خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
|
المشاركات :
2,305 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الردود على هذه الفضيلة المدعاة
أقول:
اولا:
كون أبي بكر ثانيا" لا يدل على فضل البتة,فإنه لو كان معهما ثالث,لكان الثالث هو ثالث ثلاثة,وهو يدل على العدد ليس إلا,ودلالته على أزيد من هذا يفتقد الدليل.
ثانيا":
كون أبي بكر قد بذل نفسه وفارق أهله طاعة لله تعالى,أمر نجهله,فإن المولى سبحانه وحده المطلع على الرائر,العالم بالنوايا,ولعله فارق-في غير طاعة الله سبحانه.
أما أنه بذل نفسه,فلا أدري كيف انه كان لنفسه باذلا",والمفروص ـنه خرج متخفيا" مع النبي صلى الله عليه واله وسلم,لا يعلم بهما المشركون وكفار قريش.
وكيف يكون أبو بكر باذلا" نفسه وهو مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متخفيا",ولا يكون عليّ، أمير المؤمنين عليه السلام الذي بات على فراش الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يفديه بنفسه باذلا" نفسه؟
الفهرس
(1)سورة النحل الآية128.
(2)شرحمسلم للنووي ج 15 ص 149-150.
(الصفحة الثالثة)
مفارقة أبي بكر للأهل والمال:
ثالثا":أما أنه فارق أهله وماله,فإن مفارقة الأهل والمال تحتمل وجوها",منها ما هو صحيح وراجح,ومنها ما هو مذموم ومرجوح,ولم يأت نبأ من المولى سبحانه يتعين به لدينا الوجه الذي فارق أبو بكر ماله وأهله لأجله,هذا إذا سلمنا أنه فارق ماله.
ولكن الثابت أنه خرج بماله,فأين مفارقته ماله كما ادعاه النووي؟
فقد أخرج ابن حنيل,والطيراني,والحاكم,وابن عساكر بإسنادهم عن أسماء بنت أبي بكر,قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخرج معه أبو بكر,احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم,قالت:وانطلق بها معه.قال الحاكم في المستدرك:هذا حديث صحيح على شرط مسلم(1).
رابعا":
إن حديث ملازمته لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سفر الهجرة لا يدل علي عناية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم به,فلا فضل لأبي بكر في ذلك, اللهم إلا إذا كانت صحبته له طلبا"من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم,فإن ذلك يكشف عن عناية خاصة بأبي بكر.
عدم إعلام النبي صلى الله عليه واله وسلم لأبي بكر بخروجه:
ولكن الثابت أن أبا بكر لم يعلم بخروج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
فقد أخرج أحمد بن حنيل,وابن أبي عمرو,والحاكم,وابن عساكر بإسنادهم عن عمرو بن ميمون قال:إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط,فقالوا:يا ابن عباس إما أن تقوم معنا أو تخلونا هؤلاء ,قال:فقال ابن عباس:بل أقوم معكم,قال:وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى,قال:فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا,قال:فجاء ينفض ثوبه ويقول:أفّ"وتفّ",وقعوا في رجل له عشر,وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه واله وسلم لأبعثن رجلا"
الفهرس
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 350,المعجم الكبير للطبراني ج 24 ح 235 ص 88,المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 6,تاريخ مدينة دمشق ج 69 ص 13.
(الصفحة الرابعة)
لا يخزيه الله أبدا", إلى أن قال: وشرى على نفسه ليس ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم,ثم نام مكانه,قال:وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم,فجاء أبو بكر وعليّ عليه السلام نائم,قال :وأبو بكر يحسب أنه نبي الله,قال:فقال:يا نبي الله,قال:فقال له عليّ عليه السلام:إن نبي الله صلى الله عليه واله وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون,فأدركه,قال:فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.
قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد(1).
وقال السيوطي في الدر المنثور :وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس,قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الليل لحق بغار ثور ,قال وتبعه أبو بكر ,فلما سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حسه خلفه خاف أن يكون الطلب,فلما رأى ذلك أبو بكر تنحنح فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عرفه,فقام له حتى تبعه فأتيا الغار(2).
الفهرس
(1)مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 330-331,كتاب السنة ح1351ص 588-589,المستدرك على الصحيحين ج3 ص 134,خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي ص 61,تاريخ مدينة دمشق ج 24 ص 97-102,البداية والنهاية ج7 ص 373-374,ذخائر العقبى ص 86-87 ,الناقب للخوارزمي ح 140 ص 125-127.
(2)الدر المنثور ج3 ص 240.
(الصفحة الخامسة)
وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يطلع أبا بكر على أمر خروجه وهجرته.
