اقوال علماء العامة بحديث الاقتداء بالشيخين
كلمات الأئمة وكبار العلماء حول سند حديث الاقتداء
قد عرفت سقوط أسانيد هذا الحديث فيما عرف بالصحيح من الكتب فضلا عن غيره . . . وفي هذا الفصل نذكر نصوص عبارات أئمتهم في الطعن فيه إما على الإطلاق بكلمة : موضوع وباطل ولم يصح ومنكر وإما على بعض الوجوه التي وقفنا على كلماتهم فيها . . .
فنقول :
( 1 )
أبو حاتم الرازي لقد طعن الإمام أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي في هذا الحديث . . . فقد ذكر العلامة المناوي بشرحه : . . . وأعله أبو حاتم ، وقال البزار كابن حزم : لا يصح ، لأن عبد الملك لم يسمعه من ربعي ، وربعي لم يسمعه من حذيفة ، لكن له شاهد . . ( 1 ) . ترجمته : وأبو حاتم الرازي ، المتوفى سنة 277 ه ، يعد من أكابر الأئمة الحفاظ المجمع على ثقتهم وجلالتهم ، بل جعلوه من أقران البخاري ومسلم . . . . قال السمعاني : إمام عصره والمرجوع إليه في مشكلات الحديث . . . كان من مشاهير العلماء المذكورين الموصوفين بالفضل والحفظ والرحلة . . . وكان أول من كتب الحديث . . .
( 2 ) . ‹ صفحة 24 ›
وقال ابن الأثير : هو من أقران البخاري ومسلم ( 1 ) . وقال الذهبي : أبو حاتم الرازي الإمام الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي ، أحد الأعلام . . . ( 2 ) . وقال أيضا : الإمام الحافظ الناقد ، شيخ المحدثين . . . وهو من نظراء البخاري . . . ( 3 ) . وله ترجمة في : تاريخ بغداد 2 / 73 ، تهذيب التهذيب 9 / 31 ، البداية والنهاية 11 / 59 ، الوافي بالوفيات 2 / 183 ، طبقات الحفاظ : 255 .
( 2 )
أبو عيسى الترمذي وكذا طعن فيه أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع الصحيح فإنه قال ما نصه : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، ثني أبي ، عن أبيه سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود . هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل . ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث . وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هاني ، وأبو الزعراء الذي روى عنه شعبة والثوري وابن عيينة اسمه عمرو بن عمرو ، وهو ابن أخي أبي الأحوص صاحب ابن مسعود ( 4 ) . ‹ صفحة 25 › ترجمته : والترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى ، المتوفى سنة 279 ه ، صاحب أحد الصحاح الستة . . . غني عن الترجمة والتعريف ، إذ لا كلام بينهم في جلالته وعظمته واعتبار كتابه ، وهذه أسماء بعض مواضع ترجمته : وفيات الأعيان 4 / 278 ، تذكرة الحفاظ 2 / 623 ، سير أعلام النبلاء 13 / 270 ، تهذيب التهذيب 9 / 387 ، البداية والنهاية 11 / 66 ، الوافي بالوفيات 4 / 294 ، طبقات الحفاظ : 278 .
( 3 )
أبو بكر البزار وأبطله الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن عبد الخالق البزار صاحب المسند المتوفى سنة 292 ه ، كما عرفت من كلام العلامة المناوي الآنف الذكر . ترجمته : قال الذهبي : الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري ، صاحب المسند الكبير والمعلل . . . ( 1 ) . ووصفه الذهبي أيضا ب الشيخ الإمام الحافظ الكبير . . . ( 2 ) . وهكذا وصف واثني عليه في المصادر التاريخية والرجالية . . . فراجع : تاريخ بغداد 4 / 334 ، النجوم الزاهرة 3 / 157 ، المنتظم 6 / 50 ، تذكرة الحفاظ 2 / 653 الوافي بالوفيات 7 / 268 ، طبقات الحفاظ : 285 ، تاريخ أصفهان 1 / 104 ، شذرات الذهب 2 / 209 . ‹ صفحة 26 ›
( 4 )
أبو جعفر العقيلي وقال الحافظ الكبير أبو جعفر العقيلي ، المتوفى سنة 322 ه ، في كتابه في الضعفاء : محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم العمري عن مالك . ولا يصح حديثه ولا يعرف بنقل الحديث حدثناه أحمد بن الخليل الخريبي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحلبي ، حدثني محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم بن عبد الله بن عبيد الله بن إبراهيم بن عمر بن الخطاب ، قال : أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : اقتدوا بالأميرين من بعدي أبي بكر وعمر . حديث منكر لا أصل له من حديث مالك ( 1 ) . وقد أورد الحافظان الذهبي وابن حجر طعن العقيلي هذا واعتمدا عليه كما ستعرف . وأيضا : ترجم العقيلي يحيى بن سلمة بن كهيل في الضعفاء وأورد الحديث عنه عن ابن مسعود بنفس السند الذي في صحيح الترمذي وقد تقدم نص عبارته في الفصل الأول . ترجمته : وقد أثنى على العقيلي كل من ترجم له . . . قال الذهبي : الحافظ الإمام أبو جعفر . . . قال مسلمة بن القاسم : كان العقيلي جليل القدر ، عظيم الخطر ، ما رأيت مثله . . . وقال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطان : أبو جعفر ثقة جليل القدر ، عالم بالحديث ، مقدم في الحفظ ، توفي سنة 322 ( 2 ) . وانظر : سير أعلام النبلاء 1 / 236 ، الوافي بالوفيات 4 / 291 ، طبقات ‹ صفحة 27 › الحفاظ : 346 ، وغيرها .
