السؤال: هل يجري الزمان على الباري عزّ شأنه ؟
حسين علي / الكويت
السؤال: هل يجري الزمان على الباري عزّ شأنه ؟
السلام عليكم
في عقيدتنا ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق المكان ولذلك لا يمكن ان نحده بهذا الحد قبل ايجاده (المكان)
أما الزمان فهو كذلك مخلوق من قبل الله عز وجل
ولكن السؤال:
بما ان الله سبحانه وتعالى خلق الزمان, بالتالي سيوجد لدينا احتمالان:
1) ان الزمان يمشي ويتغير مع الله سبحانه وتعالى, أي ان الله عز وجل يعيش لحظات الزمن معنا نحن المخلوقات
2) اذا كانت (1) ليس كذلك, وجب ان يكون الزمان انتهى بالنسبة لله تعالى بحيث ان الله سبحانه لا علاقة له مع الزمان من حيث التأثر,,, وهذا ينافي كوننا نعيش الآن هذه اللحظات
واستغفر الله ربي واتوب اليه من كل ذنب عظيم
ارجو من الله تعالى ان يغفرلي هذه الافكار ان كانت افكارا فاسدة
ونرجو الاجابة من سماحتكم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الجواب:
الأخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابد من توضيح أمر مهم جداً قبل الخوض في حل هذه المسألة.
إننا نتعامل مع الزمان باعتباره مقدار حركة الاشياء ومقياس الحوادث, والاشياء التي تتحرك إنما هي اجسام مادية وكذلك ما يعتريها من الحوادث إنما هي عوارض مادية تلحقها من جهة الحركة.
ومن هنا فإذا أدركنا أن الله تعالى ليس جسماً من الاجسام وأنه منزه عن المكان والحركة فلا بد أن ندرك كذلك بأنه منزه عن الزمان أي أن الزمان لا يجري عليه كما يجري على الأجسام, ولكن عدم جريان الزمان عليه شيء وعلمه بالزمان شيء آخر, ذلك لأن الله تعالى عالم بكل شيئ لا يعزب عنه من مثقال ذرة, وحينئذٍ فلا يقيد الزمان علم الله تعالى, بل الله تعالى محيط به من طرفيه, وهذه الإحاطة العلمية بالزمان ليست زمانية حتى يرد الإشكال بان الزمان يتغير مع الله تعالى (معاذ الله), أو أن الله تعالى يعيش معنا لحظات الزمان, بل هي إحاطة علمية مجردة عن التقدم والتأخر الزمانيين فلا يترتب عليها إذن طرو التأثر على ذاته عز وجل أو على صفاته كما يطري التغير على ذواتنا وصفاتنا نحن المخلوقات الزمانية.
ودمتم في رعاية الله
|