فلماذا يا ترى لم يخبره وهو الثقة الأمين عنده كما تزعمون!
خامسا":
لست أدري كيف جعل أبو بكر نفسه وقاية للنبي صلى الله عليه واله وسلم؟!
ما شاء الله ,ما كان أشجع أبي بكر,وقد أثبتم أنتم خوفه!
ولماذا لا يكون الذي وقاه هو من نام على فراشه ليلة هجرته,وهو عليّ أمير المؤمنين عليه السلام؟!
ولعل مراد ابن الجوزي من أن أبا بكر جعل نفسه وقاية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم,هو أخرجه ابن شيبة عن نافع بن عمر عن رجل عن أبي بكر أنهما لما انتهيا ,قال:إذا جحر,قال:فألقمه أبو بكر رجله فقال:يا رسول الله,إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي(1).
أو هو ما أخرجه ابن عاصم عن الأسود بن قيس,عن جندب بن سفيان,قال:لما انطلق أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الغار وقال له أبو بكر لا تدخل الغار يا رسول الله حتى أستبرئه,قال:
الفهرس
(1)المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 8 ح 10 ص 459.
الصفحة السادسة
فدخل أبو بكر الغار فأصاب يديه شيء,فجعل يمسح الدم عن إصبعه,وهو يقول هل أنت إلا أصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت(1).
أو هو ما أخرجه الحاكم في المستدرك بإسناده محمد بن سيرين,قال ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضّلوا عمر على أبي بكر ,قال فبلغ ذلك عمر ,فقال :والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر,وليوم من أبي بكر خير من آل عمر,لقد خرج رسول الله صلى الله علية وآله وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر,فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فقال يا أبا بكر :ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ فقال يا رسول الله:أذكر الطلب فأمشي خلفك,أذكر الرصد فأمشي بين يديك ,فقال:ياأبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟قال:نعم,والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك,فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر:مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار,فدخل واستبراه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة,فقال:مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الحجرة,فدخل واستبرأ,ثم قال:إنزل يا رسول الله,فنزل فقال عمر:والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه(1).
الفهرس
(1)جزء ابن عاصم ص 95.
الصفحة السابعة
أقول:أما ما أخرجه ابن أبي شيبة,فهو حديث ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه نافع.
وأما ما رواه ابن عاصم,فيرده أولا":أنّ عمر بن الخطاب لم يذكر في حديثه أن أبا بكر أصابه شيء عندما استبرئ الغار والحجرة,بحيب رواية الحاكم.
ثانيا":أخرج البخاري بإسناده عن الأسود بن قيس,قال:سمعت جنديا" يقول:بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمشي إذ أصابه حجر فعثر فدميت إصبعه فقال:هل أنت إلا إصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت(2).
واخرج مسلم بإسناده عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان,قال:دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم في بعض تلك المشاهد فقال:هل أنت إلا إصبع دميت,وفي سبيل الله ما لقيت.
الفهرس
(1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص6.
(2)صحيح البخاري ج 7 ص 107.
الصفحة الثامنة
وقال مسلم :وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة إسحق بن إبراهيم جميعا" عن ابن عيينة,عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد,وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غار فنكبت إصبعه(1).
أقول :
ولا شبهة أن ما في صحيحي البخاري ومسلم أولى بالتصديق مما في جزء ابن عاصم ,والمتأمل في الحديث يعلم أنه واحد ,فلا بد وأنّ التحريف وقع في رواية ابن عاصم.
وأما ما أخرجه الحاكم ,فقد كفانا هو نفسهمؤونة الرد, حيث ذكر أن الحديث مرسل ,فإن ابن سيرين لم يدرك زمان عمر بن الخطاب ,وقد ولد ابن سيرين قبل ممات عثمان بن عفان بسنتين(2).
أقول :
اولا :
هذا كله بغض النظر عن عدم إمكان تصديقنا بهذه الشجاعة التي اخترعوها لأبي بكر,فإنه لو كان يملك تلك الملكة من الشجاعة فما له انهزم في خيبر ,وفرّ وهرب في حنين.
ثانيا":
إن هذه الشجاعة المزعومة لأبي بكر قد كذّبها أبناء العامة,حيث ذكروا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل هو وأبو بكر الغار
الفهرس
(1)صحيح مسلم ج 5 ص 181-182.
(2)الطبقات الكبرى ج 7 ص 193,التاريخ الصغير للبخاري ج 1 ص 296.
