلام,ليبلغ براءة تحت أمرة أبي بكر.
فإنه لو كان وقع ذلك ممن سبق الزجاج ,وقد وقع المئات من أمثاله في غيره من الموارد,لتم كلام الزجاج وغيره,فإنّ عادتهم جرت على القدح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجهل والغفلة,توطئة وتمهيدا" لإثبات فضيلة لبعض أئمة الجور والطغيان.
نعم لا يكفي في مقامنا هذا أن يضعوا مثل ذاك المضمون الذي أشرنا اليه,بل عليهم أن يعمدوا إلى إخفاء هذه النصوص التي بين أيدينا,وإلا فمع بقائها فإن التهافت والتناقض بينها وبين ما لم يتفطنوا إلى وضعه واختراعه,ظاهر,واضح,فاضح.
وأما ما نقله ابن الجوزي كما تقدم آنفا"عن عمرو بن بحر:من أن أبا بكر كان ي تلك الحجة الإمام وعليّ عليه السلام يأتم به,وأبو بكر الخطيب وعلي عليه السلام يسمع(1).
(1)زاد المسير ج3 ص 266.

ص 16

فالجواب :أنك قد عرفت فساده أولا".
ثانيا":
كأنّ ابن بحر وغيره ممن ادعوا أنّ أبا بكر كان في تلك الواقعة هو الأمير,وأنه بقي كذلك حتى بعد إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام,كأنهم قد استندوا في ذلك إلى ما أخرجه الدارمي ,والنسائي,والبيهقي وغيرهم بإسنادهم عن ابن جريج,قال حدثني عبدالله بن عثمان بن خثيم,عن أبي الزبير,عن جابر,أن النبي صلى الله عليه وآلهخ وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة,بعث أبا بكر على الحج,فأقبلنا معه حتى إذا كان بالعرج ثوب بالصبح ثم استوى ليكبّر, فسمع الرغوة خلف ظهره,فوقف عن التكبير ,فقال:هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجدعاء, لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحج, فلعله ان يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصلي معه,فإذا عليّ عليه السلام عليها, فقال له أبو بكر:أمير أم رسول؟قال:لا بل رسول,أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ عليه السلام...(1).
أقول :
أولا":
هذه الرواية معارضة لأخبار الصحيحة التي تقدمت والتي فيها,أن عليا" عليه السلام ردّ أبا بكر ,وأن أبا بكر بكى,وانصرف كئيبا",ووجد في نفسه,وغير ذلك من تعابير لا تنسجم مع بقائه هو الأمير.
ثانيا":
لقد عقّب البيهقي على هذا الحديث بعد أن أورده قائلا": تفرد به هكذا ابن خثيم(2).وعقّب النسائي بعد أن أورد الحديث بقوله: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث ,وان علي بن المديني قال:ابن خثيم منكر الحديث(1).
ثالثا":
عقب النسائي أيضا" على حديث ابن خثيم ((خير أكحالكم الأثمدة))بقوله :عبد الله بن عثمان بن خثيم لين الحديث(2).

الفهرس
(1)سنن الدارمي ج 2 ص 66,خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 92,سنن النسائي ج 5 ص 247,السنن الكبرى للنسائي ج 2 ح 3984 ص 416 وج 5 ح 8463 ص 129 السنن الكبرى للبيهقي ج 5 ص 111,صحيح ابن حبان ج 15 ص 19.
(2)السنن الكبرى للبيهقي ج 5 ص 111.

ص 17

رابعا":
قال العقيلي:وكان يحدّث عن الرجل بالحديث ,لا يحدّث بحديثه كله(3).
وقال ابن حبان: عبدالله بن عثمان بن خثيم:وكان يخطئ(4).
ونقل ابن عدي عن يحيى بن معين ,قوله:عبد الله بن عثمان بن خثيم أحاديثه ليست بالقوية(5).
ونقل الذهبي عن أبي حاتم أنه قال فيه:لا يحتج به(6).
أقول :ومع ما قيل في حق ابن خثيم,فإنه يسقط حديثه عن الحجية,فلا يصح الاستناد إليه,بغض النظر عن معارضته للأحاديث الصحيحة السابقة.
فتخلص أن أبا بكر ليس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأخبار الصحيحة ,وأن الله تعاالى قد أمر بردّ أبي بكر في قضية تبليغ آيات سورة براءة.
فظهر لذي عين أنّ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:لا يبلّغ عني إلا رجل مني,يثبت به كون أبي بكر غير تابع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ظهر له أيضا" أن عليّ عليه السلام لأبي بكر ,يعني سقوطه عن درجة الأهلية لتبليغ بضع آيات من كتاب الله تعالى,فكيف رآه أبناء العامة مع ذلك أهلا" للخلافة والرئاسة؟!!

الفهرس
(1)سنن النسائي ج 5 ص 248
(2)سنن النسائي ج 8 ص 150.
(3)صعفاء العقيلي ج 2 رقم 846 ص 281-282.
(4)الثقات لابن حبان ج 5 ص 34.
(5)الكامل ج 4 ص 161.
(6)ميزان الاعتدال ج 2 رقم 4442 ص 459-460.


 

رد مع اقتباس