قال المؤلف) هذه القضية ذكرت باختلاف في كتب التاريخ مفصلا ومختصرا، والرواية الاخيرة التي ذكرها في الكامل اكثر ذكرا من غيرها، والابيات التي ذكرها لها تتمة ذكرت في ديوان أبي طالب عليه السلام، وفيها تصريح بالوحدانية والنبوة وغير ذلك من الامور النافعة المهمة، تثبت لمن تأملها أن ابا طالب عليه السلام كان موحدا مؤمنا بالنبي الامي، ابن اخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وإنما أخفى عقيدته ولم يتظاهر بها كساير أصحاب النبي صلى الله عليه وآله لحفظ نفسه وحفظ النبي وحفظ أصحابه، فحاله عليه السلام حال المؤمنين الذين كتموا إيمانهم فكان لهم اجران، وبذلك حفظ النبي وأهل بيته ولم يتمكن أحد من إيذائه رعاية له وخوفا منه، إلى أن توفي سلام الله عليه، ولما توفي عليه السلام قامت قريش وغير قريش بايذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصل إلى حد لم يتمكن صلى الله عليه وآله من البقاء في وطنه فقر منها بامر الله تعالى إلى يثرب، حيث كان له هناك أتباع وانصار قاموا بنصرته إلى ان قوي الدين وكثر المسلمون واستولوا على الكافرين من قريش وغيرهم وتمكن من فتح مكة المكرمة ووطنه المبارك،
|