الصفحة التاسعة
أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسترته,وأمر الله العنكبوت فنسجت,وأمر الله عز وجل حمامتين وحسيتين فوقفتا بفم الغار(1).
فإن الأولى بمثل أبي بكر الشجاع أن تسكن نفسه ,ولا يحزن ولا يخاف ولو لم ير` تلك الآيات الرحمانية,فما باله خاف وحزن,وهو الشجاع المقدام؟
وكيف يخاف مثله وقد رأى آيات الله تعالى؟
والمؤمن بالله تعالى تسكن نفسه بذكر ربه في الغيب,فكيف بمن يرى آيات ربه مجسّدة أمام ناظريه؟
وأما ما ذكره النووي من الخول في قوله تعالى<إنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون>,
فصحيح فيما لو كان أبو بكر مطيعا" لله تعالى ,محسنا",وهذا ما ينفيه النهي الصريح الوارد في قوله تعالى<لا تحزن>,
والمولى سبحانه ليس مع الذي يكون عاصيا" في خوفه,ومن يكون خوفه منهيا" عنه لا يكون محسنا" متقيا",على ما سيأتي تفصيله.
وأما ما ذكره من قوله صلى الله عليه وآله وسلم (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).
الفهرس
(1)حديث خيثمة ص 136,المعجم الكبير للطبراني ج 20 ص 443,دلائل النبوة ص 76-77.
الصفحة العاشرة
فجوابه :
اولا:
أنّ هذا من كلام أبي بكر نفسه,ولا معنى لإثبات فضيلة لشخص بكلامه نفسه.
ثانيا":
سيأتي أنّ قوله تعالى إنّ الله معنا لم يكن إلا من باب التهديد والوعيد ليس إلا.
ثالثا":
قال ابن حبان في المجروحين عن هذا الحديث :إنما هو حديث ثابت عن أنس فقط,ولم يروه عن ثابت إلا همام ,وجعفر بن سليمان(1).
أقول :
الحديث في جميع المصادر هو رواية همام بن يحيى ,عن ثابت البناني,عن أنس بن مالك ,عن أبي بكر,(2), ولم نظفر برواية جعفر بن سليمان للحديث إلا في مورد واحد في تاريخ ابن عساكر ,أخرجه بإسناده عن أبي مالك سعيد بن هبيرة,عن جعفر بن سليمان (1),وأيضا" فقد ظفرنا برواية شعبة عن ثابت للحديث من طريق أبي بشر أحمد بن محمد بن مصعب(2).
الفهرس
(1)كتاب المجروحين لابن حبان ج 1 ص 140.
(2)مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 4,صحيح البخاري ج 4 ص 190 وج 5 ص 204,صحيح مسلم ج 7 ص 108,سنن الترمذي ج 4 ص 342, المصنف لابن أبي شيبة ج 7 ص 471 وج 8 ص 459,مسند أبي يعلى ج 1 ص 68,منتخب مسند عبد بن حميد ص 30,كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم ص 562,حديث خيثمة ص 136,صحيح ابن حبان ج 14 ص 181وج 15 ص 287, الطبقات الكبرى ج 3 ص 173, تاريخ بغداد ج 3 ص 53 و300 وج 12 ص 133, تاريخ مدينة دمشق ج 30 ص 4و82 و83 و84 وج 35 ص 391, ذكر أخبار أصبهان ج 1 ص 149.
(الصفحة الحادية عشرة )
هذا البخاري روى الحديث في تاريخه عن شيخه موسى بن اسماعيل ,عن همام بن يحيى,عن ثابت ,عن أنس,وفيه:قال صلى الله عليه وآله وسلم :إسكت يا أبا بكر ,اثنان الله ثالثهما(3).
أقول:
اولا:
ولسان ((إسكت)) لسان تقريع وتهديد وتجريح,وليس لسان تطمين ومديح.
ثانيا":
لم تسلم الطرق الثلاثة للحديث عن الخدشة في سنده.
أما أبو بشر,فقد قال فيه ابن حبان في المجروحين:كان ممن يضع المتون للآثار ,ويقلّب الأسانيد للأخبار ,حتى غلب قلبه أخبار الثقات وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه,فاستحق الترك,ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها,كان على عهدي به قديما" وغيره ,وهو لا يفعل إلا قلب
الأخبار عن الثقات ,والطعن على أحاديث الأثبات.وقال ابن عدي في الكامل :ورأيت الدغولي ينسبه إلى الكذب,إلى أن قال :وهو بينّ أمره في الضعف.وقال الدار قطني:كان يضع الحديث.وقال الذهبي:الحافط الأوحد,إلا أنه كذاب(1).