( 5 ) أبو بكر النقاش وطعن فيه الحافظ الكبير أبو بكر النقاش - المتوفى سنة 354 ه - فقد قال الحافظ الذهبي بعد أن رواه بترجمة أحمد بن محمد بن غالب الباهلي : وقال أبو بكر النقاش : وهو واه ( 1 ) . ترجمته : ترجم له الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ووصف ب العلامة المفسر شيخ القراء ( 2 ) . وهكذا ترجم له ووصفه بجلائل الأوصاف غيره من الأعلام . . . فراجع : تذكرة الحفاظ 3 / 908 ، تاريخ بغداد 2 / 201 ، المنتظم 7 / 14 ، وفيات الأعيان 4 / 298 ، الوافي بالوفيات 2 / 345 ، مرآة الجنان 2 / 247 ، طبقات الحفاظ : 371 .
( 6 )
ابن عدي وأورد الحافظ أبو أحمد ابن عدي ، المتوفى سنة 365 ه ، عن أنس بن مالك بترجمة حماد بن دليل في الضعفاء وعنه السيوطي في الجامع الصغير ، ونص هناك على أن هذا الحديث قد روى له حماد بن دليل إسنادين ، ولا يروي هذين الإسنادين غير حماد بن دليل . وقد تقدم ذكر عبارته كاملة ، حيث عرفت ما في الإسنادين المذكورين عند ابن ‹ صفحة 28 › عدي وغيره من الأئمة في الفصل الأول . ترجمه : والحافظ ابن عدي من أعاظم أئمة الجرح والتعديل لدى القوم . . . قال السمعاني بترجمته : كان حافظ عصره ، رحل إلى الإسكندرية وسمرقند ، ودخل البلاد وأدرك الشيوخ . كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله . قال حمزة بن يوسف السهمي : سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين ، قال : أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ فقلت : نعم ، فقال : فيه كفاية لا يزاد عليه ( 1 ) . وانظر : تذكرة الحفاظ 3 / 161 ، شذرات الذهب 3 / 51 ، مرآة الجنات 2 / 381 ، وغيرها .
( 7 )
أبو الحسن الدارقطني وقال الحافظ الشهير أبو الحسن الدارقطني - المتوفى سنة 385 ه - بعد أن أخرج الحديث بسنده عن العمري : لا يثبت ، والعمري هذا ضعيف ( 2 ) . ترجمته : وكتب الرجال والتاريخ مشحونة بالثناء على الدارقطني . . . قال الذهبي : الدارقطني - أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور ، صاحب التصانيف . . . . ذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ ‹ صفحة 29 › والفهم والورع ، وإماما في القراء والنحاة ، صادفته فوق ما وصف لي ، وله مصنفات يطول ذكرها . وقال الخطيب : كان فريد عصره ، وفزيع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته . . . . وقال القاضي أبو الطيب الطبري : الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث ! ! ( 1 ) . وقال ابن كثير : . . . . الحافظ الكبير ، أستاذ هذه الصناعة وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا . . . كان فريد عصره ونسيج وحده وإمام دهره . . . . وله كتابه المشهور . . . . وقال ابن الجوزي : قد اجتمع له معرفة الحديث والعلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر ، مع الإمامة والعدالة وصحة العقيدة ( 2 ) . وراجع : وفيات الأعيان 2 / 459 ، تاريخ بغداد 12 / 34 ، النجوم الزاهرة 4 / 172 ، طبقات الشافعية 3 / 462 ، طبقات القراء 1 / 558 ، وغيرها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 23 ›
( 1 ) فيض الغدير - شرح الجامع الصغير 2 / 56 . ( 2 ) الأنساب - الحنظلي . ‹ هامش ص 24 ›
( 1 ) الكامل في التاريخ 6 / 67 . ( 2 ) تذكرة الحفاظ 2 / 567 . ( 3 ) سير أعلام النبلاء 13 / 247 . ( 4 ) صحيح الترمذي 5 / 672 . ‹ هامش ص 25 › ( 1 ) تذكرة الحفاظ 2 / 228 . ( 2 ) سير أعلام النبلاء 13 / 554 .
‹ هامش ص 26 ›
( 1 ) الضعفاء الكبير 4 / 95 . ( 2 ) تذكرة الحفاظ 3 / 833 . ‹ هامش ص 27 › ( 1 ) ميزان الاعتدال 1 / 142 . ( 2 ) سير أعلام النبلاء 15 / 573 . ‹ هامش ص 28 ›
( 1 ) الأنساب - الجرجاني . ( 2 ) أنظر : لسان الميزان 5 / 237 . ‹ هامش ص 29 › ( 1 ) العبر 3 / 28 . ( 2 ) البداية والنهاية 11 / 317 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|