السؤال: التوحيد الذاتي والتوحيد في العبادة
كرار عبد الكريم / العراق
السؤال: التوحيد الذاتي والتوحيد في العبادة
السؤال الأوّل: ما هو توحيد الذات، وتوحيد الأفعال والعبادة؟
السؤال الثاني: ما هي المفاسد المترتّبة على القول بتعدّد الآلهة في قوله تعالى: ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا))(الأنبياء (21): 22)؟
السؤال الثالث: ما هي الحاجة للزوم بعثة الأنبياء؟
الجواب:
الأخ كرار المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
1ــ التوحيد الذاتي معناه أنّ الله سبحانه وتعالى واحد لا ثاني له، فهو لا مثيل له، وقد يطلق التوحيد الذاتي على كونه سبحانه واحداً بمعنى أنّه بسيط لا جزء له، ويسمّى الأوّل: بالتوحيد الواحدي، ويسمّى الثاني: بالتوحيد الأحدي، وقد أشار سبحانه إلى الأوّل بقوله تعالى: ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))(الإخلاص (112): 4)، وإلى الثاني بقوله: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))(الإخلاص (112): 1).
والتوحيد في العبادة معناه: تخصيص العبادة بالله وحده، فلو عملها له ولغيره لم يكن موحّداً.
نعم، اختلف في معنى العبادة، وفي تشخيص مصاديقها وجزئياتها عن غيرها.
وأمّا التوحيد الأفعالي، فهو مصطلح ذكره الحكماء وهو: نسبة الأفعال كلّها إلى الحقّ المتعال، أو أنّ الحوادث كلّها لا تخرج من إرادته أبداً.
2ــ قال السيّد الطباطبائي في (تفسير الميزان) في قوله تعالى: ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)): ((وتقرير حجّة الآية: أنّه لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتاً، متبائنين حقيقة، وتباين حقائقهم يقضى بتباين تدبيرهم، فيتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض، لكن النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها، فليس للعالم آلهة فوق الواحد وهو المطلوب))(تفسير الميزان 14: 267 سورة الأنبياء الآية (22)).
3ــ قال الشيخ جعفر السبحاني في (الإلهيات): ((إنّ مسألة لزوم إرسال الرسل أيضاً، تبتني على هذه مسألة (التحسين والتقبيح العقليين)، فالعقل الذي يدرك بأنّ الإنسان لم يخلق سدى بل خلق لغاية، يدرك بأنّه لا يصل إليها إلاّ بالهداية التشريعية الإلهية، فيستقلّ بلزوم بعث الدعاة من الله تعالى لهداية البشر))(الإلهيات 1: 258 الفصل الثالث، الباب الثاني: الحكمة: ثمرات التحسين والتقبيح العقليين)..
ودمتم في رعاية الله.
|