أما أبو مالك بن هبيرة,فقد قال فيه أبو حاتم :ليس بالقوي,روى أحاديث أنكرها أهل العلم. وقال ابن حبان:ولكن كثيرا" ما يحدّث بالموضوعات عن الثقات,كأنه كان يضعها أو توضع له فيجيب فيها,لا يحل الإحتجاج به بحال(2).
(الصفحة الثانية عشرة)
وأما همام بن يحيى ,فقد قيل فيه كلاما" يمنع كل منصف عن الاحتجاج بخبره.
قال عفان:كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه,وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه,وكان يكره ذلك,قال:
ثم رجع بعد فنظر في كتبه,فقال يا عفان:كنا نخطئ كثيرا" فنستغفر الله. وقال يزيد بن زريع وقد سئل :ما تقول في همام؟قال:كتابه صالح ,وحفظه لا يسوي شيئا" .وقال أحمد بن حنبل:ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا" في أحد منه في حجاج بن أرطاة, ومحمد بن إسحاق,وليث,وهمام,لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.وقال محمد بن سعد:ربما غلط في الحديث .وقال أبو حاتم:في حفظه شيء. وقال أبو بكر البرديجي:همام صدوق,يكتب حديثه ولا يحتج به.وقال الساجي:صدوق سيء الحفظ, ما حدّث من كتابه فهو صالح, وما حدّث من حفظه فليس بشيء. وقال أحمد بن حنبل أيضا":لم يرو يحيى القطان عن همام بن يحيى شيئا"(1).
أقول:
لا طريق لأحد في إحراز أن همام حدّث عن ثابت بهذا الحديث من كتابه, فلعله كان من حفظه,وحفظه متفّق عليه بينهم أنه سيء,وعليه فلا يسلم عندنا حديثه,ولو سلم,فلا نعلم أن لفظ ((ما ظنك)) هو الصحيح,أو لفظ ((إسكت يا أبا بكر))كما أثبته البخاري في تاريخه هو الصحيح.
الفهرس
(1)الطبقات الكبرى ج 8 ص 282,ضعفاء العقيلي ج 4 رقم 198 ص 367-369,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 194 ص 201,تهذيب التهذيب ج 11 رقم 108 ص 60-62.
(الصفحة 13)
ثانيا":
لنا أن نلتزم بقول همام نفسه حيث اعترف بأنه كان يخطئ,واستغفاره من خظئه لا يقضي بصحة حديثه الذي أخطأ فيه, ونحتمل جدا" أن حديثه بلفظ ((ما ظنك))قد أخطأ فيه.
ثالثا":
لنا أن نلتزم بأن هذا الحديث من مصاديق أغلاطه,فقد ذكر ابن سعد أنه ربما غلط في الحديث.
رابعا":
لنا أن نلتزم بقول أبي بكر البرديجي من أنه يكتب حديثه,ولا يحتج به.
خامسا":
لقد صرح أحمد بن حنبل أن شيخه يحيى بن سعيد القطان ترك حديث همام على ما تقدم,وقال ابن حجر في التهذيب في ترجمة القطان:قال الخليلي هو إمام بلا مدافعة,وهو أجل أصحاب مالك بالبصرة, وكان الثوري يتعجب من حفظه,واحتج به الأئمة كلهم,وقالوا من تركه يحيى تركناه(1).
أقول :
وقد تركه يحيى باعترافهم, فيلزم على أبناء العامة تبعا" لأئمتهم التابعين ليحيى القطان أن يتركوا حديث همام بن يحيى, وعليه فبطل حديث يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما من أصله.
لا أراك تقول: ولكن سيأتي منكم التمسك بأخبار رجال عيب عليهم في الحفظ,وثبت أنهم يخطئون.
الفهرس
(1)تهذيب التهذيب ج 11 ص 193.
(ص14)
فنجيب: هذا النقض ليس في محله ,فإننا فيما يأتي نورد الحديث من طريق الثقات الذين لا يخطئون,وقد نورده أيضا" من طريق بعض الثقات الذين قد يخطئون أو ممن عيب عليهم في الحفظ,ولا نورده من طرف واحد, وإذا صح الحديث عن ثقة لا يخأ, فإنه يكون قرينة على صحة الحديث الذي رواه ثقة قد يخطأ أو لا يحفظ.
بينما هذا الحديث الذي نبحث فيه, لم يروه غير همام بن يحيى وقد عرفت حاله ,ورواه أيضا" رجل ضعيف عن جعفر بن سليمان ,وروي عن شعبة ثالثا" من طريق رجل أجمعوا على تركه وضعفه ,وبالتالي فلم يرد من طريق ثقة سالم عن الخدشة.
|