عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-16-2012, 06:02 PM
عقيلة الطالبيين
موالي فعال
عقيلة الطالبيين غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 08-16-2023 (09:31 AM)
 المشاركات : 451 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السؤال: هل يجري الزمان على الباري عزّ شانه؟



حسين علي / الكويت
السؤال: هل يجري الزمان على الباري عزّ شانه؟

السلام عليكم..
في عقيدتنا أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق المكان، ولذلك لا يمكن أن نحدّه بهذا الحدّ قبل ايجاده (المكان)، أمّا الزمان فهو كذلك مخلوق من قبل الله عزّ وجلّ.
ولكن السؤال:
بما أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الزمان, بالتالي سيوجد لدينا احتمالان:
أوّلاً: إنّ الزمان يمشي ويتغيّر مع الله سبحانه وتعالى, أي أنّ الله عزّ وجلّ يعيش لحظات الزمن معنا نحن المخلوقات.
ثانياً: إذا كانت الاحتمال الأوّل ليس كذلك, وجب أن يكون الزمان انتهى بالنسبة لله تعالى، بحيث أنّ الله سبحانه لا علاقة له مع الزمان من حيث التأثر, وهذا ينافي كوننا نعيش الآن هذه اللحظات. واستغفر الله ربّي وأتوب إليه من كلّ ذنب عظيم.
أرجو من الله تعالى أن يغفر لي هذه الأفكار إن كانت أفكاراً فاسدة.
ونرجو الاجابة من سماحتكم.
وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
الجواب:
الأخ علي المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لا بدّ من توضيح أمر مهم جدّاً قبل الخوض في حلّ هذه المسألة:
إنّنا نتعامل مع الزمان باعتباره مقدار حركة الأشياء ومقياس الحوادث, والأشياء التي تتحرك إنّما هي أجسام مادّية، وكذلك ما يعتريها من الحوادث إنّما هي عوارض مادّية تلحقها من جهة الحركة.
ومن هنا فإذا أدركنا أنّ الله تعالى ليس جسماً من الأجسام، وأنّه منزه عن المكان والحركة، فلا بدّ أن ندرك كذلك بأنّه منزّه عن الزمان، أي أنّ الزمان لا يجري عليه كما يجري على الأجسام, ولكن عدم جريان الزمان عليه شيء وعلمه بالزمان شيء آخر, ذلك لأنّ الله تعالى عالم بكلّ شيء لا يعزب عنه من مثقال ذرّة, وحينئذٍ فلا يقيّد الزمان علم الله تعالى, بل الله تعالى محيط به من طرفيه, وهذه الإحاطة العلمية بالزمان ليست زمانية حتى يرد الإشكال بأنّ الزمان يتغيّر مع الله تعالى (معاذ الله), أو أنّ الله تعالى يعيش معنا لحظات الزمان, بل هي إحاطة علمية مجرّدة عن التقدّم والتأخّر الزمانيين، فلا يترتب عليها إذن طروّ التأثر على ذاته عزّ وجلّ، أو على صفاته كما يطري التغيّر على ذواتنا وصفاتنا نحن المخلوقات الزمانية.
ودمتم في رعاية الله.




رد مع اقتباس