السؤال: الله جل جلاله موجود في كل مكان 2
أحمد
السؤال: الله جل جلاله موجود في كل مكان
اذا كان الله في كل مكان كما قال الامام علي عليه السلام , فهذا يعني انه في دورات المياه , والعياذ بالله !
الجواب:
الأخ أحمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى أن الموجود إما مادي وإما غير مادي .
والموجود المادي هو الموجود الذي له مادة وجسم ـ أي ذو أبعاد ثلاثة طول وعرض وعمق ـ والجسم يستدعي كونه في مكان خاص وجهة خاصة ، ولا يمكن للجسم أن يكون في مكانين أو جهتين أو أكثر ، وإلا لصار جسمين أو أكثر لا جسم واحد .
والموجود غير المادي هو الموجود الذي ليس له مادة وجسم ، فهو ليس له مكان خاص ولا جهة خاصة ، بل يمكن أن يكون في أماكن وجهات مختلفة ومتعدّدة كالهواء مثلا .
بعد هذه المقدّمة، نقول : أن وجود الله تعالى وجود غير مادي ، فهو موجود في كل مكان ، وفي كل جهة، قال تعالى: ((وَللّه المَشرق وَالمَغرب فأَينَمَا توَلّوا فثَمَّ وَجه اللّه إنَّ اللّهَ وَاسعٌ عَليمٌ))(البقرة 115).
أي أن الله تعالى يملك ما بين المشرق والمغرب ، فله تعالى السلطة والقدرة على ما بينهما ، فأينما توجهوا وجوهكم ، فهنالك وجه الله ، أي لا يخلو منه تعالى مكان ولا جهة ، وقد وسع ذاتا وعلما وقدرة ورحمة وتوسعة على عباده ، وعليم بمصالح الكل ، وما يصدر عن الكل في كل مكان وجهة ، ولا يخفى عليه خافية .
وقال تعالى : ((وَنَحن أَقرَب إلَيه من حَبل الوَريد )) (ق 16)، وجاء في (الاحتجاج/ للشيخ الطبرسي 2 / 75) ، في ذيل هذه الآية :
((فقال ابن أبي العوجا : ذكرت الله فاحلت على الغائب .
فقال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ويلك ! كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ويرى اشخاصهم ، ويعلم اسرارهم ؟ !
فقال ابن أبي العوجا : فهو في كل مكان ، اليس إذا كان في السماء كيف يكون في الارض ، وإذا كان في الارض كيف يكون في السماء ؟
فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان ، وخلا منه مكان ، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه ، فأما الله العظيم الشأن ، الملك الديان ، فلا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان)).
وبعد هذا البيان يتّضح الجواب عى سؤالكم ، فالموجودية ليست موجودية مادية ، بل هي موجودية غير مادية ، فهو تعالى مطلع عليها ، ولا يخفى عليه منها شيء ، وله السلطة والقدرة عليها ، وإلا يلزم جهله بها .
ودمتم في رعاية الله
|